ثم إن هذا الرصيد الوجداني، قد هيأه الله لهم
ليختزنوه في قلوبهم وعقولهم من خلال النصوص القرآنية والنبوية التي
تؤكد فضل علي «عليه السلام» وإمامته، ثم جاء الواقع العملي ليعطيها
المزيد من الرسوخ والتجذر في قلوبهم وعقولهم من خلال مشاهداتهم،
ووقوفهم على ما حباه الله به من ألطاف إلهية، وإحساسهم بعمق وجدانهم
بأنه وليد مبارك، وبأنه من صفوة خلق الله، ومن عباده المخلصين.
وذلك سيجعلهم يدركون: أنه «عليه السلام»، لا يريد بما بذله
من جهد وجهاد في مسيرة الإسلام، إلا رضا الله سبحانه، وإلا حفظ مسيرة
الحياة الإنسانية، على حالة السلامة، وفي خط الاعتدال.. لأنها مسيرة
سيكون جميع الناس ـ بدون استثناء ـ عناصر فاعلة ومؤثرة فيها، ومتأثرة
بها..
وبذلك يصبح الذين يريدون الكون في موقع المخاصم له
«عليه السلام»، أو المؤلب عليه، أمام صراع مع النفس ومع الوجدان،
والضمير، وسيرون أنهم حين يحاربونه إنما يحاربون الله ورسوله.. ويسعون
في هدم ما شيده للدين من أركان، وما أقامه من أجل سعادتهم، وسلامة
حياتهم، من بنيان..
|