إمكانية التمرد على البيئة والمحيط

   

صفحة :   

إمكانية التمرد على البيئة والمحيط:

أما فيما يرتبط بالمحيط والبيئة، فلسنا ننكر ما له من تأثير على روح الإنسان وسلوكه وأخلاقياته ونفسيته.

ولكننا نقول: إن ذلك ليس مطردا في جميع الناس، ولا هو حتمي الحصول، إلى درجة أن يفقد الإنسان معه إرادته، ويأسره، ويمنعه من الاختيار ويقيده عن الحركة باتجاه الخير، والصلاح، والنجاح والفلاح.

وقد أوضح القرآن الكريم لنا ذلك بما لا يدع مجالا للشك حينما تحدث عن نساء جعلهن مثلا يحتذى كمريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم ثم تحدث عن أخريات مثلا للعبرة والحذر كامرأة نوح ولوط.

فقد قال سبحانه وهو يتحدث عن إحدى زوجات النبي  «صلى الله عليه وآله»، كان النبي  «صلى الله عليه وآله» قد أسر إليها حديثا هاما جدا فأفشته وزادت فيه:

﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ([1]).

فنجده سبحانه قد ضرب مثلا للذين آمنوا ـ وليس لخصوص النساء المؤمنات ـ بآسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران.

وضرب مثلاً للذين كفروا ـ وليس لخصوص النساء الكافرات. بزوجتي نوح ولوط ـ ولتوضيح ذلك نقول:


 

([1]) الآيات 10 ـ 12 من سورة التحريم.

 
   
 
 

موقع الميزان