معاني ودلالات الألقاب الخاصة بالإمام الحجة ع - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ

إضافة رد
كاتب الموضوع سليلة حيدرة الكرار مشاركات 0 الزيارات 5162 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.54 يوميا
النقاط : 323
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي معاني ودلالات الألقاب الخاصة بالإمام الحجة ع
قديم بتاريخ : 22-Dec-2010 الساعة : 04:38 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين


معنى ودلالات لقب رباني آيات الله الوارد في زيارة آل ياسين

وررد الكثير من الالقاب الخاصه بالامام الحجه روحي له الفداء في زيارة آل ياسين وسوف نتستعرض معانيها ودلالاتها بأذن الله ونبدأ بلقب

رباني الله
معنى ودلالات لقب رباني آيات الله الذي هو من القاب امام زماننا مولانا المهدي عجل الله فرجه التي ورد ذكرها في زيارة آل ياسين المعروفة المروية في كتاب الاحتجاج والتي نقلها الشيخ القمي في مفاتيح الجنان ضمن زيارات صاحب الزمان حيث ورد في مطلعها: السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته.
أن مصطلح الرباني هو من المصطلحات القرآنية وقد ذكر في تعريفه الشيخ الطريحي في مجمع البحرين عدة معاني هي أنه يعني العارف بالله المتأله الكامل في العلم والعمل والمربي للشيء الذي يقوّمه والذي يربي أمر الناس بتدبيره واصلاحه. وجاء في كتاب التحقيق في كلمات القرآن بعد عرض آراء اللغويين بشأن هذا المصطلح أن الرباني هو المنسوب الى الربان أي الذي يخضع الى تربية الله عزوجل مباشرةً متصفاً بصفته في تربية وتدبير الآخرين.
وبناءً على ما تقدم نعرف ان هذا اللقب من القاب مولانا المهدي ارواحنا فداه يشير الى ان من مقاماته هي كونه العارف الكامل بالله عزوجل الذي يحظى بتدبير شؤونه من ربه تبارك وتعالى مباشرةً ويقوم بدوره بتدبير شؤون الناس على طريق الاصلاح والتقويم ولذلك فهو الذي تتنزل عليه الملائكة في ليلة القدر وبإذن ربهم من كل أمر ولذلك لولاه لساخت الارض بأهلها فهو السبب المتصل بين الارض والسماء كما ورد في دعاء الندبة الشريف وقد أبى الله جلت حكمته ان يجري الامور الا بأسبابها وبذلك يكون دوره مظهراً للتدبير والنظم الالهي الحكيم الذي سنه رب العالمين ولذلك فقد نسب لقب الرباني الى الآيات الربانية فجاء في الزيارة ورباني آياته فهو مظهر آيات الله جل جلاله زادنا الله معرفةً به وتمسكاً بولايته وطاعته.


لقب داعي الله هو من القاب الامام(ع)
هو داعي الله وهو يشير الى أن دعوة مولانا المهدي هي من الله والى الله سبحانه وتعالى وهي دعوة مستمرة منذ تسلمه مهام امامته ومروراً بمدة غيبته والى عصر ظهوره عجل الله فرجه وإن اختلفت اساليبها في شدة خفائها او ظهورها وتبلغ ذروتها في عصر ظهوره عندما يظهر الله دينه على يديه وعلى الدين كله فيبث جميع حروف العلم الالهي السبعة والعشرين كما ورد في الاحاديث الشريفة فقد روى القطب الراوندي في كتاب الخرائج ومثله في مختصر البصائر مسنداً عن الامام الصادق قال: العلم سبعة وعشرون جزءاً فجميع ماجاءت به الرسل جزءان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزئين فأذا قام القائم أخرج الخمسة والعشرين جزءا فبثها في الناس وضم اليها الجزئين حتى يبنها سبعة وعشرين جزءاٌ.


باب الله :
هو من القاب مولانا المهدي (ارواحنا فداه) التي ورد ذكرها في الزيارة المعروفة بزيارة آل ياسين،‌ وهي اهم النصوص التي يزار بها ()، لكونها كما صرحت روايتها وسيلةً للتقرب الى الله والتوجه اليه بحجته على خلقه وبقيته في بلاده.
والدلالة الاهم في هذا اللقب هي الاشارة الى حقيقة ان من غير الممكن الوصول الى الله عزوجل لمن جحد امامة امام العصر (ارواحنا فداه) لان الله امر بان توتى البيوت من ابوابها كما امر بابتغاء‌ الوسيلة اليه.
وعندما نلاحظ ان هذا اللقب عام نعرف ان مولانا المهدي هو باب الله في عصر ظهوره وكذلك في عصر غيبته (عجل الله فرجه)، لذلك يجب التوجه به () الى الله عزوجل في عصر غيبته مثلما يجب ذلك في عصر ظهوره.
ومصاديق التوجه به (عجل الله فرجه) كثيرة تبدأ من موالاته ومحبته القلبية مروراً بالعمل بما روي من وصاياه واوامره، ومنها الارتباط الوجداني والقلبي به والرجوع اليه في الملمات وطلب الهداية وغير ذلك.
وبالنسبة للرجوع اليه للحصول على اعانته واضح عند ظهوره اما عند غيبته فصدق الطلب هو مفتاح الحصول على هدايته ومعونته باساليب متنوعة‌ قد يعرفها الطالب وقد لا يعرفها، لكنها حتمية التحقق، لاحظ ما قاله سيد العرفاء علي بن طاووس في وصيته لابنه ضمن كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة، قال (رضوان الله عليه):
«فان ادركت يا ولدي موافقة توفيقك لكشف الاسرار عليك لعرفتك من حديث المهدي صلوات الله عليه مالا يشتبه عليك... فان اباك عرفه ابلغ من معرفة ضياء شمس النهار... وقد تولى قضاء حوائجك بانعام عظيم في حقنا وحقك لا يبلغ وصفي اليه... فكن في موالاته والوفاء‌ له وتعلق الخاطر به على قدر مراد الله جل جلاله... وقدمه في كل خير يكون وفاءً له ومقتضياً‌ لاقباله عليك واحسانه اليك، فاعرض حاجاتك عليه... والطريق مفتوحة الى امامك () لمن يريد الله جل شانه عنايته به وتمام احسانه اليه

