يقول السيد محمد حسين فضل الله:

وهي التي ظلمت بغصبها فدك وهو التي ظلمت بالإتيان بالنار لإحراق بيتها أم بقية التفاصيل هل دخلوا بيتها أم لم يدخلوا بيتها؟ هل كسر ضلعها؟ هذه قضية تاريخية قد يختلف فيها الرأي وليست من أصول العقيدة وليست واردة لتبرئة الذين ظلموها ولكن بعض الناس يصطادون في الماء العكر ويحاولون أن يحملوا القضايا أكثر ربما كان لنا علامات استفهام على هذه المسألة من ناحية بعض النقاط التي أثرناها ومن حق كل إنسان أن يرسم علامات استفهام ومن حقه على الآخرين أن يجيبوها ولذلك أننا اعتبرنا  هذا لم يكن اعتذاراً ولكنه كان مواجهة للحملة الظالمة التي كادت أن تتحول إلى فتنة في قم وطلب مني الكثيرون من الفضلاء أن أتحدث بطريقة تمنع الآخرين من إثارة الفتن الغوغائية التي حدثت من أكثر من جانب والتي استفادت منها المخابرات الإقليمية والدولية لذلك تحدثت بطريقة ليس فيها اعتذار ولكنها فيها تخفيف من طبيعة الموضوع وأنا ليست القضية من المهمات التي تهمني. [ للإستماع إضغط هنا]

ونقول:

أولاً: إن الحديث عن هذه القضية قد كان في مسجد الإمام الرضا (ع) في بئر العبد، أمام كاميرا الفيديو، وأجهزة ضبط الصوت. وفي مجتمع نسائي مفتوح.. فهل ذلك دائرة خاصة، وليس حديثاً في الهواء، الطلق؟!

ثانياً: إن خطأ هذه المقولات، وخطورتها، لا يدفعه ولا يرفعه أن يكون السيد محمد حسين فضل الله قد أطلقها في الهواء الطلق، أو في دائرة خاصة..

ثالثاً: سواء أكان قد قالها في دائرة خاصة، أو في الهواء الطلق، فان إصراره عليها، وحرصه على إقناع الناس بها عبر إذاعة تابعة له.. وحتى عبر قنوات التلفاز حتى الإقليمية منها وبغير ذلك من وسائل.. يفرغ هذا التبرير من محتواه، ويسقطه عن الصلاحية لتبرير أي شيء.

هل يمكن تضعيف هذه الأحاديث وكيف ينفي أن قضية الزهراء عليها السلام قضية تاريخية وليست من أسس العقيدة ومن الذي يصطاد في الماء العكر وكيف لا يبرأ من ظلمها وهي ينسف عنهم ظلمهم لها وكيف يبرأ المجرم من جريمته بأكثر من إنكاره لها  وهنا يجدون من يقدم لهم خدمة لا يسبقه عليها أحد ألا وهي نسف الروايات والأحاديث المعتبرة والتي تؤكد على مظلوميتها صلوات الله عليها ، وليس من حقه أن يشكك العوام بحجة حقه في رسم علامات إستفهام ، ومن هم الذين يقومون بالحملة الظالمة كما يدعي ؟  وهل الدفاع عن آل بيت العصمة أصبح بالحملة الظالمة ؟ ومن الذي بدأ ؟ ولماذا يتهم  المرجع العظام والعلماء الأعلام بأنهم أدات للمخابرات ؟ فلنقرأ سوياً الأحاديث المضعفة عنده:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وأما ابنتي فاطمة ، فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الإنسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عز زجل لملائكته : يا ملائكتي ، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي ، قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلت على عبادتي ، أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار ، وإني لما رأيتها تذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصبت حقها ، ومنعت إرثها ، وكسرت جنبتها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي : يا محمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ، وتتذكر فراقي أخرى ، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت مريم بنت عمران ، فتقول : يا فاطمة { إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين } يا فاطمة { اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض ، فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران ، تمرضها وتؤنسها في علتها ، فتقول عند ذلك : يا رب إني قد سئمت من الحياة ، وتبرمت بأهل الدنيا ، فألحقني بأبي ، فيلحقها الله عز وجل بي ، فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ، فأقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وأذل من أذلها ، وخلد في النار من ضرب جنبها حتى ألقت والدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين . الأمالي الشيخ الصدوق ص 175 ، بحار الأنوار ج- 28 ص 37-39 وج -31 ص 62 وج ص 172 -173 ، ارشاد القلوب للدليمي ص 295 ، العوالم ج – 11 ص 391 ، اللمعة البيضاء ص 853 ، ارشاد القلوب الشيخ المفيد ج-2 ص 295 ، فرائد السمطين ج -2 ص 35 ، الفضائل لشاذان بن جبرئيل ص 9

