يقول السيد محمد حسين فضل الله:

في الواقع أنه بعض الناس مولعون بأن يكذبوا علي وبعض الناس مولعون بأن يتحدثوا بطريقة غير مسؤولة وأنا لا أستطيع أن أفسر ذلك بهذا الإلحاح إلا بوجود علاقات لمثل هؤلاء الأشخاص بالمخابرات لأنه أية إذا كان لهؤلاء الأشخاص جادين في هذا.

أولاً: ما هي المصلحة في إرباك الحالة الإسلامية بهذه الأمور .

ثانياً: إذا كانوا صادقين في إخلاصهم للزهراء فعليهم أن يأتوا ويناقشوا لأني أنا كما عودتكم أتحدث بالهواء الطلق الآن يذاع بالإذاعة:

رأساً وأجيب عن كل سؤال كما أنني أنا أستقبل أي إنسان في بيتي ليناقشني في كل شيء لذلك بعض الناس يحاولون أن يستغفلوا بعض الطيبين ويثيروا هذا.

أولاً- مسألة ضلع الزهراء عليها السلام هذه قضية تاريخية لا قضية متصلة بالعقيدة ولا فيها تبرئة لأحد ممن ظلموا الزهراء وظلموا علياً عليه السلام قضية تاريخية يمكن بعض العلماء يقول أنه صار في كسر وبعضهم يقول ما صار، وكل ما تحدثت به من الأول بشكل خاص جداً هو أني عندي تساؤلات  بهل المقام ، ولم أقل لم يحدث ذلك قلت تساؤلات يعني مثلاُ هلق(الآن) انت إذا كل واحد إجا ( أتى) هجم على زوجتك ويريد يضربها تقعد في بيتك وبالغرفة وتقول لا حول ولا قوة إلا بالله أو تهجم على اللي جاي يضربوا زوجتك ، هلق (الآن) كل واحد منكم زوجتك أمك أختك ، إذا قعدت ببيتك وتركتهم يضربوها شو بقولوا عنك الناس، بقولوا بطل ، علي ابن أبي طالب سلام الله عليه هذا الرجل دوَّخ الأبطال يترك الجماعة يهجمون على الزهراء (ع) وهي بنت رسول الله ووديعة رسول الله عنده بهذا الشكل وقاعد بالبيت ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أي واحد بيقبلها على نفسه من عندكم ،الواحد نحن بدنا الآخرين يسألونا بدنا نجاوب هذه واحدة ، ثم بالبيت بتعرفوا من كان كل بني هاشم كانوا موجودين في البيت أمير المؤمنين والعباس ابن عبد المطلب كان عم النبي كان موجود والزبير كان موجود هؤلاء الجماعة يسمعوا صراخ الزهراء وقاعدين يقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله كيف نفهمها كيف.

ثانياً- ليش الزهراء تفتح الباب الجماعة جايين يهجموا أفتحوا البيت وإلا أحرقنا عليكم الآن ، ليش بدها تطلع هي ، الزهراء المخدرة ، الزهراء اللي ما بتقابل حداً ، الزهراء اللي ما بتشوف حداً ، كيف يعني يمكن هذا أنها هي تطلع تفتح الباب والإمام علي وبني هاشم وهؤلاء كلهم وعندها جاريتها فضة عندها جارية موجودة في الدار ما تفتح الباب ، هلق (الآن) انت إذا كنت موجودين في البيت وكذا وزوجتك موجودة ودقوا الباب وخصوصاً إذا إجوا أمن بدهم يعتقلوك وكذا بتقول لمرتك (لزوجتك) انت طلعي ، ثم هما جايين يعتلقوا علي (ع) مش جايين للزهراء ثم هل الناس اللي جابهم عمر للبيت حتى يحرقوا البيت كما كان يقول قالولوا كيف جايبنا انت إن فيها فاطمة قال وإن تكن فاطمة أفرض فاطمة نحن جايين نعتقل علي بن أبي طالب.

أنا كل ما كنت أقول يا جماعة إذا بدكم تقولوا يعني الإمام علي جبان ، يعني الإمام علي ما عنده غيرة ، بقولوا ان النبي أوصاه ، أوصاه أنه ما يفتح معركة ضد الخلافة ، في الخلافة ما يحصل معركة ، مش ما يدافع عن زوجته ، أنا كل ما عندي مشكلة بعض الناس ما مستعدين يفكروا كل ما عندي ما أقوله ، هناك اللي ما بيقبلوا ما صار ما عندي حجة أنه ما صار هالشيء لكن في علامات استفهام الشي اللي ما بيقبلوا أي واحد منكم بالنسبة إلى موقفه مع زوجته كيف تقبلوا لعلي بن أبي طالب ، مجدل الأبطال وكذا كيف بتقبلوا هل شيء. [للإستماع إضغط هنا]

يقول السيد محمد حسين فضل الله: "إن لدي تساؤلات تاريخية تحليلية في دراستي الموضوع، كنت أحول إثارتها في بحثي حول هذا الموضوع" إنني اعتقد أن علينا إن نبحث هذه الأمور بطريقة علمية، قبل أن يبحثها غيرنا من أعداء أهل البيت؟!"

ويقول:"إنني أدعو جميع أخواني من العلماء والباحثين إلى دراسة هذه الأمور بالدقة والتحقيق؛ لن ذلك هو سبيل الوصول إلى الصواب ، وهو الطريق المثلى لتأكيد كل تراثنا بالطريقة المثلى ، على أساس الحق والواقع"

ونقول:

في الهواء الطلق وأي هواء ، وما عجزت عنه ألسن مصادر الدفاع عن المهاجمين في تبرير الهجوم (على بيت الزهراء عليها السلام) لا نرى لسانه قد عجز عنه !

إن ما ذكره السيد محمد حسين فضل الله غير مقبول، وذلك لما يلي:

1 ـ إن هذا الإشكال الذي أخذه السيد محمد حسين فضل الله.. هو مجرد مغالطة ؛ فقد ذكرنا اكثر من مرة: أن الزهراء لم تفتح الباب. بل أجابت الذين جاؤا على سؤالهم.. ربما لانها كانت اقرب إلى الباب من غيرها ممن كان في داخل البيت من الذين قد تكون هناك انشغالات منعتهم من المبادرة إلى فتحه أيضاً.

كما أن اغلاق الباب لا يعني أن يكون مقفلاً.

2 ـ إن علياً ومن معه ربما لا يكونون قد عرفوا بوجود أناس على الباب إلا بعد فوات الأوان، وبعد حصول ما حصل، وهولم يستغرق إلا لحظات يسيرة.

3 ـ إن فتح غير الزهراء للباب ـ لو سلم ـ فإنه لا يمكن أن يكون عن رأي علي، وبتخطيطه، لأنه سيكون غلطة كبيرة، لا يمكن أن تصدر منه، حيث إن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تضييع الحق، واعطاء الآخرين الفرصة للتزوير وللتشويه، أما حين أجابت الزهراء، فقد ضاعت الفرصة على المهاجمين في ذلك.

4 ـ ما الدليل على أن الموجودين في داخل البيت مع أمير المؤمنين عليه السلام كانوا مسلحين.. فانه ليس ثمة ما يدل على ذلك سوى ما ذكروه عن الزبير من أنه خرج مصلتاً سيفه، وقد أخذ منه ذلك السيف، ولم يفد شيئاً، فأين هي النصوص التي تثبت وجود سلاح آخر في حوزة بني هاشم، حين كان بعضهم في بيت أمير المؤمنين عليه السلام.

5 ـ لنفترض: أنك جاء من يعتقلك، وكان طلبك من زوجتك فتح الباب يفوت الفرصة على المهاجمين، أو أن ذلك يؤدي إلى فضحهم، والحاق الضرر بخطتهم، فلماذا لا تفعل ذلك، وتطلب من زوجتك أن تفتح الباب في هذه الحالة؟!.

وقد ذكرنا أن فتح علي (ع) للباب غير صالح في جميع الأحوال..

هذا لو صح افتراض أن تكون عليها السلام قد فتحت الباب فعلاً، وأن علياً كان قد علم مسبقاً بمجيئهم، وفرضنا أيضاً أن يكون هو الذي طلب منها ذلك، رغم أننا قد قلنا: إن ذلك كله ليس له ما يثبته..

ونقول:

إن هذا كلام لا يصح، لأمور عديدة:

أ ـ إن مسألة الزهراء مع القوم هي مسألة الخلافة والإمامة، وهذا هو السبب في أنها تصدت لهم، ومنعتهم من الدخول، وهو السبب في إصرار القوم على تحقيق أهدافهم.. والإمامة مقام إلهي، والخلافة هي أحد شؤون الإمامة.

فالقوم يخوضون معركة ضد علي. والزهراء تساعد علياً (ع) عليهم، لأنهم يريدون إجباره على التخلي عن أمر الخلافة وحمله على البيعة لهم. والسيد محمد حسين فضل الله يعترف بأن النبي (ص) قد أوصى علياً بأن لا يخوض معهم معركة من اجل الخلافة.

إذن، فما معنى قول السيد محمد حسين فضل الله: إن ضرب الزهراء مسألة شخصية لا ربط له بالخلافة، حتى يصل إلى نتيجة تقول، إن قتال علي لهم من أجل ذلك لا يعد إخلالاً بوصية الرسول.؟!.

إن الحقيقة هي: أن ما جرى على الزهراء عليها السلام يتعلق بالواقع الإسلامي كله.. فأي ردة فعلٍ من علي عليه السلام انتقاماً للزهراء ستفسر على أنها من أجل الخلافة التي يدور الصراع حولها.

