ويمكن توضيح ذلك بأن نقول:
إن ولادته «عليه السلام»، في الكعبة المشرفة، أمر
صنعه الله تعالى له، لأنه يريد أن تكون هذه الولادة رحمة للأمة، وسبباً
من أسباب هدايتها.. وهي ليست أمراً صنعه الإمام علي «عليه السلام»
لنفسه، ولا هي مما سعى إليه الآخرون، ليمكن اتهامهم بأنهم يدبرون لأمر
قد لا يكون لهم الحق به، أو اتهامهم بالسعي لتأييد مفهوم اعتقادي، أو
لواقع سياسي، أو الانتصار لجهة أو لفريق بعينه، في صراع ديني، أو
اجتماعي، أو غيره..
ويلاحظ:
أن الله تعالى قد شق جدار الكعبة لوالدته «عليه السلام» حين دخلت، وحين
خرجت، بعد أن وضعته في جوف الكعبة الشريفة..
وقد جرى هذا الصنع الإلهي له «عليه السلام» حيث كان
لايزال في طور الخلق والنشوء في هذا العالم الجديد.. ليدل دلالة واضحة
على اصطفائه تعالى له، وعنايته به..
وذلك من شأنه أن يجعل أمر الإهتداء إلى نور ولايته
أيسر، ويكون الإنسان في إمامته أبصر..
ويتأكد هذا الأمر بالنسبة لأولئك الذين سوف تترك
لمسات ذباب سيفه «ذي الفقار» آثارها في أعناق المستكبرين والطغاة من
إخوانهم، وآبائهم، وعشائرهم، أو من لهم بهم صلة أو رابطة من أي نوع..
|