لاحظ ما يلي:

لماذا في غار حراء؟!:

وقد ذكر «عليه السلام» أنه كان مع النبي «صلى الله عليه وآله» حين يكون في حراء فيراه ولا يراه غيره، لم يكن «عليه السلام» مجرد متفرج على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، بل كان يشاركه في تعبده وتخشعه.

والذي نراه: أن تعبده «صلى الله عليه وآله» هو وعلي «عليه السلام» بحراء لم يكن عفوياً، بل كان له سبب هام جداً، وهو أن الأصنام قد وضعت حول الكعبة وفيها وعليها، فلم يكن يتعبد عندها أو فيها كراهة أن يتخيل أحد أنه إنما يسجد للأصنام، أو يخضع لها، أو أنه يُكِنُّ لها في نفسه شيئاً من الإحترام الذي يزعمونه.

ويلاحظ: أن بني هاشم وعلى رأسهم عبد المطلب وأبو طالب لا يُذْكَرُون في جملة المترددين على الكعبة، أو في جملة الذين يجلسون عندها، أو في جملة من كان يعظم تلك الأصنام، ربما لأنهم كانوا أيضاً على دين الحنيفية، ويريدون أن ينأوا بأنفسهم عن أن يتوهم في حقهم أي تقديس لتلك الأصنام.

 
     

فهــرس الكتــاب

     

موقع الميزان