2 ـ كيف يقول السيد محمد حسين فضل الله: إن ضرب الزهراء مسألة شخصية، مع أن النص قد سجل لنا: أنها قد ضربت وهي تدافع عن علي، حينما أنجدته، ولم تضرب لأجل أمر شخصي يرتبط بها هي. فهي قد أنجدت علياً حين أرادوا أخذه، (فحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط الخ..)  راجع: البحار ج30 ص393 و395.

3 ـ إن إنجاد علي (ع) للزهراء ان كان بمستوى الدخول مع القوم في معركة، فإن ذلك إذا كان يوجب تفاقم الأمر، وتعريض القضية للخطر، فإن هذا الانجاد يصبح معصية، لما يتضمنه من التفريط العظيم بأمر الدين..

وأما إن كان بحيث لا يوجب ذلك، فاننا نجد النص يقول: إنه عليه السلام قد انجدها، ودافع عنها، ففرّ المهاجمون لها، ولم يقووا على مواجهته، فراجع الكافي ج1 ص 458 رواية 2.

ويجد القارئ في الجزء الثاني من كتاب مأساة الزهراء الكثير من التفاصيل في هذا المجال..

4 ـ لو كان ضرب الزهراء مسألة شخصية، فقد كان عليها أن تنهي الأمر بمجرد مجيئهم للاعتذار منها فلماذا أصرت على عدم الرضا؟ أليس لأجل أنهم لم يصلحوا ما أفسدوه من أمر الأمة..

5 ـ لو كانت مسألة ضرب الزهراء من المسائل الشخصية لكان ينبغي أن تطالبهم بهذا الأمر، وتتفاوض معهم وتقدم شروطها لتسويته، ولكنها لم تطالبهم بشيء من ذلك.

ونقول:

قد اتضح مما سبق عدم صحة هذا القول. ولكننا مع ذلك نذكّر القارئ بما يلي:

1 ـ إن الباب لم يفتح من قبل الزهراء. وإنما هي قد أجابت الطارق. لانها كانت قريبة منه، فلما عرفوا بوجود أناس في داخل البيت بادروا هم إلى فتحه عنوة. فلاذت خلف الباب، فعصروها بينه وبين الحائط. وكان ما كان..

2 ـ إن المخدرة تفتح الباب، كما تفتحه غير المخدرة أيضاً. وأي محذور في أن تفتح المخدرة الباب مع مراعاة حالة الستر والحجاب؟! فإن إجابتها لاتستلزم رؤية الرجال لها.

3 ـ إن المخدرة قد تضطر للدفاع عن نفسها، وعن زوجها، وأولادها، وعن دينها ورسالتها، وهذا هو حال الزهراء، عليها السلام.

4 ـ ان زينب العقيلة كانت مخدرة أيضاً، وقد أخرجها الإمام الحسين معه إلى كربلاء، مع علمه بأنها سوف تسبى، وتواجه المصائب والبلايا، وسوف تضطر للخطابة أمام الرجال في شوارع الكوفة، أو في قصر الإمارة أمام ابن زياد، وأمام يزيد في دمشق.

5 ـ إن هذا البعض نفسه يقول: إن الزهراء قد خطبت في المسجد في المهاجرين والأنصار. ولم يمنعها خدرها من الدفاع عن الدين وعن الحق، حين كان لا بد لها من ذلك. وكانت هي القادرة على الجهر بالمظلومية، وعلى تعريف الناس بالحق. فهل خطبتها بهم في المسجد تجوز، ولا يجوز لها أن تجيبهم من خلف الباب؟!

إن ما ذكره هذا البعض لا يمكن قبوله، ذلك لما يلي:

1 ـ إن دعواه: أن جميع بني هاشم كانوا عند علي عليه السلام في بيته، أثناء هجومهم على ذلك البيت موضع شك. وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك، ونعود فنذكر القارىء هنا بما يلي:

ألف: إنهم يقولون: إن عمر (كان يصيح أحرقوا دارها بمن فيها) وما كان في الدار غير علي، وفاطمة، والحسن، والحسين عليهم سلام الله تاج العروس ج2 ص391، والنهاية لابن الأثير ج2 ص513.

ب: إن الهجوم على بيت الزهراء كان اكثر من مرة، كما دلت عليه النصوص راجع: الامامة والسياسة ج1ص12 وبمراجعة الروايات والنصوص في الجزء الثاني من كتاب مأساة الزهراء يتضح ذلك أيضاً

ج: إن قوله: إن جميع بني هاشم كانوا مع علي في البيت، لا ندري مصدره ومعتمده، فان قعودهم عن البيعة تضامناً مع علي لا يعني أنهم كانوا معه في بيته. الامالي للمفيد ص49 /50.

نعم قد صرحت بعض الروايات بوجود الزبير. وبعضها أشار إلى وجود جمع أو عدة من بني هاشم الجمل للمفيد ص117و118 الطبعة الجديدة. فمن أين جاء هذا البعض بهذا التعميم؟!

د: إن السيد محمد حسين فضل الله يقول: "إن مساحة البيت هي عشرة أمتار فقط، فهل يتسع بيت صغير كهذا لجميع بني هاشم، بالإضافة إلى سكان البيت؟! خصوصاً بعد دفن رسول الله (ص) في ذلك البيت، ولا بد من مراعاة حرمة قبره الشريف".

2 ـ إنه لا معنى لقول السيد محمد حسين فضل الله لماذا لا يفتح الباب علي (ع)، أو فضة أو الزبير، أو غيرهم، فإن فاطمة لم تفتح الباب بل أجابت الطارق.. على أن اغلاق الباب لا يعني اقفاله بالرتاج أو المفتاح.

3 ـ إنه قد يكون كل هؤلاء في موضع بعيد عن الباب أو قد يكون له مانع يشغله عن فتح الباب.. والسيدة الزهراء عليها السلام هي الأقرب منهم جميعاً.. فتتولى هي الإجابة دونهم بصورة طبيعية. وقد كان رسول الله (ص) حسبما أشرنا إليه يأمر بعض نسائه بإجابة الطارق، ربما حين لا تتهيأ له المبادرة للإجابة لأمر يشغله.

4 ـ قد ذكرنا حين الحديث عن أن فاطمة وديعة رسول الله عند علي عليه السلام، وفي كتاب مأساة الزهراء أيضاً راجع مأساة الزهراء للسيد جعفر مرتضى العاملي ج1 ص276 فما بعدها. أن إجابة علي عليه السلام أو فضة أو أي شخص آخر سوى الزهراء للمهاجمين لا يمكن افتراضها، لأن ذلك يضيع الحق، ويثير الالتباسات والشبهات. فنحن نطلب من القارىء الكريم مراجعة ذلك في تلك الموارد إن أحب.

ونقول:

1 ـ إن وصف علي عليه السلام بأنه متمرد غير مقبول، وكذا وصفه ومن معه من بني هاشم بأنهم معارضة. وذلك يوحي بأن الغاصبين هم الشرعية، ومن غصب منه الحق هو المعارضة، فإن ذلك يحمل في طياته درجة من عدم الاحترام لمقام سيد الخلق بعد رسول الله (ص). ما دام أنه عليه السلام منصوب إماماً للأمة من قبل الله سبحانه وعلى لسان رسوله.

2 ـ إن هذا التعبير ليس له ما يبرره من ناحية واقعية، إذ متى استقر للغاصبين حكم، واستقام لهم سلطان ليوصف أصحاب الحق بانهم معارضة.. إذ إن العدوان على بيت السيدة الطاهرة المعصومة قد حصل فور عودة أبي بكر وحزبه من سقيفة بني ساعدة.

وحتى بعد إمساكهم بأزمة الأمور، وإقصاء صاحب الحق الشرعي، والذي يعمل المعتدون على ابتزازه منه بالقوة والقهر، وبالحيلة والدهاء ـ هل يصح وصفه بأنه متمرد، لا بد من إخضاعه؟!.. ليكون الطرف المعتدي والغاصب ـ، هو الشرعية، وهو المبغي عليه؟!.

3 ـ إن قول عمر: لتخرجن، أو لأحرقن البيت بمن فيه، فقالوا له: إن فيها فاطمة. فقال: وإن..

صريح في أنه يريد إحراق فاطمة أيضاً.. لأنه يريد إحراقه بمن فيه، وفاطمة موجودة فيه.

فمعنى كلامه:

"أنه حتى لو كانت فاطمة موجودة في البيت، فإنه سيحرق البيت بمن فيه.."

فكيف ادعى السيد محمد حسين فضل الله:

"أن المعنى: أن لا شغل لنا بفاطمة نحن نريد اعتقال علي؟!".

فهل ذلك معناه: أن عمر سينقذ فاطمة قبل أن تصل النار إليها، أو أنه سوف يأمر النار بأن تلتهم عليا (ع) فقط، وتترك فاطمة. لأنها كانت مبجلة ومحترمة عنده؟!..

4 ـ ما معنى نجاة فاطمة، وإحراق علي والحسنين، وفضة وجميع بني هاشم.. فهل إن إحراق هؤلاء جميعاً سوف يرضي فاطمة؟! وسيكون تبجيلاً واحتراماً لها، وإدخالاً للسرور والبهجة على قلبها؟!..

5 ـ إن الرأي العام لا يسمح ـ حسب زعم السيد محمد حسين فضل الله ـ بإحراق الزهراء، فهل يسمح بإحراق علي عليه السلام؟! وهل يسمح بإحراق الحسنين عليهما السلام؟!..

وهل يسمح بإحراق فضة؟!

وبإحراق جميع، أو اكثر، أو بعض بني هاشم؟!..

