قال الصالحي الشامي:
عن علي «عليه
السلام» قال: انطلق رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى أتى بي إلى
الكعبة، فقال: «اجلس»، فجلست بجنب الكعبة، فصعد رسول الله «صلى الله
عليه وآله» على منكبي، فقال: «انهض»، فنهضت، فلما رأى ضعفي تحته قال:
«اجلس»، فجلست.
ثم قال:
«يا
علي، اصعد على منكبي»، ففعلت، فلما نهض بي خيّل إلي: لو شئت نلت أفق
السماء.
فصعدت فوق
الكعبة، وتنحى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال:
«ألق صنمهم الأكبر»، (وفي نص آخر: لما ألقى الأصنام، لم يبق إلا صنم
خزاعة([1]))
وكان من نحاس، موتد بأوتاد من حديد إلى الأرض، فقال رسول الله «صلى
الله عليه وآله»: «عالجه»، ويقول لي: «إيه إيه» ﴿جَاءَ
الحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾([2]).
فلم أزل
أعالجه حتى استمكنت منه.
وقيل:
إن هذا الصنم كان من قوارير صفر، (وقيل: من نحاس([3])).
وفي نص آخر:
أنه «صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام»: ارم به، فحمله رسول
الله «صلى الله عليه وآله» حتى صعد، فرمى به فكسره، فجعل أهل مكة
يتعجبون، ويقولون: ما رأينا أسحر من محمد([4]).
«ثم إن علياً
«عليه السلام» أراد أن ينزل، فألقى نفسه من صوب الميزاب، تأدباً وشفقة
على النبي «صلى الله عليه وآله».
ولما وقع على الأرض تبسم، فسأله النبي «صلى الله عليه وآله» عن تبسمه.
فقال:
لأني ألقيت نفسي من هذا المكان الرفيع، وما أصابني ألم.
قال:
كيف يصيبك ألم وقد رفعك محمد، وأنزلك جبريل»؟!([5]).
وفي نص آخر:
أنه «صلى الله عليه وآله» قال: يا علي، اصعد على منكبي، واهدم الصنم.
فقال:
يا رسول الله،
بل اصعد أنت، فإني أكرمك أن أعلوك.
فقال «صلى الله عليه
وآله»:
إنك لا تستطيع حمل ثقل النبوة، فاصعد أنت..
إلى أن قال:
ثم نهض به.
قال
علي «عليه السلام»:
فلما نهض بي، فصعدت فوق ظهر الكعبة الخ..([6]).
وجاء في نص آخر قوله «صلى الله عليه وآله» لعلي
«عليه السلام»:
لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا، ولكن قف
يا علي، فضرب بيده إلى ساقيه، فرفعه حتى تبين بياض إبطيه، ثم قال: ما
ترى يا علي؟!
قال:
أرى أن الله قد شرفني بك، حتى لو أردت أن أمس السماء
لمسستها الخ..([7]).
وفي نص آخر:
قال علي «عليه السلام»: أراني كأن الحجب قد ارتفعت، ويخيل إليَّ أني لو
شئت لنلت أفق السماء.
فقال رسول
الله «صلى الله عليه وآله»:
طوبى لك تعمل للحق، وطوبى لي أحمل للحق([8]).
([1])
السيرة الحلبية ج3 ص86 و (ط دار المعرفة) ج3 ص30 وتاريخ الخميس
ج2 ص86.
([2])
الآية 81 من سورة الإسراء.
([3])
راجع: نظم درر السمطين ص125 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص236 وتأويل
الآيات ج1 ص286 وغاية المرام ج4 ص311 وشرح إحقاق الحق ج23 ص362.
([4])
السيرة الحلبية ج3 ص86 و (ط دار المعرفة) ج3 ص30 وتاريخ الخميس
ج2 ص86 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص287 وجوامع الجامع ج2
ص389.
([5])
تاريخ الخميس ج2 ص86 عن الزرندي، والصالحاني، ومناقب الإمام
علي لابن المغازلي ص202 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص395 ومناقب آل
أبي طالب ج1 ص403 وبحار الأنوار ج38 ص78 ومستدرك سفينة البحار
ج6 ص274 ونهج الإيمان ص609 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص692
وج18 ص162 و 163 و 168.
([6])
السيرة الحلبية ج3 ص86 و (ط دار المعرفة) ج3 ص29.
([7])
المناقب لابن المغازلي ص202 والمناقب المرتضوية ص188 وبحار
الأنوار ج38 ص86 وكشف اليقين ص447 والطرائف ص80 والعمدة
لابن البطريق ص364 و 365 وغاية المرام ج6 ص279 وشرح إحقاق الحق
(الملحقات) ج8 ص687 وج18 ص164.
([8])
تاريخ الخميس ج2 ص86 وإحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص162.
|