إن إشراك علي، والحسنين، وفاطمة
«عليهم السلام» في المبالهلة مما تواترت به الأخبار، واجتمعت عليه كلمة
المسلمين، فقد قال الطبرسي: «أجمع المفسرون على أن المراد بأبنائنا:
الحسن والحسين»([1]).
وقال الطوسي:
«أجمع أهل النقل والتفسير على ذلك»([2]).
وقال الرازي وغيره:
«هذا الحديث كالمتفق عليه بين أهـل
التفسير والحديث»([3]).
وقال الجصاص:
«نقل رواة السيرة، ونقلة الأثر،
ولم يختلفوا في أن النبي «صلى الله عليه وآله» أخذ بيد الحسن والحسين
وعلي وفاطمة رضي الله عنهم، ثم دعا النصارى الذين حاجوه في المباهلة»([4]).
وقال الحاكم:
«تواترت الأخبار في التفاسير عن عبد الله بن عباس
وغيره: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أخذ يوم المباهلة بيد علي
والحسن والحسين، وجعلوا فاطمة وراءهم الخ..»([5]).
غير أننا نجد في مقابل ذلك:
أن ابن كثير تبعاً للشعبي لم يذكر علياً «عليه السلام»
في حديث المباهلة([6]).
قال الطبري في تفسيره:
«حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، قال: فقلت للمغيرة:
إن الناس يروون في حديث أهل نجران أن علياً كان معهم، فقال: أما الشعبي
فلم يذكره، فلا أدري، لسوء رأي بني أمية في علي، أو لم يكن في الحديث»؟([7]).
ونقول:
والصحيح هو الأول؛ لأن ذكره في الحديث متواتر ولا شك.
ولكنهم حين لم يجدوا مبرراً لإقحام أي من محبيهم في هذا الحدث الهام
جداً، ولم يمكنهم إنكار أو دلالة هذا الحدث على عظيم فضل أمير
المؤمنين، إلى حد أنه يجعله أفضل من سائر الأنبياء باستثناء نبينا
الأعظم «صلى الله عليه وآله»، لجأوا إلى ما ربما يثير شبهة، أو على
الأقل يبعد علياً «عليه السلام» عن الذاكرة، إلى أن يجدوا مخرجاً من
هذه الورطة، وكان الشعبي هو الرائد في تنفيذ هذه الرغبة.. فله موقف بين
يدي الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وسيجد
فيه أن تجاهله هذا لعلي «عليه السلام» سيجر عليه من البلاء ما لا قبل
له به ولا قدرة له على تحمله.
وقد ذكر بعضهم:
أن عمر قال للنبي «صلى الله عليه وآله»: «لو لاعنتهم
بيد من تأخذ؟!
قال:
آخذ بيد علي
وفاطمة والحسن والحسين، وعائشة، وحفصة. وهذا (أي زيادة عائشة وحفصة)
يدل علىه قوله تعالى: {وَنِسَاءَنَا
وَنِسَاءَكُمْ}([8])»([9]).
وعن الصادق
«عليه السلام» عن أبيه، في هذه الآية:
{تَعَالَوْا
نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ}([10])
قال:
«فجاء
بأبي بكر وولده، وبعمر وولده، وبعثمان وولده، وبعلي وولده» والظاهر: أن
الكلام في جماعة من المؤمنين([11]).
ونقول:
1 ـ
إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أخذ بيد علي وفاطمة
والحسنين «عليهم السلام»، فعلاً، ولم يأخذ بيد عائشة
ولا حفصة..
2 ـ
إن كلمة: «ونساءنا ونساءكم» لا تقتضي إضافة عائشة
وحفصة، وسيأتي توضيح ذلك، لأن المقصود هو إشراك جنس المرأة الكاملة
التي هي المثل الأعلى للتربية الإلهية، وليس ذلك غير الزهراء «عليها
السلام»، وليس المراد مطلق امرأة حتى لو قادت حروباً بين المسلمين، وضد
إمام زمانها بالذات..
وسيأتي:
أن لذلك نظائر في الآيات القرآنية، التي تتحدث عن جماعة
ويكون المقصود بها أفراد بأشخاصهم،
كآية التطهير، وآيات أخرى..
3 ـ
إن حديث مجيئه
«صلى الله عليه وآله» بأبي
بكر، وعمر وعثمان، وعلي وولدهم بالإضافة إلى أنه مما تكذِّبه الروايات
المتواترة، قد جاء موافقاً لترتيب الخلافة.
واللافت:
أن أحداً من أتباع الخلفاء ومحبيهم لم يذكر هذه الرواية
ولا أشار إليها في سياق تشكيكاتهم بصحة أو بدلالة حديث المباهلة.. فكيف
فاتهم ذلك، حتى انفرد به الإمام الصادق
«عليه السلام»
حسبما نسبه إليه ابن عساكر؟!
4 ـ
قد المحت بعض النصوص المتقدمة إلى أنه «صلى الله عليه
وآله» قد أخرج فاطمة «عليها السلام» دون سائر نسائه، حيث قالت: «وفاطمة
تمشي خلف ظهره للملاعنة وله يومئذٍ عدة نسوة». أي أنه أخرجها دون نسائه
رغم تعددهن، وذلك يدل على عدم صحة إضافة كلمتي: «وعائشة وحفصة» إلى
الجماعة التي أخرجها «صلى الله عليه وآله» إلى المباهلة.
وقد حاول البعض التشكيك في حديث المباهلة، بأنحاء أخرى،
فنقل عن أستاذه الشيخ محمد عبده: «أن الروايات متفقة على أن النبي «صلى
الله عليه وآله» اختار للمباهلة علياً وفاطمة وولديهما. ويحملون كلمة
«نساءنا» على فاطمة، وكلمة «أنفسنا» على علي فقط».
ومصادر هذه الروايات الشيعة، ومقصدهم منها معروف، وقد
اجتهدوا في ترويجها ما استطاعوا، حتى راجت على كثير من أهل السنة.
ولكن واضعيها لم يحسنوا تطبيقها على الآية، فإن كلمة
«نساءنا» لا يقولها العربي ويريد بها بنته، لا سيما إذا كان له أزواج،
ولا يفهم هذا من لغتهم.
وأبعد من ذلك أن يراد بأنفسنا علي عليه الرضوان.
ثم إن وفد نجران الذين قالوا:
إن الآية نزلت فيهم، لم يكن معهم نساؤهم وأولادهم.
وكل ما يفهم من الآية أمر النبي «صلى الله عليه وآله»
أن يدعو المحاجين والمجادلين في عيسى من أهل الكتاب إلى الإجتماع
رجالاً ونساءً، وأطفالاً، ويبتهلون إلى الله بأن يلعن هو الكاذب فيما
يقول عن عيسى.
وهذا الطلب يدل على قوة يقين صاحبه، وثقته بما يقول.
كما يدل امتناع من دعوا إلى ذلك من أهل الكتاب، سواء كانوا نصارى نجران
أو غيرهم، على امترائهم في حجاجهم، ومماراتهم فيما يقولون، وزلزالهم
فيما يعتقدون، وكونهم على غير بينة ولا يقين. وأنى لمن يؤمن بالله أن
يرضى بأن يجتمع مثل هذا الجمع من الناس المحقين
والمبطلين في صعيد واحد، متوجهين إلى الله تعالى في طلب
لعنه، وإبعاده من رحمته؟! وأي جراءة على الله، واستهزاء بقدرته وعظمته
أقوى من هذا؟!
قال:
أما كون النبي
«صلى الله عليه وآله» والمؤمنين كانوا على يقين مما
يعتقدون في عيسى «عليه السلام» فحسبنا في بيانه قوله تعالى:
{مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ}([12])
فالعلم في هذه المسائل الإعتقادية لا يراد به إلا اليقين.
وفي قوله:
{نَدْعُ
أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ..}([13])
وجهان:
أحدهما:
أن كل فريق يدعو الآخر، فأنتم تدعون أبناءنا، ونحن ندعو
أبناءكم، وهكذا الباقي.
وثانيهما:
أن كل فريق يدعو أهله، فنحن المسلمين ندعو أبناءنا
ونساءنا وأنفسنا، وأنتم كذلك.
ولا إشكال في وجه من وجهي التوزيع في دعوة الأنفس،
وإنما الإشكال فيه على قول الشيعة ومن شايعهم من القول بالتخصيص([14]).
ونقول:
إن هذه المناقشات ظاهرة الوهن بينة السقوط، فلاحظ ما
يلي:
أولاً:
إن ما زعمه من أن مصادر هذا الحديث هم الشيعة غير صحيح،
فإن هذا الحديث قد روي في صحاح أهل السنة ومجاميعهم الحديثية
والتفسيرية. ومن غير المعقول أن يكون الشيعة قد دسوا هذه الروايات في
تلك المجاميع.. إذ إن ذلك يؤدي إلى سقوطها، ومنها صحيح مسلم والترمذي
وتفسير الطبري، والدر المنثور، وسائر صحاح ومصادر أهل السنة عن
الإعتبار..
كما أن ذلك لو صح، لأفسح المجال
للقول:
بأن الدس في كتب أهل السنة ميسور لكل أحد، وأن حصره في
الشيعة لا وجه له، وتكون النتيجة هي: أن تصبح روايات أهل السنة كلها
مسرحاً لتلاعب جميع الفئات، فتصبح موضع شك وريب، وتسقط بذلك عن
الإعتبار..
وإن كان المقصود بالشيعة هو خصوص الصحابة والتابعين
الذين رووا هذا الحديث فالأمر يصبح أشد خطورة، إذ هو يؤدي إلى نسبة
جماعة من أئمة أهل السنة، ورواة حديثهم، وفقهائهم، إلى التشيع والشيعة،
مع أنه لا يرتاب أحد في تسننهم، بل فيهم من هو من الأركان في التسنن..
ثانياً:
بالنسبة لقوله عن الشيعة: «ويحملون كلمة نساءنا على
فاطمة، وكلمة أنفسنا على علي فقط» نقول:
إن المقصود من التعبير بالنساء والأبناء هو:
إيراد الكلام
وفق ما يقتضيه طبعه العام، وإن كان مصداقه ينحصر في فرد واحد تماماً
كما هو الحال في قوله تعالى: {إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}([15]).
إذ لا مصداق للمفهوم العام سوى علي بن أبي طالب «عليه السلام» في قضية
تصدقه بالخاتم التي يعرفها كل أحد.
وكذلك الحال في قوله:
{أَطِيعُوا
اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ}([16])،
التي لا يقصد بها سوى الأئمة الإثني عشر..
ومنه:
آية التطهير التي قصد بها خصوص الخمسة أصحاب الكساء، مع
أن كلمة أهل البيت يمكن أن تشمل العباس وأولاده أيضاً. ولكن الله
أخرجهم منها. وبيّن أن المراد بالآية أشخاص بأعيانهم.
وكذلك الحال في قوله:
{قُلْ
لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَ المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}([17])،
مع أن المقصود بها خصوص أصحاب الكساء والأئمة الأثني عشر كما دلت عليه
الروايات.
ومنه:
قوله تعالى:
{يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ}([18])
في حين أن إثبات بنات للنبي
«صلى الله عليه وآله» غير الزهراء «عليها السلام» صعب
المنال، فراجع كتابنا «بنات النبي أم ربائبه»، وكتاب: «القول الصائب في
إثبات الربائب»..
ثالثاً:
بالنسبة لقوله: «إن العربي لا يطلق كلمة نساءنا على بنت
الرجل، لا سيما إذا كان له أزواج، ولا يفهم هذا من لغتهم» نقول:
ألف:
إن الذين أوردوا هذه الروايات التي طبقت الآية على علي
وفاطمة «عليهما السلام»، كانوا من العرب الأقحاح الذين عاشوا في عصر
النبوة وبعده، وقد سجلها أئمة اللغة، وعلماء البلاغة في كتبهم
ومجاميعهم، ولو كان الأمر كما ذكره هذا الرجل لسجلوا تحفظهم على هذه
الروايات أيضاً..
