أوسمة وهميـة لزيـد بن ثابـت

   

صفحة :333-362   

أوسمة وهميـة لزيـد بن ثابـت

بــدايــة:

إننا حين نتحدث عن بعض الشخصيات، وما ينسب إليها من مواقف ويرتبط بها من أحداث، فإن سبب ذلك يعود إما إلى أهمية ذلك الحدث بالذات، أو لأن مناسبة البحث قد اقتضت ذلك أحياناً، أو من أجل معرفة الدور الذي قامت به تلك الشخصية أو الذي أريد لها: أن تنال شرف انتسابه إليها، لسبب سياسي، أو غيره.

وليس هدفنا من حديثنا ذاك مجرد مجاراة المؤرخين، ولا تكميل نقص لربما يجد البعض فيه مستمسكاً للتقليل من أهمية الكتاب بصورة عامة، ولا غير ذلك مما يدخل في نطاق الشكليات والهامشيات التي تستند إلى بواعث غير مسؤولة، ولا هي ذات أهمية أو قيمة تذكر.

كما أن ذكرنا للحدث، قد يكون مرده بالإضافة إلى ذلك: الرغبة في تسجيل تحفظ على ما أوردوه على أنه حقيقة وواقع، أو تصحيح خطأ، أو إبراز الجانب السياسي، الذي هيمن على ذلك الحدث، وأثر فيه. أو تسجيل عبرة نجدها جديرة بالتسجيل للاستفادة منها في الموقع المناسب.

هذا بالإضافة إلى أن جمع أطراف البحث، وملاحقة عناصر متفرقة ووضعها في موضعها يساهم إلى حد كبير في تسهيل التعرف على ملامح الصورة التي تمس الحاجة للتعرف عليها، وتتشوق النفوس إليها.

هذا، إلى أمور أخرى لا تبتعد كثيراً عن هذا المنحى في مسارها العام.

وعلى هذا الأساس: فإننا قد أولينا قسطاً من الأهمية لمتابعة الأحداث التي ترتبط ببعض الشخصيات التي عاشت في العصر النبوي وبعده وكان لها دور رئيس في صنع الأحداث، وفي تهيئة الأجواء والظروف لها. على أمل أن نكون قد أسهمنا بدورنا في حصحصة الحق، وكشف الزيف، وإزالة الشبهات.

ونبدأ هنا بالحديث عن أمر ذكر: أنه يرتبط بزيد بن ثابت، فعسى أن نجد فيه، وفيما يأتي من فصول ما ينفع ويجدي، فنقول:

الحدث المشكوك:

إن المطالع للتاريخ الإسلامي، ولكتب التراث بصورة عامة، يجد الكثير من الأمور التي أصبح لها من الشيوع والذيوع بحيث تبدو من الحقائق الثابتة التي لا تقبل الجدل، ولا يجوز أن تخضع للمناقشة.

وأصبح الكتَّاب والمؤلفون يرسلونها إرسال المسلمات ويوردونها مستدلين بها على ما يرونها قادرة على إثباته، أو الدلالة عليه. مع أن نفس هذه القضايا لو أخضعها الباحثون للبحث، وللتحقيق والتمحيص، لخرجوا بحقيقة: أنها من الأمور الزائفة والمجعولة، التي صنعتها الأهواء السياسية، والتعصبات المذهبية، أو العرقية، أو غيرها.

أو على الأقل لوجدوا الكثير مما يوجب الشك والريب فيها، ومن ثم ضعفها، ووهنها، أو لوقفوا على كثير من موارد التحريف والتلاعب فيها.

وقد يجوز لنا القول: إن ما يروى، من أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أمر زيد بن ثابت بتعلم اللغة العبرانية أو السريانية، يصلح مثالاً لهذا الأمر؛ ولأجل ذلك فقد رأينا من المناسب أن نشير إلى بعض ما تلزم الإشارة إليه في هذه القضية وغيرها، تاركين الحكم في ذلك، نفياً أو إثباتاً، إلى القارئ الكريم، الذي يملك كامل الحرية في أن يقبل، وفي أن يرد، إذا اقتضى الأمر أياً من الرد، أو القبول، فنقول:

روايات تعلم زيد العبرانية أو السريانية:

تؤرخ بعض المصادر: أنه في السنة الرابعة للهجرة أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» زيد بن ثابت بتعلم السريانية أو العبرانية، معللاً ذلك: بأنه لا يأمن اليهود على كتابه([1]) فقد روى الترمذي، عن زيد بن ثابت، قال: أمرني رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن أتعلم كتاب يهود، قال: ما آمن يهود على كتاب.

قال: فما مر بي نصف شهر، حتى تعلمته له.

قال: فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح([2]).

وفي نص آخر: لما قدم رسول الله «صلى الله عليه وآله» المدينة، قال لي: تعلم كتاب اليهود؛ فإني والله ما آمن اليهود على كتابي([3]) ولم يذكر قوله: فلما تعلمته الخ..

قال الترمذي: وقد روي من غير هذا الوجه، عن زيد بن ثابت، قال: أمرني رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن أتعلم السريانية([4]).

وفي نص آخر: عن زيد بن ثابت، قال: قال لي رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إنه يأتيني كتب من ناس، لا أحب أن يقرأها أحد؛ فهل تستطيع أن تتعلم كتاب العبرانية، أو قال: السريانية؟

فقلت: نعم.

قال: فتعلمتها في سبع عشرة ليلة([5]).

ومثله في نص آخر، عن زيد بن ثابت، لكنه جزم بأنه أمره بتعلم السريانية ولم يتردد في ذلك([6]).

وفي رواية أخرى: عن زيد بن ثابت أيضاً، قال: أتي بي إلى النبي «صلى الله عليه وآله» عند مقدمه المدينة، فعجب بي، فقيل له: هذا الغلام من بني النجار، قد قرأ مما أنزل عليك بضع عشرة سورة، فاستقرأني، فقرأت (ق) فقال لي: تعلَّم كتاب يهود، فإني ما آمن يهود على كتابي، فتعلمته في نصف شهر([7])، إلى آخر ما تقدم في الرواية الأولى.

وعن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: كان زيد بن ثابت يتعلم في مدارس ماسكة، فتعلم كتابهم في خمس عشرة ليلة، حتى كان يعلم ما حرفوا وبدلوا([8]).

