جـــــــزاء الــغــــــــــادر

   

صفحة :5-28   

جـــــــزاء الــغــــــــــادر

1 ـ قتل أبي عفك:

كان الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» قد عاهد اليهود على الموادعة، وعدم تعرض أي من الفريقين للآخر. ولكن ازدياد سرايا المسلمين في المنطقة، وما تبع ذلك من إجراءات على صعيد بناء المجتمع الجديد وتقويته، قد زاد من قوة المسلمين، ورفع من معنوياتهم، وجعل منهم قوة لها خطرها؛ مع أنه لم يمض بعد عامان على قدومهم كلاجئين، يبحثون عن مأوى وملجأ وملاذ.

إذاً، فلا بد ـ برأي اليهود ـ من تطويق هذا الخطر، والحد من هذا النفوذ قبل فوات الأوان؛ حتى يتسنى لهم الاستمرار في الاحتفاظ بالتفوق السياسي والاقتصادي في المنطقة.

وقد بدأت محاولات اليهود في هذا السبيل من أوائل الهجرة، وقبل حرب بدر، ثم كانت حرب بدر ونتائجها المذهلة، فزاد ذلك من مخاوف اليهود، والمشركين، والمنافقين على حد سواء، فصعدوا من نشاطاتهم، وتحدياتهم بشكل ملحوظ كما سنرى.

وقد بدأ اليهود قبل بدر بالتحريض على الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» والمسلمين، والتعرض لهم بمختلف أنواع الأذى، فكان (أبو عفك) اليهودي يحرض على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويقول فيه الشعر؛ فنذر سالم بن عمير أن يقتله، أو يموت دونه؛ فذهب إليه فقتله([1]). ويبدو أن قتله كان قبل حرب بدر، كما سيظهر من العبارات التالية:

2 ـ قتل العصماء بنت مروان:

فلما قتل أبو عفك، تأففت العصماء بنت مروان (وهي من بني أمية بن زيد، وزوجة يزيد الخطمي) من قتله، فصارت تعيب الإسلام وأهله، وتؤنب الأنصار على اتباعهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وتقول الشعر في هجوه «صلى الله عليه وآله»، وتحرض عليه، واستمرت على ذلك إلى ما بعد بدر. فجاءها عمير بن عوف ليلاً لخمس بقين من شهر رمضان المبارك، فوجدها نائمة بين ولدها، وهي ترضع ولدها ـ وعمير ضعيف البصر ـ فجسها بيده؛ فوجد الصبي على ثديها يرضع، فنحاه عنها، ثم وضع سيفه في صدرها حتى أخرجه من ظهرها، ثم ذهب إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، فقال له «صلى الله عليه وآله»: أقتلت ابنة مروان؟

قال: نعم.

قال «صلى الله عليه وآله»: لا ينتطح فيها عنزان. أي لا يعارض فيها معارض([2]).

هكذا زعم المؤرخون: وإن كنا نشك في صحة ذلك، إذ لا يعقل أن ينحي ولدها عنها ولا تلتفت إليه، وتبقى ساكنة ساكتة، حتى يضع سيفه في صدرها.

هذا، وقد جاء في شواهد النبوة: أن عمير بن عدي الخطمي سمع أبياتها التي قالتها حين كان النبي «صلى الله عليه وآله» في بدر، والتي قالتها في ذم الإسلام والمسلمين، وكان ضريراً، فنذر: لئن رد الله رسوله سالماً من بدر ليقتلنها.

ففي ليلة قدومه «صلى الله عليه وآله» ذهب إليها عمير فقتلها؛ فلما رآه النبي «صلى الله عليه وآله» قال له: أقتلت ابنة مروان؟

قال: نعم.

فأقبل «صلى الله عليه وآله» على الناس، وقال: «من أحب أن ينظر إلى رجل كان في نصرة الله ورسوله؛ فلينظر إلى عمير بن عدي».

فقال عمر: إلى هذا الأعمى؟ بات في طاعة الله ورسوله!!.

فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: مه يا عمر، فإنه بصير، أو كما قال([3]).

ورجع عمير إلى قومه من بني خطمة؛ فقال لهم: يا بني خطمة، أنا قتلت ابنة مروان، فكيدوني جميعاً، ولا تنظرون.

فذلك أول ما عز الإسلام في دار بني خطمة، وكان من أسلم منهم يستخفي بإسلامه، ويومئذٍ أسلم رجال منهم بما رأوا من عز الإسلام([4]).

ولعل ما في شواهد النبوة من أن عميراً كان أعمى، وقد جاء هذا على لسان عمر أيضاً، قد جاء على سبيل المبالغة؛ لأنه كان ضعيف البصر بالفعل، فإن من الصعب على الضرير أن يقوم بعملية كهذه، وهي نائمة ليلاً بين ولدها.

إلا أن يقال: إنه إذا عرف مكانها الذي تنام فيه، فإن بإمكانه تمييز الطفل عن غيره بواسطة تلمس أبدانهم، كما هو صريح الرواية. ولكنها ـ كما قلنا ـ تبقى عملية صعبة على الرجل الضرير.

