إن قول النبي
«صلى
الله عليه وآله»
عن علي
«عليه
السلام»:
إنه
مني وأنا منه، لا بد أن نتدبر معناه ومغزاه.
وهو قريب من قوله
«صلى
الله عليه وآله»:
حسين
مني وأنا من
حسين. أي أنهم نور واحد، بعضهم من بعض.
أمير المؤمنين
«عليه السلام» من شجرة النبي، وسائر الناس من شجر شتى، هذه الشجرة التي
أصلها ثابت وفرعها في السماء. وهو «عليه السلام» من طينة رسول الله
«صلى الله عليه وآله»، لحمه لحمه، ودمه دمه. وهو من النبي «صلى الله
عليه وآله» سلوكاً،
وعقيدة، ومبدأ، ونضالاً،
وأدباً،
وخلوصاً،
وصفاء، الخ..
كما أن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي صنع علياً، وعلّمه، وربّاه،
وأدّبه.
ومن الجهة الأخرى،
فإن النبي «صلى الله عليه وآله» أيضاً من علي، حيث إن الوجود الحقيقي
للنبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» إنما هو بوجود دينه، ومبدئه، وفكره،
وعقيدته، وسلوكه، ومواقفه، ورسالته؛ فهذا النبي بما له من صفة النبوة
المتضمنة لحمل الرسالة هو من علي، وعلي «عليه
السلام»
هو الذي سوف يبعثه من جديد من خلال إحيائه لمبادئه، وفضائله، وآدابه،
وعلومه، وغير ذلك.
وهكذا كان؛
فلولا علي «عليه السلام» لم يبق الإسلام، ولا حفظ الدين.
حتى إننا
نجد أحدهم يصلي خلف علي «عليه السلام» مرة؛ فيقول:
إنه ذكره بصلاة رسول الله «صلى الله عليه وآله»([1]).
هذه الصلاة التي لم يبق منها إلا الأذان، وحتى الأذان
غيروه([2]).
ويلاحظ هنا:
أنه
«صلى الله عليه وآله» قدم قوله: (إنه مني)، تماماً
كما قدم قوله: «حسين
مني»،
لأن صناعة النبي «صلى الله عليه وآله» لهم سابقة على إحيائهم لدينه.
فعقائد، ونهج، وفكر، ونفسية، ودين، وخصائص، وآداب النبي «صلى الله عليه
وآله»، لسوف يبعثها علي والحسين
«عليهما السلام»؛ وهكذا العكس.
ومن هنا صح
للنبي
«صلى
الله عليه وآله»
أن يقول:
أنا وأنت يا علي أبوا هذه الأمة([3]).
كما أنه ليس
من البعيد أن يكون جبرئيل
«عليه
السلام» كان يستفيد ويتعلم من النبي «صلى الله عليه وآله» ومن علي «عليه
السلام»،
ولأجل ذلك قال: وأنا منكما.
وقد ناشدهم أمير المؤمنين بهذه القضية بالذات في الشورى([4])،
وذلك يؤكد مغزاها العميق، ومدلولها الهام.
([1])
راجع: صحيح البخاري (ط دار الفكر) ج1 ص191 و 200 وصحيح مسلم (ط
دار الفكر) ج2 ص8 وأنساب الأشراف (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص180
والسنن الكبرى للبيهقي ج2 ص68 و 134 والسنن الكبرى للنسائي ج1
ص227 و 352 وكنز العمال ج8 ص143 عن عبد الرزاق، وابن أبي شيبة،
والمعجم الكبير للطبراني ج18 ص126 والجامع لأحكام القرآن ج1
ص172 والمصنف للصنعاني ج2 ص63 والمجموع للنووي ج3 ص398 ومسند
أبي داود ص111 ومسند أبي عوانة ج2 ص105 والإستذكار لابن عبد
البر ج1 ص414 ومسند أحمد ج4 ص428 و 429 و 440 و 441 و 444 و
400 و 415 و 392 في موضعين و 432 والغـديـر ج10 ص202 و 203
وكشف الأستار عن مسند البزار ج1 ص260 والبحر الزخار ج2 ص254
وسنن النسائي (ط دار الفكر) ج3 ص2 وسبـل
الهـدى
والـرشـاد
ج8 ص113 والتمهيد لابـن
عبد الـبر
ج9
= =
ص176 وعمدة القاري ج6 ص59 و 100 وسنن أبي داود ج1 ص192 وعون
المعبود ج3 ص45 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص603.
([2])
شرح الموطأ للزرقاني ج1 ص221 وتنوير الحوالك ج1 ص93 ـ 94 عن
الباجي، وراجع مصادر ذلك في الجزء الأول من كتابنا
الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله».
([3])
راجع: تفسير البرهان ج1 ص369 ومعاني الأخبار 52 و 118 وعيون
أخبار الرضا ج2 ص85 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج1 ص91 وعلل الشرائع
ص127 وكمال الدين ص261 والأمالي للصدوق ص65 و 411 و 755
والميزان ج4 ص357 وبحار الأنوار ج16 ص95 و 364 وج23 ص128 و 259
وج26 ص264 و 342 وج36 ص6 و 9 و 11 و14 و 255 وج38 ص92 و 152
وج39 ص93 وج40 ص45 وج66 ص343 وكتاب الأربعين للماحوزي ص238
والمراجعات=
=
ص286 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص149 وج18 ص311 و312 ومستدرك
سفينة البحار ج9 ص264 وج10 ص455 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص300
وروضة الواعظين ص322 وخاتمة المستدرك ج5 ص14 والغارات للثقفي
ج2 ص717 و 745 وكنز الفوائد للكراجكي ص186 والعمدة لابن
البطريق ص345 والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص133 وسعد السعود
ص275 والعقد النضيد والدر الفريد ص70 والمحتضر للحلي ص73
والصراط المستقيم ج1 ص242 و 243 وكتاب الأربعين للشيرازي ص47 و
74 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» للهمداني ص76 و 787
ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» للعطاردي ج1 ص80 و 221
وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للنجفي ج7 ص243
وتفسير أبي حمزة الثمالي ص159 والتفسير المنسوب للإمام العسكري
«عليه السلام» ص330 والصافي ج1 ص150 وج4 ص165 و 166 وج5 ص52
وج6 ص12 و 13 و 520 ونور الثقلين ج4 ص237 و 238 وكنز الدقائق
ج1 ص286 وج2 ص440 ومفردات غريب القرآن للراغب ص7 وتفسير
الآلوسي ج22 ص31 وبشارة المصطفى ص97 و 254 ونهج الإيمان ص625 و
629 وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج1 ص74 و 128 وينابيع
المودة ج1 ص370 واللمعة البيضاء ص81 و 123 ومشارق أنوار اليقين
ص43 و 289 وغاية المرام ج1 ص177 و 250 وج2 ص179 و 211 وج3 ص70
وج5 ص118 و 122 و 299 و 301 و 303 وج6 ص66 و 155 و 166 و 167
وج7 ص128 وشـرح
إحقـاق
الحـق
(الملحقـات)
ج4 ص100 و 227 و 366 وج5
= =
ص95 وج7 ص216 وج13 ص77 وج15 ص518 و 519 وج20 ص230 وج22 ص280 و
282 و 346 وج23 ص580 و 621.
|