وقال الكتاني: قلت في بهجة المحافل لابن عبد البر: إنه تعلمها في ثمانية عشر يوماً([9]).

وقالوا عن زيد بن ثابت: «وكان يكتب بالعربية والعبرانية»([10])، أو «السريانية»([11]).

وقال ابن الأثير الجزري: «كانت ترد على النبي «صلى الله عليه وآله» كتب بالسريانية، فأمر زيداً، فتعلمها»([12]).

وقال الذهبي: «قدم النبي «صلى الله عليه وآله»، وزيد صبي ذكي نجيب، عمره إحدى عشرة سنة، فأسلم، وأمره النبي «صلى الله عليه وآله»: أن يتعلم خط اليهود؛ فجوَّد الكتابة، إلى آخره»([13]).

المناقشة:

وبعد، فإن لنا على تلكم الروايات ملاحظات عدة، توجب لنا الشك والريب في سلامتها وصحتها، ونذكر من هذه الملاحظات ما يلي:

ألف: إننا نجدها مختلفة فيما بينها بصورة واضحة، الأمر الذي يشير إلى أنه لا يمكن أن تصح جميعها، فواحدة تقول: إنه أمره بتعلم السريانية، وأخرى: العبرانية، بل لقد وقع الترديد بينهما حتى في الرواية الواحدة.

ورواية تذكر: أنه قد تعلمها في أقل من نصف شهر، وأخرى: أنه تعلمها في خمسة عشر يوماً، وثالثة في سبعة عشر يوماً، ورابعة: في ثمانية عشر يوماً.

ورواية تقول: إنه أمره بتعلمها لأنه لا يأمن يهود على كتابه، وأخرى تقول: إنه أمره بذلك، لأنه تأتيه كتب لا يحب أن يطلع عليها كل أحد.

ورواية تفيد: أنه قد أمره بذلك حين مقدمه المدينة.

بينما تذكر أخرى: أنه إنما أمره بذلك في السنة الرابعة، وتعلمها حينئذٍ. هذا كله، مع أن الراوي لذلك كله رجل واحد، وهو المصدر الوحيد لما قاله ويقوله الكتَّاب والمؤرخون على الظاهر، في هذا المجال.

ب: إننا نلاحظ: أن الراوي لهذه القضية هو خصوص زيد بن ثابت بطل القصة نفسه، ولم نجدهم نقلوا ذلك عن غيره، رغم أهمية هذا الأمر وكونه ملفتاً للنظر، ورغم أننا نجدهم يسجلون لنا حتى أبسط الحركات التي تصدر عن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله».

وواضح: أن هذه القضية ترمي إلى إثبات فضيلة لنفس ناقلها، فليلاحظ ذلك.

ج: إننا ـ رغم تفحصنا ـ لم نعثر ولو على نص واحد لرسالة واحدة أرسلها النبي «صلى الله عليه وآله»، أو وصلت إليه من غيره تكون مكتوبة بغير العربية.

كما أننا لم نجد حتى ولو إشارة واحدة إلى أية رسالة وصلت إليه من أحد أو أرسلها إلى أحد قيل إنها ترجمت له «صلى الله عليه وآله» من أي لغة أخرى إلى اللغة العربية، أو بالعكس.

بل قد وجد عدد من الرسائل المنسوبة إليه «صلى الله عليه وآله» في بعض المتاحف والمكتبات الخاصة؛ كان قد أرسلها إلى كسرى، وإلى النجاشي، وإلى المقوقس. ويميل العلماء والمحققون إلى الجزم بأنها هي بعينها، التي كان «صلى الله عليه وآله» قد أرسلها إليهم.

نعم، لقد وجدت هذه الرسائل وكانت كلها مكتوبة باللغة العربية خاصة، وبالخط العربي، فراجع مجموعة الوثائق السياسية للبروفيسور حميد الله لتطلع على صور هذه الرسائل، وراجع أيضاً مكاتيب الرسول للعلامة البحاثة الشيخ علي الأحمدي الميانجي «رحمه الله». وغيرهما من الكتب والمصادر.

ومما يدل على ذلك: أن الرواية تنص على أن قيصر قد طلب ترجماناً ليقرأ له كتاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»([14]).

نعم، هناك رسالة واحدة مكتوبة باللغة العبرية، حكم العلماء والباحثون عليها بصورة قاطعة بالوضع والاختلاق، فراجع الكتابين آنفي الذكر. فأين ذهبت تلكم الرسائل التي كتبها زيد بن ثابت باللغة العبرية أو السريانية، أو ترجمها منها إلى العربية؟! ولماذا لم يشر التاريخ ولو إلى واحدة منها؟ إن ذلك لعجيب حقاً؟! وأي عجيب!!!

د: والأعجب من ذلك: أن بعض المصادر تذكر: أن زيد بن ثابت كان من أكثر كتَّاب النبي «صلى الله عليه وآله» كتابة له([15]).

وعبارة ابن عبد البر: «كان كاتبه المواظب له في الرسائل والأجوبة»([16]).

ويذكرون أيضاً: أنه كان مختصاً بالكتابة إلى الملوك([17])، وأنه كان يكتب له «صلى الله عليه وآله» إذا كتب إلى اليهود، ويقرأ له كتبهم.

فإذا كان كذلك فما بالنا نجد اسم كثير من الكتَّاب في أسفل الكتب التي كتبوها، فيقول في آخر الكتاب: وكتب فلان، أو: وكتب فلان وشهد، أو نحو ذلك ـ وهي طائفة كثيرة ـ ولا نجد اسماً لزيد بن ثابت في أي من الكتب التي وصلتنا، إلا على صفة الشاهد على بعض الكتب النادرة جداً.

نعم، إننا لم نجد له اسماً لا على الكتب إلى الملوك، ولا على الكتب إلى اليهود، مع وجود أسماء كثيرين من الكتاب الآخرين على طائفة كبيرة منها. بل لقد وجدنا أسماء آخرين كانوا قد كتبوا إلى الملوك، وإلى اليهود أيضاً فليلاحظ: كتاب مفاداة سلمان من عثمان بن الأشهل اليهودي القرظي، فقد كتبه أمير المؤمنين علي «عليه السلام».

