بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بديع السماوات وفاطرها، وساطح المدحيات
وقادرها، وموطد الجبال وثاغرها، ومفجر العيون وباقرها، ومرسل الرياح
وزاجرها، وناهي القواصف وآمرها، ومزين السماء وزاهرها، ومدبر الأفلاك
ومسيرها، ومقسم المنازل ومقدرها، ومولج الحنادس ومنورها، ومحدث الأجسام
ومقررها، وباري النسم ومصورها، ومنشئ السحاب ومسخرها، ومكور الدهور
ومكررها، ومورد الأمور ومصدرها، وضامن الأرزاق ومدبرها ومنشئ الرفاة
ومنشرها.
أحمده على آلائه وتوافرها، وأشكره على نعمائه وتواترها،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تؤدي إلى الإسلام
ذاكرها، ويؤمن من العذاب ذاخرها، وأشهد أن محمداً عبده الخاتم لما سبق
من الرسالة وفاخرها، ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها «صلى
الله عليه وآله»، أرسله إلى أمة قد شغل بعبادة الأوثان سايرها، واعلنكس
بضلالة دعاة الصلبان ظاهرها، وتفحم لحج في الجهالة سايرها، وفجر بعمل
الشبهات فاجرها، وأن بعيان ذل الخسران متجر تاجرها، وهدر عن لسان
الشيطان بقبول نقم طائرها، والتثم آكام لجام الأحجام بزخرف الشقايق مكر
ماكرها. فأبلغ «صلى الله عليه وآله» في النصيحة وافرها، وأغاص بحار
الضلالة وغامرها، وأنار من منار أعلام الهداية دوائرها (ومنابرها)،
ومحا بمعجزات القرآن دعوة الشيطان ومكاثرها، وأرغم معاطس غواة العرب
وكافرها، حتى أصبحت دعوته بالحق ينطق ناصرها، والشريعة المطهرة للعباد
(إلى المعاد) يفخر فاخرها «صلى الله عليه وآله»، درجة العليا وطيب
عناصرها.
أيها الناس، سار المثل، وحقق العمل، وكثر الوجل، واقترب
الأجل، وصمت الناطق، وزهق الزاهق، وحقق الحقايق، ولحق اللاحق، وثقلت
الظهور، وتفاقمت الأمور، وحجب المستور، وأحجم المغرور، وأرغم المالك،
ومنعت المسالك، وسلك المالك، وهلك الهالك، وعمت الفترات، ووكدت
الحسرات، وبغت العثرات، وكثرت الغمرات، وقصر الأمد، وتأود الأود، ودهش
العدد، وأوجس الفند، وهيجت الوساوس، وذهبت الهواجس، وعيطل العساعس،
وخذل الناقس، ومجت الأمواج، وخفت العجاج، وضعفت الحجاج، واطرح المنهاج،
واشتد الغرام، والحف العوام، ودلف القيام، وازدلف الخصام، وتفرقت
العرب، وامتد الطلب، وصحب الوصب، ونكص الهرب، وطلبت الديون، وبكت
العيون، وغبن المغبون، وأردحت المنون، وشاط الشطاط، وهاط الهياط، وامتط
العلاط، وعجز المطاع، ولظد الدفاع، واظلم الشعاع، وصمت الأسماع، وذهب
العفاف، ووعد الخلاف، وسمج الإنصاف، وامتزج النفاف، واستحوذ الشيطان،
وعظم العصيان، وتلقب الخصيان، وحكمت النسوان، وفدحت الحوادث، ونفث
النافث، وعبث العابث، وعجم الوابث، ووهدت الاصرار، ومجست الأفكار، وعطل
اللزار، ونافر الإعجاز، واختلفت الأهواء، وعظمت البلوى، واشتدت الشكوى،
واستمرت الدعوى، وقرض القارض، ولحظ اللاحظ، ولمظ اللامظ، وعض الشاقظ،
وتلاحم الشداد، ونفذ الإحاد، وعز النفاذ، وبل الرذاذ، وعجت الفلاة،
وسبسب الغلاة، وجعجع الولاة، وبخست المقلاة، ونصل الباذخ، ووهم الناسخ،
وتهجرم السابخ، ولعج النافخ، وزلزلت الأرض، واجتلى الغض، وضبضب الغرض،
وكثر المخض، وكبتت الأمانة، وبدت الخيانة، وعزت الديانة، وخبثت
الصيانة، وأنجد العيص، وأراع القنيص، وكثر القميص، وكثكث المحيص، وقام
الأدعياء، وقعد الأولياء، واخسبت الأغنياء، ونالت الأشقياء، ومالت
الجبال، وأشكل الإشكال، وشبع الكربال، ومنع الكمال، وساهم الشحيح،
وقهقر الجريح، وأمعن الفصيح، واخرنطم الصحيح، وكفكف النزوع، وحدحد
البلوغ، وتفتق المربوع، وتكتك المولوع، وفدفد الموعور، وندند الديجور،
وآزر المأزور، وانكب المستور، وعبس العبوس، وكسكس الهموس، ونافس
المفلوس، واحلب الناموس، وزعزع الشقيق، وجرسم الأنيق، وصحب الطريق،
وثور الفريق، وزاد الزائد، وماد المائد، وقاد القائد، وغاد الغايد، وحد
الحدود، ومد المدود، وسد السدود، وكد الكدود، وأظل الظليل، ونال
المنيل، وغل الغليل، وفصل الفصيل، وشت الشتات، ونصح النيات، وشمت
الشمات، وأصر الديات، ووكد الهرم، وقصم القصم، وسبب الوصم، وسدم الندم،
وأرب الذاهب، وذاب الذائب، ونجم الثاقب، ووصب الواصب، وأزور القرآن،
واحمر الدبران، وسدس السرطان، وربع الزبرقان، وثلث الحمل، وساهم الزحل،
وينبه الثول، وأقل الفرار، ومنع الوخار، وأبت الأقدار، ومنع الوجار،
وكملت الفترة، وسدت الهجرة، وعذت الكسرة، وغمرت الغمرة، وظهرت الأفاطس،
وفحم الملابس، ويؤمهم الكساكس، ويقدمهم العبابس، فيكدحون الجزائر،
ويقدحون العشائر، ويملكون السرائر، ويهتكون الحرائر، ويحدثون الكيسان،
ويخربون خراسان، ويفرقون الحليسان، ويلحون الرويسان، ويهدمون الحصون،
ويظهرون المصون، ويقطفون الغصون، ويفرأون الحصون، ويفتحون العراق،
ويمتحون الشقاق، ويسيرون النفاق، بدم يراق. فآه ثم آه لتعريض الأفواه،
وذبول الشفاه.
