صرح بريدة:
بأنه رأى النبي «صلى الله عليه وآله» قد غضب غضباً لم يره غضب مثله،
إلا يوم قريظة والنضير..
وكيف لا يغضب «صلى الله عليه وآله»، وهؤلاء يصرون على
الطعن في خير خلق الله من بعده. والمجاهد الذي يقذف نفسه في لهوات
الأخطار في سبيل الله.. وقد أظهر الله فضله وكراماته وآياته الباهرة في
عشرات المناسبات والآيات..
كما أن آياته الجهادية الباهرة في بدر، وأحد، والخندق،
وخيبر، وحنين، وذات السلاسل وغير ذلك لا تخفى على أحد.
ورغم ما بذله «صلى الله عليه وآله» من جهد في إعلام
الناس بحق علي «عليه السلام»، ونزول الآيات في الثناء عليه، وإظهار
فضله، وتأكيد ولايته، فإنهم يصمون آذانهم، ويطبقون أعينهم، ويقفلون
قلوبهم وعقولهم عن ذلك كله..
ومن الواضح:
أن هذا العناد منهم، مع هذا الكم الهائل من الدلالات، ومع الوعد
والوعيد الإلهي لهم يوازي هدم أساس الإسلام، وتقويض أركانه.
وهذا هو سر هذا الغضب الشديد الذي رآه بريدة في وجه
رسول الله «صلى الله عليه وآله».
|