والسيد محمد حسن فضل الله يقول إن ضرب الزهراء، وإسقاط جنينها، وكسر ضلعها قضية تاريخية وليست متصلة بالعقيدة. ولهذا فهو لا يهتم لهذا الأمر شخصيا، فسواء كسر ضلع الزهراء(ع) أم لم يكسر، فإن ذلك لا يقع في دائرة اهتماماته، على حد تعبيره!!.

1 ـ إذا كان ذلك لا يقع في دائرة اهتمامات هذا الشخص أو ذاك، فلماذا هو يحشد الأدلة والشواهد من كل حدب وصوب على نفي هذا الأمر، أو التشكيك فيه على الأقل، ولماذا إذا ثارت العاصفة ضده يتراجع ويستعمل التقية، ـ كما قال ـ ويقول كلاما يلائم رأي الطرف الذي يوجه إليه النقد، ثم يعود لإثارة هذا الأمر من جديد بكل عنف وإصرار، ويواجه التحديات، ويثير المشكلات، بل هو يتهم الآخرين بأنواع التهم لمجرد أنهم سألوه عن رأيه في هذا الأمر وعلة إبدائه علنا وبهذا الشكل، وفي هذا الظرف، وفي هذا الزمن بالذات، فضلا عن أن يعترض عليه فيه، فيقول: إنهم لا يفهمون، وبأن طريقتهم غوغائية، وبأنهم معقدون، وينطلقون من غرائزهم و...

هذا فضلا عن اتهامه لهم بما يعتبر إهدارا لدمهم، وإغراء للناس بالاعتداء على حياتهم، وذلك حين يجعلهم في دائرة العمالة للمخابرات الإسرائيلية أو غيرها؟! فضلا عن جعلهم في دائرة الاتهام المستمر، وخدش اعتبار شخصيتهم المعنوية بذلك.

2 ـ لماذا لا يتهم لما جرى على الزهراء؟ ولماذا يكون كسر ضلعها أو إسقاط جنينها سيان بالنسبة إليه. وهل كل قضية مرت في التاريخ لا يصح أن نهتم لها؟! أو أن اللازم أن لا تقع في دائرة اهتماماتنا؟!

فلماذا إذن اهتم الأئمة والنبي (ص) قبلهم بما يجري على الزهراء(ع)، وبما يجري على الإمام الحسين(ع) وصحبه في كربلاء؟! ولماذا يهتم هو نفسه بالتذكير بحدث جرى قبل سنوات يحتمل أن يكون له نوع ارتباط به ويعتبره من الشؤون والقضايا الإسلامية الكبرى، ثم لا يهتم بغيره من نظائره كمجزرة مكة، وإسقاط الأميركيين للطائرة الإيرانية بركابها الثلاثمائة الأبرياء. وكذلك لا يهتم بما ربما يعد أخطر قضية مفصلية في تاريخ هذا الإسلام العزيز، وله ارتباط مباشر وعضوي في مساره العام على جميع الصعد وفي مختلف المجالات ألا وهو ضرب الزهراء، أو كسر ظلعها.