قال سلمان: ثم إن مولانا علي بن أبي طالب «عليه السلام»
التفت يميناً وشمالاً، وتنفس الصعداء، وتأوه أنيناً، وتململ حزيناً.
فقام إليه سويد بن نوفل الهلالي،
وكان من لفيف الخوارج وقال:
يا أمير المؤمنين، أنت حاضر بما تقول، وعالم بما أخبرت.
فالتفت إليه، فرمقه بعين الغضب، فظننا أن السماء قد
انفطرت، والأرض قد زلزلت.
ثم قال له:
ثكلتك الثواكل، ونزلت بك النوازل يا بن الجبان الجابث،
والمكذب الناكث، عقرك الفشل، ولاح لك الهبل. أما والله ما آمنت
بالرسول، ولن تؤمن بوصيه. بك تصدر عن الدخول سيقصر بك الطول، ويغلبك
الغول، فلتعتبر العقول تأويل ما أقول.
أنا آية الجبار، أنا حقيقة الأسرار، أنا دليل السماوات،
أنا أنيس المسبحات، أنا خليل جبرئيل، أنا صفي ميكائيل، أنا قائد
الأملاك، أنا سمندل الأفلاك، أنا سائق الرعد، أنا شاهد العهد، أنا شين
الصراح، أنا حفيظ الألواح، أنا قطب الديجور، أنا بقيل بيت المعمور، أنا
رمية القواصف، أنا مفتاح العواصف، أنا منزل الكرامة، أنا أصل الإمامة،
أنا شرف الدوائر، أنا مؤثر المآثر، أنا كيوان المكان، أنا شأن
الامتحان، أنا شهاب الإحراق، أنا مواثق الميثاق.
أنا عصام الشواهد، أنا عتيد الفراقد، أنا شعاع العساعس،
أنا جون الشوامس، أنا فلك اللجج، وأنا حجة الحجج، أنا سماك البهو، أنا
مطية العفو، أنا خير الأمم، أنا فضل ذي الهمم، أنا باب الأبواب، أنا
مسبب الأسباب، أنا ميزان الحساب، أنا المخبر عن الذات، أنا المبرهن
بالآيات، أنا الأول في الدين، أنا الآخر في اليقين.
أنا الباطن على الكفار، أنا الظاهر في الأسرار، أنا
البرق اللموع، أنا السقف المرفوع، أنا مقبل الحساب، أنا مسدد الخلايق،
أنا محقق الحقايق، أنا جوهر القدم، أنا مرتب الحكم، أنا نصب الأمل، أنا
عامل العوامل، أنا مولج اللذات، أنا مجمع الشتات، أنا الأول والآخر،
أنا الباطن والظاهر، أنا قمر السرطان، أنا شعر الذبرقان، أنا أسد
النثرة، أنا سعد الزهرة، أنا مشتري الكواكب، أنا زحل الثواقب، أنا
غفران الشرطين، أنا ميزان البطين، أنا حمل الإكليل، أنا عطارد التفضيل،
أنا قوس العراك، أنا فرقد السماك، أنا مريخ القران، أنا عيون الميزان،
أنا حارس الإشراق، أنا جناح البراق، أنا جامع الآيات، أنا سر الخفيات،
أنا زاجر البحر، أنا قسطاس القطر، أنا صاحب الجديدين.
أنا أمير النيرين، أنا آية النصرة، أنا خلاصة العصرة،
أنا عروة الجديدين، أنا خيرة النيرين، أنا محط القصاص، أنا جوهر
الإخلاص، أنا سماك الجبال، أنا معدم الآمال، أنا مفجر الأنهار، أنا
معذب الثمار، أنا حام الأنف، أنا شارف الشرف، أنا مفيض الفرات، أنا
معرب التوراة، أنا هداية الملك، أنا عذوبة الأنهار، أنا لذيذ الثمار،
أنا عفيف الطوية، أنا نمحك البرية، أنا نجاة الفلك، أنا غياث الملك،
أنا مبين الصحف، أنا يافث الكثف، أنا ثاقب الكسف، أنا ذخيرة الشور، أنا
مصفح الزبور، أنا مؤول التأويل، أنا مفسر الإنجيل، أنا أم الكتاب، أنا
فصل الخطاب.
أنا صراط الحمد، أنا أساس المجد، أنا محيي البررة، أنا
فصول البقرة، أنا مثقل الميزان، أنا صفوة آل عمران، أنا علم الأعلام،
أنا جملة الأنعام، أنا خامس الكساء، أنا تبيان النساء، أنا صاحب
الإيلاف، أنا رجال الأعراف، أنا محجة الفال، أنا صاحب الأنفال، أنا
مدير مائدة الكرم، أنا توبة الندم، أنا الصاد والميم، أنا ثعبان الكليم.
أنا سر إبراهيم، أنا محكم الرعد، أنا سعادة الجد، أنا
علانية المعبود، أنا مستنبط هود، أنا نخلة الجليل، أنا آية بني
إسرائيل، أنا مخاطب أهل الكهف، أنا محبوب الصف، أنا الطريق الأقوم، أنا
موضع مريم، أنا سورة لمن تلاها، أنا تذكرة أول طه، أنا ولي الأولياء،
أنا الظاهر مع الأنبياء، أنا ولي الأنبياء، أنا مفضل ولد الأنبياء، أنا
صاحب النهج، أنا عصمة المحج، أنا موصوف النون، أنا نور المسجون، أنا
مكر الفرقان، أنا آلاء الرحمن، أنا محكم الطواسين، أنا إمام الياسين،
أنا حاء الحواميم، أنا قسم ألم، أنا سايق الزمر، أنا آية القمر.
