صفحة : 51  

بـدايـة:

إن عائشة بنت أبي بكر واحدة من النساء اللاتي تزوجهن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لأسباب وضرورات اقتضت ذلك، ولعل منها تلك الإحراجات التي تعرض لها رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ذوي عائشة كما أوضحناه في بعض كتبنا([1]). ومنذ دخلت هذه المرأة إلى بيت النبي «صلى الله عليه وآله» حصل تحول كبير في ذلك البيت، وأصبحت أجواؤه مفعمة بالحساسيات، طافحة بالمشكلات، مشحونة بالمشاحنات. وقد صرح القرآن بما يشير إلى ذلك في آيات كثيرة، منبهاً إلى ما كان يعانيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» وما يتعرض له من أذايا بسبب ذلك.

ولم تهدأ الأمور بعد استشهاد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، بل اتجهت تلك الأذايا إلى وصيه وصهره علي أمير المؤمنين «عليه السلام» وحطت رحالها عنده، وأناخت رحالها لديه.. حتى لقد شنت الحروب الشعواء عليه، وهلك بسببها الألوف من أهل الإسلام.

وقد جاءت الأحداث متوافقة مع ما جرى لوصي موسى «عليه السلام»، كما أوضحته الروايات التي أوردناها في الفصل الأول من هذا الكتاب، ونعود هنا فنذكر القارئ بها، وذلك على النحو التالي:


 

([1]) راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» (الطبعة الخامسة) ج13 حين الحديث عن حديث الإفك.

 
   
 
 

موقع الميزان