ولذلك فنحن نرجح طريقة المبالغة كما قلنا.

3 ـ قتل كعب بن الأشرف:

قال الواقدي: إن قتل كعب بن الأشرف كان في ربيع الأول في سنة ثلاث.

وخلاصة ما جرى: أن اليهود كانوا يتوقعون: أن يستأصل المشركون شأفة المسلمين والإسلام، وكان لانتصار المسلمين في بدر وقع الصاعقة عليهم، وثارت ثائرتهم، وطاشت عقولهم.

قال ابن اسحاق: لما أصيب المشركون في بدر؛ بلغ ذلك كعب بن الأشرف، وكبر عليه قتل من قتل في بدر، وبكاهم، وهجا النبي «صلى الله عليه وآله» وأصحابه في شعره، وكان يشبب بنساء المسلمين (وأضاف البعض([5]): نساء النبي «صلى الله عليه وآله» أيضاً) حتى آذاهم([6]).

فسار إلى مكة، وحرض على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولم يخرج من مكة حتى أجمع أمرهم على حرب رسول الله.

وسأله أبو سفيان: أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه؟ وأينا أهدى في رأيك، وأقرب إلى الحق: إنّا لنطعم الجزور الكوماء، ونسقي اللبن على الماء، ونطعم ما هبت الشمال؟!

فقال له: أنتم أهدى منهم سبيلاً([7]).

فلما عاد إلى المدينة، قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: من لي بابن الأشرف؟

فانتدب له محمد بن مسلمة، وقال: يا رسول الله، لا بد لنا أن نقول.

قال: قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك.

فذهب إليه هو وأبو نائلة، أخو كعب من الرضاعة، وآخرون. فاجتمع به أبو نائلة، وأظهر له تبرمه من الوضع المعيشي الذي نجم عن قدوم النبي «صلى الله عليه وآله» إليهم، وطلب منه: أن يبيعه طعاماً في مقابل رهن، فطلب ابن الأشرف أن يرهنوه نساءهم، فرفض أبو نائلة، ثم طلب أبناءهم، فرفض أيضاً، وعرض عليه رهن السلاح، حتى لا ينكر كعب السلاح إذا جاء مع أصحابه؛ فقبل كعب. ورجع المفاوض إلى جماعته، فجاء بهم، ومعهم السلاح، وشيعهم «صلى الله عليه وآله» إلى بقيع الغرقد؛ ودعا لهم، فلما انتهوا إلى الحصن صاحوا به، فقالت له زوجته ـ وكان حديث عهد بعرس ـ : أسمع صوتاً يقطر منه الدم.

فقال لها كعب: إن أبا نائلة لو رآه نائماً ما أيقظه. ونزل إليهم، فأخذ أبو نائلة رأسه فشمه، وتعجب من طيبه، وكرر ذلك حتى اطمأن كعب.

ثم أخذ بفوديه، وقال: اضربوا عدو الله، فخبطوه بأسيافهم، وقتلوه، وجرح منهم بأسيافهم الحارث بن أوس بن معاذ، فتفل «صلى الله عليه وآله» على جرحه. فأصبحوا وقد خافت يهود مما جرى لكعب «فليس بها يهودي إلا وهو خائف على نفسه»([8])، وذهبوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»؛ فقالوا: قتل صاحبنا غيلة.

فذكرهم النبي «صلى الله عليه وآله» بما كان يهجوه في أشعاره ويؤذيه.

قال: ثم دعاهم النبي «صلى الله عليه وآله» إلى أن يكتب بينه وبينهم صلحاً، قال: أحسبه قال: فذلك الكتاب مع علي([9]).

وقال كعب بن مالك بهذه المناسبة أبياتا منها:

فـغـودر مـنـهم كعب صـريـعـاً            فـذلـت بعـد مصـرعــه النضير([10])

قال العلامة الحسني: «ومع ذلك فلم يتراجعوا عن الدس والتحريض على المسلمين والتصدي لهم، والنيل من النبي «صلى الله عليه وآله»، وطلب منهم النبي أن يكفوا عما هم عليه، وأن يلتزموا بالعهد الذي أعطوه على أنفسهم، حين دخوله المدينة، فلم يزدهم ذلك إلا عتوَّاً وتمادياً في إيذاء المسلمين، ونشر الفساد، والنبي «صلى الله عليه وآله» من جانبه يوصي المسلمين بالهدوء وضبط الأعصاب»([11]).

ولا بد أن يكون ذلك ـ لو صح ـ باستثناء ناقضي العهد من الشخصيات الخطرة، التي كانت تحرض على الإسلام والمسلمين، وتشكل خطراً جدياً عليهم، كما يظهر مما يأتي:

ملاحظة: قد تقدم أن الكتاب الذي كتبه النبي «صلى الله عليه وآله» بينه وبين اليهود قد كان مع علي «عليه السلام».

