يعتبر
البعض:
أن إحياء المراسم العاشورائية من قبل الشيعة يؤدي إلى تأجيج معاني
الكره والبغض
لدى
الشيعة
وهو ما يؤثر برأيهم على الوحدة الإسلامية في وقت نحن في
أمس الحاجة إلى هذه الوحدة؟ ما رأيكم؟
روي عن
أبي جعفر عليه السلام أنه قال: >إذا أردت أن تعلم: أن فيك خيراً، فانظر
إلى قلبك، فإن كان يحب أهل طاعة الله عز وجل، ويبغض أهل معصيته، ففيك
خير، والله يحبك، وإذا كان يبغض أهل طاعة الله، ويحب أهل معصيته، ليس
فيك خير، والله يبغضك، والمرء مع من أحب..([1]).
وهذا
معناه:
أنه لا بد من حب أولياء الله، وبغض أعداء الله، كما لا بد من تولي
أولياء الله تعالى، والتبري من أعدائه، بل إن الله تعالى قد شرع أحكام
القتال والجهاد لأعدائه، وأعداء دينه، والمعلنين للحرب على أوليائه..
وكما أن
كره أعداء الله محبوب له، كذلك الحال بالنسبة للتعصب للحق وأهله فانه
محبوب له تعالى، والمذموم والمبغوض لله هو خصوص التعصب للباطل وأهله..
وبذلك
يتضح أنه لا بد للإنسان المؤمن من أن يكره اليزيدية التي تستحل
الحرمات، وتقتل النفس التي حرم الله، وتسبي كرائم الوحي والرسالة،
وتسعى لإطفاء نور الله، واستئصال أهل الخير والإيمان والصلاح..
بل إن
كل إنسان حر ونبيل يكره هذا النوع من الناس، ويرفض التعامل معه، وينأى
بنفسه عن أن ينسب إليه..
من أجل
ذلك نقول:
إننا نتوقع أن يشاركنا في مراسم رفض النهج اليزيدي، وتغذية روح الكره
والتمرد على الظالمين والجبارين كل حر ونبيل، وكل عاقل أبي، فنحن وأهل
السنة وكل الشرفاء في هذا العالم شركاء في مراسم عاشوراء، برءاء من
الظلم والظالمين، ومن الإجرام والمجرمين، وليكن ذلك هو رمز الوحدة
الإنسانية النابعة من فطرة الإنسان، والمنسجمة مع القيم والمثل العليا
التي يسعى البشر لنيلها، ويعملون في سبيل تأكيدها وترسيخها، كأسلوب
حياة، وكضمانة حقيقية للسعادة البشرية، والطمأنينة الإنسانية..
وإن كل من يزعم أن مراسم رفض الظلم والظالمين تزعج
أحداً، أو تسيء إلى جهة، أو إلى فريق، فإنما هو يتهم هذا الفريق، وتلك
الجهة، بحب الجريمة، وبنصرة الظالم، وتأييد الظلم.. ولن يرضى أحد أبداً
بأن يصنف في هذه الخانة حتى الظالم نفسه..
إن ما نعرفه عن أهل السنة أنهم كانوا وما زالوا يعلنون
رفضهم لجرائم يزيد ويقبحون فعله، ويرفضون نهجه، غير أن الفرق بينهم
وبين الشيعة إنما هو في طرائق هذا الإعلان وفي مستوياته..
فما معنى اعتبار المراسم العاشورائية مضرة بالوحدة
الإسلامية أو الإنسانية؟ ولماذا لا تكون أساساً لهذه الوحدة، ومنطلقاً
لها حسبما أوضحناه؟!
|