منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - المحاور السبعة لخطبة مولاتنا الزهراء عليها السلام
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.54 يوميا
النقاط : 323
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-Nov-2011 الساعة : 09:12 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين

المحور السابع :
طلب نصرة الأنصار

النص :
ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت:
يا معشر الفتية(النقيبة) و أعضاد الملة و حضنة الإسلام، ما هذه الغميزة في حقي و السنة عن ظلامتي.
أما كان رسول الله() أبي يقول: «المرء يحفظ في ولده».
سرعان ما أحدثتم و عجلان ذا إهالة، و لكم طاقةٌ بما أحاول و قوةٌ على ما أطلب و أزاول.
أتقولون مات محمّد() فخطبٌ جليلٌ إستوسع و هنه و استنهر فتقه، و انفق رتقه.
و أظلمت الأرض لغيبته، و كسفت النجوم لمصيبته، و أكدت الآمال، و خشعت الجبال، و أضيع الحريم، و أزيلت الحرمة عند مماته.
فتلك و الله النازلة الكبرى، و المصيبة العظمى، لا مثلها نازلةٌ، و لا بائقةٌ عاجلةٌ، أعلن بها كتاب الله جلَّ ثناؤه في أفنيتكم و في ممساكم و مصبحكم هتافاً و صراخاً و تلاوةً و ألحاناً، و لقبله ما حل بأنبياء الله و
رسله حكمٌ فصلٌ، و قضاءٌ حتمٌ.
«وَمَا مُحمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاًوَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ».
إيهاً بني قيلة! أأُهضم تراث أبي و أنتم بمرأى مني و مسمع و منتدىً و مجمع؟ تلبسكم الدعوة و تشملكم الخبرة و أنتم ذو العدد و العدة و الأداة و القوة، و عذركم السلاح و الجنة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، و تأتيكم الصرخة فلا تغيثون(تعينون)، و أنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير و الصلاح، و النخبة التي انتخبت و الخيرة التي اختيرت.
قاتلتم العرب، و تحملتم الكد و التعب، و ناطحتم الأمم و كافحتم البهم، لا نبرح أو تبرحون، نأمركم فتأتمرون، حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام و در حلب الأيام، و خضعت نعرة الشرك، و سكنت فورة الأفك، و خمدت نيران الكفر، و هدأت دعوة الهرج، و استوثق( و استوسق) نظام الدين!
فأنى حرتم بعد البيان؟ و أسررتم بعد الإعلان؟ و نكصتم بعد الإقدام؟ و أشركتم بعد الإيمان؟
«أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّة أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ».
ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، و أبعدتم من هو أحق بالبسط و
القبض، قد خلوتم بالدعة و نجوتم من الضيق بالسعة، فمججتم ما و عيتم، و دسعتم الذي تسوَّغتم.
فـ «إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الاَْرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ».
ألا و قد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامر تكم و الغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، و نفثة الغيض( الغيظ) و خور القناة و بثة الصدر و تقدمة الحجة.
فدو نكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقيبة(نقبة) الخف، باقية العار، موسومةٌ بغضب الله و شنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، فبعين الله ما تفعلون.
«وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَب يَنقَلِبُونَ»
و أنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا«إِنَّا عَامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ»

التفسير :
1 ـ دور الأنصار الفاعل في تحقيق أهداف الإسلام

تشيد سيدة الإسلام () في هذا القسم من حديثها بطائفة الأنصار، موصفةً إياهم بالمجموعة المختارة و ساعد الإسلام القوي و حامي الرسول () المخلص، كما أظهرت لهم الشكر و الثناء بسبب ما بذلوه في خدمة الرسول ()منذ دخوله المدينة و ما تحمَّلوه من عناء و مصاعب قبل ذلك في سبيل الإسلام.
نعم، كان للأنصار دورٌ مؤثرٌ في تقدم الإسلام في الحرب و السلم و في جميع مراحله، و بالرغم من ذلك فقد كانوا أقل توقعاً و طمعاً من المهاجرين، و ربما طوى تاريخ الإسلام مسيراً أفضل فيما لو صُيِّرت لهم الأمور. مما لا شك و لا ريب أن في المهاجرين أشخاصاً مخلصين لم يتوانوا أبداً في إيثارهم و تضحياتهم، لكن تغلغل المتلاعبين بالسياسة في أو ساطهم قد غر قلب الوضع كلياً

2 ـ هجوم فاطمة الزهراء () على الأنصار

لكن سخط سيدة الإسلام () عليهم هو لماذا التزمت هذه السواعد القوية و أصحاب الرسول () القدماء الصمت في مقابل الظلم الذي حل بآل بيته، فقد أقروا بسكوتهم صحة تلك المظالم، و لم يراعوا ذمة النبى() في أهل بيته، و الأهم من ذلك مؤازرتهم للغاصبين و موقفهم الشائن المساعد من تغيير محور الخلافة بعد اشتباك قصير راموا فيه تحقيق مصالحهم، حيث قبضوا ثمناً لذلك السكوت، و ذلك ذنبٌ لا يغتفر!

3 ـ موت النبي() لا يعني موت الاسلام

بين القرآن المجيد من ناحية و الرسول الكريم() من ناحية أخرى حقيقةً مهمةً ألا و هي أن الاسلام لا يعتمد على شخص معين، فهو دين أزلي مستمرٌّ إلى يوم القيامة و لا ينتهي بوفاة النبي الكريم()، لأنه كان ثورة قائمة على أساس ديني، دينٌ إلهىٌّ سماوي، الدين الذي يؤمّن
احتياجات الناس على مر العصور، فلابد لهذا الدين أن يبقى و يدوم.
ولكن رغم كل ذلك، فإن قسماً من الناس ممن ينقصه بُعد النظر و تهمّه المظاهر، يتصور أن الضربة الموجعة و المصيبة المؤلمة التي ألمَّت بالعالم الإسلامي بعد وفاة النبي() و الفراغ الذي نتج عن فقد المحيط الإسلامي لهذا القائد العظيم قد أودى بحياة الإسلام، و انطوت أيامه و أحداثه! مما حدى بهم ذلك إلى غلق شفاههم في مقابل تلك النعرات الجاهلية.
تصرخ فاطمة () مذكرةً إياهم بآيات القرآن التي تتحدث عن أزلية و بقاء الإسلام، تُنبّه الغافلين و توقظهم من غفلتهم، و تعرّف المسلمين مسؤولياتهم الثقيلة في تلك المرحلة الحساسة.

4 ـ الصمت في مقابل تعطيل الأحكام الإسلامية؟

توبّخُ في مقطع آخر من حديثها () الأنصار بشدّة، بأن سكوتكم على أحداث «فدك»، الاحداث التي تُعد حلقةً من سلسلة انحرافات متواصلة، و شرارةً من شعلة متوهّجة، و قطرة من تيار جارف، سيؤدي ذلك في النهاية إلى إحياء الطيف المناهفى للإسلام!
يُظهر الناس حيرتهم متسائلين: إذا كان صحيحاً ما يقال من أن قانون الإسلام هو الحق، فلِم لا يسري حكمه على أقرب أقرباء النبي ()؟ فعند ما يسحقوا مثل هذا الحكم الصريح و أنتم تقرّون ذلك بسكوتكم، صار من السهل عليهم أن يسحقوا سائر الأحكام الإسلامية!
يجب أن تنظروا لهذه المسألة على أنها «عمليةٌ مدبّرة» لا بعنوان أنها
«واقعة عرضية»، و تصوروا ما هي الأحداث الأخرى التي خُبأت خلف هذه الحادثة؟ و ما ثورتي و صرختي إلا لهذا السبب!
لا تتصوّروا أن «حمايتكم للمظلومين من أمثالي» توجد الفرقة بين صفوف الأمة الإسلامية، بل على العكس، فإن سكوتكم يثير الغرابة والدهشة، فلو ادّعيتم الضعف و العجز فقد كذبتم، فقيكم العدد و العدة منذ البداية، و هي الآن أكثر، إضافةً إلى ذلك فلما ذا تلقون بآيات القرآن الصريحة التي تنص على «أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّة أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ» خلف ظهوركم؟ و تخافونهم بدل أن تخافوا الله؟

5 ـ الخلود إلى الدعة

بعدها تغوص هذه المعلمة القديرة في أعماقهم لتستخرج سبب سكوتهم الأصلي، فتشير إلى أن المسألة هي أن استولى عليكم حب الدعة و طلب الراحة، و استسلمت أجسادكم للإستراحة، فرغم أنكم شاهدتم بأعينكم تنحية و تبعيد من هو أحق و أليق بالخلافة من غيره عنها إلا أنكم التزمتم جانب الصمت؟
نعم، تستمر عجلة الثورة إلى الوقت الذي يحتفظ الأشخاص بالروح الثورية و لم يخضعوا لميولهم الدنيوية، و إلا ركعوا أمام المصاعب و المشاكل، غير مبالين بما يمر بهم من حوادث مرّة، و بالتالي بخبت نور الثورة!

6 ـ النكوص عن النصرة

تمتلك هذه السيدة الشجاعة بصيرةً نافذةً في أدق الأمور، فهي تميط اللثام عن حقائق هامة، فتخاطب طائفة الأنصار في هذا المقطع مشيرة إلى هذا المعنى: غايتي هي إتمام الحجة عليكم لا غير، فليس لي فيكم أملا يُرتجى، فبعد أن التزمتم الصمت في مسألة «الخلافة» كان من
الطبيعي أن ترفعوا نفس الشعار في مسألة «فدك»، لكن التاريخ الإسلامي سيسجل حديثي لهذا اليوم، و ستحكم الأجيال القادمة فيما بيننا، هذا بالإضافة إلى أنني أردت أن أزيل عن قلبي عُقد الهم، و ازيح غيض صدرى حتى يعلم الجميع ما عانيت من الالم!

7 ـ البشارة بالعذاب

تشير بطلة الإسلام في هذا المقطع إلى نتيجة أفعالهم، فتقول منبهةً إياهم: أتظنون أنّ ثمن هذا لسكوت، و طلب الراحة ذاك، و هذا الموقف المتفرّج، و هذه اللامبالاة سيكون رخيصاً بل ستقطفون ثمارها المُرة في هذه الدنيا على أيد حكومات جائرة - مثل بني أمية و بني العباس- و التي سوف لن ترحم أعقابكم و لن تتورع عن هتك القرآن و الاسلام.

8 ـ امتداد إنذار النبي()

تقول سيدة النساء فاطمة () نفس ما كان يقوله الأنبياء للمجرمين، حيث تنذرهم:
«إِنَّا عَامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ».
أنتم تنتظرون أن يقع بآل بيت النبي() ظلماً أكبر، و نحن ننتظر فيكم عقاب الله المؤلم و المهلك!

المراجع :
الزهراء سيدة نساء العالمين
لسماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

أسألك مولاتي الشفاعة لي ولوالدي ولزوجي وأولادي وعشيرتي وكافة المؤمنين والمؤمنات من شيعة أمير المؤمنين

نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا



توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس