صفحة : 105-106   

النواصب وحديث سد الأبواب:

وبعد ما تقدم، لا يصغى لقول ابن الجوزي ، وابن كثير ، وابن تيمية : إن حديث سد الأبواب ليس بصحيح.

أو أنه من وضع الرافضة ([1]).

فإن تواتر هذا الحديث في كتب أهل السنة ، وتصحيح حفاظهم لكثير من طرقه، ورواية العشرات من الصحابة له، أي نحو ثلاثين صحابياً وربما أكثر. إن ذلك لا يمكن أن يخفى على أحد.

وإذا جاز: أن يضع الرافضة مثل هذا الحديث، ويدخلوه في عشرات الكتب والمسانيد، فإنه لا يمكن الوثوق بعد هذا بأي حديث، ولا كتاب، ولا بأي حافظ من أهل السنة .

هذا بالإضافة إلى ما في هذه الدعوى من رمي أمة بأسرها بالبله والتغفيل الذي لا غاية بعده.

ويكفي أن نذكر: أن العسقلاني بعد أن ذكر ستة من الأحاديث في سد الأبواب إلا باب علي، قال: «وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً، وكل طريق منها صالح للإحتجاج، فضلاً عن مجموعها»([2]).

ثم ذكر: أن ابن الجوزي  لم يورد الحديث إلا من طريق سعد بن أبي وقاص ، وزيد بن أرقم ، وابن عمر ، مقتصراً على بعض طرقه عنهم، وأعله ببعض من تكلم فيه من رواته([3]).

وقال العسقلاني أيضاً بعد أن ذكر بعض طرقه: «فهذه الطرق المتظاهرة (المتضافرة) من روايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية، وهذه غاية نظر المحدث»([4]).

وقال: «فكيف يدَّعى الوضع على الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم؟! ولو فتح هذا الباب لادُّعي في كثير من الأحاديث الصحيحة البطلان، ولكن يأبى الله ذلك والمؤمنون»([5]).


 

([1]) اللآلي المصنوعة للسيوطي ج1 ص347 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص501 والبحر الرائق ج1 ص341 وتذكرة الموضوعات ص94 ومنهاج السنة ج3 ص9 والقول المسدد ص19 و 11 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص363 ـ 367 وفتح الباري ج7 ص13 عن ابن الجوزي، ووفاء الوفاء ج2 ص476.

([2]) فتح الباري ج7 ص13 وراجع: إرشاد الساري ج6 ص85 وراجع: القول المسدد ص20 ووفاء الوفاء ج2 ص476 والغدير ج3 ص209 وتحفة الأحوذي ج10 ص112 وفيض القدير ج1 ص120.

([3]) فتح الباري ج7 ص13.

([4]) القول المسدد ص23 و (ط عالم الكتاب) ص30 واللآلي المصنوعة ج1 ص350 عنه باختلاف يسير في اللفظ، والغدير ج3 ص211 وغاية المرام ج6 ص244.

([5]) القول المسدد ص24 و 25 و (ط عالم الكتاب) ص32 وراجع ص19 وعنه في اللآلي المصنوعة ج1 ص350.

 
   
 
 

موقع الميزان