ب:
إن إشكال هذا الرجل لو صح، فهو وارد على قوله هو على
جميع الأحوال، فإنه يزعم: أن وفد نجران لم يكن معه نساءٌ ولا أولادٌ،
فما معنى أن تقول الآية:
{نَدْعُ
أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ}؟!.
فكيف يمكنه تطبيق الآية؟!.
ج:
إن المقصود هو أن يُبْلِغَهم أنه يباهلهم بجميع الأصناف
البشرية التي لها خصوصية اشتراك في العلم والأهلية، وهم النساء
والأطفال والرجال، حتى لو لم يكن الجامعون للشرائط سوى فرد واحد من كل
صنف، فهو كقول القائل: شرفونا وسنخدمكم نساءً ورجالاً وأطفالاً. أي أن
جميع الأصناف سوف تشارك في خدمتهم، حتى لو شارك واحد أو اثنان من كل
صنف.
رابعاً:
زعم هذا القائل: أن ظاهر الآية هو أن المطلوب هو دعوة
المحاجين والمجادلين في عيسى من أهل الكتاب جميع نسائهم ورجالهم
وأبنائهم، ويجمع النبي جميع أبناء ونساء ورجال المؤمنين، ثم يبتهلون.
وهذا من طلب المحال. ويحق للنصارى أن يرفضوا هذا الطلب، وبذلك يثبت أن
ثمة تعنتاً، وطلباً لما لا يكون. وهو يستبطن الإعتراف بصحة ما عليه
النصارى..
وإن كان المقصود هو:
نساء وأبناء الوفد، ونساء وأبناء النبي فيرد إشكال: إنه
لم يكن مع الوفد نساء..
والجواب:
إن ما زعمه:
من أنه لم يكن لدى الوفد أبناء ولا نساء، غير ظاهر
المأخذ، فإن الناس كثيراً ما كانوا يسافرون ومعهم نساؤهم وأبناؤهم.
وكان النبي «صلى الله عليه وآله» يصطحب معه في حروبه إحدى زوجاته، وكان
المشركون يأتون بنسائهم في حروبهم، كما كان الحال في بدر، وأحد.
أما في موضوع الوفود فلا يوجد فيها احتمال مواجهة
أخطار، وتعرض لأذى وأسر وسبي، فالداعي إلى استصحاب النساء والأطفال، لا
يواجهه أي مانع أو رادع..
خامساً:
لقد زعم هذا القائل: أن النبي «صلى الله عليه وآله»
والمؤمنين كانوا على يقين مما يعتقدون في عيسى «عليه السلام». ونقول:
إن الآية تدل على يقين النبي «صلى الله عليه وآله»، وقد
دل فعل النبي «صلى الله عليه وآله» في المباهلة على أن الذين أخرجهم
معه كانوا على يقين من ذلك أيضاً.
ودل على ذلك أيضاً قوله تعالى:
{فَنَجْعَلْ
لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}([19]).
حيث إنهم جميعاً كانوا شركاء في الدعوى، وعلى يقين من صحتها.
وأما بالنسبة لسائر المؤمنين فلا شيء يثبت أنهم كانوا
على يقين من ذلك، فلعل بعضهم كان خالي الذهن عن كثير من التفاصيل.
بل لقد صرح القرآن بأن الشكوك كانت تراود أكثرهم، فقال:
{وَمَا
يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَهِ إِلاَ وَهُمْ مُشْرِكُونَ}([20]).
سادساً:
لا معنى لقوله: إن الآية قد تعني أن يفوض إلى النصارى
دعوة الأبناء والنساء من المؤمنين، ويدعو المؤمنون أبناء ونساء النصارى
في المباهلة، إذ كيف يسلط النبي «صلى الله عليه وآله» النصارى على
أبناء ونساء المؤمنين، ثم يطلب من النصارى أن يسلطوه على دعوة نسائهم
وأبنائهم.. في حين أن المباهلة لا تحتاج إلى ذلك، بل يمكن أن يأتي كل
فريق بمن أحب لكي يباهل الجماعة التي تأتي من قبل الفريق الآخر؟!.
سابعاً:
بالنسبة لدعوة النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه نقول:
إن الشيعة لا يقولون بأن الآية تفرض
ذلك، بل هم يقولون:
إن المراد بقوله: وأنفسنا هو الرجال من أهل بيت الرسول
«صلى الله عليه وآله»، الذين يكون حضورهم بمثابة حضور نفس النبي «صلى
الله عليه وآله»، وهم إنما يحضرون بدعوة بعضهم بعضاً([21]).
زعم بعضهم:
أن آية المباهلة قد دلت على لزوم إحضار كل فريق أعز شيء
عنده، وأحب الخلق إليه في المباهلة، والأعز والأحب هو الأبناء،
والنساء، والأنفس (الأهل والخاصة).
ثم تقدم بعض آخر خطوة أخرى فزعم:
أن إشراك أهل البيت في المباهلة أسلوب اتبعه النبي «صلى
الله عليه وآله» للتأثير النفسي على الطرف الآخر ليوحي لهم بثقته بما
يدَّعيه.
ونقول:
1 ـ
إن هذا يؤدي إلى إبعاد قضية المباهلة عن أن تكون بمستوى
الجدية الحقيقية، لتصبح أسلوب مناورة، يهدف للتأثير النفسي على الطرف
الآخر، لينسحب من ساحة المواجهة.
2 ـ
إن اللافت هنا: أن هذا البعض قد نسب هذه المبادرة إلى
النبي «صلى الله عليه وآله»، مع أن الآية قد صرحت: بأن الأمر للنبي
«صلى الله عليه وآله» قد جاء من الله تبارك وتعالى، فهي تدبير إلهي،
وقرار رباني.
3 ـ
إن كون هذا الأمر تدبيراً إلهياً يعطي: أن لهؤلاء
الصفوة الذين أخرجهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» قيمة كبرى ومقاماً
خاصاً عنده تبارك وتعالى، وليست القضية هي حب رسول الله «صلى الله عليه
وآله» لولده أو سبطه، أو لصهره الذي يوحي بأن سبب محبته ومعزته لهم هو
الرابطة النسبية، وكونهم أبناءه ونساءه، وأهله «صلى الله عليه وآله»..
4 ـ
إننا لا نريد أن ننفي أن يكون في خروج هؤلاء إلى
المباهلة دلالة على قيمتهم عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ودلالة
على معنى أن إشراك الحسنين والزهراء وعلي «عليهم السلام» في قضية لها
مساس بحقيقة دين الإسلام، من حيث إن ما يراد إثباته، هو بشرية عيسى
«عليه السلام»، ونفي الألوهية عنه يدل دلالة قاطعة على أن من يباهل
النبي «صلى الله عليه وآله» بهم قد بلغوا في الفضل والكرامة والسؤدد
حداً يصبح معه جعل الله ورسوله «صلى الله عليه وآله» لهم في معرض
الخطر، من أعظم الوثائق الدالة على صدق الرسول «صلى الله عليه وآله»
فيما يدَّعيه من حيث إن التفريط بهم وهم أكرم الخلق عليه، والنموذج
الأمثل للإنسان الإلهي في أسمى تجلياته يكون تفريطاً بكل شيء، حيث لا
قيمة لشيء في هذا الوجود بدونهم، وهو ما أشير إليه في الحديث الشريف([22]).
وزعم بعضهم:
أن المراد بـ «أنفسنا» الرجال([23])،
أي بقول مطلق، فتطبيق ذلك على علي «عليه السلام» لا لخصوصية فيه، بل
لكونه رجلاً، وحسب.
وجوابه واضح:
فأولاً:
روي عن علي «عليه السلام»، قوله يوم الشورى: أنشدكم
بالله، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الرحم
مني، ومن جعله نفسه، وأبناءه أبناءه، ونساءه نساءه غيري؟!
قالوا:
اللهم لا([24]).
وعن الشعبي:
أنه قال: أبناؤنا الحسن والحسين
ونساؤنا فاطمة، وأنفسنا علي بن أبي طالب([25]).
فإن ذلك كله يدل على أن المراد:
هو خصوص شخص بعينه، لا مطلق الرجال..
وقال العلامة الحلي «رحمه الله»:
إن الله تعالى جعل علياً «عليه السلام» نفس محمد «صلى
الله عليه وآله»، فساواه بالنبي «صلى الله عليه وآله»، فأجاب الفضل بن
روزبهان بأن دعوى المساواة خروج من الدين.
فرد عليه الشيخ محمد حسن المظفر:
بأن المقصود هو: المساواة في الخصائص والكمال الذاتي
عدا خاصة أوجبت نبوته، وميزَّته عنه، وهو مفاد ما روي: من أن النبي
«صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام»: ما سألت الله شيئاً إلا
سألت لك مثله، ولا سألت الله شيئاً إلا أعطانيه، غير أنه قيل لي: إنه
لا نبي بعدك([26]).
ويدل عليه:
ما روي مستفيضاً عن النبي «صلى الله عليه وآله»: إن
علياً مني وأنا منه([27]).
فتدل الآية الشريفة على إمامة أمير المؤمنين «عليه
السلام» لأن مساواته للنبي «صلى الله عليه وآله» في خصائصه عدا مزية
النبوة تستوجب أن يكون مثله أولى بالمؤمنين من أ نفسهم، وأفضل من غيره
بكل الجهات، وأن يمتنع صيرورته رعية ومأموراً لغيره كالنبي «صلى الله
عليه وآله»([28]).
ونقل الرازي عن الشيخ محمود بن حسن
الحمصي:
أنه استدل بجعل علي «عليه السلام» نفس النبي «صلى الله
عليه وآله» على كونه أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد «صلى الله عليه
وآله»، لأن النبي «صلى الله عليه وآله» أفضل منهم، وعلي «عليه السلام»
نفسه.
ثم رد الرازي على ذلك بقيام الإجماع على أن الأنبياء
«عليهم السلام» أفضل من غيرهم.
وأجاب المظفر «رحمه الله»:
بأن المجمع عليه هو تفضيل صنف من الأنبياء على صنف آخر
منهم، وتفضيل كل نبي على جميع أمته، لا تفضيل كل شخص من الأنبياء على
جميع من عداهم، حتى لو كان من أمم غيرهم.
فذلك نظير تفضيل صنف الرجال على صنف النساء، فإنه لا
ينافي تفضيل امرأة بعينها على كثير من الرجال.
والقول بما قاله الحمصي قال به الشيعة قبل الحمصي..
وأخيراً..
فإننا لانجد مبرراً لكل تلك التمحلات البالية،
والتوهمات والخيالات الخاوية سوى التخلص من شبح إثبات كرامة وفضيلة
لأهل البيت «عليهم السلام»، وذلك بعد أن وجدوا: أن علماءهم مرغمون على
الإقرار بهذا الأمر، والبخوع له، حتى لقد قال الزمخشري وغيره: «وفيه
دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء»([29]).
ويلاحظ هنا:
أن الشعبي يقع في المتناقضات، فقد روى تارة: أن علياً
«عليه السلام» هو المقصود بقوله تعالى:
{وَأَنْفُسَنَا}
كما تقدم([30]).
ولكنه في مورد آخر يروي قضية المباهلة ولا يذكر علياً
«عليه السلام»، فتحيّر الراوي في ذلك، وعزاه إما إلى سقط في رواية
الشعبي، أو لسوء رأي بني أمية في علي([31]).
ولا ريب في أن الثاني هو الأصوب، حسبما عرفناه وألفناه من أفاعيلهم.
ونحن لا نستطيع في هذه العجالة أن نتعرض لجميع الجوانب
التي لا بد من بحثها في حديث المباهلة، فإن ذلك يحتاج إلى تأليف مستقل،
ولكننا نكتفي هنا بالإشارة إلى الأمور التالية:
الأمر الأول: النموذج الحي:
إن إخراج الحسنين «عليهما السلام» في قضية المباهلة لم
يكن بالأمر العادي، أو الإتفاقي.. وإنما كان مرتبطاً بمعاني ومداليل
هامة، ترتبط بنفس شخصية الحسنين «عليهما السلام»، فقد كانا صلوات الله
وسلامه عليهما ذلك المصداق الحقيقي، والمثل الأعلى، والثمرة الفضلى
التي يعنى الإسلام بالحفاظ عليها، وتقديمها على أنها النموذج الفذ
لصناعته الخلاقة، والبالغة أعلى درجات النضج والكمال.. حتى إنه ليصبح
مستعداً لتقديمها على أنها أعز وأغلى ما يمكن أن يقدمه في مقام التدليل
على حقانيته وصدقه، بعد أن فشلت سائر الأدلة والبراهين ـ رغم وضوحها،
وسطوع نورها، وقاطعيتها لكل عذر ـ في التخفيف من عنت أولئك الحاقدين،
وصلفهم، وصدودهم عن الحق الأبلج..
