صفحة :65   

39 ـ المشورة المرفوضة في صفيراء:

وبعد أسر صفيراء، أو صفراء أشار بعض من حضر على يوشع فيها بما لا ينبغي.

فرفض يوشع قبول ذلك، وقال: «أبعد مضاجعة موسى لها؟!! ولكن أحفظه فيها». كما تقدم في الحديث رقم (20).

كذلك كان الحال بالنسبة لأمير المؤمنين «عليه السلام» فإنه رفض كل مشورة تؤدي إلى هتك حرمة عائشة، وأصر على أن لها بعدُ حرمتها الأولى..

يضاف إلى ذلك: أنهم طالبوه بأن يقسم بينهم النساء والأموال والذرية، فقال «عليه السلام»: «مهلاً مهلاً رحمكم الله، فإن لم تصدقوني وأكثرتم عليّ ـ وذلك أنه تكلم في هذا غير واحد ـ فإيكم يأخذ عائشة بسهمه؟!

فقالوا: يا أمير المؤمنين، أصبت وأخطأنا، وعلمت وجهلنا، ونحن نستغفر الله تعالى.

ونادى الناس من كل جانب: أصبت يا أمير المؤمنين، وأصاب الله بك الرشاد والسداد»([1]).

وفي نص آخر: أنه لما منعهم من أخذ أموال أصحاب الجمل وسبيهم «تكلمت الخوارج، وقالوا: ما ندري ما هذا؟!

فحجَّهم علي بقوله: فهذه عائشةُ رأس القوم، أتتساهمون عليها؟‏!‏

قالوا‏:‏ سُبحان الله‏!‏ أمنا الخ..‏»([2]).


 

([1]) الإحتجاج ج1 ص168 والبحار ج32 ص222 و 223 وراجع: هوامش ص221.

([2]) العقد الفريد ج3 ص105.

 
   
 
 

موقع الميزان