أنا راقب المرصاد، أنا ترجمة الصاد، أنا صاحب النجم،
أنا راصد الرجم، أنا جانب الطور، أنا باطن الصور، أنا عتيد قاف، أنا
واضع الأحقاف، أنا مؤيد الصافات، أنا مساهم الذاريات، أنا متلو سبأ
والواقعة، أنا أمان الأحزاب، أنا مكنون الحجاب، أنا بر القسم، أنا
كهيعص، أنا فاطر النافعة، أنا الرحمة النافعة، أنا باب الحجرات، أنا
حاوي المفصلات، أنا وعد الوعيد، أنا مثال الحديد، أنا وفق الأوفاق، أنا
علامة الطلاق، أنا ضياع البراق، أنا ن والقلم، أنا مصباح الظلم، أنا
سؤال متى، أنا الممدوح بهل أتى، أنا النبأ العظيم، أنا الصراط
المستقيم، أنا زمان المطول، أنا محكم الفصل، أنا عذوبة القطر، أنا
مأمون السور، أنا جامع الآيات، أنا مؤلف الشتات، أنا حافظ القرآن، أنا
تبيان البيان.
أنا شقيق الرسول، أنا بعل البتول، أنا سيف الله
المسلول، أنا عمود الإسلام، أنا منكس الأصنام، أنا صاحب الإذن، أنا
قاتل الجن، أنا ساقي العطاش، أنا النائم على الفراش.
أنا شيث البراهمة، أنا يافث الأراكمة، أنا كون المفارق،
أنا سروخ الجماهرة، أنا ازهور البطارق، أنا سندس الروم، أنا هرقل
الكرامة، أنا سيد الأشموس، أنا حقيق الأري، أنا عرعدن الكرهى، أنا شبير
الترك، أنا شملاس الشرك، أنا أجثياء الزنج، أنا جرجيس الفرنج، أنا
بتريك الحبش، أنا كلوع الوحش، أنا مورق العود، أنا كمرد الهنود، أنا
عقد الإيمان، أنا قسيم الجنان، أنا زبركم الغيلان، أنا شبشاب رزكم
العلان، أنا برسوم الروس، أنا كركس السدوس، أنا شملة الحطاء، أنا بدر
البروج، أنا شبشاب الكروج، أنا كبور الفارق، أنا ذربيس الخطاء، أنا
خاتم الأعاجم، أنا دوسار البراجم، أنا أبرياء الزبور.
أنا وسيم حجاب الغفور، أنا صفوة الجليل، أنا ايليأ
إنجيل، أنا استمساك العرات، أنا أبرياء التوراة، أنا سهل الطباع، أنا
منون الرضاع، أنا سر الأسرار، أنا خيرة الأخيار، أنا حيدر الأصلع، أنا
مواخي اليوشع، أنا مؤمن رضاع عيسى، أنا در فلاح الفرس، أنا ظهر قبايل
الأنس، أنا سمير المحراب، أنا سؤال الطلاب، أنا ذرماج العرش، أنا ظهير
الفرش.
أنا شديد القوى، أنا حامل اللواء، أنا سابق المحشر، أنا
ساقي الكوثر، أنا قسيم الجنان، أنا مشاطر النيران، أنا مغيث الدين، أنا
إمام المتقين، أنا طهر الأطهار، أنا وارث المختار، أنا مبيد الكفرة،
أنا أبو الأئمة البررة، أنا قالع الباب، أنا عبد أواب، أنا صاحب
اليقين، أنا سيد بدر وحنين، أنا حافظ الآيات، أنا مخاطب الأموات.
أنا مكلم الثعبان، أنا حاطم الأديان، أنا ليث الزحام،
أنا أنيس الهوام، أنا رحيب الباع، أنا أوفر الأسماع، أنا مهلك الحجاب،
أنا مفرق الأحزاب، أنا وارث العلوم، أنا هيولى النجوم، أنا النقطة
والخطة، أنا باب الحطة، أنا أول الصديقين، أنا صالح المؤمنين، أنا عقاب
الكفور، أنا مشكاة النور، أنا دافع الشقاء، أنا مبلغ الأنباء.
أنا والله وجه الله، أنا مفرج الكرب، أنا سيد العرب،
أنا كاشف الكربات، أنا صاحب المعجزات، أنا غياث الضنك، أنا صريع الفتك،
أنا موضح القضايا، أنا مستودع الوصايا، أنا حقيقة الأديان، أنا عين
الأعيان، أنا منحة المانح، أنا صلاح الصالح، أنا سور المعارف، أنا
معارف العوارف، أنا كاشف الردى، أنا بعيد المدى، أنا محلل المشكلات،
أنا مزيل الشبهات، أنا عصمة العوامظ، أنا لحظ اللواحظ، أنا غرام
الغليل، أنا شفاء العليل، أنا صلة الآصال، أنا أمر الصلصال، أنا تكسير
الغسق، أنا بشير الفلق، أنا معطل القياس، أنا طبأ الأرماس، أنا حبل
الله المتين، أنا دعائم الدين، أنا ناسخ المري، أنا عصمة الورى، أنا
دوحة الأصيلة، أنا مفضال الفضيلة، أنا طود الأطواد، أنا جود الأجواد،
أنا عيبة العلم، أنا آية الحلم، أنا حلية المخلد، أنا بيضة البلد، أنا
محل العفاف، أنا معدن الإنصاف.
أنا فخار الأفخر، أنا الصديق الأكبر، أنا الطريق
الأقوم، أنا الفاروق الأعظم، أنا زهرة النور، أنا حكمة الأمور، أنا
الشاهد المشهود، أنا العهد المعهود، أنا بصيرة البصائر، أنا ذخيرة
الذخاير، أنا عصام العصمة، أنا حكمة الحكمة، أنا صمصمام الجهاد، أنا
جلسة الآساد، أنا زكي الوغاء، أنا قاتل من بغى، أنا قرن الأقران، أنا
مذل الشجعان، أنا فارس الفوارس، أنا نفيس النفايس، أنا ضيغم الغزوات،
أنا بريد المهمات، أنا سؤال المسائل، أنا أول الأسباط، أنا نجحة
الوسائل.
أنا جواز الصراط، أنا صواب الخلاف، أنا رجال الأعراف،
أنا صحيفة المؤمن، أنا خيرة المهيمن، أنا ممجد الأحساب، أنا جدول
الحساب، أنا لواء الراكز، أنا أمن المفاوز، أنا سميدع البسالة، أنا
خليفة الرسالة، أنا مرهوب الشذى، أنا أسمل القذى، أنا صفوة الصفا، أنا
كفو الوفاء، أنا إرث الموارث، أنا أنفث النافث، أنا الإمام المبين، أنا
الدرع الحصين، أنا موضح الحقيقة، أنا حافظ الطريقة.
أنا واضع الشريعة، أنا مظنة الوديعة، أنا بشارة البشير،
أنا ابرعم النذير، أنا الشفيع بالمحشر، أنا الصادع بالحق، أنا الباطن
بالصدق، أنا مبطل الأبطال، أنا مذل الاقبال، أنا الضارب بذي الفقار،
أنا النقم على الكفار، أنا مخمد الفتن، أنا مصدر المحن.
فعندها صاح سويد بن نوفل الهلالي صيحة عظيمة وجلت منه
القلوب، واقشعرت منه الأجساد، من نازلة نزلت به، فهلك في وقته وساعته.
فأعقب «عليه السلام» في كلامه قال:
حمداً مؤيداً، وشكراً سرمداً لخالق الأمم وبارئ النسم، وجعل يكرر ذلك
مراراً.
فقام إليه الفضلاء، وأحدق به العلماء، يقبلون مواطئ
قدميه، ويكررون القسم الأعظم عليه، بإتمام كلامه الذي انتهى إليه.
فقال «عليه السلام»:
معاشر المؤمنين، أبمثلي يستهزئ المستهزئون؟! أم علي يتعرض المتعرضون؟!
أيليق لعلي أن يتكلم بما لا يعلم أو يدعي ما ليس له بحق؟! وأيم الله لو
شئت لما تركت عليها كافراً بالله، ولا منافقاً برسول الله، ولا مكذباً
بوصيه.. ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي
وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.
قال:
فقام إليه المقداد بن الأسود الكندي وقال: يا مولاي، أقسمت عليك
بالهيكل العاصم، وبنور أبي القاسم «صلى الله عليه وآله» إلا أتممت لنا
باقي كلامك الذي انتهيت بنا إليه.
فقال «عليه السلام»:
بعد حمد الله الجبار، والصلاة على النبي المختار، ما
أبت العطار. قد سبق المضمار، وجرت الأقدار، ونفث القلم، ووعدت الأمم،
واستنشق الأدم، وعصت الكظم، وحكم الخالق، ورشق الراشق، ووقب الواقب
الغاسق، وبرق البارق، وحققت الظنون، وفتن المفتون المغبون، وذهب
المنون، وشجت الشجون بما أن سيكون.
ألا إن في المقادير من القرن العاشر سيحبط علج بالزوراء
من بني قنطور بأشرار وأي أشرار، وكفار أي كفار، وقد سلبت الرحمة من
قلوبهم، وكلفهم (كفلهم) الأمل إلى مطلوبهم، فيقتلون الأيكة، ويأسرون
الأكمه، ويذبحون الأبناء، ويستحيون النساء، ويطلبون شذاذ بني هاشم،
ليساقوا معهم في الغنائم، وتستضعف فتنتهم الإسلام، وتحرق نارهم الشام،
فآهاً لحلب بعد حصارهم، وآهاً لخرابها بعد دمارهم، وستروى الظباء من
دمائهم أياماً، وتساق سباياهم، فلا يجدون لهم عصاماً، ثم تسير منهم
جبابرة مارقين، وتحل البلاء بقرية فارقين، وستهدم حصون الشامات، وتطوف
ببلادها الآفات، فلا يسلم إلا دمشق ونواحيها، ويراق الدماء بمشارقها
وأعاليها.
ثم يدخلون بعلبك بالأمان، وتحل البلايات البلية في
نواحي لبنان، فكم من قتيل يقطر الأغوار، وكم من أسير ذليل من قرى
الطومار، فهنالك تسمح الأعوال، وتصحب الأهوال، فإذاً لا تطول لهم.
أنا مفضال الفضيلة، أنا طود الأطواد، أنا جود الأجواد،
أنا عيبة العلم، أنا آية المدة حتى تخلق من أمرهم الجدة، فإذا أتاهم
الحين الأوجر وثبت عليهم التعدد الأقطر بجيشه الململم المكرر، وهو رابع
العلوج المستقر المظفر، ونوايب القدر بجيش يلملمه الطمع، ويلهبه
فيسوقهم سوق الهيمان، ويمكث شياطينهم بأرض كنعان، ويقتل جيوشهم العفف،
ويحل بجمعهم التلف، فيتلايم منهم عقيب الشتات، من ملك النجاة إلى
الفرات، فيثيرون الواقعة الثانية إذ لا مناص، وهي الفاصلة المهولة قبل
المغاص، فيعذبهم على الإسلام الكثرة، فهنالك تحل بهم الكرة، فيقصدون
الجزيرة والخصبا، ويخربون بعد عودهم الحدباء.
ثم يظهر الجري الحالك من البصرة، في شرذمة من بني غمرة،
يقدمهم إلى الشام وهو مدحش، فيتابعه على الخديعة الأرعش.
ثم يصحبه بالجيش العرمرم إلى عرصه، فما أسرع ما يسلمه
بعد فتنته، فيروم الجري إلى العراق، ليتبدل غليله من الإشراق، فيهلكه
الهلاك بالأنبار قبل مرامه، ويغيض على أهلها السقام من فضول سقامه.
وستنظر العيون إلى الغلام الأسمر الدعاب حين تجنح به
جنوح الارتياب، يلقب بالحاكم، ويسجن بالعلائم بعد إلفة العرب، وإرسال
حثيث الطلب، مقارنة الدمار من بين صحاري الأنبار. وكأني أشاهد الأرعش
وقد قلده الأمر، وأطال حجته ليلة الدهر، بعد اختلاف أرباب الوعود، وذلك
خلف موافق المقصود، وعلق علايق ناكثات، ليشوبها الكدر، ويواتيها القدر.