فإن كان الداعي لرفض الرأي العام لإحراق الزهراء هو قرباها من رسول الله (ص).. فإن الحسنين، وعلياً وبني هاشم كانوا من ذوي قرباه صلى الله عليه وآله أيضاً..

وإن كان الداعي لرفضهم.. هو أنهم لا يريدون الإساءة لرسول الله (ص)، فهل يكون إحراق علي، والحسنين وغيرهم من بني هاشم إحساناً ومحبة للرسول (ص) أم إساءة وجريمة ـ ولا أعظم منها؟!..

وإن كان الداعي لرفضهم ذلك هو التزام أحكام الدين، والورع، والتقوى، وإرادة تطبيق أقوال النبي (ص) في حق الزهراء عليها السلام.. فان أقواله في حق علي، والحسنين، لا يجهلها أحد.. فلماذا لا يهتمون بتطبيق توجيهات رسول الله (ص) في حق هؤلاء، ولا يلتزمون أحكام الدين، ولا يمنعهم الورع والتقوى من الاعتداء على هؤلاء، وإحراقهم؟!.

هذا، ولا ندري أين كان هذا الرأي العام حين قال قائلهم: إن النبي ليهجر؟! ولماذا لم نسمع أن أحداً منهم اعترض على هذا القائل، أو عبس في وجهه على الأقل؟!.

6 ـ إن من الواضح: أن كلمة (وإن..) وصلية يعاد ما قبلها إلى ما بعدها ليوصل به. فيصير المعنى: وان كان في البيت فاطمة، فسأحرقه بما فيه.. هذا هو معناها في اللغة العربية في مثل هذا السياق، فإن كان لها معنى آخر فليدلنا السيد محمد حسين فضل الله عليه.

7 ـ وإذا كانت كلمة (وان) قد أخرجت فاطمة.. فبأي شيء خرج الحسنان عليهما السلام وفضة وسائر بني هاشم؟!. إذ إن السيد محمد حسين فضل الله قد صرح بأن المقصود هو خصوص علي، فكيف أخرجت كلمة (وان..) كل هؤلاء.. والتصقت واختصت بعلي (ع) دون سواه؟!.

8 ـ إنه إذا كان المهاجمون يسعون للاستدراج، أو لإثارة الأحاسيس بطريقة تمكن ذلك المهاجم من تحقيق مآربه في تمييع الأمور، وتضييع الحق. فانه لا يصح الاستجابة له، لأن في ذلك تفريطاً بالقضية الأساس، وتضييعاً لفرصة معرفة الحق. وتمكيناً للمهاجمين وأتباعهم من ممارسة التزييف والتشويه للحق. وقد نهى رسول الله (ص) علياً (ع) عن التوسل بالقوة، فما معنى أن يتوقع منه ذلك البعض أمراً قد نهاه عنه رسول الله؟!

فبطولة علي ـ والحالة هذه ـ هي بصبره على الأذى، وعدم استجابته لما يريدون استدراجه إليه.

9 ـ ولنفترض صحة ما يدعيه السيد محمد حسين فضل الله من أن القوم المهاجمين ـ كانت قلوبهم مملوءة بحب الزهراء، وأنهم كانوا يحترمونها ويكرمونها.. فلماذا لا يفترض أيضاً أن علياً عليه السلام كان يسعى من وراء تقديم الزهراء لإجابتهم، إلى الاستفادة من موقعها ومكانتها لدفع غائلتهم بأسهل الطرق وأيسرها. لو صح أنه (ع) هو الذي طلب منها ذلك وصح أنه كانت هناك فرصة لها لإعلامه بما تتعرض له عليها السلام.

ونقول:

1 ـ إن دين الله كان اعظم وديعة عند علي وفاطمة عليهما السلام، فلا بد من حفظها.

2 ـ إن علياً أمير المؤمنين (ع) لم يتوانَ عن حفظ الوديعة. بل عمل بما يجب عليه، والذين فرطوا في حفظ الوديعة هم المهاجمون. وبمجرد أن سمع علي (ع) الصوت بادر لنجدة وديعة رسول الله، فوجد أن الأمور قد انتهت منذ اللحظات الأولى..

3 ـ إن من واجب علي (ع) هو أن لا يمكّن الغاصبين من تمرير مخططاتهم، وأن يحفظ للناس فرصة تمييز الحق من الباطل، فكانت إجابة الزهراء لهم على الباب هي الطريق الأكثر أمناً، والأصلح لتحقيق هذا الهدف.. لأنه لو بادر هو عليه السلام لإجابتهم.. خصوصاً، وأن من اجتمع في المسجد هم هؤلاء الغاصبون وأعوانهم. وأما الباقون من أهل المدينة من ذوي النفوذ، فكانوا لا يزالون مجتمعين في السقيفة..

فإن كان ثمة من أحد من أهل المدينة في المسجد، فإنما هم بعض من لا حول لهم ولا قوة، من الفقراء والضعفاء الذين جاؤا للصلاة، أو لتمضية الوقت، والذين ينأون بأنفسهم عن المشاكل والمتاعب.

فإذا خرج عليه السلام إلى القوم. وهم وأعوانهم في المسجد، دون سواهم، فإما أن يستجيب لمطالبهم. فيضيع الحق بذلك.. وإما أن يرفض فتثور الثائرة. ولا يوجد أحد ينقل الحقيقة للناس.. بل الموجودون هم خصوم علي ومناوئوه فقط..

فهل تراهم سوف ينقلون للناس حقيقة ما جرى. وسيعرفون الناس بأنهم هم المعتدون الغاصبون الظالمون لعلي؟!..

وإذا كان الحكم والاعلام بيدهم، فكيف سينقلون الصورة للأجيال، وما هي طبيعة الشائعات التي سيطلقونها، والأعذار التي سيتذرعون بها؟!..

إن الأجيال التي ستأتي سوف تعتبر أن السلطة أمر تهفو له النفوس، ويتنافس عليه الطامحون. ومن الذي سيعلمها ويبيّن لها: أن علياً لم يكن طالب سلطة كغيره من الناس وبذلك ينسد باب المعرفة للحق.. على جميع الأجيال..

وأما إذا أجابت السيدة الزهراء الطاهرة، والتي كانت مفجوعة بأعظم إنسان خلقه الله، والذي أخرجهم من الظلمات إلى النور والذي دفن للحظات خلت.. فمن المناسب هو أن يعاملوها معاملة تليق بها، وبموقعها، وتتناسب مع الظرف الذي تعيشه..

فإذا عاملوها بضد ذلك.. فان الناس كلهم سوف يدركون أنهم معتدون ظالمون، وأنهم قد أتوا ليغتصبوا أمراً خطيراً هو أهم في نظرهم من كل شئ، لا سيما وان هذا الحدث قد حصل في مكان هو من اقدس الأمكنة وهو مسجد الرسول وحصل عند قبر رسول الله (ص) مباشرة وفي بيت الزهراء، بالذات.. ولم يحصل في الشارع.. وقد حصل أيضاً بعد دفن الرسول مباشرة..

ومع البنت الوحيدة لهذا الرسول.

ومع امرأة لا تقوى على الدفع عن نفسها أمام جماعة كبيرة من الرجال..

ومع من يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها..

إلى غير ذلك من خصوصيات.. من شأنها أن تزيد الأمر وضوحاً لمن يريد أن يفكر بالامر بأناة وتجرد..

4 ـ قد قلنا إن القوم حين خرجوا من السقيفة كان أكبر همّهم هو حسم الأمر مع علي (عليه السلام) الذي يرون أنه الأخطر على طموحاتهم. وهو الوحيد القادر على إحباط كل جهودهم.

فأسرعوا إلى بيت علي (عليه السلام) لينالوا بغيتهم قبل أن يعرف علي بالأمر، وقبل أن يستعد لأي تحرك..

وإذا كان علي (عليه السلام) قد فرغ لتوه من دفن الرسول، فإن من الطبيعي أن تأتي الزهراء لتودع أباها، فتجلس إلى القبر الشريف، ـ وهو في بيتها ـ وينصرف علي (عليه السلام) لبعض شأنه كالصلاة، أو تبديل الثياب، أو أي شيىء آخر..

فجاء القوم إلى بيت الزهراء في المسجد، وبمجرد أن عرفوا أن علياً (عليه السلام) داخل البيت بادروا لاقتحامه بسرعة فائقة. وكان من الطبيعي أن تلوذ الزهراء بالباب لتتخذ منه ساتراً وحافظاً لها.

وحين أحسوا بها خلف الباب، فقد ضغطوها خلفه، وأردوا فتحه عنوة ورأوا أنها تمثل عائقاً قد يضيع عليهم الفرصة. وصرخت الزهراء فبادر علي (ع) لانجادها، ولكن الأمر كان قد قضي فقد نالوا من الزهراء (ع) ما أرهقها، وقتل جنينها.

وبعد أن هاجم (عليه السلام) المعتدين، وجلد بأحدهم إلى الأرض. وانشغل (عليه السلام) بالزهراء (عليها السلام) فر المعتدون إلى خارج البيت.

ولم يستغرق هذا الأمر منهم وقتاً طويلاً. بل حصل ما حصل ـ ربما ـ خلال ثوان قليلة.

وبقي المعتدون خارج البيت يعلنون بالتهديد والوعيد، ويجمعون الحطب لإحراق البيت.

وفي هجوم لاحق لهم استطاعوا أن يدخلوا البيت من جديد، وأن يأخذوا علياً بالقوة ولحقتهم الزهراء (عليها السلام) رغم جراحها وآلامها فضربوها من جديد.

ثم ضربوها مرة أخرى في قضية اغتصاب فدك بعد ثمانية أيام.. إلخ القصة.

