لماذا لا يضع الشيعة جميع مساجدهم على تربة الحسين عليه السلام؟!

   

صفحة : 5   

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لماذا لا يضع الشيعة جميع مساجدهم على تربة الحسين عليه السلام؟!

السؤال رقم 37:

يرى علماء الشيعة: أن أعضاء السجود في الصلاة ثمانية: «الجبهة، والأنف، والكفين، والركبتين، والقدمين» وهذه الأعضاء يجب أن تلامس الأرض في حال السجود([1]).

ثم يقولون بوجوب السجود على ما لا يؤكل ولا يلبس، ولذا يضعون التربة تحت جباههم([2]).

فلماذا لا يضع الشيعة تربة تحت كل عضو من أعضاء السجود؟!

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإننا نجيب بما يلي:

أولاً: لا يجب وضع طرف الأنف على الأرض في السجود، بل يستحب، فالمساجد الواجبة سبعة لا ثمانية..

ثانياً: إن السجود يتحقق بوضع الجبهة على الأرض، أما وضع الكفين، والركبتين، وإبهامي الرجلين، فليس له دخل في ماهية السجود.. ولكنها تعطي هيئة للساجد، وقد تدخل الشارع في هذه الهيئة، فاشترط وضع هذه المواضع على الأرض في خصوص الصلاة، ولم يشترط ذلك في غيرها، مثل السجود الواجب عند قراءة آيات العزائم في آخر سورتي النجم، والعلق، والسجدة التي في سورة فصلت الآية 38 وفي سورة السجدة الآية 15.

ولا تعتبر الطهارة في موضع إبهامي الرجلين والركبتين والكفين، وتعتبر الطهارة في موضع الجبهة، ولا يجوز السجود بمعنى وضع الجبهة على الملبوس والمأكول، ويجوز ذلك في الكفين والركبتين والرجلين الخ..

والسجود على التربة يدخل في هذا القسم من البحث، من حيث أن وضع الجبهة على التربة الحسينية له مزيد مثوبة وفضل.

ويشترط في مواضع السجود الإباحة أيضاً.

ثالثاً: لو فرضنا أن الشيعة أخطأوا ـ وهم لم يخطئوا ـ في هذا الحكم الشرعي الفرعي، فهل يعني ذلك بطلان إمامة علي «عليه السلام»، وسائر الأئمة الاثني عشر، أو بطلان عقيدة التشيع من أساسها بكل تفاصيلها؟!

وهل يصح الإشكال بالأمور الفقهية الفرعية لإبطال أصول العقيدة؟!

وهل يسمح المسلم للمسيحي أو اليهودي أن يعترض عليه بقوله: لِمَ تُحرِّم أكل لحم الخنزير، وشرب الخمر؟! ولماذا تُحرِّم حلق اللحية؟! قبل أن يحسم الأمر معه في موضوع التثليث والتوحيد، والنبوة، والقرآن، والإنجيل، وما إلى ذلك؟!

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..


 

([1]) «وسائل الشيعة» للحر العاملي (3/598).

([2]) انظر: «الجامع للشرائع» (ص70).

 
   
 
 

موقع الميزان