لعن بنـي أمية يقتضي لعن حفيد فاطمة عليها السلام..
لقد وجدنا أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن
عفان «رضي الله عنهم»، أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان
الله تعالى عنهم، فجدته هي فاطمة «رضي الله عنها»، وجده عثمان بن عفان
«رضي الله عنه»!
وهنا سؤال محرج للشيعة:
هل يصح عندهم أن يكون لفاطمة «رضي الله عنها» حفيدٌ
ملعونٌ؟! لأن بني أمية عند الشيعة ـ ومنهم محمد الذي ذكرناه سابقاً ـ
هم (الشجرة الملعونة في القرآن)!([1]).
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا لا نريد أن ندخل في التفاصيل.. بل نكتفي بقول ما
يلي:
أولاً:
إن أهل السنة هم الذين رووا لنا: أن المقصود بـ
﴿الشَّجَرَةَ
الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ﴾([2])
هم بنو أمية، كما عن يعلى بن مرة([3]).
وعن الإمام الحسن «عليه السلام»([4]).
وسعيد بن المسيب([5]).
وفي نص آخر:
هم الحكم وولده، كما عن ابن عمر([6]).
وعائشة([7]).
ثانياً:
إن الشيعة لا يكرهون الأشخاص بما هم أشخاص، وإنما يكرهون الأعمال
المخالفة للشرع والدين، سواء أصدرت من هاشمي، أو من أموي، أو من أية
قبيلة وجنس.
ثالثاً:
قلنا في زواج عمر لأم كلثوم أنه زواج كانت له ظرةفه الخاصه، ولم يتمكن
علي «عليه السلام» من مقاومة اصرار عمر لأكثر من سبب..
فمن الذي قال:
إن هذا التزويج لم يخضع لظروف قاهره، جعلت الإمام
مظطراً للقبول به.. وقد ذكرنا أن النبي أيضاً قد تزوج يعدد من نسائه
لأسباب تختلف وتتفاوت..
فالزواج لا يدل على أن دين الرجل كان هو الذي دعا إلى
التزويج.
رابعاً:
لقد كان ابن نوح ضالاً وقد هلك مع الهالكين، وقد ذكر الله قصته في
القرآن. كما أن زوجتي نوح ولوط كانتا من الهالكين أيضاً. وقد فعل أخوة
يوسف بأخيهم ما لا يرضاه الله تعالى، ولا يقره عاقل.
وأنتم تدعون:
أن أبوي النبي «صلى الله عليه وآله» كانا كافرين.. فأيهما أشد إحراجاً.
ما يقوله الشيعة في حق بعض أحفاد فاطمة، إذا لم يكن من أهل الإستقامة،
أم ما يقوله القرآن عن إخوة يوسف، وابن نوح، وزوجتي نوح ولوط.. وما
تقولونه أنتم عن آباء رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
خامساً:
إن كثيراً من الإطلاقات لا يكون المقصود بها التحديد، بل بيان حكم أو
حال الأكثرية الساحقة، فلا مانع من أن يكون بعض الأفراد خارجين من ذلك
العموم، وهذا كما تقول: أهل البلد الفلاني كرماء أو شجعان، فإن المقصود
هو أن الطابع العام لأهل ذلك البلد هو الشجاعة والكرم.. فلا مانع من أن
يكون فيهم بخيل أو جبان.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
([1])
انظر: «الكافي» (5/7)، «كتاب سليم بن قيس» (ص362).
([2])
الآية 60 من سورة الإسراء.
([3])
الدر المنثور ج4 ص191 عن ابن أبي حاتم، ولباب النقول للسيوطي
(ط دار الكتب العلمية) ص124 وتفسير الآلوسي ج15 ص107 وفتح
القدير ج3 ص240.
([4])
الدر المنثور ج4 ص191 عن ابن مردويه، وشرح نهج البلاغة
للمعتزلي ج16 ص16 وشواهد التنزيل ج2 ص457.
([5])
الدر المنثور ج4 ص191 عن ابن أبي حاتم، والبيهقي في الدلائل،
وابن مردويه، وابن عساكر، ولباب النقول للسيوطي (ط دار إحياء
العلوم) ص138 و (ط دار الكتب العلمية) ص124 وتفسير الآلوسي ج15
ص107.
([6])
الدر المنثور ج4 ص191 عن ابن أبي حاتم، وفتح الباري ج8 ص302
وتفسير الآلوسي ج15 ص107 ومناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه
ص164 وفتح القدير ج3 ص240.
([7])
الدر المنثور ج4 ص191 عن ابن مردويـه، وتفسير الآلـوسي ج15
ص107 = = وفتح القدير ج3 ص240.
|