 

1 ـ ان الحسين (عليه السلام) هو إمام الغيارى، كما أن علياً عليه السلام كذلك، فلماذا حمل الحسين (ع) نساءه معه وهو يعلم انهن سيتعرضن للسبى، ويقول: (إن الله شاء ان يراهن سبايا)؟! فكن ينقلن من بلد إلى بلد، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن..

2 ـ لم يكن هناك أغير من رسول الله، ويذكر الحديث والتاريخ: أنه كان يأمر نساءه بإجابة الطارق حين يقتضي الامر ذلك.

3 ـ إن علياً صلوات الله وسلامه عليه لم يصدر منه خلاف، وإنما المهاجمون هم الذين خالفوا أوامر الله سبحانه.. ومجرد إجابة الطارق على الباب بكلمة: من الطارق ليس فيه ما ينافي الغيرة، فان الاقرب إلى الباب يجيب الطارق بحسب العادة خصوصاً عندما يكون صاحب البيت مشغولاً، ومن الذي قال: إن علياً (ع) لم يكن في وضع يمنعه من المبادرة لإجابة الطارقين؟!..

4 ـ ومن الذي قال: إن علياً قد سمع الطرقة، ثم طلب من الزهراء أن تجيب، ثم انتظر ليسمع منها النتيجة؟!.. فقد كان يجلس في الداخل مع بني هاشم حسبما يقوله هذا البعض نفسه. والزهراء كانت الأقرب إلى الباب حيث كانت تجلس عند قبر أبيها الذي دفن قبل لحظات.

5 ـ من الذي قال: إن الزهراء قد فتحت الباب؟. فقد سألوها أن تفتح الباب لهم، فأجابتهم، فهجموا على الباب بمجرد سماعهم لصوتها، ومعرفتهم بوجودها.. محاولين فتحه عنوة، فلاذت وراء الباب، فأحسوا بها، فعصروها بالباب.. ولا تستغرق هذه العملية اكثر من ثوان معدودة. فلما سمع علي عليه السلام الجلبة بادر إليهم. فهربوا، وأدرك الزهراء وهي في تلك الحال، فحاول إسعافها..

فلم يطلب عليه السلام من الزهراء أن تفتح الباب، ولا طلب منها مواجهة الرجال ومحادثتهم، بل جرت الأمور بسرعة، ولا دليل على أنه قد سمع أو علم بما جرى، قبل ارتفاع الأصوات.

6 ـ وبعد التوضيح المتقدم يتضح: أنه لا معنى لقول السيد محمد حسين فضل الله: هل يقبل أحدكم بأن تهاجم زوجته، أو أمه، أو أخته، وهو قاعد في البيت يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله..

ولا معنى لقوله:

"هل يقول عنه الناس: إنه بطل أو جبان؟!"

كما لا معنى للمحاورة التي نقلها عن سني وشيعي.

7 ـ إن القضية هنا ليست قضية بطولة، وشجاعة شخصية.. إنها قضية الدين، والعمل بما هو مصلحة له.. وإن كان ذلك على حساب الراحة والرضى الشخصي.. فالمهم هو رضى الله لأنه عليه السلام لا يقدم غضباً، ولا يحجم جبناً، بل يعمل بالتكليف الشرعي.. وليس الإقدام دليلاً على حق أو باطل، ولا الإحجام دليلاً على جبنٍ، فقد يكون العكس هو الصحيح في بعض الأحيان.

ونقول:

1 ـ إن ضرب الزهراء، وإسقاط جنينها لا يحتاج إلى دخول البيت، فقد تعصر الزهراء بين الباب والحائط، وقد تضرب دون أن يدخل المهاجمون بيتها.. وذلك لقربها من الباب، أو لوجودها في خارج الدار، وذلك حين أخذوا علياً مُلَبباً للبيعة، وفي حالات أخرى..

2 ـ هناك نصوص صرحت بدخول المهاجمين إلى البيت أيضاً.. وقد قال أبو بكر: وددت أني لم أكشف بيت فاطمة، وهو قول معروف ومشهور عنه. وقد ذكر السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه مأساة الزهراء، فراجع إن شئت.

3 ـ ليت السيد محمد حسين فضل الله ذكر لنا الرواية المصرحة بعدم دخول المهاجمين للبيت، وعين لنا مصدرها، ورواتها وبين لنا قيمتها في ميزان الاعتبار.. ثم وازن بينها وبين سائر الروايات، الصحيحة، والمتواترة..

4 ـ إنه لا توجد رواية تصرح بعدم دخولهم البيت، بل الموجود هو سكوت بعض الروايات عن التصريح بالدخول.. وعدم التصريح بذلك، لا يعني التصريح بالعدم.

ومن الواضح: أن مصلحة الحكام تقضي بالتعتيم على تلك الجرائم الهائلة، وعدم الجهر بها..

5 ـ من أين عرف هذا البعض مساحة بيت علي عليه السلام، وإذا كانت مساحة البيت هي عشرة أمتار فقط، فكيف اتسع لبني هاشم، بالإضافة إلى أهل البيت؟!!

6 ـ إنهم إنما هاجموها لأنها صدتهم عن الوصول إلى علي (ع) في اللحظات الأولى، ولم يدم الهجوم عليها مدة طويلة. وقد فرغوا منها وتركوها عند الباب، ودخلوا البيت.

وبتعبير أوضح: إن القوم بمجرد أن أحسوا بوجود علي والزهراء عليهما السلام في داخل البيت.. بادروا إلى الهجوم، وحاولوا دخول البيت فتصدت لهم الزهراء، وخلال لحظات ـ ربما ثوان يسيرة ـ حصرت(ع) بين الباب والحائط وأسقط الجنين، وحصل ما حصل، فسمع (ع) الصوت فبادر إليهم، وقد وصلوا إلى داخل البيت، فواجههم، وأخذ أحدهم فجلد به الأرض، وانشغل عليه السلام بالزهراء.. فوجدوا الفرصة للفرار إلى الخارج، وصاروا يجمعون الحطب ويستعدون لجولات جديدة، فأحرقوا الباب، واستخرجوا علياً (ع) للبيعة عنوة، ولحقته الزهراء، فنالها منهم مرة أخرى ما نالها من ضرب واعتداء. ثم كانت بعد ثمانية أيام قصة فدك، وضربت الزهراء أيضاً فيها مرة أخرى وجرى ما جرى مما لا مجال للإفاضة في تفاصيله..

7 ـ عن الارتباك والتعارض المدعى بين الروايات نقول: إن أحاديث التهديد بالإحراق لم تنفِ وقوع الإحراق. بل إن كلا من النقلة ينقل من الحدث بالمقدار الذي ينسجم مع أهوائه، ومراداته. والخلاصة إنه لا مانع من أن تذكر هذه الرواية أمراً، وتذكر تلك أمراً آخر، ولا تكونان متعارضتين.

8 ـ ومن جهة أخرى من الذي قال: إن بني هاشم كانوا موجودين مع علي (ع) في البيت في هذا الهجوم الأول فلعلهم التحقوا بمن في البيت بعد حصول الهجوم الأول..

9 ـ هذا لو صح قولهم: إن بني هاشم كانوا في داخل البيت، الذي لم يكن ليسع كل هؤلاء بالإضافة إلى ساكنيه، وهو لا يزيد ـ حسب دعوى هذا البعض نفسه ـ عن عشرة أمتار..

10 ـ على أن ما وجدناه في التاريخ يقتصر على ذكر أن الزبير خرج شاهراً سيفه، فأخذ منه ولم يصف لنا أي نص تاريخي آخر دور أي من رجال بني هاشم الذين يدعي أنهم كانوا في داخل ذلك البيت..

 

نستعرض مع الباحث الكريم بعض الأحاديث عن أهل البيت عليهم السلام والتي لا يأخذ بها السيد محمد حسين فضل الله ولو أخذ بها لكن الموقف تغير وما احتاج إلى كل تلك التساؤلات والشكوك والتناقضات وما كنا بالأصل احتجنا لهذا البحث وما شغل الدنيا بأفكاره التي أجبرت العلماء الأفاضل ببذل الجهود وهدر الأوقات التي لولاه لكانت أثمرت عن بعض البحوث التي نتشوق إليها ونحتاجها لكن يبقى السؤال إلى أين يريد أن يصل بنا السيد فضل الله:

وأما ابنتي فاطمة ، فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الإنسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عز زجل لملائكته : يا ملائكتي ، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي ، قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلت على عبادتي ، أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار ، وإني لما رأيتها تذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصبت حقها ، ومنعت إرثها ، وكسرت جنبتها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي : يا محمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ، وتتذكر فراقي أخرى ، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت مريم بنت عمران ، فتقول : يا فاطمة { إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين } يا فاطمة { اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض ، فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران ، تمرضها وتؤنسها في علتها ، فتقول عند ذلك : يا رب إني قد سئمت من الحياة ، وتبرمت بأهل الدنيا ، فألحقني بأبي ، فيلحقها الله عز وجل بي ، فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ، فأقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وأذل من أذلها ، وخلد في النار من ضرب جنبها حتى ألقت والدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين . الأمالي الشيخ الصدوق ص 175 ، بحار الأنوار ج- 28 ص 37-39 وج -31 ص 62 وج ص 172 -173 ، ارشاد القلوب للدليمي ص 295 ، العوالم ج – 11 ص 391 ، اللمعة البيضاء ص 853 ، ارشاد القلوب الشيخ المفيد ج-2 ص 295، فرائد السمطين ج -2 ص 35 ، الفضائل لشاذان بن جبرئيل ص 9

