صفحة : 292   

لو علم الحسين الغيب لكان منتحراً..

السؤال رقم 195:

الحسين «رضي الله عنه» (في دين الشيعة) يعلم الغيب كاملاً، فهل خرج منتحراً وأخذ معه أهله؟!

إن قلت: نعم، طعنت بالحسين واتهمته بقتل نفسه وأولاده.

وإن قلت: لا، نسفت عصمته وأسقطت إمامته.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإننا نجيب على هذا السؤال بما يلي:

أولاً: إن الإمام الحسين «عليه السلام» معصوم بنص آية التطهير، وحديث الكساء، وغيرها من الأدلة، ولا تقبل عصمته هذه النسف بأقاويل أيٍّ كان من النّاس..

فإذا لم يستطع السائل فهم الأحوال والأمور التي يشاهدها في أفعال المعصوم، سواء أكان نبياً أم إماماً، فليس له نقض مفهوم العصمة استناداً إلى عدم قدرته على الفهم. بل عليه أن يتمسك بما أثبته له الدليل الصريح، ويتجنب الشبهات ويرد أمرها إلى أهل العلم والبصيرة في الدين.

ثانياً: إن إمامة الحسين «عليه السلام» ثابتة أيضاً بقوله «صلى الله عليه وآله»: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا.. ولا يمكن لأحد نسف قول رسول الله «صلى الله عليه وآله».

ثالثاً: لا يقول الشيعة: إن الأئمة يعلمون الغيب كاملاً، بل هم يقولون: إن الله قد أعطى الأئمة «عليهم السلام» وأبلغهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» كل ما يحتاجون إليه في إمامتهم العامة للأمة، وفي حفظ الدين، وفي ما يعينهم، وكل ما له دخلٌ في مسؤولياتهم الكبيرة والخطيرة..

وأيضاً في كل ماله مساس بتربية نفوسهم وفي كمالهم، وفي سيرهم إلى الله سبحانه. وما عدا ذلك ـ مثل عدد رمال الربع الخالي مثلاً ـ فإنه إن شاء علمه، ولا يشاء ذلك إلا إذا كان له أثر، أو مساس بما ذكرناه.

رابعاً: إن إسماعيل الذبيح كان نبياً وكان أبوه إبراهيم الخليل «عليه السلام» نبياً أيضاً، فحين استسلم إسماعيل لأبيه، وطلب من أبيه أن يذبحه هل أقدم على الانتحار أم لا؟!

فإن قلت: نعم. طعنت بإسماعيل. واتهمته بالإقدام مختاراً على قتل نفسه بيد أبيه..

وإن قلت: لا. نسفت عصمته، وأسقطت نبوته..

خامساً: هل أغرى رسول الله «صلى الله عليه وآله» حمزة وجعفر بن أبي طالب، وجميع شهداء الإسلام بالانتحار، حين أمرهم بقتال المشركين، إذا كان يقدر أن يطلع على الغيب، ويعرف ما يجري لهم؟!

سادساً: قلنا: إن الإمام الحسين «عليه السلام» لم يأت للحرب، وإنما خرج من مكة صوناً لها، وحفظاً لحرمتها، لكي لا يغتاله بنو أمية فيها، وتهتك حرمتها، وإذ بهم يحاصرونه، ويجمعون الجيوش لقتله..

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..

 

   
 
 

موقع الميزان