3 ـ إن الذين ارتكبوا ما ارتكبوه بحق الزهراء عليها السلام قد تصدوا لأخطر مقام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مقام الإمامة والخلافة، وقد قال الشهرستاني: "وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سل على الإمامة في كل زمان ، إن هذه المسألة  كانت "سببا لأكثر الحوادث التي أصابت المسلمين، وأوجدت ما سيرد عليكم من أنواع الشقاق، والحروب المتواصلة، التي قلما يخلو منها زمن، سواء كان بين بيتين، أو بين شخصين.

ومن الواضح: أن معرفة هؤلاء الذين أبعدوا أهل البيت عن مقاماتهم، وأزالوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها وظهور أمرهم ووضوح مدى جرأتهم على الله سبحانه، وعلى رسوله أمر ضروري ومطلوب لكل مسلم، لأن ذلك يمس أخطر قضية في تاريخ الإسلام.

وبعبارة أوضح: إن لوازم الحدث هي التي ترتبط بالعقيدة، وإن لم يكن ذات الحدث يرتبط بها، فمثلا حينما نقرأ في القرآن عن زوجة لوط عليه السلام: أنها قد وشت بضيوف زوجها لقومها، الذين يسعون إلى ارتكاب الفاحشة مع الرجال.

قد نتعجب، ونقول: هل يليق بالقرآن أن يؤرخ لقوم لوط في خصوص هذه الخصلة السيئة والدنيئة؟!.

وهل يمكن لأحد أن يقول: إنني لا أهتم شخصيا بهذا الأمر التافه المذكور في القرآن؟!

م أننا نفهم القضية بطريقة أخرى، فنقول: لو كان الله سبحانه يريد أن "يؤرخ" لقوم لوط، لكان أرخ لسائر الشعوب كالفينيقيين والكلدان والآشوريين، والرومان، والساسانيين، وغيرهم، ولكنا رأيناه يتحدث عن كثير من سياساتهم وشؤونهم وما مر بهم من أحداث كبيرة وخطيرة. ولكن ذلك لم يكن، فاقتصاره على خصوص هذا الأمر بالنسبة لخصوص قوم لوط يدلنا على أنه سبحانه وتعالى قد أراد لنا أن نستفيد من لوازم الحدث أمورا قد يكون لها مساس بالعقيدة، أو بالشريعة، أو بالمفاهيم الأخلاقية والحياتية في أكثر من مجال؟! إننا لا شك سوف نتجه هذا الاتجاه الثاني، ونبحث عن كل تلك اللوازم، والحيثيات والمعاني التي أراد لنا القرآن أن نعيشها، وأن نلتفت إليها في ما حكاه لنا عن امرأة لوط وقومها، لنستفيد منها المزيد من المعرفة والوعي، والمزيد من الإيمان، والمزيد من الطهر والصفاء. ونجد في هذه القضية أكثر من معنى حياتي هام جدا. لا بد لنا من الإطلاع عليه، وتثقيف أنفسنا به، ويكفي أن نشير إلى ما تحمله هذه القصة ـ بعد الإلفات إلى بشاعة فعلهم ذاك ـ من تحد قوي، من قتل المرأة، والزوجة، التي لم تكن تملك قدرات علمية، وفكرية بمستوى، تتحدى رجلا، نبيا، يملك كل القدرات والطاقات، وخصوصا قدرة التحدي في مجال الإقناع، وفي أمر يملك الدافع لمقاومته من خلال الدين، والعقيدة والقداسة والأخلاق، والعنفوان الإنساني، حيث كان التحدي له في ضيوفه(ع)، وفيما يمس الشرف، والكرامة والدين، والأخلاق، والرسالة...

 أو يضعف هذا الحديث أيضاً؟

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ملعون ملعون من يظلم فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها . كنز الفوائد ص 63 وص 149-150 ، واسائل الشيعة ج -11 ص 518 ، بحار الأنوار ج-29 ص 346 وج- 73 ص 355 ، مجمع النورين 246

وماذا بشأن هذا الحديث هل هو ضعيف أيضاً

وكان مما أخبر الله تعالى نبيه ليلة المعراج أن قال : وأما ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها  ، وتضرب وهي حامل ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن ، ثم يمسها هوان وذل لا تجد مانعا ، وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب ، قال النبي صلى الله عليه وآله : إنا لله وإنا إليه راجعون قبلت يا رب وسلمت ومنك التوفيق والصبر . بحار الأنوار ج – 28 ص 61-62 ، كامل الزيارات ص 548-549 ، تأويل الآيات ج -2 ص 880 ، بيت الأحزان ص 122

أو هذا أيضاً؟

احتجاج الإمام الحسن عليه السلام في مجلس معاوية : وأما أنت يا مغيرة بن شعبة فانك عدو الله ، ولكتابه مكذب وأنت الزاني وقد وجب عليك الرجم ، وشهد عليك العدول البررة الأتقياء فاخر رجمك ، ودفع الحق بالباطل ، والصدق بالأغاليط ، وذلك لما أعد الله لك من العذاب الأليم والخزي في الحياة الدنيا ، ولعذاب الآخرة أخزى . وأنت من ضرب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أدميتها وألقت ما في بطنها استذلالاً منك لرسول الله صلى الله عليه وآله ، ومخالفة منك لأمره ، وانتهاكاً لحرمته ، وقد قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت سيدة نساء أهل الجنة ، والله مصيرك إلى النار ، وجاعل وبال ما نطقت به عليك . الاحتجاج ج -1 ص 414 والطبعة الثالثة ج -1 ص 277 ، بحار الأنوار ج – 43 ص 197 وج -44 ص 83

وإذا كان كسر ضلع الزهراء، وكذلك ضربها ، وإسقاط جنينها لا يقع في دائرة اهتماماته، فلماذا هو مهتم بحشد الأدلة والشواهد من كل حدب وصوب من اجل تشكيك الناس بهذا الأمر؟!  

-إذا كان ذلك لا يدخل في دائرة اهتماماته، فلماذا سأل- حسبما يدعى هو- السيد شرف الدين عن هذا الأمر في أوائل الخمسينات، أي قبل ما يقرب من خمسين عاما من هذا التاريخ إذا كان ذلك لا يدخل في دائرة اهتماماته.. فلماذا كان مهتما ببحث هذا الأمر؟! حسبما سجله في رسالة منه أ رسلها إلى إيران، لجعفر مرتضى العاملي بتاريخ 3/6/1414هـ . فهو يقول:

"إن لدي تساؤلات تاريخية تحليلية في دراستي الموضوع، كنت أحول إثارتها في بحثي حول هذا الموضوع"

ويقول فيها أيضاً:

"كنت آنذاك أحاول البحث في الروايات حول.. هذا الموضوع وقد عثرت أخيرا عل نص البحار الخ.."

وثمة عبارات أخرى تفيد هذا المعنى في الرسالة نفسها.

-إذا كان لا يهتم لهذا الأمر، فلماذا ناقش كل العلماء في هذا الأمر في إيران وغيرها.. على حد تعبيره؟!

-إذا كان لا يهتم لهذا الأمر، فلماذا يدعوا العلماء لدراسة هذا الأمر؟! ويقول لرسالته للسيد جواد الكلبايكاني: "كنت في ذلك الوقت في حالة بحث تاريخي حول الموضوع " ويقول أيضا : "لذلك كنت أحاول دراسة الموضوع تاريخيا ، من جهة السند ، ومن جهة المتن ، ومن خلال بعض التحليلات التاريخية، فكان الجواب في ذلك المجتمع النسائي مختصرا وسريعا على نحو  إثارة الاحتمال. ولكنني عثرت في أبحاثي بعد ذلك على كثير من النصوص الخ..

