هناك من حاول الطعن في سند حديث الغدير، ولكن بصورة
عشوائية وأهوائية، وهم إما لم يقدموا أي دليل على رفضهم لهذا الحديث،
أو قدموا دليلاً، لا أساس له من الصحة.. فلاحظ ما يلي:
1 ـ
زعم التفتازاني
: أن أكثر الذين تنسب إليهم رواية حديث الغدير لم يرووه
على الحقيقة([1]).
وهذا تحكم غير مقبول، ودعوى بلا دليل، ولا مبرر له من
الناحية العلمية..
2 ـ
زعم ابن تيمية
: أنه لا ريب في كذب هذا الحديث([2]).
وهذا كسابقه، من حيث إنه محض دعوى لم يقدم دليلاً
عليها، ولو جاز رد الأحاديث بهذه الطريقة لبطل الدين، ومحقت شريعة سيد
المرسلين..
كما أنه لو جاز رد الأحاديث التي لها هذه الأسانيد
الصحيحة والمتواترة كما سنرى، فإنه لا يمكن إثبات أية حقيقة على
الإطلاق..
3 ـ
وثمة من طعن في حديث الغدير، واعترف بصحة الدعاء: وهو قوله «صلى الله
عليه وآله»: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وقال: لم يخرِّج غير
أحمد
إلا الجزء الأخير من قوله: «اللهم وال من والاه إلخ..»([3]).
وهذا الكلام أيضاً تحكم باطل.. وأدنى مراجعة للمصادر
تظهر ذلك، على أن نفس هذا الدعاء الذي اعترف بصحته كاف في إثبات إمامته
«عليه السلام».. فإن من يكون كذلك هو الذي يصلح لمقام الإمامة، بل يكون
هو الإمام دون سواه، ولا سيما قوله «صلى الله عليه وآله»: وانصر من
نصره، واخذل من خذله..
4 ـ
وثمة من يقول: «لم يروه علماؤنا»([4])،
ويقول: «لا يصح من طريق الثقات»([5]).
وهذا كذب صراح، فإن المصادر التي تقدمت تكفي في إثبات
زيفه..
5 ـ
ومثله قول بعضهم: «لم يذكره الثقات من المحدثين»([6])
إذا ما أكثر الثقات الذين رووه وذكروه..
6 ـ
وهناك من يزعم: أنه لم يخرجه إلا أحمد
في مسنده([7]).
وكل ذلك تحكم جائر، وتمحل غبي، يظهر عواره للعيان، حتى
للعميان، فضلاً عن العوران والحولان..
([1])
شرح المقاصد ج5 ص274.
([2])
منهاج السنة ج4 ص85.
([3])
الغدير ج1 ص315 عن نجاة المؤمن لمحمد محسن الكشميري.
([4])
الغدير ج1 ص315 عن ابن حزم في المفاضلة بين الصحابة.
([5])
الغدير ج1 ص315 والفصل في الملل والأهواء والنحل ج4 ص148 وعنه
في منهاج السنة ج4 ص86.
([6])
الغدير ج1 ص316 عن السهام الثاقبة لسبط ميرزا مخدوم بن عبد
الباقي.
([7])
الغدير ج1 ص315 عن نجاة المؤمن لمحمد محسن الكشميري.
|