علي
عليه السلام
لا يحتكر النصر:
وعلي «عليه
السلام» الذي حقق المعجزات في تاريخه الجهادي الطويل، ولاسيما حين قلع
باب خيبر، وجعله ترساً يدفع به ضرب السيوف، وطعن الرماح، ثم حمله
جاعلاً منه معبراً عن الخندق للجيش، بالإضافة إلى أعظم الإنجازات
القتالية في بدر، وأُحد، والأحزاب، وقريظة، والنضير، وما إلى ذلك..
إن علياً هذا لا يتهدد الأعداء بقوته، ولا يذكر لهم مواقفـه هذه، بل
يكتفي باستنكار تهديد الأعداء له، ثم هو يستعين بالله، وبالملائكة،
وبالمسلمين عليهم، ويخبرهم بأن كل حول وقوة لديه إنما هـو من الله، وبه
سبحانه وتعالى..
وهذا يعطي
المسلمين نفحة روحية، ويذكرهم بنصر الله لهم في بدر، حين أمدهم
بالملائكة وفي سائر المواطن. ولا بد أن يحدث هذا التذكير ارتعاشاً
قوياً وبلبلة حقيقية في قلوب الكافرين، وطمأنينة وسكينة في قلوب
المؤمنين، لأن له سابقة أثبتت صحة هذا المنطق وقوته، وظهرت نتائجه
نصراً مؤزراً في حروب صعبة وهائلة، لابد أن تبقى على مر الأجيال تتمثله
كحدث تاريخي فريد، وكيوم من أيام الإسلام مجيد..
ولا بد أن
يترك إشراك علي
«عليه
السلام»
للمسلمين في هذا العمل الجهادي أثراً طيباً في نفوسهم.. لأن الذي
يعطيهم هذا الوسام هو نفس علي الذي لا يرتاب أحد في مقامه الجهادي
والإيماني العظيم، ولا يشك في صدقه، وفي تجربته، وخبرته بالحرب.
وستكون
لشهادته هذه قيمة كبيرة لديهم، ولابد أن يهتم كل أحد في أن يحصل على
أدنى لفتة من علي، أعظم مجاهد على وجه الأرض، فكيف بما هو أعظم، وأكرم
وأفخم..
يضاف إلى ذلك:
أن هذا المنطق العلوي، الذي أوضح: أن الله وملائكته سوف يساهمون في
تسجيل هذا النصر، لابد أن يصعِّب على المتخاذلين، وعلى غيرهم اتخاذ
قرار الانسحاب من المعركة، وسيفرض على الجميع بذل جهد، ودرجة تحملٍ
وصبرٍ أعلى وأكبر مما اعتادوا عليه في سائر الحالات..
|