- وإذا كانت المسألة لا تدخل في دائرة اهتماماته، فلماذا يكتب للسيد الكلبايكاني أيضا:

"إنني اعتقد أن علينا إن نبحث هذه الأمور بطريقة علمية، قبل أن يبحثها غيرنا من أعداء أهل البيت؟!"

ويقول في نفس الرسالة المنشورة بخط يده أيضا:

"إنني أدعو جميع أخواني من العلماء والباحثين إلى دراسة هذه الأمور بالدقة والتحقيق؛ لن ذلك هو سبيل الوصول إلى الصواب ، وهو الطريق المثلى لتأكيد كل تراثنا بالطريقة المثلى ، على أساس الحق والواقع"

- لماذا لا يهتم لكسر ضلع الزهراء، وضربها وإسقاط جنينها، ويهتم لأحد أبنائه لو فرض- لا سمح الله- أنه جرح واحتاج إلى طبيب؟!..

- هل السيد فضل الله لا يهتم لكل قضايا التاريخ ، أم عدم اهتمامه هذا يختص بضرب الزهراء، وكسر ضلعها وحسب، رغم ما لهذه القضية من ارتباط بكثير من الشؤون العقدية والإسلامية..

- لماذا يهتم النبي (ص) والأئمة الطاهرون بما يجري عل الإمام الحسين عليه السلام، وبما يجرى على الزهراء؟! ولا يهتم به؟...

-إن الذين ضربوا الزهراء، وكسروا ضلعها، وأسقطوا جنينها وو.. قد تصدوا لأعظم واخطر مقام بعد الرسول، وهو مقام الخلافة له صلى عليه وآله وسلم.. ومعرفة هؤلاء مفيدا جدا لكل مسلم يريد أن يعيش الإسلام بكل صفائه وحيويته ونقائه.. فليس هذا الأمر سخيفا، ولا تافها.. وليس هو من قبيل معرفة تاريخ الآشوريين، أو الكلدان، وغيرهم من الشعوب التي بادت.

-ان السيد فضل الله لا يهتم لضلع الزهراء، مهتم جدا بالتأكيد على أن الذين هاجموا الزهراء كانوا يحبونها، ويحترمونها،ويجلونها، فكيف يهاجمونها، فضلا على أن يضربونها، أو ان يكسروا ضلعها، أو ان يسقطوا جنينها، أو إن يحرقوا بابها؟!.. على حد تعبيره ...

- ما معنى قوله:"إن ضرب الزهراء..وو.. لا يمثل عنده أية سلبية أو إيجابية؟!" وما معنى أن لا يهتم بإثبات أو نفي هذه القضية، لا من ناحية علمية، ولا من ناحية سياسية؟!.

- إن السيد فضل الله يحاول التقليل من خطورة مقولاته التي أطلقها، فيقول :هي قضية تاريخية تحدثت عنها في دائرة خاصة، ولم أتحدث عنها في الهواء الطلق"

نقول:أولا: ها أن الحديث عن هذه القضية في مسجد الإمام الرضا في بئر العبد، أمام كاميرا الفيديو، وأجهزة ضبط الصوت. وفي مجتمع نسائي مفتوح.ها إن ذلك دائرة خاصة،وليس حديثا في الهواء، الطلق؟!

ثانيا: إن خطأ هذه المقولات، وخطورتها، لا يدفعه ولا يرفعه أن يكون هذا البعض قد أطلقها في هواء الطلق، أو في دائرة خاصة.

ثالثاً: سواء أكان قد قالها في دائرة خاصة، أو في الهواء الطلق، فان إصراره عليها، وحره على إقناع الناس بها عبر إذاعة تابعة له..وحتى عبر قنوات التلفاز حتى الإقليمية منها وبغير ذلك من وسائل ... يفرغ هذا التبرير من  محتواه، ويسقطه عن الصلاحية لأي شئ.

