منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - فاطمة (صلوات الله عليها) مرآة لذات الله ..
عرض مشاركة واحدة

mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 246
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : mowalia_5 المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي الجزء الثالث والأخير ..
قديم بتاريخ : 20-Nov-2009 الساعة : 10:30 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..

نتابع معكم موالينا ...

الأثر الأول:
احتضان فاطمة للقيادة، من الذي احتضن القيادة ؟
منذ أول يوم منذ النبي محمد () إلى الإمام علياً (ع) ؟
الذي احتضن القيادة فاطمة ، قيادة النبي () كان محمل بأعظم مسؤولية لم يحمل شخصٌ مسؤوليةً كما حمل النبي () و حُصر في شعب أبي طالب، وحُرب، وكسرت رباعيته يوم أحد ، و أثخن بالجراح و أوذي من قبل المنافقين بجميع أنواع الإيذاء ( ما أؤذي نبيٌ مثلما أوذيت ) هذا الشخص الذي يتحمل الآلام كل يوم هذا الشخص الذي يتجرع الآلام و المصاعب و الغصص كل يوم ، هذا الشخص و هو النبي كان يحتاج إلى عضد ويد تمتد إليه ، كان يحتاج حاجة ماسة إلى من يقف إلى جانبه حتى يواجه هذه الآلام الصعبة و المواقف الخطيرة ، كان يحتاج إلى مدد روحي يملؤه روحانيةٍ ، يملؤه قرباً و إقداماً ، وذلك المدد فاطمة.

النبي كان يحتاج إلى فاطمة النبي سيد الخلق و أشرف الخلق لكنه كان محتاج إلى فاطمة ، كان محتاجاً إلى حنان فاطمة ، دفء فاطمة ، عطف فاطمة ، رحمة فاطمة ، إلى ما تغدقه فاطمة لذلك أن كان يحتاج إليها كان يرى فيها ذات الله ، كان يراها مرآة لذات الله ، كان يرى عطفها عطف الله وحنانها حنان الله ورحمتها رحمة الله ، كان يرى فيها الرحمة الإلهية بتمام صورها ، لذلك كان يحتاج إليها كما هو محتاج لرحمة الله ، آخر من يودع فاطمة و أول من يستقبل فاطمة وإذا أقبلت قام إليها وقبل مابين عينيها وأجلسها مجلسه وصار يصغي إليها ( فاطمة بضعة مني ) بضعة !! البضعة هي القلب .


لاحظوا النبي عبر عن أهل البيت قال ( إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ) عبر عنهم بالثقل ، عبر عن الإمام علي و الحسين بـ ( من ) ، ( حسين مني وأنا من حسين ) ، ( علي مني وأنا منه) لكن عبر عن فاطمة بتعبير أقوى ( فاطمة بضعة مني ) أنا احتاج إليها كما أحتاج إلى قلبي ، الإنسان يحتاج إلى بضعته يحتاج إلى قلبه ، فاطمة أم أبيها.

إذن ، النبي كان مسئولاً عن إصلاح الأمة و فاطمة كانت مسئولة عن رعاية النبي و احتضان القيادة و احتوائها ، فكان أول عضد للقيادة امرأة ، نحن نستغفل المرأة !! نحن نحتقر من شأن المرأة !!
و نستصغر من مقام المرأة!!
و الرسول يبين لنا أن أول من وقف إلى جانب القيادة و احتضنها هو المرآة ( خديجة وفاطمة )، فاطمة أم أبيها ، واستمر هذا الاحتضان ، فاطمة نهرٌ من العواطف و المشاعر و المدد والعطاء و التضحية ، فاطمة يد القيادة عضد القيادة مظلة القيادة ، الفيء الذي تلتجئ إليه القيادة لتأخذ شحنتها الروحية وعطائها الروحي ، فاطمة استمرت على ذلك إلى عصر الإمام أمير المؤمنين.