اللقب الرابع الذي ذكرته زيارة آل ياسين المباركة والتي امرنا بتلاوتها كلما اردنا التوجه الى الله بامام زماننا. وهذا اللقب هو

«ديان دين الله».
ولكي نعرف دلالات هذا اللقب وما يبينه لنا من مقامات المهدي (). ينبغي اولاً ان نتعرف على معنى كلمه «الديان».
جاء في كتب اللغة مثل لسان العرب ان معنى الديان هو الحاكم والقاضي، قال ابن منظور: «وقد سئل بعض السلف عنه علي بن ابي طالب () فقال: كان ديان هذه الامة ‌بعد نبيها اي قاضيها وحاكمها، والديان القهار... وهو فعال من دان الناس اي قهرهم على الطاعة... ومنه شعر الاعشى يخاطب رسول الله () وسلم: يا سيد الناس وديان العرب... وفي حديث ابي طالب: قال () اريد من قريش كلمة‌ تدين لهم بها العرب، اي تطيعهم وتخضع لهم».
ويستفاد من شعر لذي الاصبع العدواني نقله ابن منظور ان الديان هو القاهر الذي يسوس امر الناس.
وصرح صاحب كتاب التحقيق في كلمات القرآن الكريم ان الاصل في المادة اللغوية لهذه الكلمة هو توفر عنصري الخضوع والانقياد، فالديان هو من له الاخضاع وجعل الآخرين منقادين له.
وعلى ضوء هذه التعريفات اللغوية وبملاحظة نسبة‌ الديان الى الدين الالهي الحق يكون معنى هذا اللقب من القاب مولانا المهدي هو انه () جعل من قبل الله عزوجل وبحكم دينه الديان الذي يكون له الخضوع والانقياد من قبل الملتزمين بدين الله عزوجل، وبعبارة اخرى تكون له الحاكمية ‌فلا يكون محكوماً من قبل الناس، ولهذا المعنى دلالات مهمة بعضها خاص بالمهدي المنتظر (عجل الله فرجه) وبعضها عام يشمل جميع ائمة الهدى ()
عرفنا - معنى لقب «ديان دين الله» وهو اللقب الرابع الذي اطلقته زيارة آل ياسين المباركة على المهدي (ارواحنا فداه) فقد اتضح استناداً الى ما ذكرته كتب اللغة ان معنى هذا اللقب الشريف هو ان الله عزوجل جعل لائمة الهدى () الحاكمية والاخضاع وجعل الآخرين منقادين لهم؟
وهذا المعنى يصدق على خاتمهم المهدي (سلام الله عليه) في غيبته وفي ظهوره.
ففي عصر غيبته يشترك مع جميع آبائه الطاهرين في كون ما عرضوا له من تقتيل وتشريد واذى وخذلان لم يمنعهم من القيام بمهام تنفيذ الارادة الالهية وجعل المسيرة البشرية في اطارها العام باتجاه اظهار النور والدين الالهي على الدين كله ولو كره الكافرون والمشركون والمنافقون وهم () بذلك يجسدون اهم مظاهر قاعدة (والله غالب على امره) التي نطق بها القرآن الكريم.
بمعنى ان كل كيد الكافرين والظالمين والطواغيت عاجز في كل الاحوال عن ابطال حجة الله واطفاء نوره عزوجل ودرس دينه الحق، وهذا العجز من ثماد جهود ائمة الهدى () وسياستهم بامر الله لامور البشرية بالاتجاه الذي يؤدي في حصيلة الامر ومنتهاه الى اظهار الاسلام على الدين كله.
ما المعنى الذي يختص به امام زماننا عجل اله فرجه من لقب ديان دين الله فهو الظهور والتجلي الكامل لمعنى كلمة‌ «الديان» وما تشتمل عليه من قهارية باذن الله تؤدي الى‌ انقياد الناس وطاعتهم وذلك في عصر ظهوره (سلام الله عليه) الذي نصت النصوص الشريفة على انه يشهد اكمل صور اظهار الله لدينه على‌ الدين كله.
واخيراً فقد ذكرت بعض كتب اللغة ان من معاني كلمة الديان هو الحاكم والقاضي، وعندما نضيفها الى دين الله يكون معنى هذا اللقب هو ان مولانا المهدي هو الحاكم والقاضي بدين الله عزوجل وهذا المعنى واضح الانطباق عليه (عجل الله فرجه) فهو امين الله في ارضه وحافظ دينه والمجاهد في اقرار حاكمية دين الله في كل شؤون العباد والبلاد

سلام على آل يس السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب الله وديان دينه السلام عليك يا خليفة الله

لقب "خليفة الله" من ألقابه () المروية من طرق الفريقين

قد عرفنا الى الآن على اربعة من القاب مولانا المهدي (ارواحنا فداه)، فلاحظنا انها جميعاً تعبر عن مظاهر هدايته () العباد الى الله وتنفيذه لارادته ومشيئته عزوجل وهي القاب: "داعي الله رباني آياته"، "باب الله وديان دينه".
وهذا ما يصدق ايضاً على اللقب الخامس من القابه () وهو لقب «خليفة الله»، ان هذا اللقب هو قرآني بالدرجة الاولى ويستفاد من آيات خلق الانسان، ان خليفة الله هو المخلوق الذي يوصل الفيض الالهي لسائر المخلوقات فقد امر الله عزوجل ملائكته بالتعلم من آدم عندما امر آدم بان يعلمهم بالاسماء.
من هنا يتضح ان هذا اللقب من القاب مولانا المهدي يبين لنا انه () يمثل واسطة‌ نقل الفيض الالهي للخلق كأحد مهامة الاساسية الا ان مفهوم الخليفة اوسع من هذا الدور، فهو يمثل حاكمية الله عزوجل في خلقه، ولذلك اقترن ذكر المهدي بهذا اللقب في الاحاديث الشريفة بأمر نبوي بطاعته ()، وهذا المعنى مروي من طريق الفريقين فقد روى ابن ماجه في كتاب الفتن بسنده عن رسول الله () ضمن حديث ذكر فيه المهدي وجاء فيه:
«فاذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فانه خليفة الله المهدي».
كما روى ابو نعيم في اربعينه في مناقب المهدي عن ابن عمر عن رسول الله () قال(يخرج المهدي وعلى ‌رأسه عمامة فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه).
وقد روت مصادر اهل السنة الاخرى هذا اللقب باسانيد عدة، كاحمد بن حنبل في مسنده ونعيم بن حماد في كتاب الفتن والحاكم في مستدركه على الصحيحين وابن المنادي الحنبلي في الملاحم والبيهقي في دلائل النبوة وغيرهم، الامر الذي يكشف عنه ان هذا اللقب من القاب مولانا المهدي ثابت له من طرق الفريقين، وهذا ما يكشف عن اهميته في التعريف به () واتمام الحجة على الجميع بلزوم اتباعه عند ظهوره

معنى "ناصر حق الله" من ألقاب المهدي(عج)
، من القاب مولانا المهدي (عجل الله فرجه) التي ذكرتها «ناصر حق الله» المذكور بعد لقب خليفة الله حيث ورد فيها: «السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه». فما هو حق الله الذي ينصره الحجة المهدي (ارواحنا فداه)؟

للاجابة عن هذا السؤال نرجع الى مولانا زين العابدين () ورسالته الجامعة المعروفة برسالة الحقوق وبالتحديد حيث يقول فيها:

«ان لله عزوجل عليك حقوقاً‌ محيطة بك في كل حركة تحركتها او سكنة سكنتها او حال حالتها او منزلة نزلتها او جارحة قلبتها او آلة تصرفت بها، بعضها اكبر من بعض، واكبر حقوق الله عليك ما اوجبه لنفسه تبارك وتعالى من حقه الذي هو اصل الحقوق ومنه تتفرع ... فاما حق الله الاكبر عليك فان تعبده لا تشرك به شيئاً، فاذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك على نفسه ان يكفيك امر الدنيا والآخرة ويحفظ لك ما تحب منهما».
اذن فحق الله عزوجل هو عبادة الخلق له بالعبودية الحقة والشاملة، ومعنى ان يكون امام العصر (سلام الله عليه) ناصراً لهذا الحق هو ان ياخذ بايدي العباد باتجاه تحقق المعنى الشمولي للعبودية الحقة لله عزوجل سواء على الصعيد الفردي او الاجتماعي، وكذلك في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاخلاقية والقضائية وغيرها.
فهو () يقول على الصعيد الفردي بمعونة المستعدين للهداية الى الوصول الى المراتب اللائقة بهم من مراتب العبودية لله عزوجل، وهذه المهمة يقوم بها (ارواحنا فداه) في عصر غيبته باساليب تناسب خصوصيات الغيبة، مثلما يقوم بها في عصر ظهوره (عجل الله تعالى فرجه) وبما يناسب عصر الظهور.
اما على الصعيد الاجتماعي، فامام العصر () يقوم في عصر الغيبة بنصرة ‌حق الله عزوجل عبر العمل بما من شأنه توجه القلوب والشعوب الى‌ الله عزوجل والخضوع لحاكميته والبراءة من العبوديات المزيفة، اما في عصر ظهوره فهو يقوم بمهمة اقامة المجتمع التوحيدي الذي يعبد الله وحده لا شريك له ويبلغ من طاعة الله مراده، ويكون مجتمعاً صالحاً جديراً بخلافة الله ووراثة الارض كما اشارت لذلك الآية الخامسة والخمسون من سورة النور.
اما بالنسبة لقولنا بانه () ينصر حق الله في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاخلاقية والقضائية وغيرها، فالمراد هو سعيه () لتحكيم قيم العدالة الالهية في هذه المجالات بما امكن في عصر الغيبة وبصورة مطلقة وشاملة في عصر ظهوره واقامة الدولة الالهية‌ العادلة في كل الارض عجل الله فرج ناصر حق الله وجعلنا واياكم مستمعينا الاكارم من خيار انصاره في غيبته وفي ظهوره.

