منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - المحاور السبعة لخطبة مولاتنا الزهراء عليها السلام
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.54 يوميا
النقاط : 323
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-Oct-2011 الساعة : 02:08 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين

المحور الثاني :
التذكير بمنزلة الرسول() السامية و صفاته و مسؤولياته و أهدافه.

النصّ:

و أشهد أنّ أبي محمداً عبده و رسوله، إختاره و انتجبه قبل أن أرسله، و سمّاه قبل أن اجتبله، و اصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونةٌ و بستر الأهاويل مصونةٌ، و بنهاية العدم مقرونةٌ.
علماً من الله تعالى بمائل (بمآل) الأمور، و إحاطة بحوادث الدهور، و معرفةً بمواقع المقدور.
ابتعثه الله إتماماً لأمره و عزيمةً على إمضاء حكمه و إنفاذاً لمقادير حتمه.
فرأى الأمم فرقاً في أديانها، عُكفاً على نيرآنها،(و) عابدةً لأوثانها، مُنكرةً لله مع عرفانها.
فأنار الله بمحمد() ظُلمها، و كشف عن القلوب بهمها و جلّى عن الأبصار غممها.
و قام في الناس بالهداية و أنقذهم من الغواية و بصَّرهم من العماية.
و هداهم إلى الدين القويم و دعاهم إلى الطريق المستقيم، ثم قبضة الله
إليه قبض رأفة و اختيار و رغبة و إيثار، فمحمدٌ() عن (مِنْ) تعب هذه الدار في راحة، قد حُف بالملائكة الأبرار، و رضوان الرب الغفار، و مجاورة الملك الجبار.
صلّى الله على أبي نبيِّه و أمينه على الوحي و صفيِّه و خيرته من الخلق و رضيِّه و السلام عليه و رحمة الله و بركاته.


التفسير:

تشير مولاتنا فاطمة الزهراء() في هذا المحور من خطبتها إلى جزء من المسائل المهمة المتعلقة بشخص رسول الله()، منها:
1- تتحدث عبارتها الأولى عن جوهر ذات الرسول() المقدسة الشيء الذي أشير إليه في سائر الأحاديث الإسلامية أيضاً و هنا يبرز بحث مهمٌ و هو، هل تختلف النشأة التكوينية للرسول() كلياً عن الآخرين؟ و إذا كان كذلك فإن عصمته تكون جزءً من مستلزمات تلك الذات، و ليس في هذا من فضل.
و إذا كان جوهره لا يختلف عن الاخرين، إذاً فما الهدف الذي تبغيه مولاتنا من وراء هذه التعابير؟
الحقيقة هي أن ميزات و مواهب الأنبياء و الأئمة تنقسم إلى قسمين، فبعضها ذاتية و بعضها الأخراى مُكتسَبة، و بالتدقيق في هذا التركيب الخاص فقد أجيب على كثير من التساؤلات.
وبتعبير آخر، فإن الرب الحكيم الذي حمّل نبيه أعباء تلك المهمة العظيمة منحه استعدادات ذاتية: فقد أعطاه جوهراً ممتازاً، ذكاء متوقداً، إرادةً حديديدةً، عزماً راسخاً، و علماً و فيراً و تشخيصاً صائباً، و إلا فلن
يتمكن شخصٌ ضعيفٌ من القيام بهذه الرسالة الكبيرة و سينتفي غرضها.
و هذا الأمر لا يتّصف إلا بالعدالة، فقوة عضلات الساعد تفوق بكثير قوة عضلات جفن العين، لأن وظيفة الأخيرة رفع و خفض جفن العين، في حين وظيفة الأخرى رفع الأحمال العظيمة و إنجاز الأعمال الثقيلة، و خلاف ذلك هو خلافٌ للعدالة.
و مع هذا فإن الجوهر الذاتي للرسول() لم يسلب منه الإرادة و الاختيار، فهو أيضاً له القدرة على المعصية «و العياذ بالله»، علماً أنه لا يرتكب المعصية.
لا تتعجب، فالكثير من الناس العاديين يتمتعون بنفس هذه الحالة بالنسبة لبعض المعاصي، فمثلا يستطيع كل امرىء أن يظهر عارياً كما ولدته أمه أمام جمع من الناس، أو أن له القدرة على النوم عارياً في ثلوج ليلة شتاء قارصة، ولكن في نفس الوقت لاتصدر هذه الأفعال إلا من المجانين.
يتمتع الأنبياء و الأئمة المعصومون بنفس هذه الحالة بالنسبة لجميع المعاصي.
و هذا يُلفت النظر إلى المسؤولية الكبيرة التي يتحملها المعصومون تجاه جوهرهم الطاهر، فلا يُقبل منهم أبداً ترك العمل بالأولى.
و تعبير فاطمة() الذي تقول فيه «عِلماً من الله تعالى بمائل الأمور و إحاطةً بحوادث الدهور» إنما يُشير إلى تلك النقطة، و هي أن الله يعلم بثقل الرسالة التي ستُلقى على عاتق النبي() لذا جعل جوهره بهذا المستوى الممتاز.
2 ـ جاء الرسول() لإتمام الأوامر الإلهية، و تنفيذ أوامره التكوينية.
تشير هذه العبارة إلى مسألة ختم النبوة بالرسول الكريم()، وهي أيضاً إشارة إلى مسألة إتمام المواهب التكوينية عن طريق التشريع والأحكام الإلهية.
3 ـ تعرّج ابنة رسول الله() في هذا المقطع من حديثها على الوضع المأساوي للأمم قبل بعث الرسول() و كيفية ابتلائهم بظلمة الخرافات، المجوس في تعظيمهم للنار، و العرب في عبادتهم للأصنام، و سائر الملل في ابتلائها بنوع من الانحراف و التفرقة.
و ما أعظم قولها «مُنكِرَةٌ لله مع عرفانه» الذي تشير فيه إلى مسألة «التوحيد الفطري» المكنون في كل البشر.
4 ـ تشير() في قسم آخر من بيانها الرائع إلى بركات وجود النبي«ص» و آثار قيامه، و كيف أبعد عن أفق أفكارهم سحب الأوهام السوداء المظلمة، و أزال عن قلوبهم صدأ الجهل و الخرافات، و مزّق الغشاوة التي حجبت أبصارهم عن مشاهدة الحق، و دعاهم إلى «الصراط المستقيم» و الحد الأوسط الذي يفصل بين الإفراط و التفريط.
و من أجل فهم و درك عمق هذا الحديث، يجب إجراء مقارنة دقيقة بين وضع الناس في عصر الجاهلية و وضعهم بعد ظهور الإسلام، حتى يتّضح الواقع الذي بيّنته سيدة الإسلام() في خطبتها.
5 ـ من المسائل التي يجدر الإشارة إليها في هذا المقطع من خطبة سيدة النساء() التأريخية هي الموت الكريم - أو العزيز ـ للرسول():
ذلك الذي كبلت روحه المتألقة بقيود الجسد في هذه الدنيا الفانية، و بعد أن أدى الرسالة، و أتمَّ المسؤولية، كسِّر تلك القيود محلّقاً نحو الحبيب، مرفرفاً في فنائه، آخذاً مكانه بين ملائكة السماء المقرّبين!

المراجع :
الزهراء سيدة نساء العالمين
لسماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

للموضوع تتمة ..


نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا

توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس