ظهرت إختلافات
كثيرة في الروايات التي ذكرناها، وفي سواها مما لم نذكر، مما تعرض لهذه
الحادثة.. فلاحظ ما يلي:
1 ـ
هل بعث النبي «صلى الله عليه وآله» هذه السرية إلى قضاعة، وعاملة،
ولخم، وجذام، وكانوا مجتمعين؟!([1]).
أو إلى قضاعة فقط([2]).
أو إلى بني سليم([3]).
أو بعث عمرو بن العاص يستنفر العرب إلى الشام؟!([4]).
2 ـ
هل المقتولون من الأعداء حين هاجمهم علي «عليه السلام» مئة وعشرون
رجلاً، والسبايا منهم مئة وعشرون ناهداً؟!([5]).
أم قتل منهم ستة، أو سبعة، ثم انهزموا؟!([6]).
3 ـ
هل المحرض لأبي بكر وعمر على الإعتراض على علي في مسيره في الطريق
الوعر هو عمرو بن العاص؟!([7]).
أم هو خالد بن الوليد؟!([8]).
4 ـ
هل اعترض أبو بكر وعمر، وابن العاص على المنزل الذي أنزلهم فيه علي
«عليه السلام»([9]).
أم اعترضوا على الطريق التي سلكها بهم؟!([10]).
5 ـ
من الذي أخبر النبي «صلى الله عليه وآله» بجمع الأعـداء، وبعددهم، وبما
تعاقدوا عليه؟!
هل هو جبرائيل؟!([11])
أم رجل أَعرابي؟!([12]).
6 ـ
هل أغار علي «عليه السلام» على الأعداء عند الفجر؟!([13])
أم عند السحر؟!([14]).
7 ـ
هل خرج إلى أبي بكر مئتا رجل، فكلموه، وخوفوه، فرجع؟!([15])
أم أنه لما صار إلى الوادي، وأراد الإنحدار هاجموه، وهزموه، ثم أرسل
إليهم عمر فهزموه، ثم عمرو بن العاص فكذلك؟!([16]).
8 ـ
هل تمكن علي من كبس المشركين وهم غارون فظفر بهم؟!([17])،
أم أنهم سمعوا صهيل خيله فولوا هاربين؟!([18]).
أم أنه لم يباغتهم، بل خاطبهم، وأخبرهم أن النبي «صلى
الله عليه وآله» أرسله إليهم، فأجترأوا عليه وقاتلوه؟!([19]).
9 ـ
هل ذهبت السرية إلى وادي اليابس؟!([20])
أو أنها ذهبت إلى وادي الرمل؟!([21]).
10 ـ
هل فر المشركون بمجرد سماعهم صهيل خيل علي «عليه السلام»؟!([22])
أو أنهم فروا بعد أن كلمهم علي، وأخبرهم بأن النبي «صلى الله عليه
وآله» أرسله إليهم؟!([23]).
11 ـ
بعض النصوص اقتصرت على أن عمرو بن العاص هو المهاجم، لأولئك القوم،
الذي دوَّخ البلاد.
وفي بعضها:
أنه أرسل عمر ففشل، فأرسل علياً «عليه السلام»، فكان الفتح على يديه([24]).
وفي بعضها:
أرسل أبا بكر، وعمر، وعلياً([25]).
وفي بعضها:
أرسل رجلاً من المهاجرين ثم رجلاً من الأنصار، ثم علياً «عليه السلام»([26]).
وفي بعضها:
أرسل أبا بكر، ثم عمر، ثم ابن العاص، ثم علياً([27]).
ونص آخر:
يذكر أبا بكر، ثم عمر، ثم خالداً، ثم علياً([28]).
13 ـ
وهل كان عدد أفراد السرية خمس مئة مقاتل، مئتان منهم جاء بهم أبو عبيدة
مدداً لعمرو بن العاص؟!([29]).
أو كان العدد أربعة آلاف؟!([30])،
أو سبع مئة مقاتل؟!([31]).
أو أنه أرسل ثمانين رجلاً مع علي أخرجتهم له القرعة؟!([32]).
14 ـ
وهل إن أبا بكر وعمر عادا إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، ولم يباشرا
قتالاً، كما في رواية القمي؟!..
أم أن أولئك القوم خرجوا إلى أبي بكر فهزموه، وقتلوا من
المسلمين جمعاً كثيراً؟!([33]).
15 ـ
هل يبعد موقع هذا الحدث عن المدينة اثنتي عشرة مرحلة؟!([34])
أو أربع عشرة؟!([35])
أو خمس مراحل؟!([36]).
أم أنها كانت أقرب من ذلك، حيث كان المشركون قد جعلوا
رقباءهم فوق جبالهم ينظرون إلى كل عسكر يخرج من المدينة إليهم؟!([37])،
أم أنهم كانوا من بني سليم، وكانوا قريبين من الحرة؟!([38]).
16 ـ
وهل حدث ذلك قبل مؤتة؟! أو بعدها؟! أو سنة سبع؟!([39])،
أو ثمان في جمادي الآخرة؟! أو بعد قريظة، وقبل المريسيع؟!([40]).
فإن كانت سنة
سبع، أو قبل المريسيع، فلا يتلاءم ذلك مع قولهم: إن إسلام عمرو بن
العاص كان سنة ثمان.
كانت تلك
طائفة من الإختلافات بين الروايات، وهناك اختلافات أخرى أعرضنا عنها
اكتفاءً بما ذكرناه.. وهذه الإختلافات وإن أمكن معالجة قسم منها، ولكن
القسم الآخر لا بد أن يبقى على لائحة الإنتظار.
وربما يمكن
القول بأن هناك أكثر من واقعة حدثت، وقد تشابهت في بعض الخصوصيات، وظهر
التباين في البعض الآخر.
وفي جميع
الأحـوال لا بـد من معالجـة بعض ما ورد في هـذا المقام، فنقول:
([1])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص168 عن البلاذري.
([2])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص167 والمغازي للواقدي ج2 ص770 وعيون
الأثر ج2 ص171 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص131 وفتح الباري
ج8 ص59 وعمدة القاري ج18 ص13 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة)
ج3 ص199.
([3])
بحار الأنوار ج20 ص308 وج21 ص77 و 80 وج36 ص178 وتفسير فرات
ص592 وكشف اليقين ص151 وتأويل الآيات ج2 ص840 و 841 ومناقب آل
أبي طالب ج1 ص174 والإرشاد للمفيد ج1 ص162 وكشف الغمة ج1 ص230.
([4])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص167 والمغازي للواقدي ج2 ص770 وتاريخ
مدينة دمشق ج2 ص23 وأسد الغابة ج4 ص116 وتاريخ الأمم والملوك
ج2 ص314 والبداية والنهاية ج4 ص311 و 312 وج5 ص238 والسيرة
النبوية لابن هشام ج4 ص1040 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص516
وج4 ص435 وفتح الباري ج8 ص59.
([5])
تفسير فرات ص592 وبحار الأنوار ج21 ص84 عنه.
([6])
بحار الأنوار ج21 ص81 والإرشاد للمفيد ج1 ص116 وإعلام الورى
ص116 و 117 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص576 وأعيان الشيعة ج1
ص285 ومنهاج الكرامة ص167.
([7])
بحار الأنوار ج21 ص77 و 78 وج36 ص179 وج41 ص92 والخرائج
والجرائح ج1 ص167 والإرشاد ج1 ص164 وتأويل الآيات ج2 ص842 وكشف
اليقين ص151 و 152.
([8])
بحار الأنوار ج21 ص82 وج41 ص92 وتفسير فرات ص591.
([9])
بحار الأنوار ج21 ص82 وج36 ص179 وج41 ص92 وتفسير فرات ص591
وشجرة طوبى ج2 ص295.
([10])
الإرشاد ج1 ص164 وتأويـل
الآيـات
ج2 ص842 وكشف اليقين ص151
= =
و 152
وكشف الغمة ج1 ص231 وبحار الأنوار ج21 ص77 و 78.
([11])
بحار الأنوار ج21 ص68 وتفسير القمي ج2 ص434 ونور الثقلين ج5
ص652 وتفسير الصافي ج5 ص362 وتأويل الآيات ج2 ص844.
([12])
بحار الأنوار ج21 ص77 و 80 والإرشاد ج1 ص114 و 162 وكشف الغمة
ج1 ص230 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص844.
([13])
راجع: بحار الأنوار ج21 ص76 و 77 و 79 و 83 وج41 ص92 والأمالي
للشيخ ص259 و 260 وشجرة طوبى ج2 ص295 وتفسير فرات ص602 ومناقب
آل أبي طالب ج2 ص329 والخرائج والجرائح
ج1 ص168 والإرشاد ج1 ص165 والمستجاد من كتاب الإرشاد ص103 وكشف
الغمة ج1 ص232.
([14])
بحار الأنوار ج1 ص83 و 84 وتفسير فرات ص592.
([15])
بحار الأنوار ج21 ص69 و 70 وتفسير القمي ج2 ص435 وتفسير فرات
ص599 وتفسير الصافي ج5 ص362 وإعلام الورى ص116 و 117 وتأويل
الآيات ص845 ونور الثقلين ج5 ص653.
([16])
بحار الأنوار ج21 ص78 وج36 ص179 وج41 ص92 والإرشاد ج1 ص163
ومناقب آل أبي طالب ج2 ص328 والمستجاد من كتاب الإرشاد ص101 و
102 وتأويل الآيات ج2 ص840 وكشف الغمة ج1 ص231 وكشف اليقين
ص151.
([17])
بحار الأنوار ج21 ص79 و 84 وتفسير فرات ص593 ص602 والخرائج
والجرائح ج1 ص168 وراجع: الإرشاد ج1 ص165 والمستجاد من كتاب
الإرشاد ص103.
([18])
بحار الأنوار ج21 ص83 وج41 ص93 وتفسير فرات ص592 ومناقب آل أبي
طالب ج2 3 ص329.
([19])
بحار الأنوار ج21 ص81 والإرشاد للمفيد ج1 ص116 وإعلام الورى
ص116 و 117 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص576.
([20])
بحار الأنـوار ج21 ص68 وشـجرة طوبى ج2 ص295 وتفسـير القمي ج2 =
= ص434 وتفسير فرات ص599 والتفسير الصافي ج5 ص362 والتفسير
الأصفى ج2 ص1469 وبحوث في تاريخ القرآن للزرندي ص51 وتأويل
الآيات ج2 ص844.
([21])
مستدرك الوسائل ج4 ص161 وبحار الأنوار ج20 ص308 وج21 ص80
وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص574 وإعلام الورى ج1 ص382 وكشف
الغمة ج1 ص230 والإرشاد ج1 ص162 والمستجاد من كتاب الإرشاد
ص100 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص174 والنص والإجتهاد ص336 وكشف
اليقين ص151 وتأويل الآيات ج2 ص840.
([22])
بحار الأنوار ج21 ص83 وج41 ص93 وتفسير فرات ص592 ومناقب آل أبي
طالب ج2 3 ص329.
([23])
بحار الأنوار ج21 ص81 والإرشاد للمفيد ج1 ص116 وإعلام الورى
ص116 و 117 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص576.
([24])
بحار الأنوار ج21 ص75 والأمالي للشيخ ص259 و 260 والصافي
(تفسير)
ج5
ص361 والتفسير الأصفى ج2 ص1469.
([25])
بحار الأنوار ج21 ص68 وتفسير القمي ج2 ص434 وتأويل الايات ج2
ص844 ونور الثقلين ج5 ص652 وتفسير الصافي ج5 ص362.
([26])
بحار الأنوار ج21 ص80 وراجع ص66 والإرشاد للمفيد ج1 ص114
وإعلام الورى ص116 و 117 ومجمع البيان ج10 ص528 و 529 وموسوعة
التاريخ الإسلامي ج2 ص574.
([27])
بحار الأنوار ج21 ص77 وج41 ص92 والخرائج والجرائح ج1 ص167
والإرشاد ج1 ص163 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص328 والمستجاد من
كتاب الإرشاد ص101 وكشف الغمة ج1 ص231.
([28])
بحار الأنوار ج21 ص82 وتفسير فرات ص591.
([29])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج6 ص167 و 168 والمغازي للواقدي ج2
ص770 وتاريخ الخميس ج2 ص175 وعن عيون الأثر ج2 ص171 وعن فتح
الباري ج8 ص59 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص131 وغير ذلك
كثير.
([30])
بحار الأنوار ج21 ص67 ـ 73 وتفسير القمي ج2 ص435 وتفسير فرات
ص599 والتفسير الصافي ج5 ص362 ونور الثقلين ج5 ص652 وتأويل
الآيات ج2 ص844.
([31])
بحار الأنوار ج21 ص80 و 82 والإرشاد للمفيد ج1 ص114 و 117 وعن
إعلام الورى ص116 و 117 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص575.
([32])
بحار الأنوار ج21 ص77 ـ 79
و 83 و 84 وج36 ص178 وراجع: الإرشاد للمفيد ج1 ص164 ـ 166
وتفسير فرات ص592 والمستجاد من كتاب الإرشاد ص101 وكشف اليقين
ص151 وتأويل الآيات ج2 ص840 وكشف الغمة ج1 ص23.
([33])
الإرشاد للمفيد ج1 ص163 وبحار الأنوار ج21 ص78 عنه ومناقب آل
أبي طالب ج2 ص328 والمستجاد من كتاب الإرشاد ص101 وموسوعة
التاريخ الإسلامي ج2 ص577 وكشف الغمة ج1 ص231.
([34])
معجم البلدان ج2 ص15 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص479 وكتاب العين
للفراهيدي ج5 ص342.
([35])
راجع: فتح الباري ج8 ص448 وشرح النووي على صحيح مسلم (ط دار
الكتاب العربي) ج15 ص45 و (ط دار الفكر) ص58 وتحفة الأحوذي (ط
دار الفكر) ج5 ص312 وج8 ص405 و (ط دار الكتب العلمية) ج5 ص310
وج8 ص402 وشجرة طوبى ج2 ص312 وعون المعبود ج1 ص174 وعمدة
القاري ج9 ص64 ومجمع البحرين ج1 ص265.
([36])
بحار الأنوار ج21 ص77 والخرائج والجرائح ج1 ص168.
([37])
بحار الأنوار ج21 ص77 والخرائج والجرائح ج1 ص167.
([38])
الإرشاد للمفيد ج1 ص163 ـ 165 وبحار الأنوار ج21 ص77 ـ 79 و 83
= =
و 84
عنه، وعن تفسير فرات ص592 والمستجاد من كتاب الإرشاد ص101 وكشف
الغمة ج1 ص231.
([39])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص172 وتاريخ الخميس ج2 ص75 والنص
والإجتهاد ص336 عن السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص272 و 274 وعن
الكامل لابن الأثير ج2 ص156 والسيرة الحلبية ج3 ص190 وراجع:
معجم قبائل العرب ج3 ص974 وعن فتح الباري ج8 ص58.
([40])
بحار الأنوار ج21 ص80.
|