معنى لقب "حجة الله" من ألقابه ()

نتابع الحديث عن القاب مولانا المهدي المذكورة في الزيارة المعروفة بزيارة آل ياسين، وهي اهم الزيارات التي يزار بها () لما ورد في مقدمتها من اشارة الى انها وسيلة لمن اراد التوجه الى الله عزوجل باهل بيت نبيه (صلى‌ الله عليه وآله) لا سيما خاتم الاوصياء ().
واللقب السابع الوارد في هذه الزيارة هو لقب «حجة الله» وهو من الالقاب التي يشترك فيها (عجل الله فرجه) مع سائر انبياء الله واوليائه المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين.
والحجة هي ما يحتج الله عزوجل به على عباده، فيما يرتبط بالقيام بحق العبودية له جل وعلا وقد جاء في الحديث الشريف ان الله على خلقه حجتين باطنة وظاهرة، فالباطنة العقل والظاهرة هي الامام، والاولى تهدي الى العبودية اجمالاً والثانية تفصيلاً.
اي ان الامام () هو الذي يبين للناس طرق العبودية واوامر الله ونواهيه وسبل التقرب منه عزوجل، ولذلك يجب الرجوع اليه للقيام بحق العبودية لله. وقد اخذ الله تبارك وتعالى على نفسه ان لا يخلي الارض من حجة له على خلقه اما ظاهراً مشهوراً او غائباً‌ مستوراً، ولان له عزوجل الحجة البالغة على خلقه، فهذا يعني امكانية الرجوع الى حجته والاستعانة به لاداء حق العبودية حتى لو كان غائباً مستوراً.
والوسائل التي امرنا بها اهل بيت النبوة () للرجوع الى الحجة بن الحسن المهدي (عجل الله فرجه) في غيبته متعددة، منها زيارة آل ياسين المشار اليها ومنها كتابة‌ الرقاع اليه () والقائها في ماء‌ جار او بئر ونظائر ذلك مما ورد في الاحاديث الشريفة والاطمئنان بوصولها اليه.
ومنها العمل بوصاياه () التي رواها الثقات وكذلك وصايا واوامر آبائه الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين ومنها مطلق التوسل الى الله عزوجل به () ومنها العمل بالامور العبادية التي ورد ذكرها في الاحايث الشريفة كوسائل للفوز برؤيته ولقائه (عجل الله فرجه) في غيبته.

معنى لقب "دليل إرادة الله" من ألقاب المهدي(عج)

«السلام عليك يا حجة الله ودليل ارادته»،فما معنى ان يكون امام زماننا دليل ارادة الله؟
الدليل هنا منسوب الى ارادة الله عزوجل وليس الى ذاته المقدسة مباشرة نظير ما ورد في لقب «حجة الله» فمعنى هذه النسبة ان دلالته () مرتبطة‌ بارادة الله عزوجل.
وبملاحظة هذه النسبة يكون معنى‌اللقب ان الامام المهدي (ارواحنا فداه) هو دليل الذي يهدي الى الحق بارادة‌ الله عزوجل فتكون دلالته وهدايته حتميةً لتعلق الامر بارادة الله جلت قدرته التي لا تخلف عنها، وهذا المعنى قريب من الوصف القرآني لحججه الهداة بانهم الائمة الذين يهدون بامره كما في قوله تعالى: «وجعلناهم ائمةً يهدون بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين» (الانبياء 73)، وقوله عزوجل: «وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون» (السجدة 24.
هذا هو المعنى الاول
وثمة معنى‌ آخر هو ان يكون (عجل الله فرجه) الدليل الكاشف عن ارادة الله عزوجل، بمعنى انه يبين ما يريده الله عزوجل من العباد، اي ان المعنى الاول مرتبط بما يصطلح عليه بالارادة التكوينية التي لا يمكن تخلفها والمعنى الثاني مرتبط بالارادة التشريعية وما يريده الله لعباده من الفلاح والصلاح في مختلف شؤونهم.
وبناءً على ما تقدم يتضح ان المهمة الاصلاحية الكبرى التي كلف بها الامام المهدي (عجل الله فرجه) حتمية التحقق لا يمكن ان يحول دون تحققها كيد ومكائد الطواغيت والظلمة والكافرين والمنافقين بل وحتى اعراض الناس عنها فيما لو اعرضوا لتعلق الامر بالارادة الالهية الحتمية.
كما يتضح ان غيبة مولانا المهدي وطولها او قصرها وزمان ظهوره وكل ما يقوم به (عجل الله فرجه) في غيبته وظهوره هو بامر الله وباذنه عزوجل، فهو () المعبر عنه ادارة الله جلت حكمته لشؤون عباده.

السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه»، في هذه الفقرة من زيارة آل ياسين نتعرف الى لقبين من القاب مولانا المهدي(عجل الله فرجه) الاول هو: تالي كتاب الله والثاني هو ترجمان كتاب الله وهما يمثلان تعبيراً عن كونه () المظهر المعاصر لتلازم الثقلين اللذين اوصى النبي الاكرم () بالتمسك بهما للنجاة من ميتة الضلالة وميتة الجاهلية.
الامام المهدي (ارواحنا فداه) هو التالي لكتاب الله وواضح ان المقصود لاينحصر في اطار التلاوة المعروفة وحسب، بل اضافة لالتصاقه () بكتاب الله فهو القرآن الناطق يتلو القرآن الحق ويسمعه لمن شاء الله عزوجل، تلاوةً تنفذ للقلوب وتصبغها بالصبغة الالهية التي لا احسن منها.

اما بالنسبة للقب (ترجمان وكتاب الله)، فهو منتزع من احدى الدلالات المهمة لحديث الثقلين وهو يدل على ان الوصول الى حقائق القرآن الكريم انما يكون من قناة الرجوع الى اهل بيت النبوة () وهم الذين اذهب الله عزوجل عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً بتصريح القرآن الكريم الذي صرح ايضاً في سورة الواقعة بان حقائق كتاب الله
«لا يمسه الا المطهرون»، كما صرح بان اهل الذكر هم الذين يرجع اليهم في المعارف ومنها معارف القرآن وقد ثبت في الاحاديث النبوية ان اهل الذكر هم اهل بيت النبوة الطاهرين () وممثلهم اليوم امام زماننا المهدي (عجل الله فرجه)

هذا اولاً وثانياً فان ترجمة امام العصر لكتاب الله عزوجل قد يكون لسانياً بصورة مباشرة حسب اوضاع وخصائص عصري الغيبة والظهور. وقد يكون عملياً من خلال تحقيق الامام المهدي () لحقائق كتاب الله ومقاصده واهدافه عبر سيرته (عجل الله فرجه).
سلام على آل يس السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب الله وديان دينه السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في أرضه

لقب "بقية الله" من ألقاب المهدي

«السلام عليك يا بقية الله في ارضه»، هذه الفقرة من زيارة آل ياسين التي امرنا بان نتوجه الى الله عزوجل بزيارة مولانا صاحب الزمان () بها وقد جاءت بعد فقرة التسليم عليه عجل الله فرجه بعبارة «السلام عليك في آناء ليلك واطراف نهارك»، والتي جاءت بدورها بعد التسليم على الامام بعشرة من القابه () فهنا نلتقي باللقب الحادي عشر الذي ذكرته له () وهو من اشهر القابه واختص من بينها بانه يسلم عليه به عند اللقاء به بالخصوص.
فهذا ما صرح به الامام الصادق () في الحديث الشريف المروي في اصول الكافي 411:1 مسنداً عن عمر بن زاهر ان رجلاً سال الامام الصادق () عن القائم قال: يسلم عليه بأمرة المؤمنين؟
اجاب الصادق ():لا ذاك اسم سمى الله به امير المؤمنين [يعني علياً] ()، لم يسم به احداً قبله، ولا يتسمى به بعده الا كافر.
وواضح ان الكفر هنا هو الكفر بمعناه العام اي مطلق جحود النعمة الالهية والتمرد على الارادة الالهية وليس الكفر الاصطلاحي الظاهري. على اي حال نكمل الرواية‌ فقد سأل الراوي بعد ذلك الامام الصادق () قائلاً: جعلت فداك كيف يسلم عليه. [اي على المهدي]
فقال الصادق ( يقولون: «السلام عليك يا بقية الله»،‌ ثم قرأ «بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين».

واضح من تلاوة الامام الصادق () في نهاية الحديث المتقدم لهذه الآية الكريمة، ان لهذا اللقب المبارك منشأً قرآنياً، فهو احد مراتب او مصاديق مفهوم «بقية الله» المذكورة في القرآن الكريم. ولذلك فان معرفة دلالات هذا اللقب من القاب مولانا المهدي ارواحنا فداه يستلزم ان نعرف المفهوم القرآني لمصطلح «بقية الله» وهذا ما سنسعى لمعرفته وتوضيحه في الايام المقبلة باذن الله تبارك وتعالى، مشيرين هنا الى ان هذا اللقب اطلق في الاحاديث الشريفة على‌ عدد آخر من ائمة الهدى ()، ولكن لمولانا صاحب الزمان خصوصية في ظهور هذا اللقب

أهمية لقب "بقية الله"
خصت الاحاديث الشريفة مولانا المهدي عجل الله فرجه بان يسلم عليه بخطاب «السلام عليك يا بقية الله» ولا يخفى على المراجع للنصوص الشريفة ان هذا اللقب من الالقاب التي اطلقت على جميع ائمة‌ العترة المحمدية على سيدهم المصطفى وعليهم افضل التحية والسلام فقد جاء في الزيارة الجامعة: «السلام على الائمة الدعاة... واولي الامر وبقية الله وخيرته».
كما جاء على لسان الامام الباقر () في طريق اعادته من سجن هشام الاموي في الشام الى المدينة‌ حيث امر الخليفة الاموي اهل المدن التي يمر بها ركبه بان لايبيعوا الامام واصحابه الطعام، فبلغ الجوع باصحابه مبلغه عندما انتهوا الى مدين اذ اغلق اهلها ابواب المدينة‌ ومنعوه واصحابه من الدخول فصعد جبلاً وناداهم باعلى صوته يا اهل المدينة الظالم اهلها انا بقية الله يقول الله «بقية‌ الله خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ».
كما جاء في خبر ولادة الامام الرضا ان اباه الكاظم (عليهما السلام) قال عندما ارجعه لامه بعد ان اجرى سنن الولادة: «خذيه فانه بقية الله عزوجل في ارضه».
اما بالنسبة للامام الحجة بن الحسن المنتظر () فقد نصت روايات اخرى غيرما تقدم على تلقيبه بهذا اللقب منها ما جاء على لسانه نفسه في عدة روايات منها تعريفه لنفسه به وهو غلام خلال لقائه باحمد بن اسحاق الاشعري حيث قال له طبق رواية الشيخ الصدوق: انا بقية الله في ارضه والمنتقم من اعدائه كما انه عجل الله فرجه يعرف نفسه بهذا اللقب في اول خطبة يلقيها عند ظهوره طبق ما ورد في حديث الامام الباقر () حيث قال في وصف خروجه: فاذا خرج اسند ظهوره الى‌ الكعبة... فاول ما ينطق به هذه الآية «بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين» ثم يقول: انا بقية الله في ارضه... فلا يسلم عليه مسلم الا قال: «السلام عليك يا بقية الله في ارضه».
وفي كتاب الاحتجاج عن امير المؤمنين () في حديث طويل ذكر الائمة بعده الى ان وصل الى ذكر خاتمهم المهدي فوصفه بهذا اللقب حيث قال: «بقية الله الذي يأتي بعد انقضاء هذه النظرة فيملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».
يتضح من الاحاديث الشريفة المتقدمة عدة حقائق فيما يرتبط بهذا اللقب الاول هي انه من اهم القاب مولانا الحجة المهدي ارواحنا فداه بحيث يجعله اهم معرف له وهو غلام وكذلك في اول ظهوره وبحيث يعرفه به امير المؤمنين وهو يذكر مهمته الاصلاحية الكبرى اي انهاء الظلم والجور واقامة القسط والعدل.

اما الحقيقة الثانية فهي ان الاحاديث الشريفة اكدت اكثر مرة المنشأ القرآني لهذا اللقب ولذلك فان معرفة معناه ودلالاته تستلزم معرفة الآية الكريمة والواردة في حكاية القرآن لقصة شعيب النبي () مع قومه
معنى لقب "بقية الله" من ألقاب المهدي
ان لقب «بقية الله» هو من اهم القاب مولانا الحجة المهدي (ارواحنا فداه) وقد خص من بين القابه الاخرى بانه اللقب الذي يسلم به عليه فيخاطبه المؤمن عند ظهوره خاصة بعبارة «السلام عليك يا بقية الله».وقد اكدت الاحاديث الشريفة المنشأ القرآني لهذا اللقب الشريف ولذلك لابد من العودة الى كتاب الله لمعرفة معنى هذا المصطلح لكي نعرف بالتالي معناه ودلالاته.

