صفحة : 104   

لماذا لم يصحح المهدي كتاب الكافي؟!

السؤال رقم 164:

يعتقد فريق كبير من علماء الشيعة بأن كتابهم «الكافي» للكليني فيه الصحيح والضعيف والموضوع، ومن المقرر بين الشيعة أن هذا الكتاب قد عرض على مهديهم الغائب ـ كما يزعمون ـ فقال بأنه «كافٍ لشيعتنا»([1])، والسؤال: لماذا لم يعترض على ما فيه من الموضوعات؟!

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإننا نجيب بما يلي:

أولاً: إن حديث «الكافي كاف لشيعتنا» يحتاج إلى توثيق وإثبات، ولا يكفي إطلاق الكلام بمجرده في لزوم العمل به، ما لم يثبت صدوره عن المعصوم حتماً وجزماً، والحديث المشار إليه ليس له سند يمكن التحقق منه بصورة تثبت به حجيته أمام الله تعالى..

ثانياً: إن هذه الكلمة لو كانت صحيحة وصادرة عن الإمام جزماً، فإنها لا تعني لزوم العمل بكل رواية في كتاب الكافي مهما كانت، بل معناها: أن العمل بالكافي وفق الضوابط الصحيحة، سواء من حيث السند، أو من حيث الجمع بين الأحاديث المتعارضة، أو من حيث التأكد من عدم مخالفتها للقرآن كاف لعامة الناس، لأنه يحوي المسائل التي هي موضع الحاجة..

وبتعبير آخر: إذا عمل الناس بالروايات التي يكون سندها مرضياً، وليست فيها مشكلة أخرى تسقط حجيتها، فإن ما في الكتاب يكفيهم، سواء من حيث اشتماله على الأحكام التفصيلية التي تكثر الحاجة إليها، أو من حيث اشتماله على القواعد العامة، التي يستفاد منها في أكثر من مورد..

ثالثاً: إن مسألة عرض الكافي على الإمام المهدي «عليه السلام»، وتأييده لما فيه ليست من المقررات عند الشيعة، كما قال السائل.

رابعاً: لا شيء يثبت أن في الكافي أحاديث موضوعة، وإن كان لا خلاف في وجود أحاديث ضعيفة.. والحديث الضعيف وإن لم يكن حجة، ولكن لا دليل على أنه موضوع ومختلق.

على أن الحديث الضعيف قد يكون قرينة على المراد من غيره، كما أنه قد يكون جزأً من تواتر مفيد للقطع بالصدور..

والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..


([1])  مقدمة الكافي، لحسين علي، (ص25)، روضات الجنات للخوانساري، (6/109)، الشيعة لمحمد صادق الصدر، (ص 122).

 
   
 
 

موقع الميزان