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ملعون ملعون من يظلم فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها . كنز الفوائد ص 63 وص 149-150 ، واسائل الشيعة ج -11 ص 518 ، بحار الأنوار ج-29 ص 346 وج- 73 ص 355 ، مجمع النورين 246

وكان مما أخبر الله تعالى نبيه ليلة المعراج أن قال : وأما إبنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها  ، وتضرب وهي حامل ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن ، ثم يمسها هوان وذل لا تجد مانعا ، وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب ، قال النبي صلى الله عليه وآله : إنا لله وإنا إليه راجعون قبلت يا رب وسلمت ومنك التوفيق والصبر .   بحار الأنوار ج – 28 ص 61-62 ، كامل الزيارات ص 548-549 ، تأويل الآيات ج -2 ص 880 ، بيت الأحزان ص 122

احتجاج الإمام الحسن عليه السلام في مجلس معاوية : وأما أنت يا مغيرة بن شعبة فانك عدو الله ، ولكتابه مكذب وأنت الزاني وقد وجب عليك الرجم ، وشهد عليك العدول البررة الأتقياء فاخر رجمك ، ودفع الحق بالباطل ، والصدق بالأغاليط ، وذلك لما أعد الله لك من العذاب الأليم والخزي في الحياة الدنيا ، ولعذاب الآخرة أخزى . وأنت من ضرب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أدميتها وألقت ما في بطنها استذلالاً منك لرسول الله صلى الله عليه وآله ، ومخالفة منك لأمره ، وانتهاكاً لحرمته ، وقد قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت سيدة نساء أهل الجنة ، والله مصيرك إلى النار ، وجاعل وبال ما نطقت به عليك. الاحتجاج ج -1 ص 414 والطبعة الثالثة ج -1 ص 277 ، بحار الأنوار ج – 43 ص 197 وج -44 ص 83

روى محمد بن جرير الطبري الامامي بسند معتبر عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : قبضت فاطمة عليها السلام في جمادي الآخر يوم الثلاثاء لثلث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة ، وكان سبب وفاتها أن قنفذ مولى عمر نكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا ولم تدع أحد ممن آذاها يدخل بيتها . دلائل الأئمة ص 45 وص 134 ، بحار الأنوار ج -34ص 170 ، بيت الأحزان ص 189 ، وفيات الأئمة ص 33

ومن قال له أن الإمام عليه السلام لم يتحرك وترك القوم يضربون الزهراء ولم يفعل شيء؟ ولماذ التشكيك والتلاعب بقلوب ومشاعر الموالين بتلك السخافات ؟ فهذه الرواية تتحدث عكس تشكيكاته :

روى أبو قتيبة : أن أبا بكر بعث اليهم عمر فجاء  بالحطب وحمل معهم ، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام ثم نادى عمر حتى أسمع علي وفاطمة عليهم السلام ( والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك بيتك النار ) فقالت فاطمة عليها السلام يا عمر ما لنا ولك ؟ فقال : افتحي الباب وإلا احرقتا عليكم بيتكم فقالت : ( يا عمر أما تتقي الله تدخل على بيتي ) فأبى أن ينصرف ، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت ( يا أبتاه يا رسول الله )  فرفع عمر سيفه وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت ( يا أبتاه ) فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت : ( يا رسول الله ، لبئس  ما خلفك أبو بكر وعمر) فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به ، فقال : ( والذي كرم محمد بالنبوة – يابن صهاك – لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت أنك لا تدخل بيتي ) . بحار الأنوار ج -28 ص 270 وص 283 وج -43 ص 198 ، اللمعة البيضاء ص 383 و ص 870 كتاب سليم بن قيس ص 149 ، بيت الأحزان ص 110-117 ، الأنوار العلوية ص 287 ، مجمع النورين ص 82-98

من قال له أن الزهراء عليها السلام هي من فتح الباب ومن أين له تلك المعلومة  وهذا حديث باعتراف ابو بكر انه هو من كشف بيتها : السقيفة وفدك – الجوهري ص 75

حدثني أبو زيد قال: حدثني محمد بن عباد ، قال حدثني أخي سعيد بن عباد ، عن الليث بن سعد عن رجاله ، عن أبي بكر الصديق ، أنه قال : ليتني لم أكشف بيت فاطمة ، ولو أعلن علي الحرب. تاريخ اليعقوبي: ج2 ص137 وتاريخ الإسلام للذهبي: ج1 ص117 / 118، وإثبات الهداة: ج2 ص359 و367 و368، والعقد الفريد: ج4 ص268، والإيضاح لابن شاذان: ص161، والإمامة والسياسة: ج1 ص18، وسير أعلام النبلاء، سير الخلفاء الراشدين ص17، ومجموع الغرائب للكفعمي: ص 288، ومروج الذهب: ج1 ص414، وج2 ص301، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي: ج1 ص130، وج17 ص168 و164، و ج6 ص51 وج2 ص47 و46، وج20 ص24 و17، وميزان الاعتدال: ج3 ص109، ج2 ص215، والإمامة: ص82 مخطوط توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت. ولسان الميزان: ج4 ص189، وتاريخ الأمم والملوك: ج3 ص430 ط المعارف وكنز العمال: ج3 ص125، وج5 ص631 و632، والـرسائـل الإعتقادية رسـالـة طـريق الإرشاد ص 470، و471. ومنتخب كنز العمال: مطبوع بهامش مسند أحمد ج 2 ص 171. والمعجم الكبير للطبراني: ج 1= = ص62 وضياء العالمين: مخطوط ج2 ق3 ص90، و108، عن العديد من المصادر. والنص والاجتهاد: ص 91، والسبعة من السلف: ص 16 و 17، والغدير: ج 7 ص 170، ومعالم المدرستين: ج 2 ص 79، وعن تاريخ ابن عساكر: ترجمة أبي بكر، ومرآة الزمان. وراجع: زهر الربيع: ج 2 ص 124، وأنوار الملكوت: ص 227، وبحار الأنوار: ج 30، ص 123 و 136 و 138 و 141 و352، ونفحات اللاهوت: ص 79، وحديقة الشيعة: ج2 ص252، وتشييد المطاعن: ج 1 ص 340، ودلائل الصدق: ج 3 ق 1 ص 32. والخصال: ج 1 ص 171 / 173، وحياة الصحابة: ج 2 ص 24، والشافي للمرتضى: ج 4 ص 137 و 138. والمغني لعبد الجبار: ج 20 ق 1 ص 340 و 341. ونهج الحق: ص 265، والأموال لأبي عبيد: ص 194. وإن لم يصرح بها. ومجمع الزوائد: ج 5 ص 203، وتلخيص الشافي: ج3 ص170، وتجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي: ص402، وكشف المراد: ص 403، ومفتاح الباب: أي الباب الحادي عشر للعربشاهي تحقيق مهدي محقق، ص199، وتقريب المعارف: ص366 و367، واللوامع الإلهية في المباحث الكلامية للمقداد: ص302، ومختصر تاريخ دمشق ج13 ص122، ومنال الطالب: ص280.

وهذا اعتراف أيضا من عمر بكتاب كتبه الى معاوية لعنهم الله:

[ ما قاله عمر في كتاب عهد إلى معاوية]

في كتاب عهد عمر إلى معاوية : فأتيت داره مستشيرا لإخراجه منها ، فقالت فضة ، زقد قلت لها قولي لعلي يخرج إلى بيعة أبي بكر ، فقد اجتمع المسلمون ، فقالت : إن أمير المؤمنين علياً مشغول : فقلت : خلي عنك هذا وقولي له : يخرج وإلا دخلنا عليه وأخرجناه كرهاً فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب فقالت : أيها الضالون المكذبون ماذا تقولون ؟ وأي شيء تريدون ؟ فقلت يا فاطمة ، فقالت ما تشاء يا عمر ؟ فقلت : ما بال إبن عمك قد أوردك للجواب وجلس من وراء الحجاب ؟ فقالت : لي : طغيانك يا شقي أخرجني وألزمك الحجة وكل ضال غوي ، فقلت : دعي عنك الأباطيل والأساطير وقولي لعلي يخرج ، فقالت: لا حب ولا كرامة ، أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر ؟ وكان حزب الشيطان ضعيفا ، فقلت : إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها ناراً على أهل هذا البيت ، وأحرق من فيه ، أو يقاد علي إلى البيعة ، وأخذت سوط قنفذ فضربتها وقلت لخالد بن الوليد : أنت ورجالنا هلموا في جمع الحطب فقلت : إني مضرمها ، فقالت : يا عدو الله وعدو رسوله وعدو أمير المؤمنين فضربت فاطمة يديها من تمنعني من فتحه، مرمته، فتصعب علي ، فضربت كفيها بالسوط فآلمها ، فسمعت لها زفيراً وبكاء فكدت أن ألين وأنقلب عن الباب ، فذكرت أحقاد علي ، وولوعه في دماء صناديد العرب ، وكيد محمد وسحره ، فركلت الباب ، وقد ألصقت أحشائها بالباب تترسه وسمعتها ، وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها وقالت : يا أبتاه يا رسول الله هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك ، آه يا فضة إليك فخذيني ، فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل ، وسمعتها تمخض وهي مستندة إلى الجدار ، فدفعت الباب ، فأقبلت إلي بوجه أغشى بصري ، فصفقت صفقة على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض . بحار الأنوار طبعة قديمة ج-1 ص 220-227 ، بيت الأحزان ص 120-121

وكلمته نحن جايين نعتقل علي ما هي الا سخافة منه لأنه لو قرأ هذا الحديث لما قال ذلك ، أو يمكن أنه قرأ الحديث لكن لم يتفاعل معه أيضاً أو وضعه في ملفات الروايات الضعيفة أو المضعفة عنده.

