|
مشرفة سابقة
|
|
|
|
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
mowalia_5
المنتدى :
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها">
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
الجزء الثاني ..
بتاريخ : 20-Nov-2009 الساعة : 10:15 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..
موالينا الأعزاء نتابع معكم بقية الموضوع ..
الوجه الثالث:
ذكر علماء العرفان أن التعلق بالله ( كل إنسان منا يريد أن يتعلق بالله ليس بعبادته فالكل قادر على العبادة يصلي ويصوم ) أنا أريد مرحلة أقوى من ذلك ، أريد مرحلة تعلق أن يكون في قلبي تعلق بالله ، أن يكون في قلبي نزوع نحو الله تبارك وتعالى ، مراحل التعلق بالله و الارتباط بالله بثلاث مراحل، مرحلة التوكل ، مرحلة التسليم ، مرحلة الفناء في الله.
مرحلة التوكل:
التي ذكرها القرآن الكريم في عدة آيات ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا ) هذا ليس كلام نقوله فقط ( فكل واحد يستطيع أن يقوله و يتكلمه ) فهل هو يعتقد بذلك أم لا ؟؟ هنا المشكلة !! لكن هل هو نابع من قلوبنا أم لا هذه هي المسألة؟
التوكل أن يعتقد قلبك أن الله لا يصنع لك إلا ما هو صالح لك ( لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) هذه هي مسألة التوكل، التوكل الحقيقي هو هذا ، لو كان في مصلحتي لما ذهب ، لو كان خيراً لي لم يذهب ، ما هو خيرٌ لي هو المكتوب لي، أنا علي أن أسعى و لكنني إذا سعيت وبذلت جهدي فكتب الله لي أمراً ولم يكتب لي شيئاً آخر فهذا هو خيرٌ لي وصالحٌ لي و وليس شيءٌ آخر ، هذا هو الصالح الخير لي أن أعتقد بذلك ، الأعتقاد بأن ما يصنعه الله بنا مما هو خارجٌ عن اختيارنا هو خيرٌ لنا ( هذه هو التوكل ) ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا ).
عصرنا هذا عصرٌ يحتاج إلى التوكل ، عصرنا هذا عصر الأمراض و الأوبئة و الحروب المدمرة و عصرُ فتك الإنسان بالإنسان ، عصر وحشية الإنسان بالإنسان، عصر الطغيان و التعالي و التسلط و الحروب الطائفية و الدينية ، هذا العصر كيف يقاوم الإنسان رعبه وخوفه؟
الإنسان مملوء بالرعب و القلق و التوجس من هذا العصر بما فيه من حروب و مأساً وقضايا مفزعة لا يمكن للإنسان أن يقاوم هذا العصر ومخاوفه ورعبه إلا بالتوكل ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا ) نحن نسعى بقدر ما في طاقتنا و وسعنا وما أصابنا مما هو خارجٌ عن إختيارنا ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا ).
إبراهيم الخليل ( عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة و السلام) لما وضع و ألقي في نار نمرود و اجتمعت النيران على بدنه وأحاطت به من قرنه إلى قدمه فتصور له ملك الريح ، وقال يا إبراهيم إن شئت طيرت لك هذه النار إلى موضعٍ آخر ، قال ليس عندي إليك حاجة ، تصور له ملك الأمطار إن شئت أطفئت لك هذه النار في لحظة واحدة، قال ليس عندي إليك حاجة، تصور إليه ميكائيل قال إن شئت نقلتك إلى مكان آخر في ثانية وفي أسرع من لحظة ، قال ليس عندي إليك حاجة ، قال إذن حاجتك عند من؟
( أنت تعتقد بمن )
قال : حاجتي عن ربي قال إذن ادعوا ربك ، قال علمه بحالي يغني عن سؤالي .
أنا اعتقد بأنه لا يصنع إلا ما هو صالحٌ لي ، إذا هذا صالح لي أنا أبقى في النار ؟
فليكن، إذا هو غير صالح لي سيأخذنا إلى ماهو صالحٌ لي ، علمه بحالي يغني عن سؤالي ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ).
المرتبة الأولى مرتبة التوكل ،
المرتبة الثانية مرتبة التسليم،
مرتبة التسليم هي مرتبة برهانيه ( يعني أنا ملكٌ و الله مالك فلابد أن أسلم الملك إلى مالكه ) ، قضية كما يقول المناطقة ( فطرية قياسها معها ) أنا ملك وهو مالك و الملك مأله إلى المالك ، ما دمت مملوكاً لله أنا مملوك ، نفسي مملوك ، علمي مملوك ، طاقتي البدنية مملوكة ، كل وجودي هو ملكه ، لأن كل وجودي فيضه ، مادام وجودي مملوكاً له فليكن هذا المملوك تحت يد مالكه وفي إطار مالكه ، فليكن كل ذلك له ( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) ، مرتبة التسليم أن تعتقد بهذه المملوكية فتسلم الأمر لله ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
المرتبة الثالثة و التي هي خاصة بالأولياء و الأصفياء :
مرتبة الفناء، فناء العبد في ربه ( لا يوجد شيئين ) في المرتبة الأولى و المرتبة الثانية نعتقد بشيئين ( أنا ملكٌ والله مالك فهناك شيئنا مالك و مملوك ) أما في مرتبة الفناء فليس هناك شيئان وليس هناك اثنان ، بل ليس هناك إلا الله ( يعني لا أنية لي ، لا نفسية لي ن لا استقلالية لي ، لست أنا، بل ليس هناك إلا الله تبارك وتعالى ، مرتبة فناء ذات العبد في ذاته تبارك وتعالى عبر عنها أمير المؤمنين (ع) :
( ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله قبل وبعده وفوقه وتحته وفيه )، إذا وصل العبد إلى مرحلة الفناء كان رضا الله رضاه و غضب الله غضبه ( فاطمة بضعة مني يرضى الله لرضاها و يغضب لغضبها ) إناطة رضا الله برضا فاطمة إشارة إلى مرتبة الفناء.
إذن، هذه الكلمة ( يرضى الله لرضاها ) قلنا لها تجليات ثلاثة :
التجلي الأول ( أن رضاها مجمع لإرادته و أمره عز وجل ، ثم رضاه ).التجلي الثاني ( بأن رضاها مجسدٌ ومحققٌ لرضاه المطلق تبارك وتعالى ).
التجلي الثالث ( أنها إشارةٌ إلى مرتبة الفناء ) ولأن فاطمة (ع) وصلت إلى مرتبة الفناء فلهذه المرتبة آثار واضحة في سيرة فاطمة و حياتها .
للموضوع بقية ..
يتبع في الجزء الأخير ...
|
|
|
|
|