وكتابه «صلى الله عليه وآله» إلى جيفر، وعبد، ابني الجلندي، وهما من الملوك، وهو بخط أُبي بن كعب.

وكتابه إلى المنذر بن ساوى وهو من ملوك البحرين، بخط أُبي. ومعاهدة يهود مقنا، هي أيضاً بخط أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام. وكتابه «صلى الله عليه وآله» ليهود بني عاديا من تيماء، كتبه خالد بن سعيد.

وكذا كتابه ليهود بني عريض، كتبه خالد بن سعيد أيضاً.

ويقال: إن معاوية أيضاً قد كتب إلى المهاجر بن أبي أمية، وربيعة بن ذي الرحب من حضرموت([18]).

كما أن كتابه «صلى الله عليه وآله» الذي أجاب به النجاشي الأول، قد كتبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه الصلاة والسلام»([19]).

ولعل المتتبع يجد أمثلة كثيرة سوى ما تقدم، فأين كان زيد بن ثابت عن ذلك، وعن سواه ياترى؟!

هـ : إننا نجد أن بعض الروايات المتقدمة تقول: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد علل طلبه من زيد تعلم اللغة العبرانية، أو السريانية، بأنه تأتيه كتب، ولا يحب أن يطَّلع عليها كل أحد، فاحتاج إلى أن يأمر زيداً بذلك، مع أنه قد كان آخرون غير زيد بن ثابت يعرفون العبرانية أو السريانية، وفيهم من هو من فضلاء الصحابة وثقاتهم، ومن مثل سلمان الفارسي! الذي هو من أهل البيت، فإنه كان قد قرأ الكتابين([20])، فلماذا لا يعطيه النبي «صلى الله عليه وآله» كتبه التي لا يحب أن يطَّلع عليها كل أحد، ليقرأها له، فإنه لا ريب في أمانته ودينه، وكونه عبداً لذلك القرظي لا يمنعه من ذلك، كما لم يمنعه من حضور حرب بدر وأحد. (كما سيأتي).

مع أن مراسلاته «صلى الله عليه وآله» للملوك قد بدأت بعد ذلك كما هو معلوم من التاريخ.

أضف إلى ذلك: أنه قد تحرر قبل غزوة الخندق، وهي في الرابعة كما هو الظاهر أو في الخامسة على أبعد تقدير كما تحدثنا عن ذلك في كتابنا (حديث الإفك).

وستأتي الإشارة إلى ذلك في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

وقد تقدم أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أمر زيداً بتعلم تلك اللغة في السنة الرابعة.

أضف إلى ذلك: أنهم يقولون: إن الحبر اليهودي عبد الله بن سلام قد أسلم في أول قدوم النبي «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة، وقد ادعوا نزول الآيات في تقريضه ومدحه، فلماذا لا يقرأ للنبي «صلى الله عليه وآله» ما سوف يأتيه من رسائل؟!

كما أنهم يقولون: إن عبد الله بن عمرو بن العاص، كان يقرأ بالسريانية([21]).

ويقول الدكتور جواد علي: «ومنهم مثل زيد بن ثابت من كتب له بالعربية، وبالعبرانية، أو بالسريانية، وذكر أن بعضهم كان مثل زيد بن ثابت يكتب بغير العربية أيضاً»([22]).

فلماذا ذُكر اسم زيد بن ثابت ولم تُذكر أسماء أولئك؟.

و : قد ذكروا: أن حنظلة بن الربيع كان يقوم مقام جميع كتابه «صلى الله عليه وآله» بما فيهم زيد بن ثابت، إذا غاب أحد منهم حتى سمي حنظلة الكاتب([23])، الأمر الذي يشعر بأنه كان أيضاً يحسن الكتابة بغير العربية، كزيد.

كما أنه يدل: على أنه كان ينوب عن زيد في الكتابة إلى اليهود، وإلى الملوك. (راجع الهامش)([24]).

فإذا كان كذلك، فلماذا لم يعتمد النبي «صلى الله عليه وآله» على حنظلة، أو على غيره ممن أشار إليهم الدكتور جواد علي، فإن الحاجة ترتفع بهم، ولا يبقى «صلى الله عليه وآله» بحاجة إلى اليهود «الذين كانوا غير مأمونين» لا في الترجمة، ولا في الكتابة.

ويلاحظ هنا: أنهم لم يبخلوا على زيد في هذا المجال، فقد أتخموه بالأوسمة، وأغرقوه بآيات الثناء، ويكفي أن نذكر: أنهم جعلوه عالماً، ليس فقط بالعربية قراءة وكتابة، وكذلك بالعبرانية، أو السريانية، وإنما أضافوا إلى ذلك: أنه كان يترجم للنبي «صلى الله عليه وآله» بالفارسية والرومية والقبطية والحبشية([25]).

وأنه قد تعلم الفارسية من رسول كسرى، والرومية من حاجب النبي، والحبشية من خادم النبي «صلى الله عليه وآله» والقبطية من خادم النبي أو خادمته «صلى الله عليه وآله»([26]).

ولا ندري لماذا لم يتعلم الفارسية من سلمان، والرومية من صهيب والحبشية من بلال، فإن كلاً منهم كان يجيد هذه اللغات بما لا مزيد عليه؟!

كما لا ندري لماذا لم نجد أية إشارة لكتاب مترجم من هذه اللغات إلى العربية أو من العربية إليها، أو غير ذلك، مما يحتاج إلى الترجمة؟!

ز : لقد روي عن أبي جعفر «عليه السلام»: قال: كان غلام من اليهود يأتي النبي «صلى الله عليه وآله» كثيراً حتى استخفه (استحقه) وربما أرسله في حاجة، وربما كتب له الكتاب إلى قوم؛ فافتقده أياماً فسأل عنه، فقال له قائل: تركته في آخر يوم من أيام الدنيا، فأتاه النبي «صلى الله عليه وآله» الخ..([27]).

ح: وأخيراً، فلا ندري ما حاجة النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الترجمة، مع أن جمعاً من المحققين قد أثبتوا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يعرف جميع اللغات، فلا يحتاج إلى مترجم ولا إلى غيره، وقد كلم سلمان بالفارسية، وتكلم بغيرها من اللغات أيضاً الخ..([28]).

