النبي
’
لا يقتل أحداً؛ لماذا؟
وبعدما تقدم نقول:
لا ريب في أن قيام الإسلام
وحفظه يحتاج إلى جهاد وتضحيات، وأن في الجهاد قتلاً ويتماً، ومصائب
ومصاعب، ولم يكن يمكن لرسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يتولى بنفسه
كسر شوكة الشرك، وقتل فراعنته وصناديده.. لأن ذلك يوجب أن ينصب الحقد
عليه، وأن تمتلئ نفوس ذوي القتلى ومحبيهم، ومن يرون أنفسهم في موقع
المهزوم، بغضاً له، وحنقاً عليه..
وهذا يؤدي إلى حرمان هؤلاء من فرصة الفوز بالتشرف
بالإسلام، وسيؤثر ذلك على تمكّن بنيهم، وسائر ذويهم ومحبيهم من ذلك
أيضاً.. فقضت الرحمة الإلهية أن يتولى مناجزتهم من هو كنفس الرسول «صلى
الله عليه وآله»، الذي يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ألا وهو
أمير المؤمنين «عليه السلام»..
واقتضت هذه الرحمة أيضاً رفع بعض الأحكام الظاهرية
ـ دون الواقعية ـ المرتبطة بحبه وبغضه، وبأمر إمامته «عليه السلام»،
تسهيلاً من الله على الناس، ورفقاً بهم ـ رفعها ـ عن منكر إمامته «عليه
السلام»، وعن المقصر في حبه، ولكن بالشرطين المتقدمين وهما: وجود
الشبهة وعدم نصب العداء له، لأنه مع عدم الشبهة يكون من قبيل تعمد
تكذيب الرسول «صلى الله عليه وآله»، ومع نصب العداء يتحقق التمرد والرد
على الله سبحانه، كما قلنا..
|