ونحن نستثير القارئ ليطرح سؤاله حول السر في أن يكون ذلك الكتاب عند علي «عليه السلام» دون غيره، فهل ذلك يشير إلى خصوصية لعلي «عليه السلام» بالنسبة إلى النبي «صلى الله عليه وآله» في المجال السياسي، أو حتى فيما يرتبط بالإمامة من بعده «صلى الله عليه وآله»؟!.

4 ـ قتل ابن سنينة:

ويذكر المؤرخون: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه، فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة اليهودي، فقتله، فقال له أخوه حويصة ـ ولم يكن قد أسلم بعد ـ: يا عدو الله قتلته؟! أما والله لرب شحم في بطنك من ماله.

فقال محيصة: لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لقتلتك.

قال: فوالله، إن كان لأول إسلام حويصة. فاستحلفه على ذلك؛ فحلف له فقال: إن ديناً بلغ بك ما أرى لعجب! ثم أسلم([12]).

5 ـ قتل أبي رافع:

وفي جمادى الآخرة من السنة الثالثة([13])، وقيل: سنة أربع([14]).

وعند البعض: بعد أحد من دون تعيين.

كان قتل أبي رافع بن الحقيق بخيبر، الذي كان يظاهر ابن الأشرف في معاداته للنبي «صلى الله عليه وآله»، ويؤذي النبي «صلى الله عليه وآله»، ويبغي عليه.

وذلك أنه: بعد قتل الأوس لابن الأشرف قالت الخزرج: والله لا يذهبون بها علينا عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»؛ فوقع اختيارهم على ابن الحقيق هذا، المعروف ببغيه وأذاه، والمظاهر لابن الأشرف؛ فاستأذنوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» في قتله فأذن لهم. فخرج إليه خمسة نفر أو ثمانية، عليهم عبد الله بن عتيك، فأتوا داره ليلاً، فأغلقوا أبوابه على أهله، وكان هو في علية، فاستأذنوا عليه؛ بحجة: أنهم جاؤا يطلبون الميرة([15])، فدخلوا عليه، وأغلقوا باب العلية، فوجودوه على فراشه؛ فابتدروه، فصاحت المرأة؛ فأرادوا قتلها، ثم ذكروا نهي النبي «صلى الله عليه وآله» عن قتل النساء والصبيان، فقتلوه، وخرجوا. ولكنهم لم يطمئنوا إلى أنه قد مات؛ فأرسلوا أحدهم، فدخل بين الناس، وعرف الخبر منهم، ورجع إليهم فأخبرهم بهلاكه.

ثم رجعوا إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، واختلفوا فيمن قتله، فأخذ النبي «صلى الله عليه وآله» أسيافهم، فرأى على سيف ابن أنيس أثر الطعام؛ فقال: هذا قتله([16]).

وأضاف ابن الأثير في روايته المفصلة: أن ابن عتيك وصل إلى غرفة أبي رافع المظلمة، فناداه، فأجابه، فضرب جهة الصوت، فصاح؛ فهرب ابن عتيك، ثم عاد إليه، فقال: ما هذا الصوت؟!

فأجابه: إن رجلاً في البيت، فضرب نحو الصوت، فأثخنه، ثم وضع السيف في بطنه، حتى خرج من ظهره، ونزل من درج فوقع، فانكسرت ساقه؛ فعصبها بعمامة؛ ثم جلس عند الباب، ليعرف إن كان قد قتل حقاً، فسمع أول الفجر نعيه، فانطلق إلى أصحابه، ثم جاء إلى النبي، فمسح «صلى الله عليه وآله» رجله، فكأنه لم يشتكها قط([17]).

وقبل المضي في الحديث لا بد من تسجيل النقاط التالية:

ألف: الإسلام قيد الفتك:

إنه ربما يتخيل: أن الاغتيالات التي تحدثنا عنها لا تناسب ما ورد من أن الإسلام قيد الفتك، فلا يفتك مؤمن، حتى ليقال: إن هذا كان هو المانع لمسلم بن عقيل من قتل عبيد الله بن زياد في بيت هاني بن عروة([18]).

ولكن الحقيقة هي: إن المقصود بالفتك هو القتل غدراً لمن يكون في أمن من ناحيتك. والغدر أعم من الفتك.

وثمة رواية تفيد: أن الفتك لا يجوز إلا بإذن الإمام «عليه السلام»، وقد حكم على من فتك بشاتمي أمير المؤمنين «عليه السلام» أن يذبح كبشاً. ولو أنه قتلهم بإذن الإمام «عليه السلام» لم يكن عليه شيء([19]).

وذلك لأن الفتك لو شاع لانعدم الأمن، وسلبت الراحة من كل أحد.

وقد كان عبيد الله بن زياد في بيت هاني بن عروة يرى نفسه في أمن من ناحيتهم، ولم يكن ثمة إعلان حرب فيما بينه وبينهم، إنما كان ثمة إرهاصات بالحرب فيما بينه وبين الحسين «عليه السلام»، ولم يكن ذلك قد اتضح بصورة تامة في ذلك الحين.

وليس الأمر بالنسبة لليهود كذلك، لأنهم كانوا قد عاهدوا النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله»: أن لا يحاربوه ولا يظاهروا عليه عدوه.

وهؤلاء هم الذين آذوا المسلمين، وهجوهم، وحرضوا المشركين عليهم، وناحوا على قتلى بدر، بل ذهب ابن الأشرف إلى مكة للتحريض عليهم، وشبب بالنساء المسلمات، وحتى بنساء رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى آخر ما تقدم.

إذاً، فقد صار هؤلاء من أظهر مصاديق (المحاربين)، وناقضي العهود، ولا بأس بالخدعة على المحارب لقتله؛ فإن (الحرب خدعة)([20]).

وقد كان «صلى الله عليه وآله» إذا أراد غزوة ورى بغيرها([21])، كما أنه «صلى الله عليه وآله» قد أجاز لهم أن يقولوا ما شاؤوا حينما ذهبوا إلى قتل ابن الأشرف، وذلك لأن شر هذا المحارب وفساده في الأرض، ووقوفه في وجه كلمة الله، وإقامة العدل والحق، أعظم من أي قول يقولونه، وأي أسلوب يتبعونه.

وأخيراً: فهل يشك أحد في أن من يكون في ساحة الحرب، فإن لعدوه أن يختله من خلفه، ويتخلص منه؟!.

ومن كان محارباً، فليس له أن يأمن عدوه، وينام قرير العين، فارغ البال!

ويدل على ما قلناه: أن نفس امرأة كعب بن الأشرف قد حذرته، وقالت له: «إنك امرؤ محارب، إن صاحب الحرب لا ينزل في مثل هذه الساعة»!!

ومما يدل على ذلك أيضاً: أنهم قد احتاجوا إلى تجديد العهد الذي نقضوه، وكتابة عهد آخر كان عند علي أمير المؤمنين، وصي النبي ووارثه، صلوات الله وسلامه عليه([22]).

جريمة معاوية:

و­بعدما تقدم، فإننا نجد معاوية يحاول ـ كعادته ـ أن ينتقص رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويظهر ابن الأشرف على أنه قد قتل مظلوماً؛ فعن عباية، قال: ذكر قتل كعب بن الأشرف عند معاوية، فقال: كان قتل غدراً.

فقال محمد بن مسلمة: يا معاوية أيغدر عندك رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟ لا يظلني وإياك سقف بيت أبداً([23]).

وحسبنا هنا أن نقول عن معاوية، ومواقفه، ومخزياته: وكل إناء بالذي فيه ينضح.

ب: رعب اليهود:

إن عمليات قتل هؤلاء الأفراد، التي نظمت ونفذت ببراعة فائقة، وذكاء وعبقرية، قد أرعبت اليهود، وأخافتهم، ولا سيما بعد قتل ابن الأشرف الغادر، حتى إنه (ليس بها يهودي إلا وهو خائف على نفسه). وحتى قال كعب بن مالك:

فـغـودر مـنـهم كعب صـريـعـاً            فـذلـت بعـد مـصـرعــه   النضـير

وقد كان يهود بني النضير أعز من بني قريظة، وغيرهم، ممن كان لا يزال في تلك المنطقة. وكان لهذه الضربة فيهم أثر هام في رعب سائر اليهود آنئذٍ. وأصبح القضاء على من يغدر من اليهود أسهل وأيسر، فالمسلمون يملكون الجرأة الكافية، واليهود أصبحوا خائفين على أنفسهم، والقضاء على الخائف المرعوب أسهل وأيسر من القضاء على غيره، وكان ذلك واحداً من مصاديق قوله «صلى الله عليه وآله»: (نصرت بالرعب).

وذلك أمر طبيعي بالنسبة لمن لا يؤمن بالمعاد، ويعتقد أن جنته هي هذه الدنيا، وأنه إذا فقد حياته، فقد كل شيء، حسبما ألمحنا إليه من قبل.

ج: مع موقف عمير في أصالته ونبله:

1 ـ يلاحظ: أن عمير بن وهب ينحي ولد العصماء عن صدرها، ثم يقتلها.

وهذا يؤكد: على أن الإسلام قد ربى أتباعه على أنه ليس ضد الإنسان، وإنما هو ضد مواقفه وتصرفاته المنحرفة عن الحق، والعدل، والفطرة.

فهو يريد فقط: أن يقضي على مصدر الخطر على الحق والفطرة.

وحينما لا يبقى ثمة سبيل إلا القضاء على مصدر الفتنة؛ وحيث يكون آخر الدواء الكي؛ فإنه لا بد أن يكتفى بالحد الأدنى، الذي يتحقق فيه الهدف الأقصى، وهو إقامة الدين والحق.

2 ـ ثم إننا لنكبر هذا التعقل النادر لعمير في موقف حرج وخطير كهذا، حتى إنه ليملك في هذه اللحظات الحساسة جداً أن يتخذ القرار الحاسم والمبدئي، وكما يريده الإسلام، بعيداً عن كل اضطراب وانفعال، لا سيما وهو ضرير، كما قيل، أو ضعيف البصر.

نعم، إنه يتصرف بهدوء واطمئنان، ووعي، حتى في أحرج اللحظات، وأكثرها إثارة للأعصاب، وتشويشاً للحواس.

ومثل ذلك يقال بالنسبة لامتناعهم عن قتل المرأة التي كادت تفضحهم بصياحها في قضية أبي رافع، حين تذكروا نهي النبي «صلى الله عليه وآله» عن قتل النساء والصبيان.

وهذه هي الشخصية الإسلامية التي يريدها الإسلام، واستطاع أن يصدر للعالم الكثير من النماذج الحية لها، من أمثال سلمان، وعمار، وأبي ذر، والمقداد، والأشتر، وفوق هؤلاء جميعاً سيدهم، وإمامهم، وأميرهم، أمير المؤمنين علي «عليه السلام»، والأئمة من ولده صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

ويكفي أن نذكر مثالاً وقدوة لكل الأحرار، والذين يعيشون المبدأ بكل وجودهم: أن أمير المؤمنين «عليه السلام» حينما أراد أن يقتل عمرو بن عبد ود، فشتمه عمرو، وتفل في وجهه، قام عنه، حتى ذهب عنه غضبه، ثم عاد إليه فقتله، فعل ذلك ليكون قتله له خالصاً لله، لا يتدخل فيه عنصر حب الانتقام لنفسه، وغضبه لها، ولو بشكل لا شعوري.

هـذه مـن عـلاه إحـدى المـعـالي                 وعـلى هـذه فـقـس مــا سـواهــا

3 ـ ثم هناك رواية شواهد النبوة، التي تضيف: أن بعض الصحابة قد نفس على عمير هذا الوسام النبوي الذي ناله عن جدارة واستحقاق، ولم يستطع أن يخفي ذلك في نفسه، بل ظهر في فلتات لسانه بتعبير فيه شيء من الجفاء الجارح، دعا الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» إلى محاولة حسم الموقف، ثم التلطيف والتخفيف من وقع تلك العبارة، ثم معاودة التأكيد على جدارة عمير، واستحقاقه للثناء، وعرفان حقه، بقوله «صلى الله عليه وآله»: «مه يا عمر، فإنه بصير».

4 ـ وهناك أيضاً موقف آخر لعمير في قومه، الذي أدى إلى أن يعز الإسـلام فيهم، ويسلم منهم رجـال. فإن في ثقـة عمير بنفسه وبدينه، وصلابته في التعبير عن هذه الثقة، حتى لقد صرح لهم: أنه لم يعد يخشى أحداً على الإطلاق ـ إن في ذلك ـ ما يجعل كل من يتردد في قبول الإسلام، بسبب خوفه، وضعف نفسه، يشعر بأن بإمكانه أن يجد في الإسلام نصيراً ومعيناً وحامياً له، ولم يعد ثمة ما يبرر موقفه السلبي منه.

ولأجل هذا نجد: أن عدداً منهم يدخل في الإسلام، حينما شعر بعزة الإسلام وبقوته في تلك القبيلة.

د: ابن الأشرف وأبو سفيان:

وفي قضية ابن الأشرف يواجهنا سؤال أبي سفيان لكعب عن الدين الحق، ثم محاولة أبي سفيان الاستدلال على أحقية دينه بما تقدم، من أنهم يطعمون الجزور الكوماء، ويسقون اللبن على الماء الخ.

ونحن هنا نسجل ما يلي:

1 ـ إن ذلك يؤيد ما قدمناه، من أن العرب كانوا يرون في اليهود مصدراً للمعرفة والثقافة.

وقد استقر ذلك في نفس عمر بن الخطاب، حتى إنه كان يأتي بترجمة التوراة إلى النبي «صلى الله عليه وآله» حتى أظهر النبي «صلى الله عليه وآله» انزعاجه من ذلك، حسبما قدمناه في مدخل هذه الدراسة، حين الكلام حول المرسوم العام، حيث قال النبي «صلى الله عليه وآله» لعمر بن الخطاب: أمتهوكون أنتم؟!

هذا بالإضافة إلى أننا وإن كنا نكاد نطمئن إلى أن أبا سفيان لم يكن يجهل بأحقية دين الإسلام، وأنه من أجلى مصاديق قوله تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ﴾([24]) وإنما هو يحارب الإسلام من أجل الحفاظ على مصالحه الشخصية، وامتيازاته غير المشروعة ولا المعقولة، التي كرسها له ولأمثاله العرف الجاهلي الظالم والمنحرف.

الا أننا نعتقد: أن أبا سفيان كان يهدف من سؤاله هذا لابن الأشرف اليهودي إلى خداع البسطاء والسذج من قومه وأتباعه، من أجل ضمان استمرارهم معه في حرب الإسلام والمسلمين، وجديتهم في ذلك.