ط: وأما قوله في الرواية: إنه «صلى الله عليه وآله» أمره بذلك حين قدومه المدينة، ثم روايتهم: أنه كان يكتب في الجاهلية([29])، فينافيه قولهم: إنه تعلم الكتابة من أسرى بدر([30]).

ملاحظتان:

الأولى: قال العلامة المحقق الشيخ علي الأحمدي الميانجي، بعد أن تكلم حول معرفته «صلى الله عليه وآله» باللغات، عربيها، وعجميها، وأيد ذلك بنقل المؤرخين والمحدثين أنه «صلى الله عليه وآله» كان يتكلم مع كل قوم بلسانهم، قال «رحمه الله»: «ولكنه «صلى الله عليه وآله» كتب إلى ملوك العجم كقيصر، وكسرى، والنجاشي بلغة العرب، مع أن الجدير أن يكتب إلى كل قوم بلسانهم؛ إظهاراً للمعجزة، واستحداثاً للألفة؛ فما الوجه في ذلك؟! وأي فائدة في الكتابة بالعربية؟ وأي وازع في الترقيم بالعجمية؟!

والذي يقضي به التدبر، وينتهي إليه الفكر: أن الفائدة في ذلك هو حفظ شؤون الملة الإسلامية، وصوناً لجانب الاستقلال والعظمة، ألا ترى أن الأمم الراقية المتمدنة يسعون في انتشار لسانهم في العالم، حتى تصير لغتهم لغة عالمية، إعمالاً للسيادة، وتثبيتاً للعظمة؟

فكأنه «صلى الله عليه وآله» يلاحظ جانب الإسلام، وأنه يعلو ولا يعلى عليه، وأن لغة القرآن لا بد أن تنتشر، وتعم العالم، لأن القرآن كتاب للعالم؛ فعظمة القرآن، وعموم دعوته، وعظمة النبي الأقدس «صلى الله عليه وآله»، ورسالته العالمية، تقضي أن يكتب إليهم بلغة القرآن.

فعلى ملوك العالم، والعالم البشري أن يتعلموا لسانه المقدس، ولغته السامية، لغة القرآن المجيد، تثبيتاً لهذا المرمى العظيم، والغرض العالي»([31]).

الثانية: وبعد، فإننا لا ننكر أن يكون زيد بن ثابت قد تعلم شيئاً من العبرانية أو السريانية، قليلاً كان ذلك أو كثيراً، ولكننا نشك في أن يكون النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي طلب منه ذلك، ونشك كذلك في أن يكون قد كتب له «صلى الله عليه وآله» بهذه اللغات، أو ترجم له شيئاً من الكتب التي أتته، فإن الروايات المتقدمة لا تكفي لإثبات ذلك على الإطلاق بل قدمنا ما يوجب ضعفها ووهنها ولا بد لإثبات ذلك من اعتماد أدلة وشواهد أخرى، لا نراها متوفرة بين أيدينا، من نصوص ومصادر، بل إن ما بأيدينا يؤيد إن لم يكن يدل على خلاف ذلك، كما ألمحنا إليه.

والظاهر: أن الهدف هو إثبات فضيلة لزيد بن ثابت، وإن كانت كل الدلائل والشواهد تشير إلى خلافها، ما دام لا يخطر ببال أحد: أن يبحث حول ثبوت ذلك وصحته بنظرهم.

وسنتكلم عن سر تكرمهم بالفضائل لهذا الرجل في آخر هذا الفصل إن شاء الله تعالى.

ونذكر من الفضائل التي أضيفت إلى زيد بن ثابت أيضاً ما يلي:

علم زيد بالفرائض:

سيأتي: أن عمر وعثمان ما كانا يقدمان على زيد في الفرائض أحداً. وقد خطب عمر الناس، فكان مما قال: «ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت»([32]).

وادَّعوا: أنه كان أعلم أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالفرائض (أي فرائض الإرث)([33]).

ولكننا نقول: إننا نجد في مقابل ذلك:

1 ـ أن مسروقاً ـ وإن كنا نعتقد أن ذلك لدوافع سياسية ـ يقول عن عائشة: إنه رأى: «أكابر أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» يسألونها عن الفرائض»([34]).

2 ـ إن أئمة أهل البيت «عليهم السلام» قد رفضوا دعوى أعلمية زيد بالفرائض، فقد روي عن الإمام الباقر «عليه السلام»، قال: الحكم حكمان: حكم الله، وحكم الجاهلية، وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية([35]).

3 ـ وقد ألف سعد بن عبد الله القمي كتاب: إحتجاج الشيعة على زيد بن ثابت في الفرائض([36]).

وقد ذكر ابن شاذان في الإيضاح طائفة من مسائل الإرث لم يوفق زيد للصواب فيها، فليراجعه من أراده([37]).

وقال: «..وأما فرائض زيد، فلم يبق أحد من الصحابة إلا وقد اعترض عليه فيما فرض».

4 ـ عن سعيد بن وهب، قال: قال عبد الله: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب «عليه السلام»([38]).

وهذا هو الحق الذي لا محيص عنه، فإنه «عليه السلام» باب مدينة العلم، ولكن قاتل الله السياسة وألاعيبها.

ملاحظة:

بالنسبة لشهادة الإمام الباقر «عليه السلام» بأن زيد بن ثابت قد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية، لعله لأن زيد بن ثابت كان يفتي برأيه، حسب اعترافه فيما سيأتي، ولعل عامة ما كان يفتي به كان خطأ، على حد قوله نفسه، وكذلك وجود بعض الرواسب في نفسه وفي فكره وكون دين الله لا يصاب بالعقول ـ لعل كل ذلك ـ هو السبب في أن زيداً قد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية.

وقـد جـرت بين زيـد وبين أمير المـؤمنين «عليه السـلام» بعض المساجلات في مجال الفرائض لم يستطع زيد أن يقدم الجواب الكافي في مقابل ما بينه له أمير المؤمنين «عليه السلام» في تلك المسألة، فإن مكاتبة([39]) زَنَت، وقد عتق منها ثلاثة أرباعها.

فقال «عليه السلام»: يجلد منه بحساب الحرية ويجلد منها بحساب الرق.