فالنبي «صلى الله عليه وآله» حينما يكون على استعداد
للتضحية بنفسه، وبهؤلاء، الذين هم القمة في النضج الرسالي، بالإضافة
إلى أنهم أقرب الناس إلى الله، وهم النموذج الأعلى للتربية الإلهية،
فإنه لا يمكن أن يكون كاذباً ـ والعياذ بالله ـ في دعواه.
كما لاحظه نفس رؤساء أولئك الذين
جاؤوا ليباهلوه، وذلك لأن محبة النفس، ثم محبة الأقارب، وإن كانت قد
تجعل الإنسان على استعداد للتفريط بكل شيء، قبل أن يفكر في التفريط
بنفسه وبهم، إلا أن الأنبياء لا يفكرون بهذه الطريقة، وإنما يفكرون بما
من شأنه حفظ الدين والرسالة، وهم لا يبخلون عليها بمال ولا بنفس ولا
بولد حتى لو كان هذا الولد يملك من المزايا والفضائل والكمالات، ما لا
يملكه أحد على وجه الأرض([32]).
فإذا كان على استعداد للتضحية بنفسه، وبنوعيات كهذه ـ
من أهل بيته ـ فإن ذلك يكون أدل دليل على صدقه، وعلى فنائه المطلق في
هذا الدين، وعلى ثقته بما يدعو إليه ـ وليس هدفه هو الدنيا الفانية،
وحطامها الزائل، لأنه يعلم أن أي ضرر يلحق به وبهؤلاء سوف يسقط محل هذه
الدعوة التي جاء بها، لأنهم هم المحور والأساس لها..
وهذا بالذات هو ما حصل في قضية المباهلة، التي كان
النزاع يدور فيها حول بشرية عيسى عليه الصلاة والسلام، وإبطال ما يقوله
النصارى فيه، تمهيداً للتأكيد على صحة الإسلام، وأحقية ما جاء به النبي
الأكرم
«صلى الله عليه وآله».
بل إن بعض الإخوة قد ذكر أن من
المحتمل أن لا يريد النصراني في:
«إذا باهلكم بأهل بيته فهو صادق» الإشارة إلى قاعدة
عامة، وأن لكل نبي ـ أو كل من باهل ـ بأهل بيته فهو صادق، لأنهم أغلى
ما عنده، ولا يمكنه التفريط بهم، بل يكون ذلك للإشارة إلى بعض المأثور
عندهم في كتبهم من أن نبي آخر الزمان يباهلهم بأهل بيته الذين هم خير
الناس وأفضلهم.
الأمر الثاني: التخطيط.. في خدمة الرسالة:
ولربما يتصور البعض:
أن اعتبارنا هذا الوليد اليافع، وأخاه عليهما الصلاة
والسلام ذلك المثل الأعلى، والنموذج الفذ لصناعة الإسلام وخلاقيته..
نابع عن متابعة غير مسؤولة للعواطف والأحاسيس المتأثرة بتعصب مذهبي،
أثارته لجاجة الخصوم..
لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فإن ما ذكرناه نابع عن
وعي عقائدي سليم، فرضته الأدلة والبراهين، التي تؤكد ـ بشكل قاطع ـ على
أن الأئمة الأطهار «عليهم السلام» كانوا حتى في حال طفولتهم في المستوى
الرفيع الذي يؤهلهم لتحمل الأمانة الإلهية، وقيادة الأمة قيادة حكيمة
وواعية، كما كان الحال بالنسبة لإمامنا الجواد والإمام الهادي عليهما
الصلاة والسلام، وكذلك الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، حيث
شاءت الإرادة الإلهية أن يتحملوا مسؤوليات الإمامة في السنين المبكرة
من حياتهم. تماماً كما كان الحال بالنسبة لنبي الله عيسى «عليه
السلام»، الذي قال الله تعالى عنه:
{فأشارَتْ إِلَيهِ
قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي المَهدِ صَبِيّاً قَالَ إنّي
عَبْدُ الله آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً..}
الآيات»([33]).
وكما كان الحال بالنسبة لنبي الله يحيى عليه الصلاة
والسلام، الذي قال الله سبحانه عنه:
{يَا
يَحيىَ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وآتَينَاهُ الحُكمَ صَبِياً}([34]).
نعم..
لقد كان الحسنان «عليهما السلام» حتى في أيام طفولتهما
الأولى في المستوى الرفيع من الكمال الإنساني، ويملكان كافة المؤهلات
التي تجعلهما محلاً للعناية الإلهية، وأهلاً للأوسمة الكثيرة التي
منحهما إياها الإسلام على لسان نبيه الأعظم «صلى الله عليه وآله»،
وتجعلهما قادرين على تحمل المسؤوليات الجسام، حتى يصح إشراكهما في
الدعوى، وفي المباهلة لإثباتها.. حسبما أشار إليه العلامة الطباطبائي
والمظفر رحمهما الله تعالى، على اعتبار أن قوله تعالى:
{فَنَجْعَلْ
لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبين}([35])
يراد منه: الكاذبون الذين هم في أحد طرفي المباهلة، وإذا كانت الدعوى،
والمباهلة عليها هي بين شخص النبي «صلى الله عليه وآله»، وبين السيد
والعاقب والأهتم، فكان يجب أن يأتي بلفظ صالح للإنطباق على المفرد
والجمع معاً، كأن يقول: (فنجعل لعنة الله على الكاذب)، أو (على من كان
كاذباً) مثلاً..
ولكن الآية أوردت صيغة الجمع، لتشير إلى وجود جماعة
كاذبة، ولا بد من طلب إهلاكها.
وهذا يعطي:
أن الحاضرين للمباهلة شركاء في الدعوى، فإن الكذب لا
يكون إلا فيها.. وعليه.. فعليٌّ، وفاطمة، والحسنان «عليهم السلام»
شركاء في الدعوى، وفي الدعوة إلى المباهلة لإثباتها. وهذا من أفضل
المناقب التي خص الله بها أهل بيت نبيه([36]).
وتقدم قول الزمخشري:
«وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء».
وقال الطبرسي وغيره:
«قال ابن أبي علان ـ وهو أحد أئمة المعتزلة ـ: هذا يدل
على أن الحسن والحسين كانا مكلفين في تلك الحال، لأن المباهلة لا تجوز
إلا مع البالغين.
وقال أصحابنا:
إن صغر السن ونقصانها عن حد البلوغ لا ينافي كمال
العقل، وإنما جعل بلوغ الحلم حداً لتعلق الأحكام الشرعية»([37]).
وقد كان سنهما في تلك الحال سناً لا يمتنع معها أن
يكونا كاملي العقل.
على أن عندنا يجوز أن يخرق الله العادات للأئمة، ويخصهم
بما لا يشاركهم فيه غيرهم، فلو صح أن كمال العقل غير معتاد في تلك
السن، لجاز ذلك فيهم: إبانة لهم عمن سواهم، ودلالة على مكانهم من الله
تعالى، واختصاصهم.
ومما يؤيده من الأخبار قول النبي
«صلى الله عليه وآله»:
«ابناي هذان إمامان، قاما، أو قعدا»([38]).
أضف إلى ما تقدم:
أن مما يدل على ما ذكره الطباطبائي والمظفر وغيرهما:
نزول سورة هل أتى، في أهل الكساء، ومنهم الحسنان «عليهما السلام»، وقد
وعدهم الله تعالى جميعاً بالجنة.
ويؤيد ذلك أيضاً:
إشراكهما «عليهما السلام» في بيعة الرضوان، ثم استشهاد
الزهراء «عليها السلام» بهما في قضية نزاعها مع أبي بكر حول فدك([39])،
إلى غير ذلك من أقوال ومواقف للنبي «صلى الله عليه وآله» منهما في
المناسبات المختلفة..
كما أن ذلك كله ـ كان يتجه نحو إعداد الناس نفسياً
ووجدانياً لقبول إمامة الأئمة «عليهم السلام»، حتى وهم صغار السن، كما
كان الحال بالنسبة للأئمة: الجواد والهادي والمهدي «عليهم السلام».
الأمر الثالث: سياسات لا بد من مواجهتها:
هذا وقد كان ثمة سياسات ومفاهيم منحرفة، لا بد من
مواجهتها، والوقوف في وجهها.. ونشير هنا إلى أمرين:
إن إخراج عنصر المرأة ممثلة بفاطمة الزهراء صلوات الله
وسلامه عليها، والتي تعتبر النموذج الفذ للمرأة المسلمة ـ في أمر ديني
ومصيري كهذا. من شأنه أن يضرب ذلك المفهوم الجاهلي البغيض، الذي كان لا
يرى للمرأة أية قيمة أو شأن يذكر، بل كانوا يرون فيها مصدر شقاء وبلاء،
ومجلبة للعار، ومظنة للخيانة، وقد قدمنا بعض الكلام حول هذا الموضوع في
بعض فصول هذا الكتاب؛ فلم يكن يتصور أحد أن يرى المرأة تشارك في مسألة
حساسة وفاصلة، بل ومقدسة كهذه المسألة، فضلاً عن أن تعتبر شريكة في
الدعوى، وفي الدعوة لإثباتها ولو بمواجهة أعظم الأخطار.
ويرى البعض:
أن إخراج الزهراء «عليها السلام» للمباهلة، دون سائر
نسائه «صلى الله عليه وآله»، رغم أن الآية قد جاءت عامة، حيث عبرت بـ
«نساءنا» ومع أن زوجاته «صلى الله عليه وآله» من أجلى مصاديق هذا
التعبير ـ إن ذلك ـ له مغزى يشبه إلى حد كبير المغزى من إرسال أبي بكر
بآيات سورة براءة، ثم عزله، استناداً إلى قول جبرئيل: لا يُبَلِّغُ عنك
إلا أنت أو رجل منك!!.
وهكذا يقال بالنسبة للعموم في قوله:
«وأنفسنا»، ولم يخرج سوى أمير المؤمنين «عليه السلام»،
وفي قوله: «وأبناءنا» ولم يخرج سوى الحسنين «عليهما السلام». انتهى.
ونقول:
إننا نلاحظ على ما ذكره هذا الأخ الكريم ما يلي:
أولاً:
إن إطلاق كلامه حول النساء غير مقبول، فإن بعض نساء
النبي «صلى الله عليه وآله» ـ كأم سلمة ـ لم يكنَّ ممن يستحقنّ التعريض
بهن.. لأنها كانت من خيرة النساء، ومن فضلياتهنَّ.
إلا أن يقال:
إن المقصود هو: أنه ليس أحد منهن أهلاً لأن يباهل النبي
«صلى الله عليه وآله» به سوى فاطمة «عليها السلام»، لأنها وحدها المرأة
التي بلغت أعلى درجات الكمال حتى استحقت أن تشارك الأنبياء والأوصياء
في مثل هذه المهمات الكبرى..
وثانياً:
إن هذا المحقق يريد: أن قوله: «نساءنا» لا يقصد به
الزوجات، وإن كان قد أطلق في القرآن عليهن في بعض الموارد.
بل المقصود هو:
المرأة المنسوبة إليه، وبنت الرجل تنسب إليه، ويطلق
عليها: أنها من نسائه.
وعلى هذا نقول:
إن ما ذكره هنا يناقض ما ذكره هو
نفسه في موضع آخر حيث قال:
إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أخرج فاطمة «عليها
السلام» للمباهلة بعنوان: «المرأة المسلمة من ذوات الأزواج، من أهل هذه
الدعوة، لا باعتبار أنها من نساء النبي «صلى الله عليه وآله».
وإن كان كلامه هذا الأخير ليس في محله، كما ستأتي
الإشارة إليه.
إن إخراج الحسنين «عليهما السلام» إلى المباهلة بعنوان
أنهما أبناء الرسول الأكرم، محمد «صلى الله عليه وآله»، مع أنهما ابنا
ابنته الصديقة الطاهرة صلوات الله وسلامه عليها له دلالة هامة، ومغزى
عميق كما سنرى..
لكننا قبل أن نشير إلى ذلك، وإلى مغزاه، لا بد من
الإجابة على مناقشة طرحها بعض المحققين([40])،
مفادها:
أن الآية لا تدل على أكثر من أن المطلوب هو إخراج أبناء
أصحاب هذه الدعوة الجديدة، حيث قال: «أبناءنا»، ولم يقل «أبنائي». وليس
في الآية ما يدل على لزوم إخراج ابني صاحب الدعوة نفسه، فكون الحسنين
«عليهما السلام» ابنين لبعض أصحاب الدعوة كاف في الصدق.. انتهى.
ونقول:
1 ـ
إن الإمام علياً «عليه السلام» قد استدل بهذه الآية يوم
الشورى على أن الله سبحانه قد جعله نفس النبي «صلى الله عليه وآله»،
وجعل ابنيه إبنيه، ونساءه نساءه..
واحتج بها أيضاً الإمام الكاظم «عليه السلام» على
الرشيد.
واحتج بها أيضاً يحيى بن يعمر.
وكذلك سعيد بن جبير على الحجاج ـ كما سيأتي ـ فلم يكن
استدلالهم بأمر تعبدي بحت، وإنما بظهور الآية، الذي لم يجد الخصم
سبيلاً إلا التسليم به، والخضوع له..
2 ـ
لو كان المراد مطلق أبناء أصحاب الدعوة، لكان المقصود
بأنفسنا مطلق الرجال الذين قبلوا بهذا الدين، وليس شخص النبي «صلى الله
عليه وآله» فقط.. وعليه فقد كان الأنسب أن يقول: «ورجالنا ورجالكم» بدل
قوله: «وأنفسنا».
أضف إلى ذلك:
أن من غير المناسب أن يقصد من الأنفس شخص النبي «صلى
الله عليه وآله»، ثم يقصد من الأبناء والنساء أبناء ونساء رجال آخرين،
إذ الظاهر: أن الأبناء والنساء هم لنفس من أرادهم بقوله: «وأنفسنا»،
ولو كان المقصود بأنفسنا شخص النبي «صلى الله عليه وآله»، وبأبنائنا
أبناء الآخرين، لكان من قبيل قولنا: «إن لم يكن ما أدعيه صحيحاً
فليمتني الله، وليمت ابن فلان» مثلاً!!..
3 ـ
إن كلمات: «أنفسنا»، و «أبناءنا»، و «نساءنا» كلها جاءت
بصيغة الجمع.. فلماذا اقتصر من الأنفس على اثنين، وكذلك من الأبناء،
ومن النساء، على واحدة؟! فإن ذلك إنما يدل على مزيد من الخصوصية لهؤلاء
الذين أخرجهم بالذات..
ولو كان المقصود مجرد النموذج، فلماذا لم يكتف بواحد
واحدٍ من الأنواع الثلاثة؟.
ولو كان المقصود تخصيص جماعة بشرف معين، للتعبير عن
أنهم وحدهم هم الذين بلغوا الذروة في فنائهم بهذه الدعوة، التي يراد
المباهلة من أجلها.
فيصح قولهم:
إن هذه الآية تدل على فضيلة لا أعظم منها لأصحاب
الكساء. ولا سيما بملاحظة ما تقدم عن العلامتين ـ الطباطبائي والمظفر
ـ: من أن هؤلاء شركاء في الدعوى، وفي الدعوة للمباهلة لإثباتها.
وهكذا يتضح:
أن دعوى أن الآية لا تدل على أكثر من الأمر بإخراج
نموذج من أبناء من اعتنق هذه الدعوة لا يمكن القبول بها، ولا الاعتماد
عليها بوجه.
عود على بدء:
كانت تلك هي المناقشة التي أحببنا الإشارة إليها، وكان
ذلك هو بعض ما يمكن أن يقال في الإجابة عنها..
وبعد ذلك..
فإننا نشير إلى أن إخراج الحسنين «عليهما السلام» في
المباهلة، يدل دلالة واضحة على أنهما ابنان للنبي «صلى الله عليه
وآله»، مع أنهما ابنا ابنته، فلا مجال لإنكار ذلك، أو للتشكيك فيه، حتى
إنهم ليعترفون صراحة بأن: في الآية دلالة على أن الحسن والحسين، وهما
ابنا البنت يصح أن يقال: إنهما ابنا رسول الله «صلى الله عليه وآله»،
لأنه وعد أن يدعو أبناءه، ثم جاء بهما»([41]).
وظاهر الآية:
أن كلمة الأبناء قد أريد بها المعنى الحقيقي، سواء
بالنسبة إلى النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمين، أو بالنسبة إلى
النصارى والكافرين.
وذلك له دلالات هامة، أشرنا إلى بعضها آنفاً، ونضيف هنا
ما يلي:
أولاً:
إن ذلك يسقط المفهوم الجاهلي البغيض، القائل: بأن أبناء
الأبناء هم الأبناء في الحقيقة، دون بني البنات، الأمر الذي ينشأ عنه
أن يتعرض جماعات من الناس لكثير من المشاكل النفسية، والمصاعب
الإجتماعية، والإقتصادية، وغيرها. تلك المشاكل التي لا مبرر لها، ولا
منطق يساعدها، إلا منطق الجاهلية الجهلاء، والعصبية العمياء..
ولكن مما يؤسف له هو:
أن المروجين لهذه المفاهيم العمياء قد أصروا بعده «صلى
الله عليه وآله» على الأخذ بها إلى حد أنها انعكست حتى على آرائهم
الفقهية أيضاً، ومن ذلك جعلهم قوله تعالى:
{يُوصِيكمُ
اللهُ فِي أوْلادِكُمْ لِلذّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ}([42])
مختصاً بعقب الأبناء، دون من عقبته البنات.
قال ابن كثير:
«قالوا: إذا أعطى الرجل بنيه، أو وقف عليهم، فإنه يختص
بذلك بنوه لصلبه وبنو بنيه، «أي دون بني بنته»، واحتجوا بقول الشاعر:
بـنـونـا
بـنـو
أبـنـائنـا،
وبنـاتنـا
بنـوهـن
أبنـاء
الـرجـال
الأباعد([43])
«وقال
العيني:
هذا البيت استشهد به النحاة على جواز تقديم الخبر،
والفرضيون على دخول أبناء الأبناء في الميراث، وأن الإنتساب إلى
الآباء، والفقهاء كذلك في الوصية، وأهل المعاني والبيان في التشبيه»([44]).
ونقل القرطبي:
أن الإمام مالك بن أنس هو الذي لا يدخل ولد البنات في
الوقف الذي يكون على الولد، وولد الولد([45]).
ومالك هذا هو الذي كان خلفاء بني العباس يعظمونه، وقد
بلغ من اهتمامهم بأمره: أن أرادوا حمل الناس على العمل بالموطأ بالقوة([46]).
وحينما أخذ المنصور أموال عبد الله
بن الحسن، وباعها، وجعلها في بيت مال المدينة «أخذ مالك بن أنس الفقيه
رزقه من ذلك المال بعينه اختياراً»([47]).
كما أن المنصور كان إذا أراد أن يولي أحداً على المدينة
يستشيره أولاً([48]).
كما أن محمد بن الحسن الشيباني
يقول:
إن من أوصى لولد فلان، وله ابن، وولد بنت «إن الوصية
لولد الابن، دون ولد البنت»([49]).
نعم..
لقد ألغى الله سبحانه ذلك المفهوم الجاهلي البغيض بنص
المباهلة، ولكن هؤلاء قد احتفظوا به، حتى حكَّموه في آرائهم الفقهية،
وذلك انصياعاً للجو السياسي، وتنفيذاً لمآرب الحكام، الذين كانوا ـ
سواء منهم الأمويون أو العباسيون ـ يحاولون تركيز هذا المفهوم وتثبيته،
كما سنرى..
وثانياً:
لقد كان لا بد من تفويت الفرصة على أولئك الحاقدين
والمنحرفين، الذين سوف يستفيدون من ذلك المفهوم الجاهلي لمقاصد سياسية،
فيما يتعلق بموضوع الإمامة والخلافة والزعامة بعد رسول «صلى الله عليه
وآله»، وبالذات فيما يختص بشخص هؤلاء الذين أخرجهم عليه وآله الصلاة
والسلام للمباهلة، وكرمهم في حديث الكساء، وآية التطهير، وغير ذلك مما
لا مجال له هنا..
وذلك لأن الذين استأثروا بالأمر بعد النبي محمد «صلى
الله عليه وآله» قد احتجوا في السقيفة بأنهم: أولياء النبي «صلى الله
عليه وآله»، وعشيرته، وبأنهم عترة النبي، وبأنهم أمسُّ برسول الله «صلى
الله عليه وآله» رحماً([50]).
وجاء الأمويون أيضاً، واتّبعوا نفس الخط، وساروا على
نفس الطريق، وكانت الخطط الجهنمية لهؤلاء وأولئك تتجه نحو تضعيف شأن
أهل البيت «عليهم السلام»، وعزلهم عن الساحة، بل والقضاء عليهم
وتصفيتهم بشكل نهائي: إعلامياً وسياسياً، وإجتماعياً، ونفسياً، بل وحتى
جسدياً، أيضاً..
وكان رأس الحربة يتجه أولاً وبالذات إلى أولئك الذين
طهرهم الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه، وأخرجهم نبيه الأكرم محمد
«صلى الله عليه وآله» ليباهل بهم أهل الكفر، واللجاج والعناد.. حيث إن
تصفية هؤلاء على النحو الذي قدمناه هي الأصعب، والأهم، وذلك بسبب ما
سمعته الأمة من النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله»، وبسبب ما عرفته من
آيات قرآنية نزلت في حقهم وبيان فضلهم.. فضلاً عن كثير من المواقف التي
لا يمكن تجاهلها أو على الأقل لا يمكن تشويهها، أو التعتيم عليها بيسرٍ
وسهولة..
نعم..
لقد كان الأمويون يحاولون إظهار أنفسهم على أنهم هم دون
غيرهم أهل بيت النبي محمد «صلى الله عليه وآله»، وذوو قرباه.. وقد أثرت
جهودهم في تضليل كثير من الناس حتى ليحلف للسفاح عشرة من قواد أهل
الشام، وأصحاب الرياسة فيها: أنهم ما كانوا يعرفون إلى أن قُتِل مروان
أقرباء للنبي «صلى الله عليه وآله»، ولا أهل بيت يرثونه غير بني أمية([51]).
كما أن أروى بنت عبد المطلب تُذكِّر
معاوية بهذا الأمر، وتقول له:
«ونبينا (صلى الله عليه وآله) هو المنصور، فوليتم علينا
من بعده، تحتجون بقرابتكم من رسول الله الخ..»([52]).
ويقول الكميت:
وقـالـوا: ورثنـاهـا، أبانـا وأمنــا
ولا ورثــتـــهـــم ذاك أم ولا أب
وقال إبراهيم بن المهاجر، الذي كان يسير في الإتجاه
العباسي:
أيها النــاس اسمـعوا أخـبــركـم
عـجـبـاً زاد عـلـى كـل عـجــب
عجبـاً مـن عبـد شمــس إنهـــم فتحـوا لـلـنـاس أبـواب الكـذب
ورثــوا أحمــد فيـمــا زعـمــوا دون عبــاس بـن عبـد
المـطـلـب
كــذبـــوا والله مــا نــعــلــمـه يحـــرز المـيــراث إلا
مـن قرب([53])
هذا كله..
رغم أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أخرج بني عبد شمس
من قرباه، حينما قسَّم خمس بني النضير، أو خيبر، فاعترض عليه عثمان،
وجبير بن مطعم، بأن: قرابة بني أمية وبني هاشم واحدة، فلم يقبل النبي
«صلى الله عليه وآله» ذلك منه. والقصة معروفة ومتواترة([54]).
وبعد هذا..
فإن العباسيين قد اتّبعوا نفس هذا الأسلوب أيضاً،
فأظهروا أنفسهم على أنهم هم ذوو قربى النبي محمد «صلى الله عليه وآله»،
بهدف إضفاء صفة الشرعية على حكمهم وسلطانهم، حتى لنجد الرشيد يأتي إلى
قبر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فيقول: السلام عليك يا رسول الله،
السلام عليك يا ابن عم، فيتقدم الإمام الكاظم «عليه السلام» إلى القبر
الشريف ويقول: السلام عليك يا أبه، فتغير وجه الرشيد، وتبين الغيظ فيه([55]).
هذا..
وقد ربط العباسيون دعوتهم وحبل وصايتهم في البداية
بأمير المؤمنين «عليه السلام»، ونجحوا في الإستفادة من عواطف الناس
تجاه ما تعرض له العلويون وأهل البيت «عليهم السلام» من ظلم، واضطهاد،
وآلام، على يد أسلافهم الأمويين..
ولكنهم بعد ذلك رأوا:
أنهم في مجال التمكين لأنفسهم لا يسعهم الإستمرار بربط
دعوتهم بأمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام، لوجود من هم أمسّ بعلي
«عليه السلام» رحماً منهم، فاتجهوا نحو التلاعب ببعض الركائز
والمنطلقات الفكرية والعقائدية للناس، فأسس المهدي ـ والظاهر أن هذه هي
فكرة أبيه المنصور من قبل ـ فرقة تَدَّعي: أن الإمام بعد رسول الله
«صلى الله عليه وآله» هو العباس بن عبد المطلب، ثم ولده عبد الله، ثم
ولده.. وهكذا.. إلى أن ينتهي الأمر إلى العباسيين.
ولكنهم أجازوا بيعة علي «عليه السلام»، لأن العباس نفسه
كان قد أجازها.. وادَّعوا: أن الإرث للعم دون البنت، ولذلك فإن حق
الخلافة لا يصل إلى الحسن والحسين «عليهما السلام»، عن طريق فاطمة
صلوات الله وسلامه عليها.
واهتموا في إظهار هذا الأمر وتثبيته كثيراً، حتى قال
شاعرهم:
أنــى يـكـون وليـس ذاك بكـائن لـبـنـي
البنــات وراثـة الأعمــام
فنال على هذا البيت مالاً عظيماً.
وهذا موضوع واسع ومتشعب، وقد تحدثنا عنه وأوردنا له بعض
الشواهد في كتابنا: «الحياة السياسية للإمام الرضا «عليه السلام»» ص78
ـ 81 فليراجعه من أراد.
الخطة.. ومواجهتها:
ولكن هذا الخط السياسي، وإن حظي بكثير من الدعم
والإصرار من قبل الحكام، وكل أعوانهم.. وقد جندوا كل طاقاتهم المعنوية
والمادية من أجل تأكيده وتثبيته.. إلا أنه قد كان ثمة عقبة كؤود
تواجههم، وتعترض سبيل نجاحهم في تشويه الحقيقة، وتزوير التاريخ، وهي
وجود أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، الذين يملكون أقوى
الحجج، وأعظم الدلائل والشواهد من القرآن، ومن الحديث المتواتر، ومن
المواقف النبوية المتضافرة، التي يعرفها ورآها وسمعها عدد هائل من
صحابة الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله»، وسمعها منهم التابعون، ثم
من بعدهم..
وكان من جملة تلك الحجج الدامغة «آية المباهلة»
بالذات.. وكم رأينا من مواقف للأمويين وللعباسيين على حد سواء يصرون
فيها على نفي بنوة الحسنين «عليهما السلام» له «صلى الله عليه وآله»..
فكانت تواجه من قبل أهل البيت «عليهم السلام» وشيعتهم، والمنصفين من
غيرهم بالإحتجاجات القوية والفاصلة.. الأمر الذي جعل «السحر ينقلب على
الساحر»..
وسرعان ما أدركوا:
أن أسلوب الحجاج والمنطق، من شأنه أن يظهر الحق الذي
يجهدون في إخفائه، وتشويهه.. فكانوا يعملون على عزل الأئمة وشيعتهم عن
الساحة، وإبعادهم عن الأنظار، عن طريق الإرهاب والإضطهاد والتنكيل، حتى
إذا وجدوا أن ذلك لا يجدي، تصدوا لتصفيتهم جسدياً.. بالسم تارة،
وبالسيف أخرى..
ونستطيع أن نذكر هنا بعض ما يتضمن محاولتهم نفي بنوة
الحسنين «عليهما السلام» له «صلى الله عليه وآله»، واحتجاجات الأئمة
وغيرهم عليهم في ذلك.. وبعضه يتضمن الإستدلال بآية المباهلة.. وذلك في
ضمن النقاط التالية:
1 ـ
عن ذكوان، مولى معاوية، قال: «قال معاوية: لا أعلمنَّ
أحداً سمى هذين الغلامين([56])
ابني رسول الله «صلى الله عليه وآله». ولكن قولوا: ابني علي «عليه
السلام».
قال ذكوان:
فلما كان بعد ذلك، أمرني أن أكتب بنيه في الشرف.
قال:
فكتبت بنيه وبني بنيه، وتركت بني بناته.. ثم أتيته
بالكتاب، فنظر فيه، فقال: ويحك، لقد أغفلت كُبر بنيّ!
فقلت:
من؟
فقال:
أما بنو فلانة ـ لابنته ـ بَنيَّ؟. أما بنو فلانة ـ
لابنته ـ بنيّ؟.
قال:
قلت: الله!! أيكون بنو بناتك بنيك، ولا يكون بنو فاطمة
بني رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
قال:
ما لك؟ قاتلك الله! لا يسمعنَّ هذا أحد منك؟!..»([57]).
2 ـ
جاء عن الإمام الحسن «عليهما السلام» محتجاً على معاوية
قوله: «فأخرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» من الأنفس معه أبي، ومن
البنين أنا وأخي، ومن النساء فاطمة أمي، من الناس جميعاً، فنحن أهله،
ولحمه ودمه، ونفسه، ونحن منه وهو منا»([58]).
3 ـ
قال الرازي في تفسير قوله تعالى:
{وَمِنْ
ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ..}
إلى قوله:
{وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيَى وَعِيسَى}([59])
ـ بعد أن ذكر دلالة الآية على بنوة الحسنين «عليه السلام» للنبي «صلى
الله عليه وآله» ـ قال ـ: «ويقال: إن أبا جعفر الباقر استدل بهذه الآية
عند الحجاج بن يوسف»([60]).
4 ـ
إحتج أمير المؤمنين علي «عليه
السلام» يوم الشورى على المجتمعين، بأن الله، تعالى جعله نفس النبي
«صلى الله عليه وآله»، وجعل ابنيه ابنيه، ونساءه نساءه([61]).
5 ـ
عن الشعبي، قال: كنت عند الحجاج، فأتِيَ بيحيى بن يعمر،
فقيه خراسان، من بلخ، مكبلاً بالحديد فقال له الحجاج: أنت زعمت: أن
الحسن والحسين من ذرية رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟
فقال:
بلى.
فقال الحجاج:
لتأتيني بها واضحة بيّنة من كتاب الله (!!)، أو
لأقطعنَّك عضواً عضواً.
فقال:
آتيك بها بيّنة واضحة من كتاب الله يا حجاج.
قال:
فتعجبت من جرأته بقوله: يا حجاج.
فقال له:
ولا تأتني بهذه الآية:
{نَدْعُ
أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ}.
فقال:
آتيك بها
بيّنة واضحة من كتاب الله، وهو قوله: {وَنُوحاً
هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ..}
إلى
قوله: {وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيَى وَعِيسَى}([62]).
فمن كان أبو عيسى، وقد ألحق بذرية نوح؟!.
قال:
فأطرق الحجاج ملياً، ثم رفع رأسه فقال: كأني لم أقرأ
هذه الآية من كتاب الله حلُّوا وثاقه الخ..»([63]).
وفي نور القبس:
أنَّ الحجاج طلب منه أن لا يعود لذكر ذلك، ونشره.
6 ـ
لسعيد بن جبير قصة مع الحجاج شبيهة بقصة يحيى بن يعمر،
فلا نطيل بذكرها([64]).
7 ـ
سأل هارون الرشيد الإمام الكاظم «عليه السلام»، فقال
له: كيف قلتم: إنَّا ذرية النبي، والنبي لم يعقب، وإنما العقب للذكر لا
للأنثى، وأنتم ولد البنت، ولا يكون له عقب؟
فسأله «عليه السلام» أن يعفيه، فلم يقبل، فاحتج «عليه
السلام» بأن القرآن قد اعتبر عيسى من ذرية إبراهيم في آية سورة
الأنعام، مع أنه ينتسب إليه عن طريق الأم. ثم احتج عليه بآية المباهلة،
حيث قال الله تعالى فيها:
{أَبْنَاءنَا}([65]).
8 ـ
إن عمرو بن العاص أرسل إلى أمير المؤمنين «عليه السلام»
يعيبه بأشياء، منها: أنه يسمي حسناً وحسيناً ولَدَيْ رسول الله «صلى
الله عليه وآله».
فقال لرسوله:
«قُلْ للشانيء ابن الشانيء: لو لم يكونا ولديه لكان
أبتر، كما زعم أبوك»([66]).
9 ـ
قال الحسين صلوات الله وسلامه عليه في كربلاء: «اللهم إنَّا أهل بيت
نبيك، وذريته وقرابته، فاقصم من ظلمنا، وغصبنا حقنا، إنك سميع قريب».
فقال محمد بن الأشعث:
أي قرابة بينك وبين محمد؟!.
فقال الحسين «عليه السلام»:
«اللهم إن محمد بن الأشعث يقول: ليس بيني وبين محمد
قرابة، اللهم أرني فيه في هذا اليوم ذلاً عاجلاً، فاستجاب الله دعاءه
الخ..»([67]).
10 ـ
وقد أوضح الباقر «عليه السلام» لنا: أنه قد كانت سياسات
الآخرين تقضي بنفي بنوة الحسنين «عليهما السلام» للنبي «صلى الله عليه
وآله»، فراجع ما قاله «عليه السلام» في ذلك([68]).
هذا ولهم «عليهم السلام» احتجاجات أخرى بآية المباهلة
على خلافة أمير المؤمنين، وعلى أفضليته «عليه السلام»، وغير ذلك، لا
مجال لذكرها هنا([69]).
وبعد أن اتضح:
أن السياسة الأموية كانت تقضي بأن يستبعد اسم علي «عليه
السلام» من جملة من باهل بهم النبي «صلى الله عليه وآله» ثم الإصرار
على نفي بنوة الحسنين «عليهما السلام» لرسول الله «صلى الله عليه
وآله».
فإننا نجدهم يصرون على خؤولة معاوية للمؤمنين، ويجعلون
ذلك ذريعة للإنكار على من ذكر معاوية بسوء، ولكنهم إذا ذكر محمد بن أبي
بكر بسوء رضوا أو أمسكوا، ومالوا مع ذاكره، وخؤولته ـ حسب منطقهم ـ
ظاهرة بائنة.
وقد نفرت قلوبهم من علي بن أبي طالب «عليه السلام»،
لأنه حارب معاوية وقاتله، وسكنت قلوبهم عند قتل عمار ومحمد بن أبي بكر،
وله حرمة الخؤولة، وهو أفضل من معاوية، وأبوه خير من أبي معاوية، وما
ذلك إلا خديعة أو جهالة، وإلا فلماذا لا يستنكرون قتل محمد بن أبي بكر
ولا يذكرون خؤولته للمؤمنين؟!([70]).
من مواقف الإمام الحسن
:
نعم..