وهل هذا الحديث أيضاً ضعيف؟

روى محمد بن جرير الطبري الأمامي بسند معتبر عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : قبضت فاطمة عليها السلام في جمادى الآخر يوم الثلاثاء لثلث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة ، وكان سبب وفاتها أن قنفذ مولى عمر نكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا ولم تدع أحد ممن آذاها يدخل بيتها . دلائل الأئمة ص 45 وص 134 ، بحار الأنوار ج -34ص 170 ، بيت الأحزان ص 189 ، وفيات الأئمة ص 33

ومن قال له أن الإمام عليه السلام لم يتحرك وترك القوم يضربون الزهراء ولم يفعل شيء؟ ولماذ التشكيك والتلاعب بقلوب ومشاعر الموالين بتلك السخافات ؟ فهذه الرواية تتحدث عكس تشكيكا ته :

روى أبو قتيبة : أن أبا بكر بعث إليهم عمر فجاء  بالحطب وحمل معهم ، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام ثم نادى عمر حتى أسمع علي وفاطمة عليهم السلام ( والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك بيتك النار ) فقالت فاطمة عليها السلام يا عمر ما لنا ولك ؟ فقال : افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم فقالت : ( يا عمر أما تتقي الله تدخل على بيتي ) فأبى أن ينصرف ، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت ( يا أبتاه يا رسول الله )  فرفع عمر سيفه وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت ( يا أبتاه ) فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت : ( يا رسول الله ، لبئس  ما خلفك أبو بكر وعمر) فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به ، فقال : ( والذي كرم محمد بالنبوة – يابن صهاك – لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت أنك لا تدخل بيتي ) .  بحار الأنوار ج -28 ص 270 وص 283 وج -43 ص 198 ، اللمعة البيضاء ص 383 و ص 870 ، كتاب سليم بن قيس ص 149 ، بيت الأحزان ص 110-117 ، الأنوار العلوية ص 287 ، مجمع النورين ص 82-98

من قال له أن الزهراء عليها السلام هي من فتح الباب ومن أين له تلك المعلومة  وهذا حديث باعتراف أبو بكر انه هو من كشف بيتها : السقيفة وفدك – الجوهري ص 75

حدثني أبو زيد قال: حدثني محمد بن عباد ، قال حدثني أخي سعيد بن عباد ، عن الليث بن سعد عن رجاله ، عن أبي بكر الصديق ، أنه قال : ليتني لم أكشف بيت فاطمة ، ولو أعلن علي الحرب . تاريخ اليعقوبي: ج2 ص137 وتاريخ الإسلام للذهبي: ج1 ص117 / 118، وإثبات الهداة: ج2 ص359 و367 و368، والعقد الفريد: ج4 ص268، والإيضاح لابن شاذان: ص161، والإمامة والسياسة: ج1 ص18، وسير أعلام النبلاء، سير الخلفاء الراشدين ص17، ومجموع الغرائب للكفعمي: ص 288، ومروج الذهب: ج1 ص414، وج2 ص301، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي: ج1 ص130، وج17 ص168 و164، و ج6 ص51 وج2 ص47 و46، وج20 ص24 و17، وميزان الاعتدال: ج3 ص109، ج2 ص215، والإمامة: ص82 مخطوط توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت. ولسان الميزان: ج4 ص189، وتاريخ الأمم والملوك: ج3 ص430 ط المعارف وكنز العمال: ج3 ص125، وج5 ص631 و632، والـرسائـل الإعتقادية رسـالـة طـريق الإرشاد ص 470، و471. ومنتخب كنز العمال: مطبوع بهامش مسند أحمد ج 2 ص 171. والمعجم الكبير للطبراني: ج 1= = ص62 وضياء العالمين: مخطوط ج2 ق3 ص90، و108، عن العديد من المصادر. والنص والاجتهاد: ص 91، والسبعة من السلف: ص 16 و 17، والغدير: ج 7 ص 170، ومعالم المدرستين: ج 2 ص 79، وعن تاريخ ابن عساكر: ترجمة أبي بكر، ومرآة الزمان. وراجع: زهر الربيع: ج 2 ص 124، وأنوار الملكوت: ص 227، وبحار الأنوار: ج 30، ص 123 و 136 و 138 و 141 و352، ونفحات اللاهوت: ص 79، وحديقة الشيعة: ج2 ص252، وتشييد المطاعن: ج 1 ص 340، ودلائل الصدق: ج 3 ق 1 ص 32. والخصال: ج 1 ص 171 / 173، وحياة الصحابة: ج 2 ص 24، والشافي للمرتضى: ج 4 ص 137 و 138. والمغني لعبد الجبار: ج 20 ق 1 ص 340 و 341. ونهج الحق: ص 265، والأموال لأبي عبيد: ص 194. وإن لم يصرح بها. ومجمع الزوائد: ج 5 ص 203، وتلخيص الشافي: ج3 ص170، وتجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي: ص402، وكشف المراد: ص 403، ومفتاح الباب: أي الباب الحادي عشر للعربشاهي تحقيق مهدي محقق، ص199، وتقريب المعارف: ص366 و367، واللوامع الإلهية في المباحث الكلامية للمقداد: ص302، ومختصر تاريخ دمشق ج13 ص122، ومنال الطالب: ص280.

وهذا اعتراف أيضا من عمر بكتاب كتبه الى معاوية لعنهم الله:

[ ما قاله عمر في كتاب عهد إلى معاوية]

في كتاب عهد عمر إلى معاوية : فأتيت داره مستشيرا لإخراجه منها ، فقالت فضة ، زقد قلت لها قولي لعلي يخرج إلى بيعة أبي بكر ، فقد اجتمع المسلمون ، فقالت : إن أمير المؤمنين علياً مشغول : فقلت : خلي عنك هذا وقولي له : يخرج وإلا دخلنا عليه وأخرجناه كرهاً فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب فقالت : أيها الضالون المكذبون ماذا تقولون ؟ وأي شيء تريدون ؟ فقلت يا فاطمة ، فقالت ما تشاء يا عمر ؟ فقلت : ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب وجلس من وراء الحجاب ؟ فقالت : لي : طغيانك يا شقي أخرجني وألزمك الحجة وكل ضال غوي ، فقلت : دعي عنك الأباطيل والأساطير وقولي لعلي يخرج ، فقالت: لا حب ولا كرامة ، أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر ؟ وكان حزب الشيطان ضعيفا ، فقلت : إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها ناراً على أهل هذا البيت ، وأحرق من فيه ، أو يقاد علي إلى البيعة ، وأخذت سوط قنفذ فضربتها وقلت لخالد بن الوليد : أنت ورجالنا هلموا في جمع الحطب فقلت : إني مضرمها ، فقالت : يا عدو الله وعدو رسوله وعدو أمير المؤمنين فضربت فاطمة يديها من تمنعني من فتحه، مرمته، فتصعب علي ، فضربت كفيها بالسوط فآلمها ، فسمعت لها زفيراً وبكاء فكدت أن ألين وأنقلب عن الباب ، فذكرت أحقاد علي ، ولوعه في دماء صناديد العرب ، وكيد محمد وسحره ، فركلت الباب ، وقد ألصقت أحشائها بالباب تترسه وسمعتها ، وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها وقالت : يا أبتاه يا رسول الله هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك ، آه يا فضة إليك فخذيني ، فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل ، وسمعتها تمخض وهي مستندة إلى الجدار ، فدفعت الباب ، فأقبلت إلي بوجه أغشى بصري ، فصفقت صفقة على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض . بحار الأنوار طبعة قديمة ج-1 ص 220-227 ، بيت الأحزان ص 120-121

العودة