وقال زيد بن ثابت: تجلد بحساب الرق.

فاعترض عليه أمير المؤمنين «عليه السلام» بأنه هلا جلدها بحساب الحرية، فإنها فيها أكثر.

فقال زيد: لو كان كذلك لوجب توريثها بحساب الحرية.

فقال «عليه السلام»: أجل ذلك واجب، فأفحم زيد([40]).

ولكن عثمان خالف علياً، وصار إلى قول زيد رغم ظهور الحجة عليه.

ولعل هذه الإرهاصات في علم زيد بالفرائض قد أريد منها أن يعوض عن فشله ذاك بمنحه أوسمة الجدارة مضادة لعلي «عليه السلام» وتنكراً له.

أبو عمر والراية لزيد في تبوك:

قال أبو عمر: «..وكانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم، فأخذها رسول الله «صلى الله عليه وآله» ودفعها إلى زيد بن ثابت.

فقال عمارة: يا رسول الله، أبلغك عني شيء؟!

قال: لا ولكن القرآن مقدم، وزيد أكثر منك أخذاً للقرآن. وهذا عندي خبر لا يصح، والله أعلم»([41]).

ونزيد نحن هنا: أنه لو كان الأمر كذلك للزم أن يعطي الراية إلى أُبي بن كعب، سيد القراء؛ فلماذا خص بها زيداً دونه؟! فإن كلاً منهما من أبناء مالك بن النجار، فهل كان زيد أقرأ من أُبي؟! الذي وصفه رسول الله «صلى الله عليه وآله» كما في بعض الروايات بأنه أقرأ الأمة([42])، أم أن أُبياً تخلف عن غزوة تبوك ، فلماذا لم يعامل معاملة المتخلفين، مع أنهم يقولون: إنه شهد بدراً، والمشاهد كلها؟!([43]).

ولماذا لا يجري النبي «صلى الله عليه وآله» هذه القاعدة في سائر الموارد، وذلك بالنسبة لابن مسعود في المهاجرين، وكذا غيره ممن نص التاريخ على أنهم قد حفظوا القرآن، وجمعوه في عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!.

زيد وجمع القرآن:

وقد أشارت رواية أخذه الراية في تبوك، إلى كثرة أخذ زيد للقرآن، كما أنهم يذكرون لزيد مقاماً فريداً بالنسبة لجمع القرآن في عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»؛ إذ يقال: «إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة، التي بين فيها ما نسخ، وما بقي، وكتبها الرسول، وقرأها عليه، وكان يُقْرِئُ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر، وجمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف»([44]).

وقال ابن قتيبة: «وكان آخر عرض رسول الله «صلى الله عليه وآله» القرآن على مصحفه»([45]).

وصحح أبو عمر حديث أنس: أن زيد بن ثابت أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»([46]).

ونقول:

لقد تحدثنا عن دور زيد في جمع القرآن على عهد الخلفاء بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» في كتابنا «حقائق هامة حول القرآن» وقلنا هناك: إن جمع القرآن قد حصل في زمن النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه، وأثبتنا ذلك بالأدلة الكثيرة.

وقلنا أيضاً: إن محمد بن كعب القرظي لم يذكر زيد بن ثابت في عداد من جمع القرآن في عهد النبي «صلى الله عليه وآله».

وقلنا كذلك: إن رواية جمع زيد للقرآن في عهد أبي بكر تعاني من إشكالات أساسية لا مجال لتجاهلها، وأن الصحيح: هو أنه قد جمع مصحفاً شخصياً للخليفة، الذي لم يكن يملك مصحفاً تاماً.

وقال أبو عمر: عن حديث جمع زيد للقرآن في عهد الرسول «صلى الله عليه وآله»: «..وقد عارضه قوم، بحديث ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت: أن أبا بكر أمره في حين مقتل القراء باليمامة، بجمع القرآن، قال: فجعلت أجمع القرآن من العسب، والرقاع، وصدور الرجال، حتى وجدت آخر آية من التوبة مع رجل يقال له: خزيمة، أو أبو خزيمة.

قالوا: فلو كان قد جمع القرآن على عهد رسول الله لأملاه من صدره، وما احتاج إلى ما ذكر».

قالوا: «وأما خبر جمع عثمان للمصحف؛ فإنما جمعه من الصحف التي كانت عند حفصة من جمع أبي بكر..»([47]) إنتهى كلام أبي عمر.

وأما بالنسبة لشهود زيد للعرضة الأخيرة؛ فإننا نجد في المقابل مصادر كثيرة تذكر: أن ابن مسعود هو الذي شهد العرضة الأخيرة([48]).

وعلى كل حال، فإن تفصيل الكلام في هذا الأمر موجود في كتابنا: «حقائق هامة حول القرآن الكريم»، فمن أراد المزيد فليرجع إليه.

الفضائل والسياسة:

وبعد، فإننا قد تعودنا من المخالفين لأهل البيت «عليهم السلام»، ابتداءاً من الأمويين ثم العباسيين، محاولاتهم الدائبة للحط من علي «عليه السلام»، وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم والتستر على فضائله ومزاياه، وإظهار العيب له.

وقد قال المغيرة بن شعبة لصعصعة: «وإياك أن يبلغني عنك: أنك تظهر شيئاً من فضل علي، فأنا أعلم بذلك منك، ولكن هذا السلطان قد ظهر وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس»([49]).

والنصوص الدالة على هذه السياسة كثيرة جداً، بل هي فوق حد الإحصاء.

ومن جهة أخرى فإنهم يعملون على إظهار التعظيم الشديد لكل من كان على رأيهم، ويذهب مذهبهم، ويصنعون لهم الفضائل، ويختلقون لهم الكرامات، وذلك أمر مشهود  وواضح، وقد أشرنا إليه غير مرة.

والمراجع لحياة زيد بن ثابت، ولمواقفه السياسية يجد: أنه كان منحرفاً عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام. كما ويجد أنه ممن تهتم السلطة برفع شأنهم، وتأكيد فضلهم ونسبة الكرامات إليهم.

