وقد علمنا أن خالداً قد فعل ببني جذيمة ما فعل، فلماذا
لم يعاقبه «صلى الله عليه وآله».. ولماذا عاد فولاه في هذه الغزوة
أيضاً؟!
ونجيب:
أولاً:
إن فعل خالد كان محفوفاً بالشبهة في مرحلة الظاهر، لأنه ادعى أن الذين
قتلوا كانوا على الكفر. وإنما تدرأ الحدود بالشبهات..
ثانياً:
قد كان ثمة حاجة لإشراك قريش في حسم الأمور في المنطقة، لأن ذلك يطمئن
الكثيرين إلى أن أحداً لن يحاسبهم على قبولهم الإسلام. ولن يجعل ذلك
ذريعة للتنكيل بهم، أو الإنتقام منهم، أو اتهامهم بالتسبيب للهزيمة،
وما إلى ذلك..
ولا سيما في مناطق اليمن التي تكون مكة أقرب إليها من
المدينة.. ويرى أهلها منقطعون عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، الذي
قد يحتاجون لحمايته من المكيين، لو حدث ما يقتضي ذلك.
|