2 ـ إننا نلاحظ: أن كرم العرب هو أقصى ما استطاع أن يأتي به أبو سفيان كدليل على أحقية دينه.

وقد تقدم في أوائل هذا الكتاب ما يرتبط بقيمة ما عرف عن العرب من ميزات وخصائص فلا نعيد.

ه‍: تساؤل حائر:

إنهم يذكرون: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أعلن بشكل عام رغبته في قتل ابن الأشرف، فقال: من لي بابن الأشرف؟

فانتدب له محمد بن مسلمة. ثم يذكرون كيفية احتيالهم عليه، وقتلهم إياه.

ولكن السؤال هنا هو: كيف يعلن النبي «صلى الله عليه وآله» ذلك، ثم لا يصل الخبر إلى مسامع ابن الأشرف عن طريق مشركي المدينة أو يهودها، أو على الأقل منافقيها؟!. وكيف جازت عليه حيلتهم بهذه السهولة، وهو يعلم: أنه محارب؟!.

وعن محمد بن مسلمة ودوره في قتل ابن الأشرف، تساورنا شكوك وشكوك، فإن من يراجع كتب السيرة يلاحظ: أن ثمة كثيراً من التركيز على دوره في هذه القضية، مع أن من يتأمل في وقائعها لا يجد له كبير أثر فيها، بل الدور الأكبر هو لأبي نائلة. وابن مسلمة لو كان معهم، فإنما كان كغيره ممن حضر.

كما ويلاحظ: أن ثمة اهتماماً في إعطائه بعض الأدوار الهامة في الدفاع عن الإسلام، والدين. ونحن نشك في ذلك، ولا نستبعد أن يكون للسياسة يد في هذا الأمر، لإظهاره على أنه رجل شجاع، مناضل، مخلص الخ..

في مقابل الآخرين ممن تهتم السلطة بإيجاد بدائل لهم وعنهم، فإن محمد بن مسلمة كان ممن امتنع عن بيعة أمير المؤمنين «عليه السلام»([25]).

وروي: أن علياً «عليه السلام» قال لعمار رحمه الله: «ذنبي إلى محمد بن مسلمة: أني قتلت أخاه يوم خيبر، مرحب اليهود»([26]) ولعله كان أخاً له من الرضاعة.

وفي شرح المعتزلي: أنه كان من المهاجمين لبيت فاطمة «عليها السلام»، وأنه هو الذي كسر سيف الزبير([27]) وكان أيضاً أحد ثقات الخليفة الثاني ومعتمديه، كما نص عليه البلاذري وغيره([28]).

كما أن عمر قد بعثه إلى الشام في مهمة قتل سعد بن عبادة كما يقول البعض([29]).

وقد عينه عمر لاقتصاص أخبار العمال، وتحقيق الشكايات التي تصل إلى الخليفة من عماله([30]).

و: التنافس القبلي:

ولقد رأينا: أن التنافس القبلي بين الأوس والخزرج، حينما وظف في خدمة الإسلام والمسلمين آتى ثماراً خيرة. فكان قتل الخزرج لأبي رافع واحدة من تلك الثمار، وكان هو النتيجة البناءة الطبيعية لهذا التنافس، الذي سعى النبي «صلى الله عليه وآله» إلى تغيير منطلقاته، وأهدافه، لتكون في خدمة الدين والحق والخير للإنسان، الفرد والجماعة على حد سواء.

ز: جهل وغرور ابن الأشرف:

إن غرور كعب بن الأشرف، واعتداده الزائد بنفسه، حتى ليقول لزوجته عن أبي نائلة: إنه لو وجده نائماً لما أيقظه، والأهم من ذلك جهله بالتغيير الجذري الذي يحدثه الإسلام في نفس وفي شخصية الإنسان، هو الذي أوقعه في الفخ الذي نصبه له أولئك المجاهدون البواسل، الذين نذروا أنفسهم لخدمة دينهم الحق.

ولو أنه كان قد أدرك ما كان حويصة قد أدركه في أخيه محيصة، وعاش الواقع الحي الذي يواجهه، وحاول أن يتفاعل معه، وتخلى عن عنجهيته وغروره، لما كان ينبغي أن يسبقه حويصة إلى التشرف بالإسلام.

ح: الإسلام والإنسان:

وقد سبق: أن حويصة حينما عرف أن هذا الدين قد بلغ بأخيه: أنه لو أمره الرسول «صلى الله عليه وآله» بقتل أخيه لقتله، أدرك أحقية هذا الدين، وتشرف بالدخول فيه.

وسبق كذلك: أن أحد الإخوة يبارز أخاه في صفين، ويلقيه على الأرض، ويجلس على صدره ليذبحه، فلما رأى وجهه عرف أنه أخاه، ولكنه بقي مصراً على قتله، رغم تدخل الآخرين لمنعه، ولم يقبل أن يتركه إلا إذا أذن له أمير المؤمنين «عليه السلام»، فأذن له، فتركه حينئذٍ([31]).

وهذه الدرجة من اليقين، هي التي دعت عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى: أن يستأذن الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» في قتل أبيه المنافق، إلى غير ذلك من الأمثلة التي لا مجال لاستقصائها([32]).

كما أن هذا اليقين هو الذي أشار إليه عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه، حينما قال عن الجيش الذي جاء لمحاربة أمير المؤمنين «عليه السلام»: «والله لو ضربونا بأسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجر، لعرفت أنَّا على حق وهم على باطل»([33]).

فعمار لم ير النصر العسكري، والقوة العسكرية مقياساً للحق والباطل، كما هو شأن ضعاف النفوس. بل هو يجعل النصر والهزيمة رهن الحق والباطل. فالمحق منتصر دائماً، حتى حينما يكون منهزماً عسكرياً وسياسياً، والمبطل هو المنهزم، وإن كان منتصراً على الصعيد العسكري والسياسي وغير ذلك في ظاهر الأمر.

نعم، إن قضية «حويصة ومحيصة» تمثل لنا الشخصية التي يريد الإسلام، واستطاع الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» والأئمة «عليهم السلام» من بعده: أن يصنعوا منها نماذج متفوقة، تَعتَبر حب الله متفوقاً على كل حب، ورابطة العقيدة تسمو على كل رابطة([34]).

ولكن لم تستطع سائر الأجهزة التي حكمت باسم الإسلام، وتحت شعار خلافة النبوة، أن تصنع ولو نموذجاً واحداً من هذا القبيل، حتى ولو في المستوى الأدنى، إلا إذا كان ذلك عن طريق خداع بعض السذج ببعض الشعارات البراقة، والأساليب الشيطانية، فينقادون لهم، ويؤخذون بسحرهم.

وهذا ليس هو محط كلامنا، فنحن نتكلم عن الإيمان العميق المدعوم بالعقيدة الراسخة، والمنطلق من الوعي والفكر، والرؤية الصحيحة. فإذا لوحظ وجود فرد يتجه في هذا السبيل، فإنك ستجده ـ حتماً ـ يرتبط بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة بنحو من الارتباط والاتصال.

وبعد ما تقدم، فإننا لا بد أن نفسح المجال أمام الحديث عن المرحلة الثانية، وهي مرحلة الحرب العلنية، فإلى الصفحات التالية..


 

([1]) راجع: تاريخ الخميس ج1 ص408، والمغازي للواقدي ج1 ص174 و 175.

([2]) راجع ما تقدم في: تاريخ الخميس ج1 ص406 و 407، والمغازي للواقدي ج1 ص172 و 173.

([3]) تاريخ الخميس ج1 ص407 و 406 عن شواهد النبوة، والمغازي للواقدي ج1 ص172 و 173.

([4]) راجع ما تقدم في المغازي للواقدي ج1 ص173 و 174.

([5]) هو ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء ص71.

([6]) راجع فيما تقدم: سيرة ابن اسحاق ص317، والبداية والنهاية ج4 ص6، والمغازي ج1 ص185، ودلائل النبوة للبيهقي طبعة دار الكتب العلمية ج3 = =  ص188 و 190، وتاريخ الخميس ج1 ص413، وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص178، والبحار ج20 ص10، وطبقات الشعراء لابن سلام ص71.

([7]) راجع: البداية والنهاية ج4 ص6، والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص11، دلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج3 ص191.

([8]) راجع جميع ما تقدم في المصادر التالية: سيرة ابن اسحاق ص317 ـ 319، والبداية والنهاية ج4 ص5 ـ 8، والمغازي للواقدي ج1 ص188 ـ 191، ودلائل النبوة للبيهقي (ط دار الكتب العلمية) ج3 ص192 ـ 200، وتاريخ الخميس ج1 ص413 ـ 414، وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص179 و 180، والكامل في التاريخ ج2 ص143 و 144.

([9]) المصنف لعبد الرزاق ج5 ص204، وطبقات ابن سعد ج2 ص23، ودلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج3 ص198، وراجع: المغازي للواقدي ج1 ص192، وتاريخ الخميس ج1 ص414.

([10]) راجع: البداية والنهاية ج4 ص8.

([11]) سيرة المصطفى ص378.

([12]) راجع: البداية والنهاية ج4 ص8، وسيرة ابن اسحاق ص319 و 320، ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص200، وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص180 و 181.

([13]) تاريخ الأمم والملوك ج2 ص182، والكامل في التاريخ ج2 ص146.

([14]) تاريخ الأمم والملوك ج2 ص183، والكامل في التاريخ ج2 ص148.

([15]) الميرة: الطعام.

([16]) راجع: السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص287 و 288، والكامل في التاريخ ج2 ص146 و 147، وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص184 و 185، والبحار ج20 ص13.