فيا شراه من بلية في برهته، وزهو أمانيه بزهو نزهته، فهنالك يوصمه
عطاسه، ويقحمه نعاسه، ويشغله شدة رعافه، وذلك عقيب الاتصالات الظواهر،
وآخر القرن العاشر، إذ هام بنور قنطور كل الهيام، وجمعهم في المرة
الثالثة شهر الصيام، فإذا قاتلهم أبو الشواص، وهو أبو الفوارس، فظهر ما
بينهم الخابس، انتقل ملك الهند من بيت إلى بيت. وقال البيت في حياته
ألا ليت.
وقل أمر الدولة من، وشملت أهل الجزورات الذلة، ولعبت
السيوف في سحروت، وساحت الدماء في أقاليم صيصموت، واختلفت على الملك
الجيوش، وصال عليهم بحوزة المشوس، ولجت النار الولجة، واشتدت الحروب
بين الذبحة، ووافق الكمد الصعوبة، وخربت طرق النوبة، ولمس البرايد
اللمس، واختلف ملك أندلس، ودهش العرب الداهش، واقتتل أهل مراكش، ووقعت
الوقايع في القفحات.
وقام الحرب لهم على ساق، وسارت الطلايع للسراف، وعصفت
بالسفن الرياح، وأشرعت بالجزاير الرماح، فظهرت الزخارخ المدفية، وهلك
رب قسطنطنية، وهدم سواحل الروم البزح، وسال على الأفاطيس الترح، واشتدت
الفتن في خراسان، وكان الظفر لآل حسان، وافترق بنو قنطور على اختلاف،
وآل بهم الرجل إلى المصاف، امتحق في الزجف أكثرهم، وانكشف الأنام
مظهرهم، وخسف المدينة بالخطا، وخربت متاحر القيعان الوسطى، وأكثرت
الزلازل بالشجرات، وطالت بأقاليم الجاوة المشاجرات، وظهر العلج بين
الدسايس، وتلاحم عليه القتال بأرض فارس، وتلهب الضرام المشرق، فالحذر
كل الحذر من المشفق.
إذا ظهرت بخراسان الزلازل، ونزلت بهمدان النوازل، فرجفت
الأراجف بالعراق، وتاحم الكفر عند العناق، وشمل الشام الخلاف، وحجب عن
أهله الإنصاف، وصال دحداح السواحل على الثغور، وضعف عن دحضه أهل
الغرور، واشتهر الكذب بمصر، ووقع بين أهلها الكرب والهرب، واختلف
العساكر على العلج، وكثر بينهما الشح، وتمادت المبنيات بالحجاز، وخيف
على الحرم من المكذاد.
واختلف العساكر وأهل اليمن على الملك، ونجا منهم أناس
إلى الفلك، وسار التلاطم والحرب، وأزعج هجر العرب، وتأجج كرب الجزائر،
وملأ نواحي البر، ووقع الخلف ما بين عساكر الروم، وشاع ما كان مكتوم،
وارتحل الأفاضل من العالم، وولى الأسافل المظالم، وغلب على الناس
الفجور، وملكتهم بقية الغرور، وأثم باللص الآثم، ونبذ بذنبهم العالم،
ومنع أصحاب الحقيقة الحقوق، وأصاب لبعضهم البروق البروج.
قف إذا أقبل القرن الحادي عشر فإنا لله وإنا إليه
راجعون عم البلاء، وقل الرجاء، ومنع الدعاء، ونزل البلاء، وعدم الدواء،
وضاق دين الإسلام، وهلكه علج بالشام. فإذا قام العلج الأصهب، وعصر عليه
القلب، لم يلبث حتى يقتل، ويطلب بدمه الأكحل، فهنالك يرد الملك إلى
الشرك، ويقتل السابع من الترك، وتفترق في البيداء الأعراب، ويقطع
المسالك والأسباب، ويحجب القصر، ويسعد العسر، ويلج الهالع، وتحل
البليات بأرض بابل، وتشتد وتفترش المحن، ويكدر الصفاء، ويدحض الخور،
وترجف من البؤس الأقاليم، وتظلم بالشقاق الأظاليم، ويملك الخير القهر،
وتنشر راية الشر، ويشمل الناس البلاء، ويحل الشام الغلاء، وتكثر
الوقايع في الآفاق، ويقوم الحرب على ساق، ويدعن لخرابها الأعمال، وتأذن
بعمارتها الجبال. فيا لها من قتلة، وكوز لأبي المكارم الحبيب المستغني.
ثم يقتل بالعمد بسيف مولد أبي سند، ثم خاتم الأربعين،
وهو عبد الله المكين، فلم يلبث حتى يدرك بجيش يقدمه لشرك وفيه سعير
فيقتله، ويدمع الهارب فيعجله، ويهدم الجوامع وأعلامها، يكثكث الزها
وأعضائها، ويستصغر الكباير، ويبيد العشاير، ويرفع الفاجر، ويضع
الأخيار، ويستعبد الممالك، ويهلك السالك، ويحتفل بالأراذل، ونفد
الأفاضل، ويذهب العوارف، ويحرق المصاحف، ويشير الشقاق، ويجالس الفساق،
فلن يجف الفضة، ولن يصيب السفلة حتى يدركها، فلبسه ابن حرب في ذلك
العام حتى يثيب من السام، ومعه جهينة بن وهب المتفرد بحماره، المهدد
بخروجه من جزيرة القشمير، ومعه شياطين الغير، فيقتل أحدهما سعيد،
ويستأثر ابنتها وليدة.
ثم يروم قصد الحجاز، وقتل بيدهم بيوتات الأحراز، فآهاً
لكوفة وجامعها، وآهاً لذوي الحقايق، وآهاً للمستضعفين في المضايق، وأين
المقر عند ظهور العلج شلعين الميل، الكالح الزيح بجيش لا يرام عبدهم،
ولا يحصى سبيلهم، ولا يفدى ولا ينصر أسيرهم، ومعهم الكركدن والفيل،
ويثبطون الظهور، ويفزعون الثغور الجزيل، ويسبحون ويكسحون السعيد،
وسيحبط ببلاد الأرم في أحد الأشهر الحرم أشد العذاب من بني حام، فكم من
دم يراق بأرض العلايم، وأسير يساق من الغنايم، حتى يقال: أروى بمصر
الفساد، وافترست الضبع الآساد.