ولم يقتصر الأئمة في تصديهم للمغرضين والحاقدين،
والوقوف في وجه سياساتهم تلك بحزم وصلابة ـ على مواقف الحِجَاج هذه، بل
تعدَّوا ذلك إلى المناسبات الأخرى، واستمروا يعلنون بهذا الأمر على
الملأ، ويؤكدون عليه في كثير من المناسبات والمواقف الحساسة، وكشفوا
زيف تلك الدعاوى بشكل لا يدع مجالاً لأي شك أو ريب..
وقد صدع الإمام الحسن «عليه السلام» بهذا الأمر أيضاً
في أكثر من مناسبة، وأكثر من موقف..
ولم يكن يكتفي بإظهار وإثبات بنوَّته لرسول الله «صلى
الله عليه وآله» وحسب.. وإنما كان يهتم بالتأكيد على أن حق الإمامة
والخلافة له وحده، ولا تصل النوبة إلى معاوية وأضرابه، لأن معاوية ليس
فقط يفقد المواصفات الضرورية لهذا الأمر، وإنما هو يتصف بالصفات التي
تنافيها وتنقضها بصورة أساسية.. وكمثالٍ على كل ذلك نذكر:
1 ـ
أنه «عليه السلام» يخطب فور وفاة أبيه أمير المؤمنين
«عليه السلام»، فيقول: «أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم
يعرفني، فأنا الحسن بن علي، وأنا ابن النبي، وأنا ابن الوصي»([71]).
لاحظ كلمة:
«الوصي» في هذه العبارة الأخيرة.
وفي نصٍ آخر أنه قال:
«فأنا الحسن بن محمد (صلى الله عليه وآله)»([72]).
وقال حينئذٍ أيضاً:
«أنا ابن البشير النذير، أنا ابن الداعي إلى الله
بإذنه، أنا ابن السراج المنير، أنا ابن من أذهب الله عنهم الرجس،
وطهرهم تطهيراً، أنا من أهل بيت افترض الله طاعتهم في كتابه الخ..».
ثم
قام ابن عباس، فقال:
«هذا ابن بنت نبيكم، ووصي إمامكم
فبايعوه»([73]).
وفي نص آخر:
أنه «عليه السلام» قال حينئذٍ أيضاً:
«وعنده
نحتسب عزاءنا في خير الآباء رسول الله الخ..»([74]).
2 ـ
وفي مناسبة أخرى في الشام، طلب منه معاوية ـ بمشورة
عمرو بن العاص ـ أن يصعد المنبر، ويخطب ـ رجاء أن يحصر ـ فصعد المنبر،
فحمد الله، وأثنى عليه، ثم أورد خطبة هامة، تضمنت ما تقدم، وسواه الشيء
الكثير، قال الراوي: «ولم يزل به حتى أظلمت الدنيا على معاوية، وعرف
الحسن من لم يكن عرفه من أهل الشام وغيرهم، ثم نزل.
فقال له معاوية:
أما إنك يا حسن قد كنت ترجو أن تكون خليفة، ولست هناك!
فقال الحسن «عليه السلام»:
أما الخليفة فمن سار بسيرة رسول الله «صلى الله عليه
وآله» وعمل بطاعة الله عز وجل. وليس الخليفة من سار بالجور، وعطل
السنن، واتخذ الدنيا أماً وأباً، وعباد الله خولاً، وماله دولاً، ولكن
ذلك أمر ملك أصاب ملكاً، فتمتع منه قليلاً، كَأَنْ قد انقطع عنه..» إلى
آخر كلامه عليه السلام
([75]).
ونفس هذه القضية تذكر له مع معاوية، حينما جرى الصلح
بينهما في الكوفة ([76]).
وهذا يؤيد ما ذكره البعض:
من أن معاوية قد دس السم الى الإمام الحسن «عليه
السلام»، لأنه كان يقدم عليه إلى الشام
([77]).
3 ـ
وفي نص آخر: أن معاوية طلب من الإمام الحسن «عليه
السلام»: أن يصعد على المنبر، ويخطب.. فصعد المنبر وخطب، وصار يقول:
أنا ابن، أنا ابن.. إلى أن قال: «لو طلبتم ابناً لنبيكم ما بين لابتيها
لم تجدوا غيري وغير أخي»([78]).
ومن أراد الرواية بطولها فليراجع المصادر.
4 ـ
وفي نص آخر: أن معاوية طلب منه: أن يصعد المنبر وينتسب،
فصعد، وصار يقول: بلدتي مكة ومنى، وأنا ابن المروة والصفا، وانا ابن
النبي المصطفى..
إلى أن قال:
فأذن المؤذن، فقال: أشهد أن محمداً رسول الله، فالتفت
إلى معاوية، فقال: أمحمد أبي؟ أم أبوك؟! فإن قلت: ليس بأبي، كفرت، وإن
قلت: نعم، فقد أقررت..
ثم قال:
أصبحت العجم تعرف حق العرب بأنَّ محمداً منها، يطلبون
حقنا، ولا يردون إلينا حقنا»([79]).
5 ـ
وفي مناسبة أخرى، طلب منه معاوية أن يخطب ويعظهم، فخطب
وصار يقول: أنا ابن رسول الله، أنا ابن صاحب الفضايل، أنا ابن صاحب
المعجزات والدلايل، أنا ابن أمير المؤمنين، أنا المدفوع عن حقي.. إلى
أن قال: أنا إمام خلق الله، وابن محمد رسول الله، فخشي معاوية أن يتكلم
بما يفتن به الناس، فقال: إنزل، فقد كفى ما جرى، فنزل»([80]).
6 ـ
بل لقد رأينا معاوية يعترف له بهذا الأمر، فيقول له مرة
في كلام له: «ولا سيما أنت يا أبا محمد، فإنك ابن رسول الله «صلى الله
عليه وآله»، وسيد شباب أهل الجنة»([81]).
ويدخل في هذا المجال أيضاً:
قول الإمام الحسن «عليه السلام» لأبي بكر، وقول الإمام
الحسين «عليه السلام» لعمر: انزل عن منبر أبي، حسبما سيأتي، إن كان
المقصود بأبي: هو النبي «صلى الله عليه وآله»، كما يظهر من اعترافهما
لهما. وإن كان المقصود به أباهما أمير المؤمنين ـ كما احتمله بعض
المحققين([82])ـ
فيدخل في مجال احتجاجاتهما «عليهما السلام» على أحقيتهم بالأمر، دون كل
أحد سواهم.. ويكونان قد انتزعا منهما اعترافاً صريحاً وهاماً في هذا
المجال.
والإمام الحسين
أيضاً:
وبعد ذلك، فإنا نجد الإمام الحسين «عليه السلام» يخطب
الناس، ويقول: «أقررتم بالطاعة، وآمنتم بالرسول محمد «صلى الله عليه
وآله»، ثم إنكم زحفتم إلى ذريته وعترته، تريدون قتلهم..
إلى أن قال:
ألست أنا ابن بنت نبيكم، وابن وصيه، وابن عمه»([83]).
ويقول في موضع آخر، حينما اشتد به
الحال:
«ونحن عترة نبيك، وولد نبيك، محمد «صلى الله عليه
وآله»، الذي اصطفيته بالرسالة الخ..»([84]).
ويقول في وصف جيش يزيد، في يوم
عاشوراء:
«فإنما أنتم طواغيت الأمة.
إلى أن قال:
وقتلة أولاد الأنبياء، ومبيري عترة الأوصياء»([85]).
وقد اعترفوا له بذلك حينما ناشدهم، فقال:
أنشدكم الله، هل تعرفوني؟
قالوا:
نعم، أنت ابن رسول الله وسبطه»([86]).
وللإمام السجاد «عليه السلام» موقف هام في الشام، حينما
ألقى خطبته الرائعة، فقال: «أيها الناس، أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن
زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا..
إلى أن قال:
أنا ابن من حُمِلَ على البراق، وبلغ به جبرئيل سدرة
المنتهى..».
إلى آخر الخطبة التي كان من
نتيجتها:
أن «ضجَّ الناس بالبكاء، وخشي يزيد الفتنة، فأمر المؤذن
أن يؤذن للصلاة».. ولكنه «عليه السلام» تابع خطبته، واحتجاجاته الدامغة
على يزيد، وتفرق الناس، ولم ينتظم لهم صلاة في ذلك اليوم([87]).
وبعد ذلك..
فإننا نجد العقيلة زينب تقف في وجه يزيد لتقول له: «أمن
العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإمائك، وسوقك بنات رسول الله
سبايا؟..».
وفيها:
«واستأصلت الشأفة، بإراقتك دماء ذرية رسول الله «صلى
الله عليه وآله»..».
إلى أن قالت:
«ولتردنَّ على رسول الله «صلى الله عليه وآله» بما
تحملت من سفك دماء ذريته، وانتهكت من حرمته ولحمته»([88]).
وفي خطبة لها لأهل الكوفة:
«الحمد لله، والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين
الأخيار».
وفي نص آخر:
«والصلاة عن أبي رسول الله»([89]).
وتقول فاطمة بنت الحسين في خطبة لها
في الكوفة أيضاً:
«..وأنَّ محمداً عبده ورسوله، وأنَّ أولاده ذبحوا بشط
الفرات»([90]).
وتتبع كلمات الأئمة وأبناءهم في هذا السياق يحتاج إلى
جهد مستقل ووقت طويل، وفيما ذكرناه كفاية لمن أراد الرشد والهداية.
على خطى النبي الأكرم
:
وبعد..
فإنَّ ذلك كله لم يكن منهم «عليهم السلام» إلا تأسياً
بالنبي محمد «صلى الله عليه وآله»، الذي كان ينظر إلى الغيب من ستر
رقيق، وقد ورد عنه الكثير مما يدل على إصراره «صلى الله عليه وآله» على
تركيز قضية بنوة الحسنين «عليهما السلام» له «صلى الله عليه وآله» في
ضمير الأمة ووجدانها، بشكل لا يبقى معه أي مجال للشبهة، أو الشك
والترديد..
وكنموذج على ذلك نشير إلى ما يلي:
1 ـ
قال «صلى الله عليه وآله»: «هذان ابناي، من أحبهما فقد
أحبني»([91]).
وفي
نص آخر:
«هذان ابناي، وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما، وأحب من
يحبهما([92]).
وفي رواية أخرى عن عائشة:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يأخذ حسناً، فيضمه
إليه، ثم يقول: «اللهم إن هذا ابني، وأنا أحبه، فأحببه، وأحب من يحبه»([93]).
2 ـ
إنه «صلى الله عليه وآله» بمجرد ولادة أحدهما: الحسن
والحسين «عليهما السلام»، يقول لأسماء: هلمي ابني، كما تقدم.
3 ـ
ويقول: إن ابني هذا سيد([94]).
4 ـ
إنه «صلى الله عليه وآله» يجلس في المسجد، ويقول: ادعوا
لي ابني، قال: فأتى الحسن يشتد..
إلى أن قال:
وجعل رسول الله «صلى الله عليه وآله» يفتح فمه في فمه،
ويقول: «اللهم إني أحبه، فأحبَّه، وأحبَّ من يحبه، ثلاث مرات»([95]).
5 ـ
وعنه «صلى الله عليه وآله» إنه قال: كل ابن آدم ينتسبون
إلى عصبة أبيهم، إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم، وأنا عصبتهم»([96]).
ومن أراد المزيد من النصوص الدالة على بنوة الحسنين
«عليهما السلام» لرسول الله «صلى الله عليه وآله» فليراجع المصادر
المذكورة في الهامش([97]).
([1])
المناقب لابن شهر آشوب ج3 ص142 والبحار ج35 ص266 ومجمع البيان
ج2 ص452 وراجع: التبيان ج2 ص485 ونهج الحق (مطبوع مع دلائل
الصدق) ج2 ص83 وتفسير الرازي ج8 ص80 وحقائق التأويل ص114 وفيه:
أجمع العلماء الخ..
([2])
تلخيص الشافي ج3 ص6.
([3])
التفسير الكبير للرازي ج8 ص80.
([4])
أحكام القرآن ج2 ص16.
([5])
معرفة علوم الحديث ص50.
([6])
البداية والنهاية ج5 ص65.
([7])
جامع البيان للطبري ج3 ص211 و (ط أخرى) ص407 وعن زاد المعاد ج3
ص39 و 40.
([8])
الآية 61 من سورة آل عمران.
([9])
السيرة الحلبية ج3 ص212 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص144 و 145
ومكاتيب الرسول ج2 ص506 والسيرة الحلبية ج3 ص236.
([10])
الآية 61 من سورة آل عمران.
([11])
الدر المنثور ج2 ص40 عن ابن عساكر، وتفسير المنار ج3 ص322
ومكاتيب الرسول ج2 ص507 وكنز العمال ج2 ص379 وتفسير الميزان ج3
ص244 وفتح القدير ج1 ص348 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص177.
([12])
الآية 61 من سورة آل عمران.
([13])
الآية 61 من سورة آل عمران.
([14])
المنار ج3 ص322 و 323 وتفسير الميزان ج3 ص236.
([15])
الآية 55 من سورة المائدة.
([16])
الآية 92 من سورة المائدة.
([17])
الآية 23 من سورة الشورى.
([18])
الآية 59 من سورة الأحزاب.
([19])
الآية 61 من سورة آل عمران.
([20])
الآية 106 من سورة يوسف.
([21])
راجع: تفسير الميزان ج3 ص242 و 243.
([22])
الكافي ج1 ص179 و 198 والغيبة للنعماني ص139 و 138 وبصائر
الدجات ص488 و 489 وإكمال الدين للصدوق ص233 وغيبة النعماني
ص142 والبحار ج23 ص43 وتاريخ آل زرارة للزراري ص170.
([23])
راجع كلام الفضل بن روزبهان في دلائل الصدق ج2 ص83.
([24])
دلائل الصدق ج2 ص85 والبحار ج35 ص267 والغدير ج1 ص161 وتاريخ
مدينة دمشق ج42 ص432 والفصول المهمة لابن الصباغ ج2 ص1161
وكتاب الولاية لابن عقدة ص177.
([25])
دلائل الصدق ج2 ص85 والطرائف في معرفة مذاهب الطوائف لابن
طاووس ص47 والبحار ج35 ص262 وأسباب نزول الآيات للنيسابوري ص68
ونهج الإيمان لابن جبر ص346.
([26])
دلائل الصدق ج2 ص82 و 83 و 85 والحديث الأخير نقله عن كنز
العمال في فضائل علي «عليه السلام» عن ابن أبي عاصم، وابن جرير
وصححه، وابن شاهين في السنة، والطبراني في الأوسط. والعقد
النضيد للقمي ص79 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص582 وأمالي
المحاملي ص204 والمعجم الأوسط للطبراني ج8 ص47 ونظم درر
السمطين للحنفي ص119 وكنز العمال ج13 ص170 وتاريخ مدينة دمشق
ج42 ص311 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص150 وراجع: كشف اليقين للحلي
ص283.
([27])
دلائل الصدق ج2 ص85 والكافي ج8 ص321 ودعائم الإسلام ج1 ص383
وأمالي الصدوق ص264 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام»
للكوفي ج1 ص449 وأمالي الطوسي ص134 ومناقب آل أبي طالب لابن
شهر آشوب ج2 ص60 وج3 ص14 والعمدة لابن البطريق ص198 و203
والطرائف لابن طاووس ص65 وذخائر العقبى للطبري ص68 والبحار ج20
ص108 وج24 ص261 وج31 ص655 وج37 ص221 و235 وج38 ص67 و97 و119
وج39 ص333 وج56 ص256 والغدير ج3 ص215 ومسند احمد ج4 ص438 وسنن
الترمذي ج5 ص296 وفضائل الصحابة للنسائي ص15 ومستدرك الحاكم ج3
ص111 ومجمع الزوائد ج9 ص128 وعمدة القاري ج16 ص214 ومسند أبي
داود الطيالسي ص111 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص45 و126 وخصائص
أمير المؤمنين «عليه السلام» للنسائي ص87 وصحيح ابن حبان ج15
ص374 والمعجم الأوسط للطبراني ج6 ص162 والمعجم الكبير للطبراني
ج18 ص129 وتفسير فرات الكوفي ص81.
([28])
دلائل الصدق ج2 ص85 والصراط المستقيم لابن يونس العاملي ج2
ص26.
([29])
راجع: الكشاف ج1 ص370 والصواعق المحرقة ص153 عنه، وإقبال
الأعمال لابن طاووس ج2 ص351 والطرائف لابن طاووس ص43 وكشف
الغمة للإربلي ج1 ص235 والصراط المستقيم لابن يونس العاملي ج1
ص249 والبحار ج21 ص282 وج35 ص60 وراجع: الإرشاد للمفيد ص99
وتفسير الميزان ج3 ص238 وتفسير جوامع الجامع للطـبرسي ج1 ص294
وتفسير = = البحر المحيط لابي حيان الأندلسي ج2 ص503.
([30])
دلائل الصدق ج2 ص85 والطرائف لابن طاووس ص47 والبحار ج21 ص349
وج35 ص262 وتفسير فرات الكوفي ص87 وتفسير مجمع البيان للطبرسي
ج2 ص311 وأسباب نزول الآيات الواحدي النيسابوري ص68 وشواهد
التنزيل ج1 ص159 ونهج الإيمان لابن جبر ص346.
([31])
راجع: جامع البيان ج 3 ص 211 وفي (ط دار الفكر) ج3 ص404.
([32])
ويرى المحقق العلامة الأحمدي «رحمه الله»: أن من الممكن أن
يكون العباس قد اقتدى بالنبي «صلى الله عليه وآله»، حينما أخرج
العباس الحسنين «عليهما السلام» للإستسقاء، ومنع عمر من
الإلتحاق بهم، وقال له: لا تخلط بنا غيرنا ـ وذلك في قضية تبرك
عمر بهم في حادثة الإستسقاء. راجع: تبرك الصحابة والتابعين
ص283 ـ 287.
([33])
الآيتان 29 و 30 من سورة مريم.
([34])
الآية 12 من سورة مريم.
([35])
الآية 61 من سورة آل عمران.
([36])
راجع: تفيسر الميزان ج3 ص224 ودلائل الصدق ج2 ص84.
([37])
ومن الواضح: أنه قد لوحظ في ذلك عامة الناس وغالبهم.
([38])
مجمع البيان ج2 ص452 و 453 وغنية النزوع للحلبي ص299 والسرائر
لابن إدريس ج3 ص157 وجامع الخلاف والوفاق للقمي ص404 والإرشاد
للمفيد ج2 ص30 والفصول المختارة للشريف المرتضى ص303 والمسائل
الجارودية للمفيد ص35 والنكت في مقدمات الأصول للمفيد ص48
والمناقب لابن شهر آشوب ج3 ص141 والبحار ج16 ص307 وجوامع
الجامع للطبرسي ج3 ص70 ومجمع البيان للطبرسي ج2 ص311 وإعلام
الورى للطبرسي ج1 ص407 وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص368.
وكلام ابن أبي علان موجود في التبيان أيضاً ج2 ص485، وراجع
الإرشاد للمفيد. وفي البحار للمجلسي بحث حول إيمان علي «عليه
السلام»، وهو لم يبلغ الحلم.
([39])
ستأتي بعض المصادر لذلك إن شاء الله تعالى..
([40])
هو المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني «رحمه الله»..
([41])
تفسير الرازي ج8 ص81 وفتح القدير ج1 ص347 وتفسير النيسابوري
(بهامش تفسير الطبري) ج3 ص214 والتبيان ج2 ص485 عن أبي بكر
الرازي (وهو غير الفخر الرازي)، ومجمع البيان ج2 ص452 والغدير
ج7 ص122 عنه، وعن الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج4 ص104
والسرائر لابن إدريس ج3 ص238 والكافي ج8 ص317 والإحتجاج
للطبرسي ج2 ص58 والمناقب لابن شهر آشوب ج3 ص142 والبحار ج43
ص232 وج93 ص239 وتفسير القمي ج1 ص209.
([42])
الآية 11 من سورة النساء.
([43])
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج2 ص155 والغدير ج7 ص121 عنه.
([44])
الغدير: ج 7 ص 122 وخزانة الأدب ج 1 ص 300 وفي (ط دار الكتب
العلمية).
([45])
الغدير: ج 7 ص 123 عن تفسير القرطبي ج 7 ص 31.
([46])
جامع بيان العلم ج 1 ص 160، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة،
المجلد الأول ص 165، وأضواء على السنة المحمدية ص 298 عن
الانتقاء ص41 وعن الشافعي.
([47])
أنساب الأشراف، بتحقيق المحمودي ج 3 ص 88..
([48])
الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، المجلد الأول ص 494 و 504 و
505 و 506 و 507 و 164و 165.
([49])
حقائق التأويل ص 115.
([50])
راجع: نهاية الإرب ج8 ص168 وعيون الأخبارلابن قتيبة ج2 ص233
والعقد الفريد ج4 ص258 وتاريخ الأمم والملوك للطبري (ط دار
المعارف بمصر) ج3 ص220 والإمامة والسياسة (ط الحلبي بمصر) ج1
ص14 و 15 وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص7 و 8 و 9 و 11 والأدب في ظل
التشيع ص24 نقلاً عن البيان والتبيين للجاحظ، والإمام الحسين
للعلايلي ص186 و190 والبحار ج28 ص335 وتاريخ الطبري ج2 ص457
والإمامة والسياسة لابن قتيبة (تحقيق الشيري) ج1 ص24 والشافي
للشريف المرتضى ج3 ص187 وغيرهم.
([51])
النزاع والتخاصم للمقريزي ص28 ومروج الذهب ج3 ص33 والفتوح لابن
أعثم ج8 ص195 وشرح النهج للمعتزلي ج7 ص159 وأنساب الأشراف
(بتحقيق المحمودي) ج3 ص159.
([52])
العقد الفريد ج2 ص120 وراجع: الغدير ج10 ص167 والطرائف لابن
طاووس ص28 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج2 ص249.
([53])
مروج الذهب ج3 ص33 والنزاع والتخاصم ص28.
([54])
السيرة الحلبية ج2 ص209 و (ط دار المعرفة) 476 و 477 ومجمع
الزوائد ج5 ص341 عن أحمد، ونيل الأوطار ج8 ص228 عن أحمد،
والبخاري، والنسائي، وابن ماجة، وأبي داود، والبرقاني. وسنن
أبي داود ج3 ص146 و 145 وسنن ابن ماجة ج2 ص961 والمغازي
للواقدي ج2 ص696 والإصابة ج1 ص226 وبداية المجتهد ج1 ص402
والخراج لأبي يوسف ص21 والبداية والنهاية ج4 ص200 عن البخاري،
ومسند أحمد ج4 ص85 و83 و81 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص284
وتشييد المطاعن ج2 ص818 و819 عن زاد المعاد، وسنن البيهقي ـ
بأسانيد ـ ج6 ص340 و341 و342 والدر المنثور ج3 ص186 عن ابن أبي
شيبة، والبحر الرائق ج5 ص98 وتبيين الحقائق ج3 ص257 ونصب
الراية ج3 ص425 و426 عن كثيرين جداً، فليراجع. ومصابيح السنة
ج2 ص70 والبخاري (ط سنة 1311 هـ) ج4 ص111 وج6 ص174 وتفسير
القرآن العظيم لابن كثير ج2 ص312 وفتح القدير ج2 ص310 وتفسير
الخازن ج2 ص185 والنسفي (بهامشه) ج2 ص186 وتفسير جامع البيان
للطبري ج10 ص5 والكشاف ج2 ص221 وسنن النسائي ج7 ص130 و131
ومقدمة مرآة العقول ج1 ص118 ونقل ذلك بعض المحققين عن المصادر
التالية: الأموال لأبي عبيد ص461 و462 والجامع لأحكام القرآن
للقرطبي ج7 ص12 وفتح الباري ج7 ص174 وج6 ص150 وتفسير المنار
ج10 ص7 وترتيب مسند الشافعي ج2 ص125 و126 وإرشاد الساري ج5
ص202 والمحلى ج7 ص328.
([55])
كشف الغمة ج3 ص20 والإرشاد للمفيد ج2 ص234 والفصول المختارة
للشريف المرتضى ص36 وكنز الفوائد للكراجكي ص166 والإحتجاج
للطبرسي ج2 ص167 والمناقب لابن شهر آشوب ج3 ص434 والبحار ج25
ص243 وج48 ص136 وج93 ص239 وتاريخ بغداد ج13 ص32 وتهذيب الكمال
ج29 ص50 وسير أعلام النبلاء ج6 ص273 وتاريخ الإسلام للذهبي ج12
ص418 وإعلام الورى للطبرسي ج2 ص28 والدر النظيم لابن حاتم
العاملي ص654 وكشف الغمة للإربلي ج3 ص22.
([56])
الغلام: الكهل. والطار الشارب، فهو من الأضداد، راجع: أقرب
الموارد ج2 ص484، والبحار ج33 ص258 وكشف الغمة للإربلي ج2
ص172.
([57])
كشف الغمة للأربلي ج2 ص176 والبحار ج33 ص258.
([58])
ينابيع المودة ص479 عن الزرندي المدني، وص482 و52 وتفسير
البرهان ج2 ص286 وأمالي الطوسي ج2 ص172 وفي (ط دار الثقافة قم)
ص564 والبحار ج10 ص141 وج69 ص154 وكتاب الولاية لابن عقدة
ص186.
([59])
الآيتان 84 و 85 من سورة الأنعام.
([60])
تفسير الرازي ج13 ص66 وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج1 ص241
عنه.
([61])
ينابيع المودة ص266 عن الدارقطني، والصواعق المحرقة ص154
وفضائل الخمسة ج1 ص250 وحياة أمير المؤمنين «عليه السلام»
للسيد محمد صادق الصدر ص205 عن الصواعق، والبحار ج35 ص267
وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص432 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص385 وكتاب
الولاية لابن عقدة ص177.
([62])
الآيتان 84 و85 من سورة الأنعام.
([63])
تفسير الرازي ج2 ص194 ومستدرك الحاكم ج3 ص164 وفضائل الخمسة من
الصحاح الستة ج2 ص247 و 248 والدر المنثور ج3 ص28 عن ابن أبي
حاتم، وأبي الشيخ، والحاكم، والبيهقي، والغدير ج7 ص123 عن
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج2 ص155 ومقتل الحسين للخوارزمي
ج1 ص89، وراجع: العقد الفريد ج5 ص20 ونور القبس ص21 و 22
والكنى والألقاب ج1 ص12.
([64])
مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص89 و90 والبحار الأنوار ج43 ص229
والخصائص الفاطمية للكجوري ج2 ص558.
([65])
نور الأبصار ص148و 149 وعيون أخبار الرضا ج1 ص84 و 85 تفسير
نور الثقلين ج1 ص289 و 290 وتفسير الميزان ج3 ص230 وتفسير
البرهان ج1 ص289 وذخيرة المعاد (ط.ق) للسبزواري ج1 ق3 ص487
وجواهر الكلام ج16 ص95 وعيون أخبار الرضا «عليه السلام» ج2 ص80
والإحتجاج ج2 ص164 والبحار ج48 ص128 وج93 ص240.
([66])
شرح النهج للمعتزلي ج 20 ص 334.
([67])
مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 249 ومقتل الحسين للمقرم ص 278
عنه، والمناقب لابن شهر آشوب ج3 ص215 والبحار ج45 ص302.
([68])
راجع: تفسير القمي ج1 ص209 والحدائق الناضرة للبحراني ج12 ص398
وج22 ص244 وجواهر الكلام ج16 ص93 والكافي ج8 ص317 والبحار ج43
ص232 وج93 ص239 وتفسير نور الثقلين ج1 ص348 وتفسير الميزان ج7
ص263 والعدد القوية للحلي ص40.
([69])
لا بأس بمراجعة البحار ج35 ص257 وج49 ص188 وتفسير الميزان ج2
ص230 و329 وتفسير البرهان ج1 ص286 و 287 والفصول المختارة
للشريف المرتضى ص38 وغير ذلك.
([70])
مقتبس من كتاب: المعيار والموازنة ص21.
([71])
مستدرك الحاكم ج3 ص172 وذخائر العقبى ص138 عن الدولابي، وكشف
الغمة للأربلي ج2 ص173 عن الجنابذي على ما يظهر، ومسائل علي بن
جعفر ص329 وأمالي الصدوق ص244 وتحف العقول ص232 ومقاتل
الطالبيين ص33 وأمالي الطوسي ص270 والمناقب لابن شهر آشوب ج3
ص178 وذخائر العقبى للطبري ص138 و140 والبحار ج25 ص214 وج43
ص331 و355 وج44 ص41.
([72])
راجع: الفصول المهمة للمالكي ص146 وتفسير فرات ص70 و 72 وكشف
الغمة للأربلي ج2 ص159 وينابيع المودة ص225 و 302 و 270 و 479
و 482 عن أبي سعد في شرف النبوة، والطبراني في الكبير،
والبزار، والزرندي المدني، وغيرهم، وإرشاد المفيد ص207 وفرائد
السمطين ج2 ص120 ومستدرك الحكام ج3 ص172 ومجمع الزوائد ج9 ص46
وحياة الصحابة ج3 ص526 وذخائر العقبى ص138 و140 وعن الدولابي
في الذرية الطاهرة، ونزهة المجالس ج2 ص186 والمحاسن والمساوي
ج1 ص132 و133 والمناقب لابن شهرآشوب ج4 ص11 و12 والإحتجاج ج1
ص419 والبحار ج44 وأمالي الشيخ الطوسي ج1 ص12 وإعلام الورى
ص208 وشرح النهج للمعتزلي ج16 ص30.
([73])
الفصول المهمة لابن الصباغ ج2 ص717 والإرشاد للمفيد ج2 ص8
والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) للحلي ص145 والبحار ج43 ص362
وإعلام الورى ج1 ص407 وكشف الغمة للإربلي ج2 ص156 و161.
([74])
البحار ج 43 ص 363 وكفاية الأثر للقمي ص161.
([75])
الإحتجاج ج1 ص419 والخرائج والجرائح ص218 ومقاتل الطالبيين ص47
وشرح النهج للمعتزلي ج16 ص49 والكلام الأخير موجود أيضاً في
مصادر أخرى فراجع الهامش التالي.
([76])
ذخائر العقبى ص140 عن أبي سعد، وراجع: مقتل الحسين للخوارزمي
ج1ص126 لكن فيه: أن ذلك كان بالمدينة، والبحار ج44 ص122
والمحاسن والمساوي ج1 ص133 وراجع: شرح النهج للمعتزلي ج16 ص49
ومقاتل الطالبيين ص73 والإمام الحسن لآل يس ص110 ـ 114 وتحف
العقول ص164.
([77])
الغدير ج11 ص8 عن طبقات ابن سعد.
([78])
المناقب لابن شهرآشوب ج4 ص12 عن العقد الفريد والمدائني
والمناقب لابن شهر آشوب ج3 ص178 وليراجع: مقتل الحسين
للخوارزمي ج1 ص126 والبحار ج10 ص143 وج43 ص355 و 356 وعيون
الأخبار لابن قتيبة ج2 ص172 والإحتجاج ج1 ص420 وكتاب الولاية
لابن عقدة ص188.
([79])
المناقب لابن شهرآشوب ج4 ص12 وفي (ط مطبعة الحيدرية النجف) ج3
ص178 والبحار ج43 ص356 وراجع ج44 ص121 و122 وتحف العقول ص232
والخرايج والجرايح ص217 و218.
([80])
أمالي الصدوق ص158 والخرائج والجرائح للراوندي ج1 ص237 والبحار
ج43 ص332 وج44 ص89 .
([81])
المحاسن والمساوي ج1 ص122.
([82])
هو المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني «رحمه الله».
([83])
مقتل الحسين للمقرم ص274 عن مقتل محمد بن أبي طالب الحايري
والبحار ج45 ص6.
([84])
المصدر السابق عن الإقبال، ومصباح المتهجد، وعنهما في مزار
البحار ص107 باب زيارته يوم ولادته، ومصباح المتهجد للطوسي
ص827 والمزار للمشهدي ص399 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج3 ص304
والبحار ج98 ص348.
([85])
مقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص7 والبحار ج45 ص8 وراجع: مقتل
الحسين للمقرم ص282 للإطلاع على مصادر أخرى.
([86])
أمالي الصدوق ص140 واللهوف لابن طاووس ص52.
([87])
راجع: مقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص69 و 70 ومقتل الحسين للمقرم
ص442 و 443 عنه، وعن نفس المهموم ص242.
([88])
بلاغات النساء (ط دار النهضة) ص35 و 36 ومقتل الحسين للخوارزمي
ج2 ص64 و 65 ومقتل الحسين للمقرم ص450 و 451 والبحار ج45 ص134.
([89])
راجع: الأمالي للشيخ الطوسي ج1 ص90 ومقتل الحسين للمقرم ص385
عنه وعن أمالي ابنه، وعن اللهوف، وابن نما، وابن شهرآشوب،
والإحتجاج.
([90])
مقتل الحسين للمقرم ص390 والإحتجاج ج2 ص27 واللهوف لابن طاووس
ص88.
([91])
ذخائر العقبى ص124 وصفة الصفوة ج1 ص763 وتاريخ مدينة دمشق ج4
ص206 وفي (ط دار الفكر) ج13 ص199وكنز العمال (ط 2) ج6 ص221
والغدير ج7 ص124 عن مستدرك الحاكم ج3 ص166 ونقل عن الترمذي رقم
(3772)، وسير أعلام النبلاء ج3 ص254 وتاريخ الإسلام للذهبي ج5
ص95 والبداية والنهاية ج8 ص39 وتنبيه الغافلين لابن كرامة ص42
وترجمة الإمام الحسن «عليه السلام» لابن عساكر ص59 وترجمة
الإمام الحسين «عليه السلام» لابن عساكر ص121 وسبل الهدى
والرشاد ج11 ص57.
([92])
ينابيع المودة ص165 عن الترمذي، وتاريخ الخلفاء ص189 والمعجم
الصغير للطبراني ج1 ص200 وخصائص الإمام علي للنسائي ص124 ومجمع
الزوائد ج9 ص180 وراجع: مستدرك الحاكم ج3 ص166 و 171 وذخائر
العقبى ص124 وفي هامش الخصائص للنسائي عن كفاية الطالب ص200
وكنز العمال ج6 ص220 وعن الترمذي ج2 ص240 وغيرهم.
([93])
كنز العمال ج16 ص262 (ط 2) وفي (ط مؤسسة الرسالة) ج13 ص652
ومجمع الزوائد ج9 ص176 وترجمة الإمام الحسن بن علي «عليهما
السلام» لابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ص56 وفي هامشه عن المعجم
الكبير للطبراني (ط 1) ج1 ص20 وتاريخ مدينة دمشق ج13 ص197.
([94])
مصادر ذلك كثيرة، لا يكاد يخلو منها كتاب، ولذا فلا حاجة
لتعدادها.
([95])
ذخائر العقبى ص122 عن الحافظ السلفي ونظم درر السمطين ص198.
([96])
الصواعق المحرقة ص154 ومستدرك الحاكم ج3 ص164 وتاريخ بغداد ج11
ص285 وينابيع المودة ص261 وفرائد السمطين ج2 ص69 ومقتل الحسين
للخوارزمي ج1 ص68 وإحقاق الحق ج9 ص644 ـ 655 عن مصادر كثيرة، =
= وذخائر العقبى ص121 وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج3 ص149
وعن كنز العمال ج6 ص216 و215 وعن مجمع الزوائد ج9 ص172.
([97])
الغدير ج7 ص124 ـ 129 وراجع: ينابيع المودة ص259 و138 و146
و214 و183 و182 و255 و136 و221 و258 و222 و331 و250 وإسعاف
الراغبين ص132 و133 وكفاية الطالب ص235 و237 والفصول المهمة
لابن الصباغ ص158 و159 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص126 وتاريخ
مدينة دمشق لابن عساكر ج4 ص152 و203 و204.
|