مفارقة أخرى لا مبرر لها:
وقد ذكر الكتاب:
أن الوزير نظام الملك، وكذلك العباسي، الذي كان يناظر
عن أهل السنة، وكذلك العلماء الذين كانوا معه، قد سكتوا، وأحجموا عن
الإجابة على سؤال حول سعي طلحة والزبير في قتل عثمان.
وعلق المؤلف على ذلك بقوله:
«ماذا يقولون؟!
أيقولون الحق؟!
/ صفحة 362 /
وهل الشيطان يسمح بالاعتراف بالحق؟!
وهل ترضى النفس الأمارة بالسوء أن تخضع للحق والواقع؟!
أتظن أن الاعتراف بالحق أم سهل وبسيط؟!.
كلا، إنه صعب جدا، لأنه يستدعي سحق العصبية الجاهلية،
ومخالفة الهوى، والناس أتباع الهوى وبالباطل، إلا المؤمنين، وقليل ما
هم؟!» ص109.
ونقول:
إننا ندعو القارئ الكريم للتأمل فيما يلي:
أ:
إن المؤلف نفسه قد وصف نظام الملك في أول الكتاب بقوله:
«كان رجلا حكيما فاضلا، زاهدا، عازفا في الدنيا، قوي الإرادة، يحب
الخير وأهله، يتحرى الحقيقة دائما» ص17.
ب:
إن الوزير نظام الملك كان قد أجاب على جميع الأسئلة التقريرية للملك،
مع أن الكثير منها كان أشد إحراجا له من هذا السؤال العادي جدا، حيث إن
بعضها يتعلق بالخليفتين الأولين أبي بكر، وعمر بالذات.
ج:
إن نظام الملك قد عاد واعترف للملك بصحة استدلال العلوي، فلما سأله عن
سبب سكوته في بادئ الأمر، قال: «لأني أكره أن أطعن في أصحاب رسول الله
«صلى الله عليه وآله»» ص11.
مع أنه هو نفسه قد أجاب بالايجاب حين طعن العلوي في
إيمان عمر (رض). وعمر عنده قد كان أعظم بكثير من طلحة، ومن عثمان
أيضاً، فراجع ص100.
/ صفحة 363 /
|