فيا لله من تلك الآفات، والتجلب بالبليات، وأحصنت الربع
المساحل حتى يصمم الساحل. فهنالك يأمر العلج الكسكس أن يخرب بيت
المقدس، فإذا أذعن لأوامره، وسار بمعسكره، وأهال بهم الزمان بالرملة،
وشملهم الشمال بالذلة، فيهلكون عن آخرهم هلعاً، فيدرك أسارهم طمعاً.
فيا لله من تلك الأيام، وتواتر شر ذلك العام، وهو العام
المظلم المقهر، ويستعكمك هوله في تسعة أشهر. ألا وإنه ليمنع البر
جانبه، والبحر راكبه، وينكر الأخ أخاه، ويعق الولد أباه، ويذممن النساء
بعولتهن، وتستحسن الأمهات فجور بناتهن، وتميل الفقهاء إلى الكذب، وتميل
العلماء إلى الريب، فهنالك تنكشف الغطاء من الحجب، وتطلع الشمس من
الغرب، هناك ينادي مناد من السماء: اظهر يا ولي الله إلى الأحياء.
وسمعه أهل المشرق والمغرب، فيظهر قائمنا المتغيب، يتلألأ نوره، يقدمه
الروح الأمين، وبيده الكتاب المستبين، ثم مواريث النبيين، والشهداء
الصالحين. يقدمهم عيسى بن مريم، فيبايعونه في البيت الحرام، ويجمع الله
له أصحاب مشورته، فيتفقون على بيعته، تأتيهم الملائكة ولواء الأطراف في
ليلة واحدة، وإن كانوا في مفارق الأطراف، فيحول وجهه شطر المسجد
الحرام، ويبين للناس الأمور العظام، ويخبر عن الذات، ويبرهن على
الصفات.
ثم يولى بمكة جابر بن الأصلح، ويقبله العوام بالأبطح،
فيرجع من العيلم، ويقتل من المشركين في الحرم.
ثم يولي رماع بن مصعب، ويقصد المسير نحو يثرب، فيعقد
لزعماء جيوشه رايته، ويقلد أصفياء أصحابه مقاليد ولايته، ويولي شبابة
بن وافر، والحسين بن ثميله، وغيلان بن أحمد، وسلامة بن زيد أعمال
الحجاز، وأرض نجد وهم من المدينة.
ويولي حبيب بن تغلب، وعمارة بن قاسم، وخليل بن أحمد،
وعبد الله بن نصر، وجابر بن فلاح أقاليم اليمين، والأكامل وهم من أعراب
العراق.
ويولي محمد بن عاصم، وجعفر بن مطلوب، وحمزة بن صفوان،
وراشد بن عقيل، ومسعود بن منصور، وأحمد بن حسان أعمال البحرين
وسواحلها، وعمان وجزايرها، وهم من جزايرهن.
ويولي راشد بن رشيد، وحزيمة بن عوام، وهلال بن همام،
وعبد الواحد بن يحيى، وإسماعيل بن جعفر، ويعقوب بن مشرف، وغيلان بن
الحسين، وموسى بن حارث جزاير الكراديس وهم من مشارق العراق.
ويولي أحمد بن سعيد، وطاهر بن يحيى، وإسماعيل بن جعفر،
ويعقوب بن مشرف، وغيلان بن الحسين، وموسى بن حارث حبشة وأقاليم المراقش،
وهم من الكوفة.
ويولي إبراهيم بن أعطى، والحسين بن علاب، وأحمد بن
موسى، وموسى بن رميح، ويميز بن صالح، ويحيى بن غانم، وسليمان بن قيس
مصادر الجذلان، وأعمال الدفولة، وهم من أرض قوشان.
ويولي طالب بن العالي، وعبد العزيز بن سهلب بن مرة،
وهشام بن خولان، وعمرو بن شهاب، وجيار بن أعين، وصبيح بن مسلم أقاليم
الأدنى، وجزاير الكتايب، وهم من نواحي شيراز.
ويولي أحمد بن سعدان، ويوسف بن مغانم، وعلي بن مفضل،
وزيد بن نصر، والجراد بن أبي العلا، وكريم بن ليث، وحامد بن منصور
أقاليم الحمير وجزاير الرسلات، وهم من بلاد فارس.
ويولي العمار بن الحارث، ومحمد بن عطاف، وجمعة بن سعد،
وهلال بن داودتيه، وعمر بن الأسعد، جزاير مليبار، وأعمال العماير، وهم
من غري العراق الأعلى.
ويولي الحسن بن هشام، والحسين بن غامر، وعلي بن
الرضوان، وسماحة بن بهيج الشام الأدنى وهم من مشارق لبنان.
ويولي الجيش بن أحمد، ومحمد بن صالح، وعزيز بن يحيى،
والفضل بن إسماعيل الشام الأقصى، والسواحل من قرى الشام الأوسط.
ويولي محمد بن أبي الفضل، وتميم بن حمزة، والمرتضى بن
عماد، وعلي بن طاهر، وأحمد بن شعبان بأقاليم مصر، وجزاير النوبة، وهم
من أرض مصر.
ويولي الحسن بن فاخر، وفاضل بن حامد، ومنصور بن خليل،
وحمزة بن حريم، وعطاء الله بن حباة، وواهب بن حيار، ووهب بن نصر، وجعفر
بن وثاب، ومحمد بن عيسى، وتفور وسائط النوبة، وأعمال الكردود، وهم من
بلاد حلوان.
ويولي أحمد بن سلام، وعيسى بن جميل، وإبراهيم بن سلمان،
وعلي بن يوسف أعمال نواحي جابلقا وسواحلها، وأعمال مفاوز، وهم من الأزد.
ويولي وثاب بن حبيب، وموسى بن نعمان، وعباس بن محفوظ،
ومحمد بن حسان، والحسين بن شعبان، جزاير الأندلس وإفريقية، وهم من
نواحي الموصل.
ويولي يحيى بن حامد، وپنهان بن عبيد، وعلي بن محمود،
وسلمان بن علي، وأحمد بن سامر، وعلي بن ترخان نواحي المراكش وثغور
المصاعد، ومروجة النخيل، وهم من أرض خراسان.