الخط السياسي لزيد بن ثابت:

وبعد، فإن الذي يراجع حياة زيد بن ثابت ومواقفه، يجد: أنه كان عثمانياً، ومنحرفاً عن أمير المؤمنين علي «عليه السلام». فعدا عن أنه كان له موقف في السقيفة، يؤيد فيه صرف الأمر عن الأنصار إلى المهاجرين، وقد أثنى عليه أبو بكر، ومدحه لأجله([50]) فإنه: كان أحد الذين لم يبايعوا علياً أمير المؤمنين عليه آلاف التحية والسلام([51]).

بل لقد كان زيد بن ثابت مع عمر حينما ذهب للإتيان بعلي «عليه السلام» من بيته لأجل البيعة([52]).

و «كان زيد عثمانياً، ولم يشهد مع علي شيئاً من حروبه»([53]).

وقد قطع أمير المؤمنين «عليه السلام» العطاء عمن لم يشهد معه، وأقامهم مقام أعراب المسلمين([54]).

وكان زيد عثمانياً، يحرض الناس على سب أمير المؤمنين «عليه السلام»([55]).

و «كان عثمان يحب زيد بن ثابت»([56]).

«والذين نصروا عثمان، كانوا أربعة، كان زيد بن ثابت أحدهم، ولم ينصره أحد من الصحابة غيرهم»([57]).

وكان على قضاء عثمان([58])، وعلى بيت المال والديوان له([59]).

وكان عثمان يستخلفه على المدينة([60]).

وكان يذبُّ عن عثمان حتى رجع لقوله جماعة من الأنصار([61]).

وقد قال للأنصار: إنكم نصرتم رسول الله «صلى الله عليه وآله» فكنتم أنصار الله، فانصروا خليفته تكونوا أنصاراً لله مرتين؛ فقال الحجاج بن غزية: والله إن تدري هذه البقرة الصيحاء ما تقول، إلى آخره.

وفي نص آخر: أن سهل بن حنيف أجابه؛ فقال: يا زيد، أشبعك عثمان من عضدان المدينة؟! والعضيدة: نخلة قصيرة، ينال حملها([62]).

وكان بنو عمرو بن عوف قد أجلبوا على عثمان، وكان زيد يذب عنه، فقال له قائل منهم:

وما يمنعك؟! ما أقل والله من الخزرج من له من عضدان العجوة ما لك!

فقال زيد: اشتريت بمالي، وقطع لي إمامي عمر، وقطع لي إمامي عثمان.

فقال له ذلك الرجل: أعطاك عمر عشرين ألف دينار؟

قال: لا، ولكن كان عمر يستخلفني على المدينة، فوالله، ما رجع من مغيب قط إلا قطع لي حديقة من نخل([63]).

واستخلاف عمر له في أسفاره معروف ومشهور([64]).

هذا، وقد أعطاه عثمان يوماً مائة ألف مرة واحدة([65]).

وقد بلغ من ثراء زيد أن خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار([66]).

وكان محل العناية التامة من قبل عمر، فعدا عن استخلافه له في كل سفر يسافره وإقطاعه الحدائق، فإنه كان كاتب عمر([67])، وكان على قضائه وفرض له رزقاً([68]).

ويكفي أن نذكر هنا عبارة ابن سعد، وابن عساكر، وهي: «كان عمر ـ يستخلف زيداً في كل سفر، وقل سفر يسافره ولم يستخلفه، وكان يفرق الناس في البلدان وينهاهم أن يفتوا برأيهم، ويحبس زيداً عنده ـ إلى أن قال: وكان عمر يقول: أهل البلد ـ يعني المدينة ـ محتاجون إليه، فيما يجدون إليه، وفيما يحدث لهم مما لا يجدونه عند غيره»([69]).

«وما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد أحداً، في القضاء والفتوى، والفرائض والقراءة»([70]).

ثم كان زيد في زمن معاوية على ديوان المدينة، فقد قال ابن قتيبة، عن عبد الملك بن مروان، الذي ولد سنة أربع وعشرين هجرية: «كان معاوية جعله مكان زيد بن ثابت على ديوان المدينة، وهو ابن ست عشرة سنة»([71]).

ثم كان عبد الملك بن مروان من الذين يقولون بقول زيد([72]).

أما أبوه مروان، فكان قد بلغ من اهتمامه بزيد: أن دعاه، وأجلس له قوماً خلف ستر، فأخذ يسأله، وهم يكتبون ففطن لهم زيد، فقال: يا مروان اعذر، إنما أقول برأيي([73]).

وأتاه أناس يسألونه، وجعلوا يكتبون كل شيء قاله، فلما أطلعوه على ذلك قال لهم: «لعل كل الذي قلته لكم خطأ، إنما قلت لكم بجهد رأي»([74]).

ومع أنه يعترف بأنه إنما يفتي لهم برأيه، فقد بلغ من عمل الناس بفتواه المدعومة من قبل الحكام: أن سعيد بن المسيب يقول: «لا أعلم له قولاً لا يعمل به، فهو مجمع عليه في المشرق والمغرب»([75]).

فانظر ماذا ترى؟!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


([1]) تاريخ الخميس ج1 ص464، والبداية والنهاية ج4 ص91، والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص176، وراجع: الكامل لابن الاثير ج2 ص176، وراجع: بهجة المحافل ج1 ص230.

([2]) الجامع الصحيح للترمذي ج5 ص67، 68، ومشكل الآثار ج2 ص421، والسنن الكـبرى للبيهقي ج6 ص211، وفتوح البلـدان للبـلاذري ص583  = = والتراتيب الإدارية ج1 ص203 و 204، عن البخاري، وعن الطحاوي في مختصره ومسند أحمد ج5 ص186.

([3]) طبقات ابن سعد ج2 قسم 2 ص115، ومنتخب كنز العمال ـ بهامش مسند أحمد ج5 ص185، وحياة الصحابة ج3 ص216 عن أبي يعلى، وابن عساكر، وسنن أبي داود ج3 ص318 ومستدرك الحاكم ج1 ص75 وتلخيصه للذهبي بهامشه، وصحيح البخاري ج4 ص156 وليس فيه ذكر لمدة تعلمه.

([4]) الجامع الصحيح للترمذي ج5 ص68.

([5]) طبقات ابن سعد ج2 ص115، وكنز العمال ج16 ص9 عن ابن عساكر، وابن أبي داود في المصاحف، وتذكرة الحفاظ ج1 ص31، وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص446 عن أحمد، وأبي يعلى، ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص185 وحياة الصحابة ج3 ص216، والتراتيب الإدارية ج1 ص120 و 204 وراجع: مستدرك الحاكم ج3 ص422 وتهذيب الكمال ج10 ص28.

([6]) راجع: كنز العمال ج16 ص9 عن ابن عساكر وابن أبي داود، وغيرهما وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص446 و 447 عن أحمد، وأبي يعلى، ومسند أحمد ج5 ص182، والاصابة ج1 ص561، ومشكل الآثار ج2 ص421، ومستدرك الحاكم ج3 ص422، وتلخيصه للذهبي ـ بهامشه، والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص211، ومنتخب كنز العمال ـ بهامش مسند أحمد ج5 ص185، وحياة الصحابة ج3 ص350، والإستيعاب ـ بهامش الاصابة ج1 ص552، والتراتيب الإدارية ج1 ص203 و 204 عن بعض من تقدم، عن ابن أبي داود في المصاحف، والأحكام الصغرى لأبي بكر ابن شيبة وسير أعلام النبلاء ج2 ص429 وبهجة المجالس ج1 ص356.

([7]) راجع: تاريخ الخميس ج1 ص464، 465، وقال: كذا رواه ابن أبي الزناد، وأحمد، ويونس، عن أبي داود وداود بن عمرو الضبي، وسعيد بن سليمان الواسطي، وسليمان بن داود الهاشمي، وعبد الله بن وهب، وعلي بن حجر، وحديثه عند الترمذي كذا ذكره السخاوي في الأصل الأصيل. وكنز العمال ج16 ص8 عن ابن عساكر، وغيره، ومسند أحمد ج5 ص186 والإصابة ج1 ص561 عن البخاري والبغوي وأبي يعلى، والتراتيب الإدارية ج1 ص203، 204، عن = = البخاري. وتذكرة الحفاظ ج1 ص31 وسير أعلام النبلاء ج2 ص428، و 429 وتهذيب الكمال ج10 ص28 وراجع الثقات ج1 ص246.

([8]) كنز العمال ج16 ص9،8 عن ابن عساكر، وراجع: السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص176، والتراتيب الإدارية ج1 ص204 عن ابن عساكر. وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص446 عن ابن سعد والبداية والنهاية ج4 ص91.

([9]) التراتيب الإدارية ج1 ص203 وراجع: سير أعلام النبلاء ج2 ص429 وبهجة المجالس ج1 ص356.

([10]) تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص449، ومستدرك الحاكم ج3 ص421، وتلخيصه للذهبي بهامش ص422 منه، وفتوح البلدان للبلاذري ص583.

([11]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص160.

([12]) أسد الغابة ج2 ص222، وعنه في قاموس الرجال ج4 ص239، وتنقيح المقال ج1 ص462، ومكاتيب الرسول ج1 ص21 عنه أيضاً.

([13]) تذكرة الحفاظ ج1 ص30 وسير أعلام النبلاء ج2 ص427، 428.

([14]) راجع: مكاتيب الرسول ج1 ص109.

([15]) تهذيب الأسماء ج1 ص29، والرصف ج1 ص148.

([16]) بهجة المجالس ج1 ص356.

([17]) راجع: التنبييه والإشراف ص246، والوزراء والكتاب ص12، والعقد الفريد ج4 ص161، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص134، والتراتيب الإدارية ج1 ص202.

([18]) راجع فيما تقدم: مجموعة الوثائق السياسية، ومكاتيب الرسول.

([19]) راجع مكاتيب الرسول ج1 ص31.

([20]) راجع ذكر أخبار إصبهان ج1 ص48، وتاريخ بغداد ج1 ص164، والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 قسم 1 ص61، وحلية الأولياء ج1 ص187، وقاموس الرجال ج4 ص424 و 233 عن الجزري.

([21]) طبقات ابن سعد ج4 قسم 2 ص11.

([22]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص120.

([23]) التنبيه والإشراف ص245، والوزراء والكتاب ص12 ـ 13، والعقد الفريد ج4 ص161، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص126 و 309 و 131.

([24]) ولكننا لم نعثر حتى على رسالة واحدة، أو على أي شيء ذكر فيه اسم حنظلة هذا على أنه قد كتبه، وهذا أمر يثير العجب حقاً!! فلعل خصوم أهل البيت «عليهم السلام» قد منحوه هذا الوسام لأنه اعتزل علياً «عليه السلام» ولم يشترك في حروبه.

([25]) راجع: التنبييه والإشراف ص246، والتراتيب الإدارية ج1 ص202 عن: (العمدة) للتلمساني، وعن ابن هشام في (البهجة) وعن كتاب: (التعريف برجال مختصر ابن الحاجب) لابن عبد السلام، وعن الإعلام بسيرة النبي «صلى الله عليه وآله»، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص133.

([26]) العقد الفريد ج4 ص161، والتراتيب الإدارية ج1 ص202.

([27]) الأمالي للصدوق ص356 والبحار ج78 ص234 وج6 ص26.

([28]) راجع التراتيب الإدارية ج1 ص208 و 209، ولعل أحسن من تكلم في هذا الموضوع: العلامة المحقق الشيخ علي الأحمدي «رحمه الله» في كتابه: مكاتيب الرسول ج1 ص15 و 16 فليراجع.

([29]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص120.

([30]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص133 و 292.

([31]) مكاتيب الرسول ج1 ص16 و 17.

([32]) راجع: مستدرك الحاكم ج3 ص272 و 273 وسنن البيهقي ج6 ص210، وطبقات ابن سعد ج2 ص115، ومجمع الزوائد ج1 ص135، والغدير ج6 ص191 و 192، وراجع ج5 ص361 وج8 ص64 ففيهما مصادر أخرى.

([33]) تهذيب الأسماء ج1 ص201 وراجع المصادر المتقدمة، وترجمة زيد بن ثابت في مختلف المصادر.

([34]) الزهد والرقائق ص382.

([35]) التهذيب للشيخ الطوسي ج6 ص218، والكافي ج7 ص407، والوسائل ج18 ص11، وقاموس الرجال ج4 ص239، وتنقيح المقال ج1 ص461 وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص118.

