[موالية صاحب البيعة]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم الشريف واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين .

سودت صحيفة أعمالي ووكلت الأمر إلى حيدر

هو كهفي من نُوب الدنيا وشفيعي في يوم المحشر

قد تمت لي بولايته

نعم جمت عن أن تشكر

دواء الذنوب

مرّ الإمام علي بن أبي طالب في بعض شوارع البصرة ، فإذا هو بحلقة كبيرة والناس حولها يمدون إليها الأعناق ، ويشخصون إليها بالأحداق ، فمضى إليهم لينظر ما سبب اجتماعهم !

فإذا فيهم شاب من أحسن الشباب ، نقي الثياب ، عليه هيبة ووقار ، وسكينة الأخيار ، وهو جالس على كرسي ، والناس يأتونه بقوارير من الماء ( أي إدرار المرضى ) وهو ينظر في دليل المرض ، ويصف لكل واحد منهم ما يوافقه من أنواع الدواء .

فتقدم إليه وقال : السلام عليك أيها الطبيب ورحمة الله وبركاته .

هل عندك شيء من أدوية الذنوب ؟ فقد أعيي الناس دواؤها يرحمك الله !

فأطرق الطبيب برأسه إلى الأرض ، ولم يتكلم . فناداه الإمام ثانية، فلم يتكلم ، فناداه ثالثة كذلك ، فرفع الطبيب رأسه بعد ما ردّ السلام ، وقال : أو تعرف أنت أدوية الذنوب ، بارك الله فيك ؟

قال : نعم . قال : صِف وبالله التوفيق .
فقال : تعمد إلى بستان الإيمان ، فتأخذ منه عروق النية ، وحب الندامة وورق التدبر ، وبزر الورع ، وثمر الفقه ، وأغصان اليقين ، ولب الإخلاص ، وقشور الإجتهاد ، وعروق التوكل ، واكمام الاعتبار ، وسيقان الإنابة ، وترياق التواضع .

تأخذ هذه الأدوية بقلب حاضر ، وفهم وافر ، بأنامل التصديق ، وكف التوفيق ، ثم تضعها في قِدر الرجاء ، ثم تفرغها في صحائف الرضا ، وتروح عليها بمراوح الإستغفار ، ينعقد لك من ذلك شربة جيدة ، ثم تشربها في مكان لا يراك فيه أحد إلا الله تعالى ، فإن ذلك يزيل عنك الذنوب حتى لا يبقى عليك ذنب .


من كتاب طب الإمام علي


أللهم تب علينا واغسلنا من ذنوبنا وتولنا برحمتك ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا برحمتك يا أرحم الراحمين .