عليٌ غصب حقه، عليٌ أبعد عن منصبه ، عليٌ تعرض لأعظم مظلومية في التاريخ، عليٌ (ع) مع هذه الآلام كلها لولا فاطمة لما صار هذا ، فاطمة هي عضده، فاطمة هي يده ، فاطمة هي مظلته ، وكنت إذا نظرت إلى وجهها انجلت عني الهموم و الغموم ، فهي لعلياً كما كانت لرسول الله ، وهذا كاشفٌ عن مرآتية ذاتها لذات الله تبارك وتعالى.

الأثر الثاني:
عبادتها إن عبادة فاطمة كانت عبادة متميزة ، ليست متميزة بالصلاة أو الصوم ( الكثير يصلي و الكثير يصوم و الكثير يطيل الوقوف بين يدي لله تبارك وتعالى ) ، إذن ما هي الميزة لعبادة فاطمة التي جعلت فاطمة مرآة لذات الله ( يرضى الله لرضاها و يغضب لغضبها )؟؟
الميزة في عبادة فاطمة إحساسها بالمسؤولية ، فاطمة إذا وقفت غمرها الإحساس بالمسؤولية ، عبادتها هي إحساسها بالمسؤولية الاجتماعية ، فاطمة لم تكن كمريم امرأة متبتلة في محرابها لا، فاطمة محرابها يربطها بالمسؤولية الاجتماعية و القيادية ، الإمام الحسن الزكي (ع) يقول :
( ما رأيت أعبد من أمي فاطمة ) هذا أقرب شخص إلى فاطمة ابنها الحسن ، لأنه هو أول ولد وعاصرها وعاصر آلامها وشجونها وحياتها وكل شيء فيها ، فهو أقرب راوي يعكس لنا فاطمة (ما رأيت أعبد من أمي فاطمة ، كانت إذا قامت إلى صلاتها لا تنفتل حتى تتورم قدماها من طول الوقوف بين يدي ربها و ما رأيتها دعت لنفسها قط وإنما تدعوا للمؤمنين و المؤمنات فأقول لها أماه فاطمة لما لا تدعين لنفسكِ فتقول بني حسن الجار ثم الدار ) إحساس بالمسؤولية ، وهي في محرابها يغمرها الإحساس بالمسؤولية ، هي مسؤولة عن إصلاح هذا المجتمع ، ومن طرق إصلاحه الدعاء له بالتوفيق بالمدد ، بالغفران ، بالعفو هذا من طرق الإصلاح ، فاطمة تشعر بالمسؤولية وهي في محرابها و هي في آخر لحظات عمرها تخرج يديها من تحت سترها وتقول :
( اللهم نجي شيعتي و محبيا من النار ) ، ما رأيتها دعت لنفسها قط وإنما تدعوا للمؤمنين و المؤمنات ، فاطمة هذا هو تميز عبادتها الذي يدلنا على أن ذاتها مرآة لذات الله إحساسها بالمسؤولية عندما تقف بين يدي الله تبارك وتعالى ، فاطمة نهرٌ من البذل و بحرٌ من العطاء و التضحية ، ما خلقت فاطمة لتعيش!! وتبني دنيا !! وقصوراً و تجمع ثروة ، ما خلقت فاطمة إلا للتضحية و لتعلم الأجيال معنى التضحية و البذل والعطاء ، هذا الذي خلقت له فاطمة ، فكانت كما خلقت له صلوات الله وسلامه عليها.

حنان البنت على أبيها ، من منا يمتلك ابنةً ترحمه وتعطف عليه كما يعطف عليها ( عادة الأب أكثر عطفاً و حناناً على ابنته منها) ، أما فاطمة فهي تكافئه في الرحمة و العطف ، تحتاج إليه ويحتاج إليها ، حنان فاطمة على أبيها لا حد له و حنان الزوجة على زوجها مثلته فاطمة ( زوجاتنا في هذا الزمان سَبُع على زوجها ، لا يفر لا يميناً ولا شمالاً إلا و تحت أمرها و نهيها تحاسبه على كل صغيرة وكبيرة ولا تغرف له زلة و لا تقبل من عتاباً و لا ترحمه في أي فعلاً من الأفعال ) فلتتعلم زوجاتنا و نساءنا و بناتنا من فاطمة كيف حنان الزوجة على زوجها ن كيف تبذل كل ما عندها في سبيل زوجها.

