غير أن من الواضح:
أن الندم بمجرده لا يكفي، فقد أزهقت في تلك الحرب أرواح الألوف من
الناس، وضاعت حقوق آلاف آخرين، فكيف يمكن التخلص من ذلك كله يوم
القيامة؟!.
وعفو يوشع عن صفيراء إنما يفيدها ويجنبها العقوبة في
الدنيا، أما في الآخرة فلا بد من المساءلة، وإعطاء كل ذي حق حقه..
على أن الأفعال هي التي تؤكد وتؤيد صحة هذا الندم
وجديته، ولم يتم تأييد ذلك، بل الموجود هو عكسه. فراجع المصادر ومنها:
بحار الأنوار ج32.
ولأجل ذلك نلاحظ:
أن علياً «عليه السلام» وإن كان قد عفا عن عائشة في
الدنيا، فلم يعاقبها على خروجها على إمام زمانها، ولا على التسبب في
قتل الألوف من المسلمين، لكنه بالنسبة للآخرة قال: إن حسابها على الله.
وكذلك كان حال يوشع مع صفيراء، فإنه قال لها: «قد عفوت
عنك في الدنيا، إلى أن نلقى نبي الله موسى، فأشكو ما لقيت منك، ومن
قومك». فراجع الحديث رقم (18).
|