خلف أستار الكعبة أم في داخلها؟!:

وقد حاول السيد هاشم معروف الحسني أن يبهم أمر ولادته «عليه السلام» في جوف الكعبة، فقال: «أطلَّ على هذه الدنيا من الكعبة، وقد جاءتها أمه فاطمة بنت أسد مستجيرة بالله، فلاذت إلى بعض جوانبها، وقد خشيت أن تراها عيون أولئك الذين اعتادوا الإجتماع في أمسياتهم إلى أروقة البيت وفي داخله، فانحازت ناحية، وتوارت عن عيونهم خلف أستار الكعبة» ثم ذكر ولادتها إياه هناك([1]).

ونقول:

1 ـ إن الكعبة لم تكن مجمعاً للناس في داخلها.. بل كانوا يجتمعون ولا يزالون في المسجد حولها.. فلماذا تهرب منهم إلى خارج الكعبة لتكون خلف استارها.. إلا إذا فرض أن المراد بالبيت هو المسجد الحرام كله..

2 ـ إن الأستار تجعل على ظاهر الكعبة، فتتدلى على جوانبها الخارجية من سطحها إلى الأسفل.. فإذا قيل: فلان متعلق بأستار الكعبة، فمعنى ذلك: أنه متعلق بها من الخارج.. فلماذا هذا الخلط في أمور معلومة لكل أحد؟!

3 ـ بعض الروايات قد صرحت: بأن جدار الكعبة قد انشق لفاطمة بنت أسد، فدخلتها. وبقيت في داخلها ثلاثة أيام.. وهي كما في المناقب مروية عن العباس بن عبد المطلب، وعن الحسن بن محبوب، عن الإمام الصادق «عليه السلام»([2]).

وفي نص آخر عن جابر ويزيد بن قعنب: فانفتح البيت ودخلت فيه، فإذا هي بحواء، ومريم، وآسية، وأم موسى، وغيرهن([3]).

4 ـ وتقدم قول الحاكم وغيره: «وقد تواترت الأخبار: أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» في جوف الكعبة»([4]).

5 ـ وقال ابن الصباغ وغيره: «ولدته بداخل البيت الحرام، أو بداخل الكعبة»([5]).

6 ـ وفي نص آخر: «فتح لها باب الكعبة»([6]).

وقد ذكر السيد المرعشي «رحمه الله» في ملحقات إحقاق الحق ج17 من ص364 إلى 374 في المتن والهامش طائفة كبيرة من القائلين بولادته «عليه السلام» في الكعبة، وليراجع أيضاً كتاب: علي «عليه السلام» وليد الكعبة وغير ذلك.


 

([1]) راجع: سيرة الأئمة الإثنى عشر للسيد هاشم معروف الحسني ج1 ص142.

([2]) راجع: بحار الأنوار ج35 ص17 و 36 وكشف الغمة ج1 ص125 وروضة الواعظين ص76 و 77 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص174 و (ط المكتبة الحيدرية سنة 1956م) ج2 ص21 وكشف اليقين للحلي ص18 وبشارة المصطفى ص7 و 8 وإزالة الخفاء (ط باكستان) ص251 ومرآة المؤمنين (ط الهند) ص21 والأمالي للصدوق ص165 ومعاني الأخبار ص62 وعلل الشرايع ج1 ص164 والخرائج والجرائح ج1 ص171 والأمالي للطوسي ج2 ص318 و (ط دار الثقافة ـ قم سنة 1414هـ) ص707 وحلية الأبرار ج2 ص21 ومدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ج1 ص47 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص235 والأنوار العلوية ص36 وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج1 ص53.

([3]) مناقب آل أبي طالب ج2 ص173 و 174 و (ط المكتبة الحيدرية سنة 1956م) ج2 ص22 والدر النظيم لابن حاتم العـاملي ص235 وبحـار الأنوار ج35 ص8 و 17 و 35 والأنوار العلوية ص36 والأنوار البهية ص67. وراجع: الأمالي للصدوق ص195 وعلل الشرائع ج1 ص135 ومعاني الأخبار ص62 وروضة الواعظين ص76 والأمالي للطوسي ص706 والثاقب في المناقب ص197 والخرائج والجرائح ج1 ص171 والمحتضر لابن سليمان الحلي ص264 وكتاب الأربعين للشيرازي ص60 والجواهر السنية للحر العاملي ص229 وحلية الأبرار ج2 ص21 ومدينة المعاجز ج1 ص46 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص312 وبشارة المصطفى ص26 وكشف الغمة ج1 ص61 وكشف اليقين ص17 والخصائص الفاطمية للكجوري ج2 ص98 وغاية المرام ج1 ص52 وتفسير البرهان ج3 ص107.

([4]) تقدمت مصادر ذلك.

([5]) الفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص171 ومحاضرة الأوائل للسكتواري ص79 والغدير ج6 ص22 وعبقرية الإمام علي «عليه السلام» للعقاد ص43 ونور الأبصار ص76 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» لأحمد الرحماني الهمداني ص148 و 526 و 527 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص489 و 490 والمجموع للنووي ج2 ص66 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص39 وروضة الواعظين للنيسابوري ص81 ومسار الشيعة (المجموعة) للشيخ المفيد ص36 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج3 ص38 و 48 والمصباح للكفعمي ص512 وبحار الأنوار ج35 ص23 وج39 ص48 والغدير ج7 ص347 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص202 وج7 ص387 وج9 ص123 ونقد الرجال للتفرشي ج5 ص319 وجامع الرواة للأردبيلي ج2 ص463.

([6]) تذكرة الخواص ج1 ص155.

 
     

فهــرس الكتــاب

     

موقع الميزان