منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - استثمر الصعوبات في الوصول للنجاحات ....
عرض مشاركة واحدة

زهرة الحبأ
الصورة الرمزية زهرة الحبأ
عضو مميز
رقم العضوية : 6780
الإنتساب : Nov 2009
المشاركات : 378
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 202
المستوى : زهرة الحبأ is on a distinguished road

زهرة الحبأ غير متواجد حالياً عرض البوم صور زهرة الحبأ



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي استثمر الصعوبات في الوصول للنجاحات ....
قديم بتاريخ : 20-Mar-2011 الساعة : 04:22 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


يبلغ عدد سكان اليابان حوالي مائة وثلاثين مليون نسمة، بكثافة مقدارها ثلاثمائة وسبع وثلاثين نسمة في الكيلومتر المربع .

وحوالي ثلاثة أرباع المساحة هي غابات جبلية لا تصلح للزراعة .

ولذا يكثر السكان على الشواطئ . ومن هنا كان السمك طعاماً رئيسياً في اليابان .

ولمعرفة مدى اهتمام اليابانيين بالسمك فقد أحصيت حوالي أربعين مجلة علمية تنشر أبحاثاً عن السمك والثروة السمكية .

وتكاد لا تخلو جامعة في اليابان من كلية أو قسم لدراسة هذا الموضوع ، بل هناك جامعة متخصصة بالدراسات السمكية .

إضافة إلى وجود عدة جهات تمول أبحاث هذه الثروة .

ولا عجب في هذا فاليابانيون يصطادون حوالي خمسة عشر بالمائة من الثروة السمكية في العالم " في المرتبة الثانية بعد الصينيين " .

مالمشكلة الآن ؟؟؟؟

منذ عقود لم يعد السمك يقترب من الشواطئ اليابانية .

وقد حل اليابانيون هذه المشكلة فصاروا يصطادون في عرض البحر والمحيط بعيداً عن السواحل .

ومع الزمن كبرت قوارب الصيد وأصبحت تبتعد أكثر عن الشاطئ . لكن هذا يؤخر وصول السمك إلى البر مما يعني أن السمك لن يكون طازجاً !

لحل هذه المشكلة صارت سفن الصيد تحمل معها الثلاجات والمجمِّدات التي يوضع فيها السمك فور اصطياده .

وهذا أدى إلى ازدياد حجم السفن وأصبحت تبتعد عن السواحل أكثر فأكثر، وبالتالي زاد زمن بقائها بعيداً عن الشاطئ . فهل في هذا مشكلة؟

نعم ! السمك الآن لم يعد طازجاً ! لأنه موضوع في الثلاجات والمجمِّدات، أي صار الناس ينظرون إليه على أنه مجمَّد وليس طازجاً !

فانخفض سعر السمك الذي يتم صيده وتجميده بهذه الطريقة ! ما المشكلة في هذا؟

المشكلة واضحة فالسعر المنخفض يؤدي إلى عدم الرغبة في جلب المزيد من السمك إلى السوق ! فما الحل؟

صاروا يحملون معهم في سفن الصيد أحواضاً كبيرة مملوءة بالماء، يضعون فيها السمك، فيبقى حياً إلى أن يصل إلى الشاطئ فيخرجونه للبيع !

إنها فكرة ذكية ولا شك . لكن ما الذي حصل بعد ذلك؟

لقد اكتشفوا أن السمك يصل إلى الشاطئ وهو يشعر بالكسل والخمول !

لأن السمك يزدحم في الحوض فلا يتحرك كما كان يتحرك في البحر ! وبالتالي فإن طعمه يختلف عن طعم السمك الطازج !

ما لهؤلاء اليابانيين؟ وكيف يستطيع الصيادون إرضاءهم؟

لكن : الحل دوماً موجود .

فقد وضعوا فرخاً صغيراً من سمك القرش في الحوض ! ولماذا؟ حتى لا يتوقف السمك في الحوض عن الحركة هرباً من سمك القرش ! .

وتعليقي على القصة :

هو أن التحدي الذي وُضع فيه السمك جعله في حركة دائمة وسريعة من أجل أن يبقى على الحياة !

وهذا ما يريده الصيادون الذي يصلون به إلى الشاطئ وهو يشعر بالحيوية ويبقى طعمه لذيذاً لأنه طازج بالفعل !

ولاشك أن القرش يأكل بعضاً من السمك لكن ما يأكله نسبة ضئيلة لا تُذكر .

هل ما أصاب السمك من خمول وكسل في الحوض هو ما يصيبنا - نحن البشر - عندما لا نعيش أمام تحديات؟

وهل التحديات التي تواجهنا تجعلنا نشيطين في أعمالنا؟ وهل التحديات تبقينا في نشاط دائم؟

إن النجاح لا يتم في الحياة السهلة التي ليس فيها تحديات ! فلنستخدم كل ما وهبنا الله من مهارات وإمكانات ومصادر لنعمل شيئاً مختلفاً عما يعمله

الكسالى والخاملون .

ليضع أحدنا فرخاً من سمك القرش خلفه ولينظر إلى أي مدى سيتقدم في هذه الحياة .

ذكر المسرحي الشهير شارلي شابلن في مذكراته قصة عن صديق له كان لديه مصنع زاره فيه،

فوجده يضع على مكتبه صورة كبيرة في إطار ثمين لرجل تدل هيئته على القسوة والغطرسة !

فسأله : هل هذا أبوك؟

فأجابه : إنه صاحب المصنع المنافس لي !

وقد بدأت حياتي العملية موظفا عنده فأذاقني المر !

وأنا احتفظ بصورته أمامي لتذكرني إذا تكاسلت بأني سأعود إلى العمل عنده !


رد مع اقتباس