بعض الناس يضن أن فاطمة لأنه لما حصل لها هذا الحادث المأساوي في هجوم الدار صارت لا تتكلم و كئيبة و حزينة و لا تبتسم و صار الإمام علي يعيش مع امرأة حزينة كئيبة باكية لا يرى منها أي بسمة ، لا، الرواية تقول ( فاطمة إذا خرج علي بكت وأنّت وبمجرد أن يعود استقبلته بالابتسامة ) ما رآها إلا وهي مبتسمة ، إلا وهي تبتسم في وجهة وتقبل عليه ، كانت تخفف عنه هذه الآلام كلها ، كانت ترفع منه هذا الألم كله ببسمتها، أتدرون ما هي ابتسامة فاطمة ؟
ابتسامة فاطمة ابتسامة الجنة ، لأنها تفاحة من الجنة ، كما كان الرسول يشتاق إليها و يقول إذا شممتها شممت رائحة الجنة، كانت بسمتها ابتسامة الجنة ، إذا ابتسمت لعلياً أحس كأن الجنة أمامه بأفيائها و ألوانها و مفاتنها ، ابتسامة فاطمة لعلي كان له أثر كبير على نفس علي (ع) ، ( ما فارقتها الابتسامة ).

من شدة حنان الزوجة على زوجها ما فارقتها الابتسامة أبداً ، وهذا يؤكد لنا مرآتية ذاتها لذات الله ، وحنان الأم على أولادها ، حنان البت على أبيها ( حنان فاطمة ) ، حنان الزوج على زوجها ( حنان فاطمة ) ، حنان الأم على أولادها ( حنان فاطمة ) ، أي حنان أغدقت به حسناً وحسيناً و زينباً و أم كلثوم، ما كان حناناً مادياً ولا حناناً دنيوياً ، وإنما كان حناناً روحياً ربت هؤلاء الأربعة على أن يكونوا أبطال التاريخ لم تكتفي أن تربيهم على الصلاة أو الصوم أو النافلة ربتهم على أن يكونوا أبطال التاريخ و كوكبة التاريخ يقودون مسيرة التاريخ ( حسنٌ وحسين و زينب و أم كلثوم ) نساءً و رجالاً قادوا مسيرة التاريخ كما ربتهم فاطمة ، ربتهم على العطاء أن لا شيء في الكون اسمه أنانية أو احتكار و استقلال هناك عطاء و بذل و تضحية ، منذ صغرهم ينذرون ثلاثة أيام صوماً وعندما ينتهي يوم الصوم أطفال صغار صائمون يعشقون قرصاً من الرغيف حتى يسدوا به جوعتهم لكن بمجرد أن يقبل المسكين ثم اليتيم ثم الأسير ( ما تحتاج الزهراء تقول لأولادها تصدقوا بأقراصكم ) لا ، هم يبادرون بأنفسهم و يتسابقون الأربعة الصغار يتسابقون إلى الصدقة ( يوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً{7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً ).



أعزاءنا الموالين ..
فلنربي أطفالنا على العطاء و الصدقة و البذل ليأخذوا شيئاً من نور فاطمة و يأخذوا شيئاً من وميض فاطمة صلوات الله عليها ..

و الحمد لله رب العالمين






خطبة الجمعة
مسجد الإمام عليّ ع في القطيف
السيد منير الخباز ..

توقيع mowalia_5







آخر تعديل بواسطة منتظرة المهدي ، 04-Jan-2010 الساعة 10:41 AM.

رد مع اقتباس