![]() |
((الصداقة))
قال الأمام الصادق عليه السلام:
(( لاتكون الصداقة إلا بحدودها فمن كانت فيه هذه الحدود أوشئ منها فانسبه إلى الصداقة, ومن لم يكن فيه شئ منها,فلاتنسبة إلى شئ من الصداقة)) فأولها- أن تكون سريرته وعلانيته واحدة. والثانية- أن يرى زينك زينة وشينك شينه . والثالثة- أن لاتغيره عليك ولاية ولامال. والرابعة – أن لايمنعك شيئاً تناله مقدرته. والخامسة- وهي تجمع هذه الخصال أن لايسلمك عند النكبات. |
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين بارك الله بكم اخي قحطان (ربّ أخٍ لك لم تلده أمك ) إنطلاقاً من هذه المقولة لسيد البلغاء أمير المؤمنين (عليه السلام ) ندرك جلياً قيمة ومكانة الصديق في نفس الإنسان .. إذ ربما يكون الصديق أقرب إليك من أخيك الذي من لحمك ودمك... ولوجود الصديق الصالح في حياة الإنسان أهمية كبيرة , فقد روي عن لقمان ( عليه السلام ) أنه قال( اطلبنّ أول شئ تكسبه بعد الإيمان بالله خليلاً صالحاً فإنمامثل الخليل كمثل النخلة فإن قعدتَ في ظلهاأظلّتك .. وإن احتطبتَ من حطبها نفعتك .. وإن أكلتَ من ثمرها وجدته طيباً )... ولكي تختار-أخي المؤمن أختي المؤمنة -الصديق الذي يكون بحق الصديق الصالح أو بمثابة الأخ , فإن هناك طرقاً لاختياره , منها : 1-عند وقوع محبة شخص ما في قلبك وتحس بأن روحك وروحه متحدتان , إذ يروى عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) أنه قال ( إمتحن قلبك فإن كنت توده فإنه يودك) وفي هذا يقول الشاعر: همومُ رجالٍ في أمورٍ كثيرةٍ ** وهمي من الدنيا صديقٌ مساعدُ نكون كروحينِ في جسمينِ قُسّمت ** فجسماهما جسمانِ والروحُ واحدُ 2- إغضابه, فإن أغضبته ولم يخرجه غضبه عن الحق إلى الباطل فاتخذه صديقاً وأخاً. قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) ( من غضب عليك من أخوانك ثلاث مرات ولم يقل فيك مكروهاً فأعدّه لنفسك )وفي هذا يقول أبوتمام : من لي بإنسانٍ إذا أغضبتهُ *** وجهلتُ كان الحلمُ ردّ جوابهِ وإذا صبوتُ إلى المرامِ شربتُ من*** أخلاقهِ وسكرتُ من آدابهِ وتراه يصغي للحديث بطرفهِ ***ولسانهِ ولعله أدرى بهِ 3-سعيه في قضاء حاجة لك ووقوفه معك في النوائب والبلايا. وما أكثر ما روي في ذلك, فقد ورد عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال( في الشدة تتبين مودة الصديق) ولا ننسى المثل العربي ( الصديق وقت الضيق )وقال الشاعر : كم من أخٍ لك لو نابتك نائبةٌ ** وجدته خيراً لك من أخ النسبِ وقال آخر : وما أكثر الأخوان حين تعدهم *** ولكنهم في النائبات قليلُ أما عن صفات الصديق الصدوق الذي تتخذه أخاً وصديقاً فنورد منها ما يأتي : 1- أن يكون مرآة لك تعكس صفاتك الإيجابية والسلبية غلى حدٍ سواء, إذيقول أمير المؤمنين ( عليه السلام) ( صديقي من أهدى إليّ عيوبي ) 2-أن يكون معك في الشدة والرخاءوالسراء والضراء ومما ينسب إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام) في هذا الباب : إن أخاك الحق من كان معك ** ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا ريب الزمان صدعك ** شتت فيه شمله ليجمعك وقال شاعر : وليس أخي من ودّني بلسانهِ** ولكن أخي من ودّني في النوائبِ ومن حكم الإمام الصادق ( عليه السلام) في الصداقة قوله (الصداقة محدودة , فمن لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه ألى كمال الصداقة ومن لم يكن فيه شئ من تلك الحدود فلا تنسبه إلى شئ من الصداقة :أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة,وأن يزينه زينك ويشينه شينك , وأن لايغيره مال ولا ولاية , وأن لا يمنعك شيئاً مما تصل إليه مقدرته , وأن لا يسلمك عنداالنكبات ) . فإن وجدت - أخي المؤمن أختي المؤمنة -أخاً بهذه الصفات فاعلم بأن أفضل ما تقابله به هو ( الإبتسامة) فإنها تجلو الكرب وتزيل الهم , وما أروع ما قال الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذلك( تبسمك في وجه أخيك المؤمن عبادة)وقال شاعر : وكن مثل طعم الماء عذباً وبارداً ** على الكبد الحرى لكل صديقِ وكما يقف أخوك إلى جانبك في ساعة الشدة , جازه بالمواساة حينما يقع في نائبة أوشدة إذ يقول أحد المعصومين ( عليهم السلام أجمعين ) ( أحسن الإحسان مواساة الأخوان) . أخيراً أسأل الله تعالى أن يرزقكم الأخوان المتصفين بهذه الصفات القيمة وهنيئاً لمن لديه أخٌ جمع كل هذه الصفات . نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا |
الساعة الآن »05:32 AM. |