منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - المحاور السبعة لخطبة مولاتنا الزهراء عليها السلام
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.54 يوميا
النقاط : 323
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-Oct-2011 الساعة : 12:41 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين

المحور الثالث :
كتاب الله و فلسفة الأحكام

النص:

ثم التفتت() إلى أهل المجلس و قالت:
أنتم عبادالله نُصْبُ أمره و نهيه، و حملة دينه و وحيه، و أُمناء الله على أنفسكم، و بُلغاؤه إلى الامم.
و زعيم حقِّ له فيكم، و عهدٌ قدّمه إليكم.
و بقيةٌ استخلفها عليكم كتاب الله الناطق، و القرآن الصادق، و النور الساطع، و الضياء اللامع، بيِّنةٌ بصائره، منكشفةٌ سرائره، متجليةٌ ظواهره، مغتبط به أشياعه، قائدٌ إلى الرضوان اتِّباعه، مؤدٍّ إلى النجاة استماعه، به تُنال حجج الله المنوَّرة، و عزائمه المفسرَّة، و محارمه المحذَّرة، و بيِّناته الجالية و براهينه الكافية، و فضائله المندوبة و رُخصه الموهوبة و شرايعه (شرائعه) المكتوبة.
فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، و الصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، و الزكاة تزكيةً للنفس، و نماءً في الرزق، و الصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، و طاعتنا نظاماً للملة، وإمامتنا أماناً من الفُرقة (للفُرقة)، و الجهاد عزّاً للإسلام، و الصبر معونةً
على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحةً للعامة، و برَّ الوالدين وقايةً من السخط، و صلة الأرحام مُنماةً للعدد، و القصاص حقناً للدماء والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة و توفية المكاييل و الموازين تغييراً للبخس، و النهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، و اجتناب القذف حجاجباً عن اللعنة و ترك السرقة إيجاباً للعفة و حرَّم الله الشرك إخلاصاً له بالرُّبوبية.
فـ«اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ»
و أطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه، فإنه «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ»

التفسير:

تُشير سيدة الإسلام() في هذا القسم من الخطبة إلى أمور مهمة أيضاً، منها:
1 ـ تعد مسؤولية المسلمين في إبلاغ الرسالة و نشر الإسلام في العالم، والدفاع عن قوانين و تعاليم و قيم الدين الحنيف من المسؤوليات الخطيرة التي لو تقاعس المسلون عن أدائها كان حقّا عليهم أن ينتظروا العقاب والجزاء الإلهي، و أن يطردوا من ساحة رحمته الواسعة.
2 ـ نبهت إلى عظمة القرآن على أنه كتاب ناطق و نور جلي وضوء مشع، حارب و بشدة ظلمات الجهل و التعصب و الخرافات.
ذلك الكتاب الذي ظاهره الجمال و النور، و باطنه العبرة و المعنى
الغزير، و أدلته مقنعةً منجيةً.
ذلك القائد الذي يضمن لتابعيه النجاة، حيث دعاهم إلى جنة أزلية.
فهو قائد النجاة الذي بيَّن بمنطقه الفصيح أدلة التوحيد، و ثبت مبادىء العقيدة ببراهينه النيرة، و أفصح عن البرامج العملية التي يحتاجها المرء في طريق تكامل الإنسانية، فشخص «المباح» من «المحظور»، «الجيد» من «الرديء» و «الحق» من «الباطل».
3 ـ أبدعت في تبيان فلسفة الأحكام من خلال عبارات قصيرة، فبدأت بالإيمان حتى الوفاء بالنذر، و من التوحيد حتى ترك البخس في الميزان، فوصفت كلا منها بجملة و مقوله. فما أحلى تعبيرها«فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك».
يتضح من هذا التعبير أنَّ حقيقة معرفة الله و توحيده مكنونة في فطرة الإنسان، لهذا جاء الإسلام ليطهره من الملوثات العرضية التي تنتج عن طريق الشرك، كما تغسل الثياب البيض بعد اتساخها ليظهر لونها الأصلي.
شرع الله «الصلاة» ليوطن بها روح التواضع في الناس، و يسحب المتكبرين من منصة الغرور، عن طريق الركوع و السجود، و الدعاء في حضرة الخالق.
«الزكاة» تكون سبباً في تحرير روح الإنسان من أسر الدنيا و تعلقه بزخرفها و أموالها، و تنمية ثروات الأمة من خلال تعزيز البنية المالية للمحرومين.
«الصيام» يجعل الإنسان مسيطراً على هوى نفسه، و يثبت فيه روح الإخلاص، و يضفى على أغصان وجوده براعم و زهور التقوى.
«الحجُّ» ذلك التجمع الإسلامي العظيم الذي تثبت فيه أُسس الإسلام، و تعزز فيه قدرات المسلمين قي شتى المجالات الفكرية و العلمية و العسكرية و السياسية.
«العدالة الاجتماعية» تغسل الأحقاد من القلوب، و تزيل الاضطرابات و تقر التنظيم و عن طريق قبول قيادة الهداة المعصومين، يمنح الله المسلمين نظاماً اجتماعياً سالماً منتهجاً خط التوحيد، و يبعد عنهم النفاق و التفرقة.
كذلك في مسائل الجهاد و الصبر و الاستقامة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ما يتعلق بمسائل القصاص و الالتزام بالتعهدات، و محاربة من يبخس الميزان و طهارة الحجور من الفجور و ترك شرب الخمر، فقد أشارت سيدتنا إلى كل ذلك مبينةً آثار و علاج كلٍّ منها.
5 ـ تعود سيدة الإسلام() مرةً أخرى إلى مسألة مسؤولية المسلمين تجاه القرآن المجيد و الإسلام، و تدعوهم إلى التقوى، مذكرةً إياهم بعواقب الأمور، حيث تصرُّ عليهم بمراقبة أعمالهم حتى يودعوا دار الفناء و هم مسلمون!.
كونوا على حذر و إعملوا ما يجعلكم تموتوا مسلمين! نوروا أرواحكم و قلوبكم بنور العلم و المعرفة، لأن العلماء فقط يشعرون بالمسؤولية و يخافون الله سائرين على خطّ التقوى.

المراجع :
الزهراء سيدة نساء العالمين
لسماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

للموضوع تتمة ..

نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس