صفحة : 150   

على نفسها جنت براقش:

وقد لوحظ في الرواية أيضاً: أن الأعداء أعلنوا إصرارهم على الحرب، وتوعدوه بأنهم قاتلوه ومن معه.. فلم يعد أمامهم سوى الإعداد والإستعداد للمواجهة، وتوقع أن يلتمس المسلمون ـ الذين يسمعون منهم هذا التهديد ـ غرَّتهم، وأن يوردوا عليهم ضربتهم عند أية فرصة تلوح لهم.

وليس لهم أن يستسلموا للأماني، وأن يأمنوا جانب عدوهم، فإن ترصد غفلتهم، والسعي لخديعتهم، هو غاية الحزم، والتدبير الذكي الذي يستحق عليه التقدير والثناء، لأنه يحفظ بذلك أهل الإيمان، ويبعد عنهم شر أهل الطغيان، ويبطل كيدهم.

كما لا بد أن يعتمد عنصر السرعة التي لا تترك للعدو مجالاً لإلتقاط أنفاسه، ويفقده القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب..

وبذلك يتمكن من تسديد الضربات السريعة والمؤثرة في تدمير قدرات العدو بأقل الخسائر في جانب أهل الإيمان..

وهكذا كان، فإنه لم يصب من أهل الإيمان إلا رجلان..

 
   
 
 

موقع الميزان