وجود علي عليه السلام هو الأرجح

   

صفحة : 125-126  

وجود علي عليه السلام هو الأرجح:

إن الذي رافق النبي «صلى الله عليه وآله» في سفره ذاك، كان شخصاً واحداً كما يدل عليه ظاهر خطاب النبي «صلى الله عليه وآله» لمن كان معه، فإنه كان يتكلم مع شخص واحد، وهذا هو أيضاً ظاهر كلمات المؤرخين حيث ظهر منها أن المدافع عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والذي شج رأسه أيضاً شخص واحد..

فالقول بأن زيداً وعلياً «عليه السلام» معاً كانا مع النبي يصبح بعيد الإحتمال.

وربما يكون قول المدائني: إن كلا من زيد وعلي «عليه السلام» كان مع النبي قد جاء ليبرر ذكر زيد، حيث ظهر منه أن المدائني لم يقو على إنكار حضور علي «عليه السلام» ولم يرد إنكار وجود زيد، فلجأ إلى هذا الجمع الذي يكرس صحة قول الشيعة في علي، ويسجل اعتراف المدائني لهم بهذا الأمر، ولكنه يحاول التسويق لحضور غيره معه.

فإذا أضيف إلى ذلك ما نعرفه عن مناوئي علي «عليه السلام» من السعي الحثيث لإبعاده «عليه السلام» عن أي مقام هو له قدر الإمكان.. فإن ذلك يجعلنا نؤكد حضور علي «عليه السلام»، ونشك كثيراً في حضور غيره..

وربما يمكن تأييد ذلك ايضاً بأنه «عليه السلام» كان هو الذي رافقه إلى بني عامر بن صعصعة، وإلى بني شيبان، ولم يذهب معه زيد بن حارثة ولا غيره.

على أننا لا نجد مبرراً لتخلف علي «عليه السلام» عن النبي في أي مقام، إلا إذا رأى النبي «صلى الله عليه وآله» ضرورة لوجود علي «عليه السلام» في موقع آخر، ولم يظهر لنا هنا ذلك..

 
   
 
 

موقع الميزان