ويولي داود بن المخير، ويعيش بن أحمد، وأبا طالب بن
إسماعيل، وإبراهيم بن سهل ديار بكر ومشارق الروم، وهم [من] نصيبيين
وفارقين.
ويولي حمام بن جرير، وشعبان بن قيس، وسهل بن نافع،
وحمزة بن جعفر أقاليم الروم وسواحلها، وهم من فارس.
ويولي علقمة بن إبراهيم، وعمران بن شبيب، والفتح بن
معلى، وسند بن المبارك، وقايد بن الوفاء، ومصفون بن عبد الله بن مفارق
قسطنطينة وسواحل القفجاق، وهم من أصفهان.
ويولي الأخوين محمد وأحمد بني ميمون العراق الأيمن،
وهما من المكين.
ويولي عروة بن مطلوب، وإبراهيم بن معروف العراق الأيسر،
وهما من أهواز.
ويولي سعيد بن نضار، ونزار بن سلمان، ومعد بن كامل بلاد
فارس وسواحل هرمز، وهم من همدان.
ويولي عيسى بن عطاف، والحسين بن فضال عراق سواحل الري
والجبال، وهما من قم.
ويولي نصير بن أحمد، وعباس بن نفيل، وطايع بن مسعود
أعمال الموصل، ومصادر الأرمن، وهم من قرى فرهان.
ويولي الأمجد بن عبد الله، وأسامة بن أبي تراب، ومحمد
بن حامد، وسفيان بن عمران، والضحاك بن عبد الجبار، والمنيع بن المكرم
بلاد خراسان وأعمال النهرين، وهم من مازندران.
ويولي المفيد بن أرقم، وعون بن الضحاك، ويحيى بن يرجم،
وإسماعيل بن ظلوم، وعبد الرحمن بن محمد، وكثار بن موسى جبال الكرخ
وأقاليم العلان والروس، وهم من بخارا.
ويولي عبد الله بن حاتم، وبركة ابن الأصيل، وأبو جعفر
بن الزرارة، وهارون بن سلطان، وسامر بن معلى، المالق، ونواحي چين
والصحاري، وهم من مرو.
ويولي رهبان بن صالح، وعمارة بن حازم، وعطاف بن صفوان،
والبطال بن حمدون، وعبد الرزاق بن عيشام، وحامد بن عبادة، ويوسف بن
داود، والعباس بن أبي الحسن أقاليم الديلم والقماقم، وثغور القشاقش
والغيلان، وهم من سمرقند.
ويولي مطاع بن حابس، ومحمود بن قدامة، وعلي بن قنين،
وضيف بن إسماعيل، والفصيح بن غيث بن النفيس، وماجد بن حبيب، والفضل بن
ظهر، وغياث بن كامل، وعلي بن زيد مداين الخطأ وجبال الزوابق، وأعمال
الشجارات، وهم من قم.
ويولي يعقوب بن حمزة، ومحمد بن مسلم، وثابت بن عبد
العزيز، والحسين بن موهوب، وأحمد بن جعفر، وأبا إسحاق بن نضيع مغاليق
الضوب وقرى القواريق، وهم من نيشابور.
ويولي الحسن بن العباس، ومريد بن قحطان، ومعلى بن
إبراهيم، وسلامة بن داود، ومفرج بن مسلم، ومعد بن كامل بلاد الكلب
ونواحي الظلمات، وهم من القرى.
ويولي فضيل بن أحمد، وفارس بن أبي الخير، وأسد بن
مراحات، وباقي بن رشيد، ورضى بن فهد، وعباس بن الحسين، والقاسم بن أبي
المحسن، والحسين بن عتيق، السدور وحيالها، وهم من نواحي خوارزم.
ويولي فضلان بن عقيل، وعبد الله بن غياث، وبشار بن
حبيب، وسعد الله بن واثق، وفصيح بن أبي عفيف، والمرقد بن مرزوق، وسالم
بن أبي الفتح، وعيسى بن المثنى أقاليم الضحاضح، ومناخر القيعان، وهم من
قلعة النهر.
ويولي الزاهد بن يونس، وعصام بن أبي الفتح، وعبد الكريم
بن هلال، ومؤيد بن القاسم، وموسى بن معصوم، والمبارك بن سعيد، وعزوان
بن شفيع، وعلامة بن جواد أقاليم الغربين وأعمال العراعز، وهم من الجبل.
ويولي محمد بن قوام، وجعفر بن عبد الحميد، وعلي بن
ثابت، وعطاء الله بن أحمد، وعبد الله بن هشام، وإبراهيم بن شريف، وناصر
بن سليمان، ويحيى بن داود، وعلي أبي الحسين أقاليم المعابد وجبال
الملابس، وهم من قرى العجم.
ويختار الأكابر من السادات الأعمال، العارفين لإقامة
الدعائم، منهم اثني عشر رجلاً، وهم: محمد بن أبي الفضل، وعلي بن أبي
غابر، والحسين بن علي، وداود بن المرتضى، وإسماعيل بن حنيفة، ويوسف بن
حمزة، وعقيل بن حمزة، وعقيل بن علي، وزيد بن علي، وجابر بن المصاعد،
ويوليهم جابر ساو إقليم المشرق، ويأمرهم بإقامة الحدود، ومراعاة
العهود.
ثم يختار رجالاً كراماً أحراراً
أتقياء أبراراً وهم:
معصوم بن علي، وطالب بن محمد، وإدريس بن عبيد، وإبراهيم بن مسلم، وحمزة
بن تمام، وعلي بن الحسين، ونزار بن حسن، والأشرف بن قاسم، ومنصور بن
تقي، وعبد الكريم بن فاضل، وإسحاق بن المؤيد، وثواب بن أحمد، ويوليهم
جابر قاو بلاد المغرب، يأمرهم بما أمر به أصحابهم.
ثم يختار اثني عشر رجلاً، وهم:
طاهر بن أبي الفرو، وابن الكامل، ولوي بن حرث، ومحمد بن
ماجد، ورضي بن إسماعيل، وظهير بن أبي الفجر، وأحمد بن الفضل، والركن بن
الحسين، ويوليهم الشمال وأعمال الروم، ويأمرهم بما أمر به من يقدمهم من
الصديقين.
