يقول السيد محمد حسين فضل الله:

أرسل إليه القوم أقدم على جنود لك مجندة هل كانوا للحسين أن يأتي فقط ليعظ الناس ويرشدهم أو جاء طلبوه  ليحكم بينهم كانت قصة حكم هي قصة الواقع ولو عرف يزيد أن  الحسين عليه السلام يتحرك لمجرد أن يأمره بترك شرب الخمر ولعب القمار وما إلى ذلك لإستقبله وتحدث معه بكل سرور لكن المسألة كانت هي أنه  خاف على حكمه أو شعر بالتهديد لحكمه.[للإستماع إضغط هنا]

ونقول:

إن الحديث بالشكل المطروح أنه لو عرف يزيد أن الحسين عليه السلام يتحرك لمجرد أن يأمره بترك شرب الخمر ولعب القمار وما إلا ذلك لاستقبله وتحدث معه !!!... هو تزوير للحقيقة والواقع !!.. ويبقى السؤال يا ترى من المستفيد من شذوذ الرجل عن معتقداتنا وثوابتنا ، وهذا الحديث يؤكد ما نقوله .

فلما مات معاوية وذلك لنصف من شهر رجب سنة ستين من الهجرة كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان على المدينة من قبل معاوية أن يأخذ الحسين عليه السلام بالبيعة له ولا يرخص له في التأخير عن ذلك، فأنفذ الوليد إلى الحسين في الليل فاستدعاه فعرف الحسين عليه السلام الذي أراد، فدعا جماعة من مواليه وأمرهم بحمل السلاح، وقال لهم: إن الوليد قد استدعاني في هذا الوقت، ولست آمن أن يكفلني فيه أمرا لا اجبيه إليه، وهو غير مأمون، فكونوا معي فإذا دخلت إليه فاجلسوا على الباب، فإن سمعتم صوتي قد علا فدخلوا عليه لتمنعوه عني. فصار الحسين عليه السلام إلى الوليد بن عتبة فوجد عنده مروان بن الحكم فنعى إليه الوليد معاوية فاسترجع الحسين ثم قرأ عليه كتاب يزيد وما أمره فيه من أخذ البيعة من له، فقال الحسين عليه السلام: إني لا أراك تقنع ببيعتي ليزيد سرا حتى أبايعه جهرا فيعرف ذلك الناس، فقال له الوليد: أجل فقال الحسين: فتصبح وترى رأيك في ذلك، فقال له الوليد: انصرف على اسم الله تعالى حتى تأتينا مع جماعة الناس. فقال له مروان: والله لئن فارقك الحسين الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينكم وبينه احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه، فوثب الحسين عليه السلام عند ذلك وقال: أنت يا ابن الزرقاء تقتلني أم هو؟ كذبت والله وأثمت، وخرج يمشي ومعه مواليه حتى أتى منزله. قال السيد: كتب يزيد إلى الوليد يأمره بأخذ البيعة على أهلها وخاصة على الحسين (عليه السلام) ويقول: إن أبى عليك فاضرب عنقه ، وابعث إلي برأسه ، فأحضر الوليد مروان واستشاره في أمر الحسين ، فقال : إنه لا يقبل، ولو كنت مكانك ضربت عنقه،  فقال الوليد، ليتني لم أك شيئا مذكورا. ثم بعث إلى الحسين (عليه السلام ) فجاءه في ثلاثين من أهل بيته ومواليه- وساق الكلام إلى أن قال-: فغضب الحسين (عليه السلام) ثم قال: ويلي عليك يا ابن الزرقاء أنت تأمر بضربي عنقي؟ : كذبت والله وأثمت . ثم أقبل على الوليد فقال : أيها الأمير! إنا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم الله ، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر ، قاتل النفس المحرمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون ، ونظر وتنظرون، أينا أحق بالبيعة والخلافة ، ثم خرج عليه السلام.مثير الأحزان – ابن نما الحلي – ص14 ، بحار الأنوار – المجلسي ج44ص325 ، العوالم – البحريني ص147 ، لواجع الأشجان – الأمين ص25        

 كتب يزيد إلى الوليد يأمره بأخذ البيعة على أهلها وخاصة على الحسين (عليه السلام) ويقول: إن أبى عليك فاضرب عنقه ، وابعث إلي برأسه ، فأحضر الوليد مروان واستشاره في أمر الحسين ، فقال : إنه لا يقبل، ولو كنت مكانك ضربت عنقه،  فقال الوليد، ليتني لم أك شيئا مذكورا. ثم بعث إلى الحسين (عليه السلام ) فجاءه في ثلاثين من أهل بيته ومواليه- وساق الكلام إلى أن قال-: فغضب الحسين (عليه السلام) ثم قال: ويلي عليك يا ابن الزرقاء أنت تأمر بضربي عنقي؟ : كذبت والله وأثمت. ثم أقبل على الوليد فقال : أيها الأمير! إنا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم الله ، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر ، قاتل النفس المحرمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون ، ونظر وتنظرون، أينا أحق بالبيعة والخلافة ، ثم خرج عليه السلام.بحار الأنوار – المجلسي  ج44ص324.

العودة