صفحة :53   

مناقشة لا بد منها:

وقالوا لا تصح الرواية التي تقول:

إن صفراء بنت شعيب كانت إحدى النساء الأربع، اللاتي دخلن على خديجة عند ولادة فاطمة «عليها السلام»، والثانية كانت مريم، والثالثة آسية بنت مزاحم، وسارة كانت الرابعة([1]).

لأن صفراء حاربت يوشع النبي والوصي، ومن الواضح: أن التي حاربت نبياً ووصي نبي، وكانت زوجة نبي، لا يمكن أن تكون في مصاف مريم، وآسية، وسارة. وتدخل معهن على خديجة عند ولادة فاطمة الزهراء «عليها السلام»..

ولذلك قالوا: إن الصحيح هو ما ذكره الصدوق في أماليه، من ان التي حضرت خديجة هي كلثم أخت موسى([2]) صلوات الله وسلامه على نبينا وآله وعليه السلام.

غير أننا نقول:

إن ظواهر الأمور تعطي: أن صفراء بنت شعيب كانت امرأة صالحة، وهو ما دلت عليه الرواية المتقدمة، المصرحة بحضورها عند خديجة حين ولادتها..

وهذا يؤيد ويرجع القول بأن التي خرجت على يوشع «عليه السلام» هي امرأة أخرى كانت زوجة لنبي الله موسى على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام..

وقد قال البياضي: «كان وصي موسى يوشع بن نون، فخرجت عليه صافورا، وهي غير صفراء بنت شعيب امرأة موسى»([3]).

ويؤيد ذلك: أن الآيات القرآنية قد أعطت عن بنت شعيب انطباعاً حسناً رضياً، حيث دلت على كمال عقلها، وحسن أدبها، وبالغ حيائها، وعلى أنها تملك مواصفات المرأة الصالحة، والمتزنة، العامر قلبها بالحكمة. والتي تشير بالصلاح وبالخير، وتحب الصالحين..

ولها من الحياء حجاب سابغ، فراجع وتأمل الآيات التي عرضت لما جرى في موضوع زواج موسى بها([4]).

وبعد هذا التوضيح نعود إلى متابعة الحديث عما نحن بصدده، فنقول:


 

([1]) البحار ج8 ص80 عن العدد القوية.

([2]) البحار ج6 ص247 وج43 ص3 عن أمالي الصدوق ص691 وعن مصباح الأنوار.

وراجع: روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص144 والثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص286 والخرائج والجرائح ج2 ص525 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج3 ص119 وذخائر العقبى للطبري ص45 والأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص56 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص296 والخصائص الفاطمية للكجوري ج1 ص407 وينابيع المودة ج2 ص135 والإيقـاظ من = = الهجعة بالبرهان على الرجعة للحر العاملي ص152 وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج2 ص210.

([3]) الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي ج2 ص45.

([4]) سورة القصص الآية 26 فما بعدها.

 
   
 
 

موقع الميزان