ثم يختار اثني عشر رجلاً نقياً من
العيوب، وهم:
إسماعيل بن إبراهيم، ومحمد بن أبي القاسم، ويوسف بن
يعقوب، وفيروز بن موسى، والحسين بن محمد، وعلي بن أبي طالب، وعقيل بن
منصور، وعبد القادر بن حبيب، وسعد الله سعيد، وسليمان بن مرزوق، وعبد
الرحمن بن عبد المنذر، ومحمد بن عبد الكريم، ويوليهم جهة الجنوب
وأقاليمها، ويأمرهم بما أمر به من يقدمهم.
ثم بعد ذلك يقيم الرايات، ويظهر المعجزات، ويسير نحو
الكوفة، وينزل على سرير النبي سليمان، ويحلق الطير على رأسه، ويتختم
بخاتمه الأعظم فيه، وبيمينه عصا موسى، وجليسه روح الأمين، وعيسى بن
مريم، متشحاً ببرد النبي، متقلداً بذي الفقار، ووجهه كدائرة القمر في
ليالي كماله. يخرج من بين ثناياه نور كالبرق الساطع، على رأسه تاج من
نور، راكب على أسد من نور، إن يقل للشيء كن فيكون بقدرة الله تعالى،
ويبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى، ويميت الأحياء، وتسفر الأرض له عن
كنوزها.
حوى حكمة آدم، ووفاء إبراهيم، وحسن يوسف، وملاحة محمد
«صلى الله عليه وآله»، وجبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وإسرافيل
من ورائه، والغمام من فوق رأسه، والنصر من بين يديه، والعدل تحت
أقدامه.
ويظهر للناس كتاباً جديداً، وهو على الكافرين صعب شديد،
يدعو الناس إلى أمر من أقر به هدي، ومن أنكره غوى. فالويل كل الويل لمن
أنكره، رؤوف بالمؤمنين، شديد الانتقام على الكافرين.
ويستدعي إلى بين يديه كبار اليهود وأحبارهم، ورؤساء دين
النصارى وعلماءهم، ويحضر التوراة والإنجيل، والزبور والفرقان، ويجادلهم
على كل كتاب بمفرده، يطلب منهم تأويله، ويعرفهم تبديله، ويحكم بينهم
كما أمر الله ورسوله.
ثم يرجع بعد ذلك إلى هذه الأمة شديدة الخلاف، قليلة
الايتلاف، وسيدعي إليه من ساير البلاد الذين ظنوا أنهم من علماء الدين،
وفقهاء اليقين، والحكماء والمنجمين، والمتفلسفين والأطباء الضالين،
والشيعة المذعنين، فيحكم بينهم بالحق فيما كانوا فيه يختلفون، ويتلو
عليهم بعد إقامة العدل بين الأنام، ﴿وَمَا
ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾.
يتضح للناس الحق، وينجلي الصدق، وينكشف المستور، ويحصل
ما في الصدور، ويعلم الدار والمصير، ويظهر الحكمة الإلهية بعد إخفائها،
ويشرق شريعة المختار بعد ظلمائها، ويظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزل
القديم. يهدي إلى صراط مستقيم، وتكشف الغطاء عن أعين الأثماء، ويشيد
القياس، ويخمد نار الخناس، ويقرض الدولة الباطلة، ويعطل العاطل، ويفرق
بين المفضول والفاضل، ويعرف للناس المقتول والقاتل، ويترحم عن الذبيح،
ويصح الصحيح، ويتكلم عن المسموم، وينبه الندم، ويظهر إليه المصون،
ويفتضح الخؤون، وينتقم من أهل الفتوى في الدين لما لا يعلمون. فتعساً
لهم ولأتباعهم، أكان الدين ناقصاً، فتمموه؟! أم كان به عوج، فقوموه؟!
أم الناس هموا بالخلاف، فأطاعوه؟! أم أمرهم بالصواب، فعصوه؟! أم وهم
المختار فيما أوحي إليه، فذكروه؟! أم الدين لم يكمل على عهده، فكملوه
وتمموه؟! أم جاء نبي بعده، فاتبعوه؟! أم القوم كانوا صوامت على عهده،
فلما قضى نحبه قاموا تصاغروا بما كان عندهم؟! فهيهات، وأيم الله لم يبق
أمر مبهم، ولا مفصل إلا أوضحه وبينه، حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا،
إنما يتذكر أولوا الألباب.
فكم من ولي جحدوه، وكم وصي ضيعوه، وحق أنكروه، ومؤمن
شردوه، وكم من حديث باطل عن الرسول «صلى الله عليه وآله» وأهل بيته
نقلوه، وكم من قبيح منا جوزوه، وخبر عن رأيهم تأولوه، وكم من آية
ومعجزة أجراها الله تعالى عن يده أنكروها، وصدوا عن سماعها ووضعوها،
وسنقف ويقفون، ونسأل ويسألون، وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون.
طلبت بدم عثمان، وظنوا أني منهم. الآن حاربتني عائشة
ومعاوية، وكأني بعد قليل وهم يقولون: القاتل والمقتول في جنة عالية،
ونسوا ما قال الله تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا
عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ
بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ
وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ﴾.
وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ
يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً
فِيهَا﴾.
وكأني بعد قليل ينقلون عني أنني بايعت أبا بكر في خلافته، فقد قالوا
بهتاناً عظيماً.
فيا لله، العجب وكل العجب من قوم يزعمون: أن ابن أبي
طالب يطلب ما ليس له بحق، ويمنى ويتداول الأمر جزعاً ويتابعهم هلعاً،
وأيم الله إن علياً لآنس بالموت من سنة الكرى، بل عند الصباح تحمد
القوم السرى.
ألا إن في قائمنا أهل البيت كفاية للمستبصرين، وعبرة
للمعتبرين، ومحنة للمتكبرين لقوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرِ
النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ﴾،
هو ظهور قائمنا المغيب، لأنه عذاب على الكافرين، وشفاء ورحمة للمؤمنين،
يظهر وله من العمر أربعون عاماً، فيمكث في قومه ثمانين سنة، وقيل لهم
سلاماً، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
|