حول النشاط الاجتماعي للزهراء

   

صفحة :   

حول النشاط الاجتماعي للزهراء :

هذا.. ومن الأمور التي أثيرت، قولهم: إننا تحدثنا عن النشاط الاجتماعي للسيدة الزهراء «عليها السلام»، حين ناقشنا مقولة البعض إنه: «لا يجد في التاريخ ما يشير إلى نشاط اجتماعي للزهراء «عليها السلام» في داخل المجتمع الإسلامي إلا في رواية أو روايتين» ـ تحدثتا عن عدم إنشائها مؤسسات خيرية، أو عدم مشاركتها في جمعيات إنسانية وما إلى ذلك.

فاعتبروا ذلك تعريضاً بنشاطات البعض في هذا المجال، وكأنهم ـ يريدون أن يجدوا متمسكا لإظهار: أن الكتاب قد تعرض لجوانب شخصية، لا علاقة لها بالجانب العلمي الذي وضع الكتاب على أساسه.

كما أنهم اعتذروا عن ذلك البعض، بإنه إنما كان بصدد النقد والإدانة للتاريخ الظالم.

ونقول:

أولاً: إن اهتمام البعض بالمؤسسات الخيرية والإنسانية لا يعتبر إدانة له، ولا هو نقطة ضعف في حياته العملية، ليصح التعريض به.

ثانياً: إن القيام والتصدي لأمور من هذا القبيل والإهتمام بها ليس من الأمور الخاصة بهذا الفريق أو ذاك الفريق، بل إن ذلك يعتبر من صيغ العمل المتداولة لدى من يتعامل مع القضايا الاجتماعية، ولم نعترض على هذا النوع من العمل، وليس لدينا مشكلة في هذا الاتجاه.

ثالثاً: إن كل من قرأ بوعي وإنصاف ما كتبناه، قد فهم المعنى المراد، وإذا كان ثمة من يحتاج إلى توضيح فإننا نقول له: إننا قد تعرضنا لمناقشة المحتملات في دائرة مقتضيات الحياة الاجتماعية في ذلك العصر..

رابعاً: إننا لا نتصور إلا أن التاريخ قد ظلم الزهراء «عليها السلام»، كما ظلم كل أهل الحق وكل المخلصين، والعاملين في سبيل الله، لكن نفي وجود أكثر من رواية أو روايتين فيه يحتاج إلى إشراف كامل وتتبع تام للنصوص التاريخية في مختلف المؤلفات والمصنفات، وقد ذكرنا في الكتاب نماذج تفيد: أن من أطلق هذا القول لم يقم بهذا الاستقصاء ليصح منه طرح الموضوع بهذه الطريقة.

وخامساً: إن نفس هذا القائل يذكر للسيدة الزهراء «عليها السلام» في خطبه المختلفة والمتعددة الكثير من الأمور التي تقع في هذا السياق ـ كما صرح به بعض من تصدى للدفاع عنه ـ فما معنى هذا الحصر الدقيق للموضوع في رواية أو روايتين؟!

مع كوننا نجد هذه الأمور قد وردت في أكثر من ذلك، كما هو واضح.

 
   
 
 

موقع الميزان