وصية رسول الله صلى الله عليه وآله:

وروي أيضاً نقلاً عن السيد رضي الدين الموسوي رضي الله عنه من كتاب خصائص الأئمة عن هارون بن موسى ، عن أحمد بن عمار العجلي الكوفي ، عن عيسى الضرير ، عن الكاظم ، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) حين دفع إليه الوصية : اتخذ لها جوابا عدا بين يدي الله تبارك وتعالى رب العرش ، فإني محاجك يوم القيامة بكتاب الله حلاله وحرامه ، ومحكمه ومتشابهه على ما أنزل الله ، وعلى ما أمرتك ، وعلى فرائض الله كما أنزلت وعلى الاحكام من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتنابه ، مع إقامة حدود الله وشروطه ، والامور كلها ، وإقام الصلاة لوقتها ، وإيتاء الزكاة لاهلها ، وحج البيت ، والجهاد في سبيل الله ، فما أنت قائل يا علي فقال علي : بأبي أنت وأمي أرجو بكرامة الله لك ومنزلتك عنده ونعمته عليك أن يعينني ربي ، ويثبتني فلا ألقاك بين يدي الله مقصرا ولا متوانيا ولا مفرطا ، ولا أمغز وجهك وقاه وجهي ووجوه آبائي وامهاتي بل تجدني بأبي أنت وأمي مستمرا متبعا لوصيتك ومنهاجك وطريقك ما دمت حيا أقدم بها عليك ، ثم الاول فالاول من ولدي لا مقصرين ولا مفرطين قال علي (عليه السلام) ثم انكببت على وجهه وعلى صدره وأنا أقول : واوحشتاه بعدك ، بأبي أنت ووامي ، ووحشة ابنتك وبنيك بل وأطول غمي بعدك يا أخي ، انقطعت من منزلي أخبار السماء ، وفقدت بعدك جبرئيل وميكائيل ، فلا أحس أثرا ولا أسمع حسا ، فأغمي عليه طويلا ثم أفاق (صلى الله علبه وآله) قال أبو الحسن : فقلت لابي: فما كان بعد إفاقته ؟ قال: دخل عليه النساء يبكين وارتفعت الاصوات وضج الناس بالباب من المهاجرين والانصار ، فبينما هم كذلك إذ نودي : أين علي ؟ فأقبل حتى دخل عليه : قال علي (عليه السلام): فانكببت عليه فقال: يا أخي افهم فهمك الله وسددك وأرشدك ووفقك وأعانك وغفر ذنبك ورفع ذكرك ، اعلم يا أخي إن القوم سيشغلهم عني ما يشغلهم ، فانما مثلك في الأمة مثل الكعبة ، نصبها الله للناس علما ، وإنما تؤتى من كل فج عميق ، ونأي سحيق ولا تأتي ، وإنما أنت علم الهدى ، ونور الدين ، وهو نور الله يا أخي ، والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد بعد أن أخبرتهم رجلا رجلا ما افترض الله عليهم من حقك ، والزمهم من طاعتك ، وكل أجاب وسلم إليك الأمر ، وإني لأعلم خلاف قولهم ، فإذا قبضت وفرغت من جميع ما اوصيك به وغيبتني في قبري فالزم بيتك ، واجمع القرآن على تأليفه ، والفرائض والاحكام على تنزيله ثم امض على غير لائمة على ما أمرتك به ، وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم  حتى تقدموا علي ، وبالاسناد المتقدم عن عيسى الضرير ، عن الكاظم (عليه السلام) قال : قلت لابي: فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: ثم دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وقال لمن في بيته: اخرجوا عني ، وقال لام سلمة : كوني على الباب فلا يقربه أحد ، ففعلت ، ثم قال يا علي ادن مني فدنا فأخذ بيد فاطمة فوضها على صدره طويلا ، وأخذ بيد علي بيده الاخرى فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام غلبته عبرته ، فلم يقدر على الكلام ، فبكت فاطمة بكاء شديدا وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) لبكاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقالت فاطمة : يا رسول الله قد قطعت  قلبي ، وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الاولين والآخرين ، ويا أمين ربه ورسوله وحبيبه ونبيه ، ومن لولدي بعدك؟ ولذل ينزل بي بعدك من لعلي أخيك ، وناصر الدين؟ من لوحي الله وأمره؟ ثم بكت وأكبت على وجهه فقبلته ، وأكب عليه علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم فرفع رأسه (صلى الله عليه وآله) إليهم ويدها في يده فوضعها قي يد علي وقال له : يا أبا الحسن هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك فاحفظ الله واحفظني فيها ، وإنك لفاعله يا علي هذه والله سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين ، هذه والله مريم الكبرى أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع  حتى سألت الله لها ولكم ، فأعطاني ما سألته يا علي انفذ لما أمرتك به فاطمة فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل (عليه السلام) ، واعلم يا علي إني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة ، وكذلك ربي وملائكته ، يا علي ويل لمن ظلمها وويل لمن ابتزها حقها ، وويل لمن هتك حرمتها ، وويل لمن أحرق بابها ، وويل لمن آذى خليلها ، وويل لمن شاقها وبارزها ، اللهم إني منهم برئ ، وهم مني براء ، ثم سماهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضم فاطمة وعليا والحسن والحسين (عليهم السلام) وقال: اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم ، وزعيم بأنهم يدخلون الجنة ، وعدو وحرب لمن عاداهم وظلمهم وتقدمهم أو تأخر عنهم وعن شيعتهم ، زعيم بأنهم يدخلون النار ، ثم والله يا فاطمة لا أرضى حتى ترضى ، ثم والله لا أرضى حتى ترضى ، ثم والله لا أرضى حتى ترضى ، قال عيسى : فسألت موسى (عليه السلام) وقلت: إن الناس قد أكثروا في أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ، ثم عمر ، فأطرق عني طويلا ثم قال : ليس كما ذكروا ، ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور ، ولا ترضى عنها إلا بكشفها ، بأبي أنت وأمي إنما أسال عما أنتفع به في ديني وأتفقه مخافة أن أضل ، وأنا لا أدري ، ولكن متى أجد مثلك يكشفها لي ، فقال: (إن النبي صلى الله عليه واله) لما ثقل مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره ، وأغمي عليه وحضرت الصلاة فأؤذن بها ، فخرجت عائشة فقالت : يا عمر اخرج فصل بالناس فقال: أبوك أولى بها ، فقالت صدقت ، ولكنه رجل لين ، وأكره أن يواثبه القوم فصل أنت ، فقال لها عمر: بل يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب أو تحرك متحرك ، مع أن محمدا (صلى الله عليه وآله) مغمى عليه لا أراه يفيق منها ، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه ، يريد عليا (عليه السلام) فبادره بالصلاة قبل أن يفيق ، فإنه إن أفاق×فت أن يأمر عليا بالصلاة ، فلقد سمعت مناجاته منذ الليلة ، وفي آخر كلامه : الصلاة الصلاة قال: فخرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ، ثم ظنوا أنه بأمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يكبر حتى أفاق (صلى الله عليه وآله) وقال: ادعوا لي العباس ، فدي فحمله هو وعلي ، فأخرجاه حتى صلى بالناس ، وإنه لقاعد ، ثم حمل فوضع على منبره ، فلم يجلس بعد ذلك على المنبر ، واجتمع له أهل المدينة من المهاجرين والانصار حتى برزت العواتق من خدورهن ، فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع والنبي (صلى الله عليه وآله) يخطب ساعة ، ويسكت ساعة ، وكان مما ذكره في خطبته أن قال : يا معشر المهاجرين والانصار ومن حضرني في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجن والإنس فليبلغ شاهكم الغائب ، ألا قد خلفت فيكم كتاب الله ، وفيه النور والهدى والبيان ، ما فرط الله فيه من شيء ، حجة الله عليكم ، وخلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيي علي بن أبي طالب ، ألا هو حبل الله فاعتصموا به جميعا ولا تفرقوا عنه ، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء ألف ما في قلوبكم  فأصبحتم بنعمته إخوانا ، أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم ، من أحبه وتولاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله ، وأدى ما وجب عليه ، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى وأصم ، لا حجة له عند الله ، أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا ، ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين ، تسيل دماؤهم أمامكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة ، ألا وإن هذا الامر له أصحابه وآيات قد سماهم الله في كتابه ، وعرفتكم وبلغتكم ما ارسلت به إليكم ولكني أراكم قوما تجهلون ، لا ترجعن بعدي كفارا مرتدين متأولين للكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السنة بالهوى ، لان كل سنة وحدث وكلام خالف القرآن فهو رد وباطل ، القرآن إمام الهدى ، وله قائد يهدي إليه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ولي الامر بعدي وليه ، ووارث علمي وحكمتي وسري وعلانيتي ، وما ورثه النبيون من قبلي ، وأنا وارث وموروث فلا تكذبنكم أنفسكم ، أيها الناس الله الله في أهل بيتي ، فانهم أركان الدين ، ومصابيح الظلم ، ومعدن العلم ، علي أخي ووارثي ، ووزيري وأميني ، والقائم بأمري والموفي بعهدي على سنتي ، أول الناس بي إيمانا ، وآخرهم عهدا عند الموت ، وأوسطهم لي لقاء يوم القيامة ، فليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا ومن أم قوما امامة عمياء وفي الأمة من هو أعلم منه فقد كفر ، أيها الناس ومن كانت له من قبلي تبعة فها أنا ، ومن كانت له عدة فليأت فيها علي بن أبي طالب ، فإنه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لاحد علي تبعة وبالاسناد المتقدم إلى عيسى الضرير عن الكاظم عن أبيهما (عليهما السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) في وصيته لعلي (عليه السلام) والناس من حضور حوله: أما والله يا علي ليرجعن أكثر هؤلاء كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض ، وما بينك وبين أن ترى ذلك إلا أن يغيب عنك شخصي ، وقال في مفتاح الوصية : يا علي من شاقك من نسائي وأصحابي فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله ، وأنا منهم برئ ، فابرأ منهم ، فقال علي (عليه السلام) لقد فعلت ، فقال: اللهم فاشهد ، يا علي إن القوم يأتمرون بعدي يظلمون ويبيتون على ذلك ، ومن بيت على ذلك فأنا منهم برئ وفيهم نزلت :{ بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون} وبهذا الاسناد عن الكاظم عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصيته لعلي (عليه السلام) يا علي إن فلانة وفلانة ستشاقانك وتبغضانك بعدي وتخرج فلانة عليك عساكر الحديد ، وتخلف الاخرى تجمع إليها الجموع كما في الأمر سوآء ، فما أنت صانع يا علي؟ قال: يا رسول الله إن فعلتا ذلك تلوت عليهما كتاب الله ، وهو الحجة فيما بيني وبينهما ، فان قبلتا وإلا أخبرتهما بالسنة وما يجب عليهما من طاعتي وحقي المفروض عليهما ، فإن قبلتاه  وإلا أشهدت الله وأشهدتك عليهما ، ورأيت قتالهما على ضلالتها ، قال وتعقر الجمل وإن وقع في النار ؟ قلت : نعم ، قال : اللهم فاشهد ثم قال: يا علي إذا فعلتا ما شهد عليهما القرآن فأبنهما مني ، فإنهما بائنتان ، وأبوهما شريكان لهما فيما عملتا وفعلتا ، قال: وكان في وصيته (صلى الله عليه وآله) : يا علي اصبر على ظلم الظالمين ، فإن الكفر يقبل والردة والنفاق مع الاول منهم ، ثم الثاني وهو شر منه وأظلم ، ثم الثالث ، ثم يجتمع لك شيعة تقابل الناكثين والقاسطين والمتبعين المضلين وأقنت عليهم ، هم الاحزاب وشيعتهم ، وبالاسناد المتقدم عن الكاظم عن أبيه (صلوات الله عليهما) قال: دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) قبل وفاته بقليل فأكب عليه فقال : أي أخي إن جبرئيل أتاني من عند الله برسالة ، وأمرني أن أبعثك بها إلى الناس ، فاخرج إليهم وعلمهم وأدبهم من الله ، وقل من الله ورسوله : أيها الناس يقول لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن جبرئيل أتاني من عند الله برسالة ، وأمرني أن أبعث إليكم بها مع أميني علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، ألا من ادعى إلى غير أبيه فقد برئ الله منه ألا من تولى غير مواليه فقد برئ الله منه ، ومن تقدم على إمامه أو قدم إماما غير المفترض الطاعة ووالى بائرا جائرا عن الامام فقد ضاد في ملكه والله منه برئ يوم القيامة ، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، ألا هل بلغت؟ ثلاثا ومن منع أجيرا أجرته وهو من عرفتم فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة ، قال السيد ابن طاووس رضي الله عنه : روى محمد بن جرير الطبري عن يوسف بن علي البلخي ، عن أبي سعيد الادمي ، عن عبد الكريم بن هلال ، عن الحسين بن موسى بن جعفر، عن أبيه ، عن جده (عليهما السلام) ان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أخرج فانادي في الناس : ألا من ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة الله ، ألا من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله ، ألا من سب أبويه فعليه لعنة الله ، قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) فخرجت فناديت في الناس كما أمرني النبي (صلى الله عليه وآله)  ، فقال عمر بن الخطاب : هل لما ناديت به من تفسير؟ فقلت : الله ورسوله أعلم ، قال: فقام عمر وجماعة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فدخلوا عليه ، فقال عمر: يا رسول الله هل لما نادى علي من تفسير؟ قال نعم أنا أمرته أن ينادي : ألا من ظلم أجيرا أجره لعنه الله ، والله يقول {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فمن ظلمنا فعليه لعنة الله ، وأمرته أن ينادي : من توالى غير مواليه فعليه لعنة الله ، والله يقول { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} ومن كنت مولاه فعلي مولاه ، فمن تولى غير علي فعليه لعنة الله ، وأمرته أن ينادي : من سب أبويه فعليه لعنة الله وأنا أشهد الله وأشهدكم أني وعليا أبوا المؤمنين ، فمن سب أحدنا فعليه لعنة الله ، فلما خرجوا قال عمر : يا أصحاب محمد ما آكد النبي لعلي في الولاية في غدير خم ولا في غيره أشد من تأكيده في يومنا هذا . وبالاسناد المقدم ، عن موسى بن جعفر عن أبيه (عليهم السلام) قال: لما كانت الليلة التي قبض النبي (صلى الله عليه وآله) في صبيحتها دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليه وعليهم الباب ، وقال: يا فاطمة ، وأدناها منه ، فناجاها من الليل طويلا ، فلما طال ذلك خرج علي ومعه الحسن والحسين وأقاموا بالباب والناس خلف الباب ، ونساء النبي (صلى الله عليه وآله) ينظرن إلى علي (عليه السلام) ومعه ابناه ، فقالت عائشة: لامر ما أخرجك منه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخلا بابنته دونك في هذه الساعة ، فقال لها علي (عليه السلام): قد عرفت الذي خلا بها وأرادها له ، وهو بعد ما كنت فيه وأبوك وصاحباه مما قد سماه :فوجمت أن ترد عليه كلمة ، قال علي (عليه السلام) : فما لبث أن تنادي فاطمة (عليها السلام) فدخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يجود بنفسه ، فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه ، فقال لي: ما يبكيك يا علي؟ ليس هذا أوان البكاء ، فقد حان الفراق بيني وبينك ، فأستودعك الله يا اخي ، فقد اختار لي ربي ما عنده ، وإنما بكائي وغمي وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي ، فقد أجمع القوم على ظلمكم ، وقد أستودعكم الله ، وقبلكم مني الوديعة يا علي ، إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك ، فأنقذها ، فهي الصادقة الصدوقة ، ثم ضمها إليه وقبل رأسها ، وقال فداك أبوك يا فاطمة ، فعلا صوتها بالبكاء ، ثم ضمها إليه وقال : أما والله لينتقمن الله ربي ، وليغضبن لغضبك فالويل ثم الويل ثم الويل للظالمين ، ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال علي (عليه السلام): فوالله لقد حسبت بضعة مني قد ذهبت لبكائه حتى هملت عيناه مثل المطر ، حتى بلت الدموع لحيته وملاءة كانت عليها ، وهو يلتزم فاطمة لا يفارقها ورأسه على صدري ، وأنا مسنده ، والحسن والحسين يقبلان قدميه ويبكيان بأعلا أصواتهما قال علي (علي السلام) : فلو قلت: أن جبرئيل في البيت لصدقت ، لاني كنت أسمع صوت بكاء ونغمة لا أعرفها ، وكنت أعلم أنها أصوات الملائكة لا أشك فيها ، لان جبرئيل لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي (صلى الله عليه وآله) ، ولقد رأيت بكاء منها أحسب أن السماوات والارضين قد بكت لها ، ثم قال لها : يا بنية الله خليفتي عليكم ، وهو خير خليفة ، والذي بعثني بالحق لقد بكى لبكائك عرش الله ، وما حوله من الملائكة والسماوات والارضون وما فيهما ، يا فاطمة والذي بعثني بالحق لقد حرمت الجنة على الخلائق حتى أدخلها ، وإنك لأول خلق الله ، يدخلها بعدي كاسية حالية ناعمة ، يا فاطمة هنيئا لك ، والذي بعثني بالحق إنك لسيدة من يدخلها من النساء ، والذي بعثني بالحق إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا صعق ، فينادي إليها أن : يا جهنم ! يقول لك الجبار اسكني بعزي واستقري حتى تجوز فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) إلى الجنان ، لا يغشاها قترة ولا ذلة ، والذي بعثني بالحق ليدخلن الحسن والحسين : الحسن عن يمينك ، والحسين عن يسارك ، ولتشرفن من أعلى الجنان بين يدي الله في المقام الشريف ولواء الحمد مع علي بن أبي طالب(عليه السلام) يكسى إذا كسيت ، ويحبى إذا حبيت ، والذي بعثني بالحق لاقومن بخصومة أعدائك ، وليندمن قوم أخذوا حقك وقطعوا مودتك ، وكذبوا علي ، وليختلجن دوني فأقول: امتي امتي فيقال: إنهم بدلوا بعدك وصاروا إلى السعير . وبالاسناد المتقدم عن موسى بن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان في الوصية أن يدفع إلي الحنوط ، فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل وفاته بقليل فقال: يا علي ويا فاطمة هذا حنوطي من الجنة دفعه إلى جبرئيل ، وهو يقرئكما السلام ويقول لكما : اقسماه واعزلا منه لي ولكما ، وقال ثلثه ، وليكن الناظر في الباقي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضمها إليه ، وقال: موفقة رشيدة مهدية ملهمة ، يا علي قل في الباقي ، قال: نصف ما بقي لها ، ونصف لمن ترى يا رسول الله ، قال: هو لك فاقبضه . وبالاسناد المتقدم عنه عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أضمنت ديني تقضيه عني؟ قال: نعم قال: اللهم فاشهد ، ثم قال: يا علي تغسلني ولا يغسلني غيرك فيعمى بصره ، قال علي (عليه السلام) ولم يا رسول الله ؟ قال: كذلك قال جبرئيل عليه السلام عن ربي ، إنه لا يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره ، قال علي: فكيف أقوى على ذلك وحدي ؟ قال: يعينك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا ، قلت: فمن يناولني الماء: قال: الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلي شئ مني ، فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورتي ، وهي حرام عليهم ، فإذا فرغت من غسلي فضعني على لوح ، وأفرغ علي من بئري بئر غرس أربعين دلوا مفتحة الافواه ، ثم ضع يدك يا علي على صدري ، وأحضر معك فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) من غير أن ينظروا إلى شئ من عورتي ، ثم تفهم عند ذلك تفهم ما كان وما هو كائن إن شاء الله تعالى أقبلت يا علي: قال: اللهم فاشهد ، قال: يا علي ما أنت صانع لو قد تأمر القوم عليك بعدي ، وتقدموا عليك ، وبعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة ثم لببت بثوبك تقاد كما يقاد الشارد من الابل مذموما مخذولا محزونا مهموما وبعد ذلك ينزل بهذه الذل؟ قال: فلما سمعت فاطمة ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) صرخت وبكت ، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبكائها ، وقال: يا بنية لا تبكين ولا تؤذين جلساءك من الملائكة ، هذا جبرئيل بكى لبكائك ، وميكائيل وصاحب سر الله إسرافيل ، يا بنية لا تبكين فقد بكت السماوات والارض لبكائك ، فقال علي (عليه السلام) يا رسول الله أنقاد للقوم ، وأصبر على ما أصابني من غير بيعة لهم ، ما لم اصب أعوانا لم اناجز القوم ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) اللهم اشهد فقال يا علي ما أنت صانع بالقرآن والعزائم والفرائض؟ فقال: يا رسول الله أجمعه ، ثم آتيهم به ، فإن قبلوه وإلا أشهدت الله عز وجل وأشهدتك عليه قال: أشهد . قال: وكان في ما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله)أن يدفن في بيته الذي قبض فيه ويكفن بثلاث أثواب : أحدها يمان ، ولا يدخل قبره غير علي (عليه السلام) ثم قال: يا علي كن أنت وابنتي فاطمة والحسن والحسين ، وكبروا خمسا وسبعين تكبيرة وكبر خمسا، وانصرف ، وذلك بعد أن يؤذن لك في الصلاة ، قال علي (عليه السلام): بأبي أنت وأمي من يؤذن غدا؟ قال جبرائيل (عليه السلام) يؤذنك ، قال: ثم من جاء من أهل بيتي يصلون علي فوجا فوجا ، ثم نساؤهم ، ثم الناس بعد ذلك. وبهذا الاسناد قال: قال علي (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله أمرتني أن اصيرك في بيتك إن حدث بك حدث؟ قال: نعم يا علي بيتي قبري قال علي (عليه السلام) فقلت بأبي أنت وأمي فحد لي النواحي اصيرك فيه ، قال: إنك مسخر بالموضع وتراه ، قالت عائشة: يا رسول الله فأين أسكن؟ قال اسكني أنت بيتا من البيوت ، إنما هو بيتي ، ليس لك فيه الحق إلا ما لغيرك ، فقري في بيتك ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الاولى ، ولا تقاتلي مولاك ووليك ظالمة شاقة ، وإنك لفاعليه ، فبلغ ذلك من قوله عمر ، فقال لابنته حفصة : مري عايشة لا تفاتحه في ذكر علي ولا تراده ، فإنه قد استهيم فيه حياته وعند موته ، إنما البيت بيتك لا ينازعك فيه أحد ، فإذا قضت المرأة عدتها من زوجها كانت أولى ببيتها تسلك أي المسالك شاءت . وبالاسناد النتقدم عن الكاظم عن أبيه عن جده الباقر (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بينما نحن عند النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يجود بنفسه وهو مسجى بثوب ملاة خفيفة على وجهه ، فمكث ما شاء الله أن يمكث ، ونحن حوله بين باك ومسترجع ، إذ تكلم وقال: ابيضت وجوه ، واسودت وجوه وسعد أقوم ، وشقي آخرون ، أصحاب الكساء الخمسة أنا سيدهم ، ولا فخر ، عترتي أهل بيتي السابقون المقربون ، يسعد من اتبعهم وشايعهم على ديني ودين آبائي ، انجزت موعدك يا رب إلى يوم القيامة في أهل بيتي ، اسودت وجوه أقوام وردوا ظماء مظمئين إلى نار جهنم ، مزقوا الثقل الاول الاعظم ، وأخروا الثقل الاصغر حسابهم على الله كل امرئ بما كسبت رهين ، وثالث ورابع غلقت الرهون ، واسودت الوجوه ، أصحاب الاموال ، هلكت الاحزاب ، قادة الامة بعضها إلى بعض في النار كتاب دارس ، وباب مهجور ، وحكم بغير علم ، مبغض علي وآل علي في النار ومحب علي وآله علي في الجنة: ثم سكت . انتهى ما أخرجناه من كتاب الطرف مما أخرجه من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد ، وكتاب خصائص الائمة للسيد الرضي رضي الله عنه ، وأكثرها مروي في كتاب الصراط المستقيم للشيخ زين الدين البياضي ، وعيسى وكتابه مذكوران في كتب الرجال ، ولي إليه أسانيد جمة ، وبعد اعتبار الكليني رحمه الله الكتاب واعتماد السيدين عليه لا عبرة بتضعيف بعضهم ، مع أن الفاظ الروايات ومضامينها شاهدة على صحتها . بحار الأنوار-  العلامة المجلسي ج -22 ص 482 -495 ، خصائص الأئمة- الشريف الرضي ص 72 – 75

