كلمة أخيرة:
وبعد..
فقد كان ما تقدم مجرد عرض لمفردة من مفردات السنن التي جرت في هذه
الأمة، ووافقت السابقين من الأمم فيها..
ومن الواضح: أنه لا أثر لاحتمال وجود تعمد لتطبيق ما يجري في هذه الأمة
على ما جرى للأمم السالفة.. حيث إن المؤثرين في تلك الأحداث لم يكونوا
ـ في الأكثر ـ على اطلاع على تاريخ الأمم التي سلفت، كما أن كثيراً من
تلك الأحداث كان خاضعاً لأسبابه الموضوعية. وكانت تأتي في أحيان كثيرة
خارج دائرة الخضوع لإرادة الناس..
بل كان الأكثرون من صناع تلك الأحداث يؤثرون الإستجابة لشهواتهم،
والإنقياد لأهوائهم، ولا يهمهم سوى ذلك، تقابلهم ثلة قليلة تلتزم
بالسير في خطَّ الطاعة لله، والإلتزام بأوامره، والإنتهاء بنواهيه..
وفي جميع الأحوال نقول:
إننا نرجو أن يجد أهل العقل والروية، وبغاة الحكمة من ذوي الأخلاق
الرضية والمرضية، في هذا العرض ما فيه عبرة وموعظة، وحافز لسلوك طريق
الهدى، وتنكب سبل الضلال، ليكون هذا الجهد منا قد آتى ثمار الخير
والصلاح، والفلاح، والنجاح وفق ما نتوخاه منه.. وليكتب في صحائف الخير
والرشاد من أعمالنا، لننتفع به يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى
الله بقلب سليم.
وإنني إذ أعتذر للقارئ الكريم على ما بذله من وقت وجهد في قراءة هذا
العرض المتواضع. أسأل الله سبحانه أن يجعل عواقب أمورنا خيراً، وأن
يحشرنا مع الأنبياء والمرسلين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين..
بيروت في 5 ربيع الأول 1428ﻫ .ق.
الموافق 25 آذار 2007م.
جعفر مرتضى الحسيني العاملي
|