وبعد ما تقدم،
لا يصغى لقول
ابن الجوزي
، وابن كثير
، وابن
تيمية
: إن حديث سد
الأبواب ليس بصحيح.
أو أنه من وضع الرافضة
([1]).
فإن تواتر هذا
الحديث في كتب أهل السنة
،
وتصحيح حفاظهم لكثير من طرقه، ورواية العشرات من الصحابة له، أي نحو
ثلاثين صحابياً
وربما أكثر.
إن ذلك لا يمكن أن يخفى على أحد.
وإذا جاز:
أن يضع
الرافضة
مثل هذا
الحديث، ويدخلوه في عشرات الكتب والمسانيد، فإنه لا يمكن الوثوق بعد
هذا بأي حديث، ولا كتاب، ولا بأي حافظ من أهل السنة
.
هذا بالإضافة
إلى ما في هذه الدعوى من رمي أمة بأسرها بالبله والتغفيل الذي لا غاية
بعده.
ويكفي أن
نذكر:
أن
العسقلاني بعد أن ذكر ستة من الأحاديث في سد الأبواب إلا باب علي، قال:
«وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً،
وكل طريق منها صالح للإحتجاج، فضلاً
عن مجموعها»([2]).
ثم ذكر:
أن ابن الجوزي
لم
يورد الحديث إلا من طريق سعد بن أبي وقاص
، وزيد
بن أرقم
، وابن عمر
،
مقتصراً
على بعض طرقه عنهم، وأعله ببعض من تكلم فيه من رواته([3]).
وقال
العسقلاني
أيضاً بعد أن ذكر بعض طرقه:
«فهذه الطرق المتظاهرة (المتضافرة) من روايات الثقات
تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية، وهذه غاية نظر المحدث»([4]).
وقال:
«فكيف يدَّعى الوضع على الأحاديث الصحيحة بمجرد
التوهم؟! ولو فتح هذا الباب لادُّعي في كثير من الأحاديث الصحيحة
البطلان، ولكن يأبى الله ذلك والمؤمنون»([5]).
([1])
اللآلي المصنوعة للسيوطي ج1 ص347 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص501
والبحر الرائق ج1 ص341 وتذكرة الموضوعات ص94 ومنهاج السنة ج3
ص9 والقول المسدد ص19 و 11 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص363 ـ
367 وفتح الباري ج7 ص13 عن ابن الجوزي، ووفاء الوفاء ج2 ص476.
([2])
فتح الباري ج7 ص13 وراجع: إرشاد الساري ج6 ص85 وراجع: القول
المسدد ص20 ووفاء الوفاء ج2 ص476 والغدير ج3 ص209 وتحفة
الأحوذي ج10 ص112 وفيض القدير ج1 ص120.
([4])
القول المسدد ص23 و (ط عالم الكتاب) ص30 واللآلي المصنوعة ج1
ص350 عنه باختلاف يسير في اللفظ، والغدير ج3 ص211 وغاية المرام
ج6 ص244.
([5])
القول المسدد ص24 و 25 و (ط عالم الكتاب) ص32 وراجع ص19 وعنه
في اللآلي المصنوعة ج1 ص350.
|