يا سبحان الله يتهم المراجع العظام بأنهم مخابرات بمجرد أنهم تصدوا له والأكثر من ذلك يتهمهم بالكذب وأي حوار يدعو إليه؟!  ونذكر من بين أسمائهم الشريفة ما يلي:

 1- سماحة المرجع الديني الشيخ أبو الفضل الخونساري النجفي

2- سماحة المرجع الديني الشيخ بشير النجفي

3- سماحة المرجع الديني السيد تقي القمي

4- سماحة المرجع الديني الشيخ حسين النوري الهمداني

5- سماحة المرجع الديني الشيخ حسين الوحيد الخراساني

6- سماحة المرجع الديني السيد صادق الروحاني

7- سماحة المرجع الديني السيد علوي الگرگاني

8- سماحة المرجع الديني السيد علي الخامنئي

9- سماحة المرجع الديني السيد علي السيستاني

10- سماحة المرجع الديني السيد كاظم الحائري     

11- سماحة المرجع الديني السيد كاظم المرعشي

12- سماحة المرجع الديني السيد محمد الشاهرودي

13- سماحة المرجع الديني السيد محمد الشيرازي

14- سماحة المرجع الديني السيد محمد الصدر

15- سماحة المرجع الديني الشيخ محمد الفاضل اللنكراني

16- سماحة المرجع الديني السيد محمد الوحيدي

17- سماحة المرجع الديني السيد محمد باقر الشيرازي

18- سماحة المرجع الديني الشيخ محمد تقي بهجت

19- سماحة المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم

20- سماحة المرجع الديني السيد محمد علي المدرسي

21- سماحة المرجع الديني السيد مهدي المرعشي

22- سماحة المرجع الديني الشيخ الميرزا جواد التبريزي

23- سماحة المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

24- سماحة المرجع الديني السيد يوسف المدني التبريزي

25- سماحة العلامة الحجة الشيخ أحمد الأنصاري (سبط الشيخ الاعظم)

26- سماحة العلامة الحجة الشيخ أحمد الپاياني

27- سماحة العلامة الحجة السيد أحمد المددي

28- سماحة العلامة الحجة الشيخ باقر شريف القرشي

29- سماحة العلامة الحجة الشيخ جلال طاهر شمسي

30- سماحة العلامة الحجة السيد رضا الصدر العاملي

31- سماحة العلامة الحجة السيد ضياء الدين الإشكوري

32- سماحة العلامة الحجة السيد عباس الكاشاني

33- سماحة العلامة الحجة السيد علي مكي العاملي

34- سماحة العلامة الحجة الشيخ محسن حرم پناهي

35- سماحة العلامة الحجة السيد محمد المددي النجفي

36- سماحة العلامة الحجة الشيخ محمد مهدي الآصفي

37- سماحة العلامة الحجة الشيخ محمد مهدي شمس الدين

38- سماحة  العلامة الحجة الشيخ مصطفى الإعتمادي

كيف يمكن أن نصنف كسر ضلع الزهراء عليها السلام مسألة تاريخية ، فإن ارتباط قضية الزهراء عليها السلام بالعقيدة ، كالنار على المنار ، كالشمس في رابعة النهار ، فإن ما يتجرئ على ضرب السيدة الزهراء عليها السلام ، وإسقاط جنينها ، وهتك حرمتها ، و..و.. لا يمكن أن يكون صالحاً لأي مقام ، فكيف بمقام خلافة النبوة؟! ومن من العلماء الامامية ينكر قضية كسر الضلع؟ الا إذا كان قصده (وهو مشهور بمقولة المعنى خلاف المقصود) من علماء العامة ، نعم بهذا يكون محق .

العودة