([36]) رجال النجاشي ص178 وقاموس الرجال ج4 ص240.

([37]) الإيضاح ص315 فما بعدها.

([38]) أنساب الأشراف ج2 ص105، وفي هامشه عن: الفضائل لأحمد بن حنبل حديث رقم 11 من فضائل علي، وعن أخبار القضاة ج1 ص89 بثلاثة طرق.

([39]) المكاتبة: الأمة التي يشارطها مولاها ويكاتبها على أن تؤدي له مقداراً معيناً من المال، وتنال الحرية عن هذا الطريق.

([40]) راجع قاموس الرجال ج4 ص240 عن إرشاد المفيد.

([41]) الإستيعاب بهامش الإصابة ج1 ص552، والخبر في مستدرك الحاكم ج3 ص421، ومغازي الواقدي ج3 ص1003، والإصابة ج1 ص561، وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص449، وتهذيب الأسماء ج1 ص201، وأسد الغابة ج2 ص222.

([42]) راجع: كتابنا حقائق هامة حول القرآن فصل: ماذا عن جمع القرآن في عهد الخلفاء؟

([43]) الإصابة ج1 ص19.

([44]) الإتقان ج1 ص50 عن البغوي في شرح السنة وراجع تاريخ القرآن للزنجاني ص39 و 40.

([45]) المعارف ص260 وعنه في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص134، وراجع: البرهان للزركشي ج1 ص237.

([46]) الإستيعاب بهامش الاصابة ج1 ص552.

([47]) الإستيعاب بهامش الاصابة ج1 ص552.

([48]) راجع: طبقات ابن سعد ج2 قسم 2 ص104 وص 4، وكنز العمال ج2 ص224 و 225 عن ابن عساكر، وكشف الأستار عن مسند البزار ج3 ص251 ومجمع الزوائد ج9 ص288 عن أحمد، والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح، وفتح الباري ج9 ص40 و 41 والإستيعاب بهامش الإصابة ج2 ص322، ومشكل الآثار ج1 ص115 وج4 ص196.

([49]) راجع الكامل لابن الأثير ج3 ص430 وتاريخ الأمم والملوك طبع الإستقامة ج4 ص144.

([50]) راجع: سير أعلام النبلاء ج2 ص433 ومسند أحمد ج5 ص186 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص449 والتمهيد في علوم القرآن ج1 ص244 عنه.

([51]) راجع: تاريخ الأمم والملوك (طبع دار المعارف) ج4 ص430 و 431 والكامل في التاريخ ج3 ص191.

([52]) أنساب الاشراف ج1 ص585. (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله»).

([53]) أسد الغابة ج2 ص222 والإستيعاب بهامش الاصابة ج1 ص554 وقاموس الرجال ج4 ص239 وتنقيح المقال ج1 ص462 وراجع الكامل لابن الأثير ج3 ص191.

([54]) دعائم الإسلام ج1 ص391 ـ 392.

([55]) سفينة البحار ج1 ص575.

([56]) الإستيعاب بهامش الاصابة ج1 ص554.

([57]) الكامل لابن الأثير ج3 ص151 وراجع: ص161، وأنساب الأشراف ج5: ص60، والغدير ج9 ص159 و 160 عن المصادر التالية: تاريخ الطبري ج5 ص97 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ص391 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص168.

([58]) الكامل لابن الأثير ج3 ص187.

([59]) راجع: الكامل لابن الأثير ج3 ص191، وأسد الغابة ج2 ص222، وأنساب الاشراف ج5 ص58 و 88 والإستيعاب بهامش الإصابة ج1 ص553 و 554 والتراتيب الإدارية ج1 ص120، وتهذيب الأسماء ج1 ص201 وتاريخ الأمم والملوك (طبع دار المعارف) ج4 ص430.

([60]) راجع: المصادر المتقدمة باستثناء الأول منها. والبداية والنهاية ج7 ص347 وشذرات الذهب ج1 ص54، وأسد الغابة ج2 ص222.

([61]) تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص451.

([62]) أنساب الأشراف ج5 ص90 و 78، وراجع: الكامل لابن الأثير ج3 ص191، وتاريخ الأمم والملوك (طبع دار المعارف) ج4 ص430.

([63]) تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص451 وراجع ص550 وراجع: الإصابة ج1 ص562، وسير أعلام النبلاء ج2 ص434، وأخبار القضاة ج1 ص108.

([64]) راجع في ذلك عدا عما تقدم وسيأتي: تذكرة الحفاظ ج1 ص31 والإصابة ج1 ص562، والإستيعاب بهامشها ج1 ص553 و 552 والبداية والنهاية ج7 ص347، وشذرات الذهب ج1 ص54، وسير أعلام النبلاء ج2 ص427 و 43 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص450، وتهذيب الأسماء ج1 ص201، وأسد الغابة ج2 ص222.

([65]) أنساب الاشراف ج5 ص38 و 52، والغدير ج8 ص292 و 286.

([66]) الغدير ج8 ص284 عن مروج الذهب ج1 ص434.

([67]) تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص448، وأشار إلى كتابته في المعارف ص260.

([68]) طبقات ابن سعد ج2 قسم 2 ص115 و 116، وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص451، وتذكرة الحفاظ ج1 ص32، وسير أعلام النبلاء ج2 ص435.

([69]) راجع تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص450، وطبقات ابن سعد ج2 قسم 2 ص116 و 117، وكنز العمال ج16 ص7، وحياة الصحابة ج3 ص218 وراجع: سير أعلام النبلاء ج2 ص434.

([70]) تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص450، وطبقات ابن سعد ج2 قسم 2 ص115، وراجع: تذكرة الحفاظ ج1 ص32، وكنز العمال ج16 ص6 وسير أعلام النبلاء ج2 ص434.

([71]) المعارف ص355.

([72]) تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص452.

([73]) تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص452، وطبقات ابن سعد ج2 قسم 2 ص116 وسير أعلام النبلاء ج2 ص438 وفي هامشه عن الطبراني.

([74]) تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص452.

([75]) تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص451، وطبقات ابن سعد ج2 قسم 2 ص116.

   
 
 

العودة إلى موقع الميزان