([17]) راجع: صحيح البخاري ج3 ص12، وتاريخ اليعقوبي ج2 ص77، والطبقات الكبرى (ط دار صادر) ج2 ص91، ومجمع الزوائد ج6 ص197 و 198، والبحار ج20 ص302 و 303، وبهجة المحافل ج1 ص193، والمواهب اللدنية ج1 ص122 و 123، وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص183، والكامل في التاريخ  ج2 ص147 و 148.

([18]) الجامع الصغير ج1 ص124 عن البخاري في التاريخ، وأبي داود ومستدرك الحاكم ومسند أحمد ومسلم وكنوز الحقائق بهامش الجامع الصغير ج1 ص96، ومستدرك الحاكم ج4 ص352، ومسند أحمد ج1 ص166 و 167، ومنتخب كنز العمال بهامش المسند ج1 ص57، ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص202 فصل 10، ومناقب ابن شهرآشوب ج2 ص318، ومقتل الحسين للمقرم ص171، والكامل لابن الاثير ج4 ص27، وتاريخ الطبري ج4 ص271، والبحار ج44 ص344، وعن وقايع الايام عن الشهاب في الحكم والآداب ولا بأس بمراجعة مشكل الآثار ج1 ص78.

([19]) التهذيب للشيخ الطوسي ج10 ص213 و 214، والكافي ج7 ص376.

([20]) المنتقى ج2 ص765، والتهذيب ج6 ص162 و 163، والمعجم الصغير ج1 ص30 و 17، والوسائل ج11 ص102 و 103، والكافي ج7 ص460، والبحار (ط بيروت) ج97 ص27 وج20 ص207، وصحيح البخاري ج4 ص126 وج2 ص112، ومسند أحمد ج1 ص81 و 90 و 113 و 131     =  = و 134 و 126 وج2 ص214 و 312 وج3 ص244 و 297 و 308 وج6 ص387، ومستدرك الوسائل ج11 ص103، وتفسير القمي ج2 ص60، ومن لا يحضره الفقيه ج4 ص378 منشورات جماعة المدرسين، وسنن ابن ماجة ج2 ص945 و 946 وص 950، وصحيح مسلم ج5 ص143، وسنن أبي داود ج3 ص43 وأحكام القرآن للجصاص ج3 ص400، والجامع الصحيح للترمذي ج4 ص193 و 194، وسنن سعيد بن منصور، القسم الثاني من المجلد الثالث ص317، ومسند أبي يعلى ج13 ص482 وج4 ص91 و 384 وج3 ص359 و 464 وج1 ص382 و 423 وج12 ص130 وج8 ص44، ومواضع أخرى أشار إليها في الهامش وإلى مصادر كثيرة أيضاً.

([21]) راجع سنن الدارمي ج2 ص219، ومعاني الأخبار للصدوق ص365 و 366، والبحار (ط بيروت) ج72 ص369 وج21 ص240 و 241، والتفسير المنسوب للعسكري «عليه السلام» ص232، وصحيح البخاري ج2 ص105، والسنن الكبرى ج9 ص150، ونيل الاوطار ج8 ص56، والمغازي للواقدي ج3 ص990، وصحيح مسلم ج8 ص106، وسنن أبي داود ج3 ص43، والطبقات الكبرى2 لابن سعد ج2 ص167 ط صادر، وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص542، ومسند أحمد ج3 ص456 و 457 وج6 ص387، والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص159، وتاريخ الخميس ج2 ص123، وتهذيب تاريخ دمشق ج1 ص110.

([22]) المصنف للصنعاني ج5 ص204، والطبقات الكبرى ج2 ص23، ودلائل النبوة للبيهقي (ط دار الكتب العلمية) ج3 ص198، وراجع: المغازي للواقدي ج1 ص192، وتاريخ الخميس ج1 ص414.

([23]) مشكل الآثار ج1 ص77.

([24]) الآية 14 من سورة النمل.

([25]) الإمامة والسياسة ج1 ص53، وقاموس الرجال ج8 ص388، وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص9.

([26]) الإمامة والسياسة ج1 ص54، وقاموس الرجال ج8 ص388.

([27]) شرح النهج للمعتزلي ج6 ص48، وقاموس الرجال ج8 ص388.

([28]) الزهد والرقائق لابن المبارك ص179، وراجع: التراتيب الإدارية ج1 ص267.

([29]) راجع في كل ذلك: قاموس الرجال ج8 ص388.

([30]) التراتيب الإدارية ج1 ص267 عن سيرة عمر.

([31]) صفين للمنقري ص271 و 272.

([32]) تفسير الصافي ج5 ص180، والدر المنثور ج6 ص224 عن عبد بن حميد وابن المنذر، والسيرة الحلبية ج2 ص64.

([33]) صفين للمنقري ص322، وتاريخ الأمم والملوك ج4 ص27، وقاموس الرجال ج7 ص113.

([34]) راجع مقال: الحب في التشريع الإسلامي في كتابنا: دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام.

   
 
 

العودة إلى موقع الميزان