يقول السيد محمد حسين فضل الله:

فليس هناك في الكون خالد إنك ميت وإنهم ميتون (وما جعلنا) {وما كان لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون} ومن هذه الآية نفهم أن الفكرة اللي تقول أن الخضر حي خالد إلى آخر الزمن هذه الآية تنافيها ما جعلنا لبشر من قبلك أنه شرب ماء الحياة القرآن يقول ما في(وما جعلنا)  {وما كان لبشر من قبلك الخلد أفإن مت} فهم هؤلاء الذين يشمتون بك ويتمنون موتك {أفإن مت فهم الخالدون}. [ للإستماع إضغط هنا]

ويقول:

".. والتقيا بهذا العبد الصالح الذي لم يرد له ذكر في القرآن إلا في هذه القصة.. وتتحدث الروايات عنه أنه الخضر، وفي حديث أئمة أهل البيت (ع) فيما رواه محمد بن عمارة عن الإمام جعفر الصادق أن الخضر كان نبيا مرسلا بعثه الله تبارك وتعالى إلى قومه فدعاهم إلى توحيده والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه.. وقد تذكر بعض الأحاديث أنه حيّ لم يمت بعد، وليس هناك دليل قطعي يثبت ذلك، كما أنه ليس هناك دليل عقلي يمنع من ذلك من خلال قدرة الله المطلقة على ذلك وعلى اكثر منه.

ولا نجد هناك كبير فائدة في تحقيق الأمر في شخصيته وفي خصوصيته.. لأن ذلك لا يتصل بأي جانب في العقيدة والحياة [من وحي القرآن ج14ص363ط2]

ونقول

قوله:

"لا كبير فائدة في تحقيق الأمر في شخصية الخضر عليه السلام، ولا في خصوصيته.."

مما لا مجال لقبوله منه؛ فإن حديث النبي (ص) والأئمة (ع) المستفيض والكثير جداً، عن بقاء حياته عـليه السلام يشير إلى عـظيم الفائـدة في ذلـك.. وفي كتاب (البحار) من الحديث الشريف عشرات الأحاديث التي تحدثت عن الخضر عليه السلام، وذكرت له دوراً في كثير من الأحداث، فراجع فهارسه.

ب ـ قوله:

"إن ذلك لا يتصل بأي جانب في العقيدة والحياة"

هو الآخر قول غير مقبول: لأن ذلك يعتبر شاهداً حياً على طول عمر الإمام الحجة قائم آل محمد عليهم الصلاة والسلام.

ج ـ أما بالنسبة لقوله:

"إنه لا يوجد دليل قطعي يثبت حياة الخضر".

فإننا نقول:

إن الدليل القطعي هو الروايات الكثيرة جدا والمتواترة، التي تحدثت عن ذلك، والتي لا مجال لإحصائها غير أننا نذكر للقارئ الكريم هنا بعض موارد وجودها في خصوص الكتاب الشريف: بحار الأنوار، وإذا أراد الوقوف على المزيد فعليه بمراجعة فهارسه ليجد موارد كثيرة سوى ما اخترناه تقنعه أن هذا الأمر هو فوق حد التواتر..المفيد للقطع؛ والموارد المختارة هي التالية:

الجزء

الصفحات

الجزء

الصفحات

3

297 حتى 300 ـ 319 ـ 320

6

299 ـ 30

10

119 ـ 159

12

175

22

505 ـ 515

46

37 ـ 145 ـ 361 ـ 38

36

415 ـ 130

47

138 ـ 21

39

132 ـ 131

61

36

42

9 ـ 45 ـ 303

70

8

44

254

77

356

52

152

82

97

71

123 – 143

100

443 ـ 392 ـ 355

99

204

 

 

                          وراجع إحقاق الحق ج 9 ص: 397 – 401 ـ وج 8 ص71.

 

ـ وبالمناسبة نشير إلى أن السيد فضل الله قد استدل على عدم بقاء الخضر عليه السلام إلى آخر الزمان بقوله تعالى {وما كان لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون} [للإستماع إضغط هنا]

ونقول:

ـ إذا كان السيد محمد حسين فضل الله يرفض بقاء الخضر عليه السلام على قيد الحياة إلى آخر الزمان، ويقيم على ذلك الأدلة والشواهد، فكيف يقول:

".. قد تذكر بعض الأحاديث أنه حي لم يمت بعد. وليس هناك دليل قطعي يثبت ذلك "

إلى أن قال:

"ولا نجد كبير فائدة في تحقيق الأمر في شخصيته وفي خصوصيته، لأن ذلك لا يتصل بأي جانب في العقيدة والحياة ".؟!

فها هو قد أقام الدليل على أنه لا يبقى حيا إلى آخر الزمان. كما أنه لم يزل هو نفسه يتصدى لتحقيق الأمر في خصوصية هذا النبي الكريم.. مع أن ذلك ـ بزعمه ـ لا فائدة فيه.  ـ إن دليله هذا الذي أقامه ـ لو صح ـ فهو يدل أيضاً على عدم صحة القول ببقاء صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه ) هذه المدة الطويلة، لأنه فسر الخلد بامتداد الحياة.؟!

ـ وللتذكير نقول: إن المراد بالآية هو رد دعوى الخلود. والخلود ليس هو بقاء الحياة إلى آخر الزمان، كما هو الحال بالنسبة لقائم آل محمد (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وللخضر عليه السلام.. فعدم الخلود لأحد لا يدل على أنه لا يعيش إلى آخر الزمان..

وننقل لكم  بعض روايات وأحاديث عن أهل البيت عليهم السلام تثبت وجود الخضر عليه السلام حي!!!

قال أمير المؤمنين وسيد الموحدين: سلوني قبل أن تفقدوني. فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكيا على عكازه فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه فقال: يا أمير المؤمنين دلني على عمل نجاني الله من النار. فقال له: اسمع يا هذا ثم افهم ثم استقين، قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه، ويعني لا يبخل بماله على أهل دين الله عز وجل، وبفقير صابر. فإذا اكتم العالم علمه ويبخل الغني ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون الله، إن الدار قد رجعت إلى بدئها أي إلى الكفر بعد الإيمان أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسامهم مجتمعة وقلوبهم شتى، أيها الناس إنما الناس ثلاثة: زاهد، وراغب، وصابر، فإنما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه ولا يحزن على شئ منها فاته، وأما الصابر فيتمناها بقلبه فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام. قال: يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذالك الزمان؟  قال: ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حبيبا قريبا. قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين. ثم غاب الرجل فلم نره فطلبه الناس فلم يجدوه، فتبسم علي (عليه السلام) على المنبر ثم قال: مالكم هذا أخي الخضر (عليه السلام). بحار الأنوار – المجلسي ج10ص119 وج67ص8 ، الأمالي – الصدوق 434 والتوحيد – الصدوق 306 ، الاختصاص – المفيد ص 237 ، نور البراهين ج2ص154

وعن الأعمش قال : خرجت حاجا فرأيت بالبادية أعربيا أعمى، وهو يقول: اللهم أنى أسألك بالقبة التي اتسع فناؤها، وطالت أطنابها، وتدلت أغصانها وعذب ثمرها، واتسق فرعها، وأسبغ ورقها وطاب مولدها ، إلا رددت على بصرى ، قال: فخنقتني العبرة ، فدنوت إليه وقلت له : يا إعرابي لقد دعوت فأحسنت ، فما البقعة التي اتسع فناؤها ؟ قال : محمد صلى الله عليه وآله. قلت:فقولك : طالت أطنابها ؟ قال: أعنى فاطمة عليه السلام . قلت : وتدلت أغصانها ؟ قال: على وصى رسول الله صلى عليه وآله.قلت: وعذب ثمرها ؟ قال: الحسن والحسين عليهم السلام . قلت: واتسق فرعها ؟ قال : حرم الله ذرية فاطمة عليها السلام. على النار. قلت : وأسبغ ورقها ؟  قال: بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. فأعطيته دينارين ومضيت ، وقضيت الحج ورجعت فلما وصلت إلى البادية رأيته فإذا عيناه مفتوحتان كأنه ما عمى قط. قلت: يا إعرابي كيف حالك ؟ قال : كنت أدعو بما سمعت فهتف بي هاتف ، وقال: إن كنت صادقا انك تحب نبيك وأهل بيت نبيك فضع يدك على عينيك . فوضعتهما عليهما ثم كشفت عنها وقد رد الله على بصري، فالتفت يمينا وشمالا فلم أر أحد ، فصحت: أيها الهاتف ،بالله من أنت ؟ فسمعت  أنا الخضر ، أحب علي بن أبي طالب،فان حبه خير الدنيا و الآخرة. الدعوات – قطب الدين الراوندي ص 195

 الاصبغ بن نباتة قال : كان أمير المؤمنين يصلي إذا  أقبل رجل عليه بردان اخظران وله عقيصتان سوداوان ابيض اللحيه فلما سلم أمير المؤمنين من صلاته أكب على رأسه فقبله ثم اخذ بيده فذهبا قال فخرجنا نحوهما مسرعين فسألنا عنه فقال :هذا أخي الخضر اكب علي وقال لي انك في مدرة يعني الكوفة لا يريدها جبار بسوء. مناقب آل أبي طالب – ابن شهر آشوب ج2ص84

الصفواني في الإحن والمحن والكليني في الكافي : انه لما توفي أمير المؤمنين عليه السلام جاء شيخ يبكي وهو يقول : اليوم انقطعت علاقة النبوة،  حتى وقف بباب البيت الذي فيه أمير المؤمنين فأخذ بعضادتي الباب فقال : رحمك الله فلقد كنت أول الناس إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدهم يقينا وأخوفهم من الله وأطوعهم لنبي الله وآمنهم على أصحابه وأفضلهم مناقب وأكثرهم سوابق وأشبههم به خلق وخلقا وسيماء وفضلا وكنت اخفضهم صوتا وأعلاهم طودا واقلهم كلاما وأصوبهم منطقا وأشجعهم قلبا وأحسنهم عملا وأقواهم يقينا حفظت ما ضيعوا ورعيت ما أهملوا وشمرت إذا اجتمعوا وعلوت إذا هلعوا ووقفت إذا شرعوا وأدركت أو تارما ظلموا كنت على الكافرين عذابا واصبا وللمؤمنين كهفا وحصنا كنت كالجبل الراسخ لا تحركك العواصف كنت للطفل كالأب الشفيق وللأرامل كالبعل العطوف قسمت بالسوية  وعدلت في الرعية وأطفأت النيران وكسرت الأصنام وأذللت الأوثان وعبدت الرحمن، في كلام له كثير، فالتفتوا فلم يروا أحدا  فسئل الحسن عليه السلام من كان الرجل؟ قال الخضر. مناقب آل أبي طالب – ابن شهر آشوب ج2ص170

من كتاب صفوة الأخبار روى الأعمش قال: رأيت جارية سوداء تسقي الماء وهي   تقول : اشربوا حبا لعلي بن أبي طالب عليه السلام وكانت عمياء، قال : ثم أتيتها بمكة تسقي الماء وهي تقول : اشربوا حبا لمن رد الله علي بصري به، فقلت : يا جارية رأيتك في المدينة ضريرة تقولين : اشربوا حبا لمولاي علي بن أبي طالب عليه السلام وأنت اليوم بصيرة فم شأنك؟ قالت : بأبي أنت إني رأيت رجلا قال : يا جارية أنت مولاة لعلي بن أبي طالب عليه السلام ومحبته؟ فقلت نعم، فقال : اللهم إن كانت صادقة فرد عليها بصرها ، فوالله لقد رد الله علي بصري فقلت : من أنت؟ قال أنا الخضر وأنا من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام. مدينة المعاجز – البحريني ج2ص76 ، بحار الأنوار – المجلسي ج42 ص9

وفي حديث نافع بن الأزرق أنه سأل الباقر(عليه السلام) عن مسائل قوله تعالى: {واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } من الذي يسأله محمد، وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة؟ قال فقرأ أبو جعفر(عليه السلام) {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا} ثم ذكر اجتماعه بالمرسلين والصلاة بهم – وتكلم بعض رؤساء الكيسانية مع الباقر(عليه السلام) في حياة محمد بن الحنيقة قال له: ويحك ما هذه الحماقة؟ أنتم أعلم به أم نحن؟ قد حدثني أبي علي بن الحسن عليهما السلام أنه شهد موته وغسله وكفنه والصلاة عليه وإنزاله في قبره، فقال: شبه على أبيك كما شبه عيسى بن مريم على اليهود، فقال له الباقر(عليه السلام): أفنجعل هذه الحجة قضاء بيننا وبينك؟ قال: نعم، قال: أرأيت اليهود الذين شبه عيسى(عليه السلام) عليهم كانوا أولياءه أو أعداءه قال: بل كانوا أعداءه ، قال : فكان أبي عدو محمد بن الحنفية فشبه له ؟ قال : لا ، وانقطع ورجع عما كان عليه- وجاءه من أهل الشام و سأله عن بدء خلق البيت، فقال (عليه السلام) : إن الله تعالى لما قال للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة} فردوا عليه بقولهم : {أتجعل فيها} وساق الكلام إلى قوله تعالى : {وما كنتم تكتمون} فعلموا أنهم وقعوا في الخطيئة فعاذوا بالعرش فطفوا حوله سبعة أشواط ، يسترضون ربهم عز وجل فرضي عنهم ، وقال لهم: اهبطوا إلى الأرض فابنوا لي بيتا يعوذ به من أذنب من عبادي ويطوف حوله كما طفتم أنتم عرشي فأرضي عنه كما رضيت عنكم فبنوا هذا البيت ، فقال له الرجل : صدقت يا أبا جعفر ، فما بدؤ هذا الحجر؟ قال: إن الله تعالى لما أخذا ميثاق بني آدم أجرى نهرا أحلى من العسل وألين من الزبد ، ثم أمر القلم استمد من ذلك وكتب إقرارهم وما هو كائن إلى يوم القيامة ، ثم ألقم ذلك الكتاب هذا الحجر فهذا الاستلام الذي ترى إنما هو بيعة على إقرارهم ، وكان أبي إذا استلم الركن قال: اللهم أمانتي أديتها، وميثاقي تعاهدته ليشهد لي عندك بالوفاء ، فقال الرجل: صدقت يا أبا جعفر ، ثم قام فلما ولى قال البقر (عليه السلام) لابنه الصادق (عليه السلام) : اردده علي ، فتبعه إلي الصفا فلم يره ، فقال الباقر (عليه السلام) : أراه الخضر (عليه السلام ).  بحار الأنوار – المجلسي ج10ص158-159 ، مناقب آل أبي طالب – ابن شهر آشوب ج3ص333 ، شرح الأخبار – القاضي النعمان المغربي ج2ص279.

العودة