صفحة : 304   

إنكار نسب رقية وأم كلثوم ومحبة العترة..

السؤال رقم 138:

يدعي الشيعة محبة آل البيت وعترة النبي ﷺ، ولكننا نجد عندهم ما يناقض هذه المحبة؛ حيث أنكروا نسب بعض العترة؛ كرقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله ﷺ! وأخرجوا العباس عم رسول الله ﷺ وجميع أولاده، والزبير ابن صفية عمة رسول الله ﷺ.

وهم لايوالون كثيراً من أولاد فاطمة «رضي الله عنها»؛ كزيد بن علي، وابنه يحيى، وإبراهيم وجعفر ابني موسى الكاظم، ويسبون جعفر بن علي أخي إمامهم الحسن العسكري.

ويعتقدون أن الحسن بن الحسن «المثنى»، وابنه عبدالله «المحض»، وابنه محمد «النفس الزكية» ارتدوا!

وهكذا اعتقدوا في إبراهيم بن عبد الله، وزكريا بن محمد الباقر، ومحمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن، ومحمد بن القاسم بن الحسين، ويحيى بن عمر.. الخ.

فأين ادعاء محبة آل البيت؟! ويشهد لذلك مقولة أحدهم: «إن سائر بني الحسن بن علي كانت لهم أفعال شنيعة، ولا تحمل على التقية»([1])! بل أعظم من هذا وأدهى.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..

فإننا نجيب بما يلي:

أولاً: إن الشيعة يقولون: إن المقصود بكلمة «أهل البيت» في آية التطهير هم خصوص أصحاب الكساء، وهم: علي وفاطمة والحسنان، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» سيدهم. وهؤلاء بالإضافة إلى الأئمة التسعة من ذرية الإمام الحسين «عليه السلام»، وهم بقية الأئمة الاثني عشر هم عترته «صلى الله عليه وآله»، الذين هم عدل القرآن في حديث الثقلين.

وجميع من عدا هؤلاء لا تشملهم الآيات ولا الوصايا التي وردت على لسان رسول الله «صلى الله عليه وآله».. ولا يصدق عليهم اسم العترة، ولا ينطبق عليهم اسم الأئمة الاثنا عشر، ولا أحد الثقلين، ولا أهل البيت «عليهم السلام».

فسائر الذرية معظمُّون ومكرمُّون عند الشيعة، إكراماً لله سبحانه، ولرسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولكن ليس لهم مقام العترة وأهل البيت «عليهم السلام»، وإنما ينظر إلى أعمالهم، فإن كانوا من أهل الصلاح والخير والفلاح، فإن إكرامهم يزيد بمقدار ما يظهر لهم من صلاح وسداد، وإن ظهر منهم خلاف ذلك، فلا بد من اتخاذ الموقف المناسب لأعمالهم.. مع المحافظة على حدٍّ أدنى من الإكرام إعظاماً لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ما لم يخرجوا من الإيمان بارتداد أو شبهة.

ثانياً: بالنسبة لرقية وأم كلثوم هناك بحوث علمية تثبت أنهن لسن بنات لرسول الله «صلى الله عليه وآله» على الحقيقة، بل بناته بالكفالة والتربية. وقد ألفت في ذلك كتب كثيرة، ونشرت بحوث عديدة.

فراجع: كتاب بنات النبي «صلى الله عليه وآله» أم ربائبه.. وكتاب: القول الصائب في إثبات الربائب.. وكتاب: البنات ربائب.. وغير ذلك.

وحتى لو كنّ بناته «صلى الله عليه وآله» على الحقيقة، فليس لهن مقام فاطمة الزهراء «عليها السلام»، كما تظهره النصوص المتواترة والمتفق عليها. ولسن من أهل البيت «عليهم السلام» الذين نزلت فيهم آية التطهير.

ثالثاً: لم يخرج الشيعة العباس وأولاده من أهل البيت «عليهم السلام»، بل رسول الله «صلى الله عليه وآله» هو الذي أخرجهم، كما أخرج جميع زوجاته بمقتضى حديث الكساء. كما أن العباس وأبناءه ليسوا من ذرية الرسول «صلى الله عليه وآله».

أما الزبير، فليس داخلاً فيهم من الأساس، مضافاً إلى ما صدر منه من عظائم، فقد نكث بيعة إمامه، وخرج عليه وحاربه وقتل بسببه عشرات الألوف. وليس هو من أهل البيت «عليهم السلام» الذين حدَّدهم حديث الكساء أيضاً الذين طهّرهم الله تطهيراً.. ولا من ذريّة رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

رابعاً: لقد ذكر السائل عدداً من أولاد فاطمة الزهراء «عليها السلام» وقال: إن الشيعة يبغضونهم. ونقول:

ألف: إن الشيعة لا يبغضون الأشخاص، وإنما يبغضون أعمالهم.

ب: لا يجد الشيعة في بعض من ذكرهم أي مغمزٍ، لا في شخصه ولا في أعماله، فزيد بن علي مثلاً يُعتبر عندهم من الأخيار الأبرار، ومن العلماء المجاهدين بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله تعالى..

خامساً: لا يعتقد الشيعة أن محمد بن عبد الله بن الحسن هو النفس الزكية.. بل النفس الزكية رجل يقتل في الكوفة قُبيل ظهور الإمام الحجة «عليه السلام». أو هو رجل هاشمي يقتل بين الركن والمقام([2]). وليس بين قتل النفس الزكية والظهور أكثر من خمس عشرة ليلة([3]).

ومحمد بن عبد الله بن الحسن إنما قتل في الحجاز في سنة 145 هـ.. لا أنه سيقتل قبيل ظهور الإمام «عليه السلام».

سادساً: أين ذكر الشيعة: أن من جملة عقائدهم ارتداد الحسن بن الحسن «المثنى» وابنه عبد الله المحض، وابنه محمد «النفس الزكية» وأخيه إبراهيم وزكريا.. الخ..؟!

والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..


([1]) تنقيح المقال (3/142).

([2]) بحار الأنوار ج52 ص220 والإرشاد للمفيد ج2 ص368.

([3]) إكمال الدين ج2 ص649 والغيبة للطوسي ص445 وإعلام الورى ص427 والإرشاد ج2 ص347 وبحار الأنوار ج52 ص203.

 
   
 
 

موقع الميزان