لقد ورد هذا المصطلح مرة واحدة فقط في كتاب الله وذلك ضمن رواية آيات سورة هود لقصة نبي الله شعيب () مع قومه حيث جاء فيها:
«والى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان اني اراكم بخير واني أخاف عليكم عذاب يوم محيط / ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولاتبخسوا الناس اشياءهم ولاتعثوا في الارض مفسدين / بقيت‌ الله خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ».
وقد ذكر المفسرون ان المراد من تعبير «بقية الله» هو الشي الباقي الثابت الذي لازوال له مما هو عند الله عزوجل من الثواب او البركة التي يجعلها في الاعمال او في الرزق او في عطاياه ونعمه، هذا الشيء الخاص هو خير من اي خير يكون فيه الانسان من النعم الظاهرية التي كان قوم شعيب يتنعمون ببعضها ولكن الشرط هو ان هذه البركة الالهية الخاصة تكون خيراً للناس اذا كانوا مؤمنين لا يعثون في الارض مفسدين والا كانت سبباً لدمارهم ومحق باطلهم ولن يكون احد حينئذ قادراً على حفظهم منها.
وعلى ضوء هذه الحقيقة القرآنية مستمعينا الاكارم يتضح ان معنى لقب «بقية الله» عند اطلاقه على الامام هو ان الامام يمثل النعمة الربانية الخاصة والباقية والثابتة عند الله عزوجل والتي تفوق جميع النعم الظاهرية في بركاتها وآثارها، ولذلك فقد ورد عن ائمة‌ العترة النبوية () تفسير قوله عز من قائل: «ثم لتسألن يومئذ عن النعيم» ان المراد من النعيم هنا هو الامام والتمسك بولايته، والاحاديث بهذا المعنى كثيرة، نظير قول امير المؤمنين () في الاحتجاج: «... فهم العباد المكرمون وهم النعيم الذي يسأل العباد عنه، لان الله انعم بهم على من اتبعهم من اوليائهم»، وفي حديث الباقر (): «انما يسألكم عما انتم عليه من الحق» وفي حديث الصادق (): «يسألكم عما انعم به عليكم بمحمد وآل محمد» وقوله «نحن اهل البيت النعيم الذي انعم الله بنا على العباد... وهو النعمة التي لا تنقطع...»، وقول الرضا () «النعيم حبنا اهل البيت ومولاتنا...» وقوله (): «النعمة التي لا تنقطع» يتضمن معنى «البقية» وهو الشي الثابت الذي لا ينقطع، فكانه تفسير للآية الكريمة.
وهذا المعنى عام يشمل جميع اهل البيت () اما وجه التأكيد على اختصاص مولانا المهدي (عجل الله فرجه) بهذا اللقب، فلعله يرجع الى ان ظهور البركات العظيمة لوجود الامام يتحقق في عصر دولته باوضح صورة واكملها هذا من جهة ومن جهة اخرى فان ترسيخ معنى كون الامام () هو «بقية الله» ونعمته الكبرى في عصر غيبته يمهد السبيل امام المؤمن لتقوية الارتباط به والتمسك بولايته والانتفاع من بركاته واداء حقوقه

معنى كون المهدي ميثاق الله الذي أكده
نقرأ في زيارة آل ياسين
سلام على آل يس السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب الله وديان دينه السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في أرضه السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده نقرأ فيها هذه العبارة: «السلام عليك يا ميثاق الله الذي اخذه ووكده».
فما هو المقصود بذلك، وما هو المعنى الذي ينبغي ان تستحضره قلوبنا ونحن نسلم عليه ونخاطبه بهذه العبارة؟

هذا
اللقب الثاني عشر من القاب مولانا المهدي ارواحنا فداه وهو ايضاً من الالقاب ذات المنشأ القرآني فهو منتزع من آيتي اخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من بني آدم عامة ومن النبيين خاصة في عالم الذر والميثاق، والآيتان هما: في سورة الاعراف الآية 172 وهي قوله تعالى:
«واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة‌ انا كنا عن هذا غافلين».
والآية الثانية هي الحادية والثمانون من سورة آل عمران حيث يقول عز من قائل:
«واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة‌ ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين».
وقد صرحت كثير من الاحاديث الشريفة أن هاتين الآيتين الكريمتين تتحدثان عما اسمته عالم الذر والميثاق، حيث اخذ الله عز وجل من بني آدم في ذلك العالم ميثاق الاقرار بالتوحيد والنبوة والولاية وهذا الميثاق هو المعبر عنه في طائفة اخرى من النصوص الشرعية بفطرة الله التي فطر الناس عليها.
فمثلاً روي في الكافي مسنداً عن داوود الرقي عن الصادق () قال: لما اراد الله ان يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم؟ فأول من نطق رسول الله وامير المؤمنين () والائمة () فقالوا: انت ربنا، فحملهم العلم والدين، ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني وعلمي وامنائي في خلقي وهم المسؤولون. ثم قال لبني آدم: اقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة، فقالوا: نعم، ربنا، اقررنا... ثم قال (): يا داوود، ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق.
وجاء في حديث آخر مروي في الكافي عن الامام الباقر () انه قال بعد ذكر الميثاق العام المأخوذ من عموم البشر: «ثم اخذ الميثاق على النبيين.. فثبت لهم النبوة، واخذ الميثاق على اولي العزم اني ربكم ومحمد رسولي وعلي امير المؤمنين واوصياؤه من بعده ولاة امري وخزان علمي... وأن المهدي انتصر به لديني واظهر به دولتي وانتقم به من اعدائي واعبد به طوعاً وكرهاً».
اذن يتضح من التدبر في هذه النصوص الشريفة ان معنى‌ لقب «ميثاق الله الذي اخذه ووكده» هو ان مولانا المهدي ارواحنا فداه يمثل الميثاق الالهي، اي الكلم الطيب والعقيدة الحقة التي اخذ الله عز وجل من الخلائق عامة‌ ومن النبيين خاصة ميثاق الاقرار بها هذا اولاً، وثانياً فان هذا المعنى وان كان ينطبق على جميع اهل البيت المطهرين () الا ان ظهوره في مولانا المهدي عجل الله فرجه اجلى لأن الله يحقق على يديه وبه انتصار دينه عز وجل واظهار دولته وشمولية العبودية‌ له عز وجل.

وعليه يتبين ان الاعتقاد بمولانا المهدي الموعود ارواحنا فداه ووجوب نصرته امر يستند الى جذور فطرية في وجود الانسان.
اما بالنسبة لنصرة النبيين له () فقد ذكرت الاحاديث الشريفة ان ذلك يتحقق في عالم الرجعة بعد ظهور المهدي ()..


سلام على آل يس السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب الله وديان دينه السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في أرضه السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه

دلالات لقب (وعد الله الذي ضمنه) من القاب المهدي(ع)
«السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه». تشتمل هذه الفقرة من زيارة آل ياسين اللقب الثالث عشر من القاب مولانا المهدي عجل الله فرجه الواردة في هذه الزيارة المهمة من زياراته. ولهذا اللقب ايضاً‌ جذر قرآني، فهو يشير الى‌ الوعد الالهي للمؤمنين باستخلافهم في الارض واظهار دينهم الحق على الدين كله ولو كره المشركون.

وقد ورد هذا الوعد الالهي الجميل في عدة آيات كريمة صريحة في حتمية تحققه، منها قوله تعالى في سورة التوبة (الآيتين 32،33): «يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى‌ الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون / هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون».ومنها قوله عز وجل في سورة النور الآية 55: «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون».ومنها قوله تعالى في سورة الانبياء الآية 105: «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون».ومنها قوله عز وجل في الآية 54 من سورة المائدة: «يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله واسع عليم».وقد تحدثنا عن الادلة التفسيرية والروائية والاستقرائية التي تثبت ان المقصود بالوعد الالهي الجميل الذي تتضمنه هذه الآيات الكريمة هو ما يحققه الله عز وجل في عصر ظهور المهدي الموعود عجل الله فرجه... وبناءً على ذلك يتضح المقصود من تلقيب مولانا المهدي بهذا اللقب، فهو يعني انه عجل الله فرجه المظهر العملي لهذا الوعد الصادق، وتتمة اللقب اي عبارة (الذي ضمنه) تشير الى حتمية تحقق هذا الوعد لأن الله ضامنه وهو جلت قدرته القادر على كل شيء.

وهذا يعني ان علينا ونحن نسلم على امام زماننا المهدي ارواحنا فداه بهذا اللقب ان نستشعر حتمية ظهوره ونطرد عن انفسنا الياس منه مهما طال امد الغيبة بل وان نعد انفسنا لظهوره المحتمل في كل حين، عجل الله فرجه وجعلنا واياكم من خيار مواليه.

سلام على آل يس السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب الله وديان دينه السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في أرضه السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه السلام عليك أيها العلم المنصوب

دلالات لقب "العلم المنصوب" من ألقابه()
من القاب مولانا بقية الله المهدي () التي ورد ذكرها في زيارته المباركة التي امرنا بالتوجه الى الله عزوجل بها والمعروفة بزيارة آل ياسين هو لقب «العلم المنصوب».
واحدى الدلالات المهمة لتلقيبه () بهذا اللقب الاشارة الى قضية ان منصب الامامة ‌هو بجعل من الله تبارك وتعالى، هذا اذا اخذنا كلمة المنصوب من التنصيب بما يرادف معنى المنصب للامامة من قبل الله تبارك و تعالى.
اما اذا اخذناه من النصب فيكون المعنى انه () هو العلم الظاهر الذي يمكن الاهتداء اليه سواء في غيبته وكذلك في ظهوره

سلام على آل يس السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب الله وديان دينه السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في أرضه السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه السلام عليك أيها العلم المنصوب والعلم المصبوب

دلالات لقب "العلم المصبوب" من الالقاب المهدوية
بعد ان وصفت زيارة آل ياسين المباركة مولانا المهدي (عجل الله فرجه) بلقب العلم المنصوب، وصفته مباشرة بلقب (العلم المصبوب)، وثمة ترابط دقيق مهم بين هذين اللقبين، يعيننا كثيراً على تحقيق الهدف المحوري من زيارته () بهذه الزيارة المباركة، وهو التوجه به () اليه وبالتالي الى ربه الجليل تبارك وتعالى فقد عرفنا ان امام زماننا (ارواحنا فداه) قد قال في مقدمة هذه الزيارة:
«السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اذا اردتم التوجه بنا الى‌ الله تعالى والينا فقولوا...».
ولمعرفة هذا الترابط الدقيق والوثيق ينبغي اولاً‌ ان نشير الى ان لقب (العلم المنصوب) قد دلنا على ان ارادة الله - عزوجل- قد شاءت ان تجعل مولانا المهدي راية تهدي اليه في غيبته وكذلك في ظهوره، الامر الذي يعني ان بالامكان الانتفاع به وان كان خلف سحاب الغيبة فهو رغم ذلك علم منصوب يراه اصحاب العقول السليمة والقلوب الحية.
وهنا يأتي دور دلالة لقب (العلم المصبوب) فهو ينبه الى حقيقة ان هذا العلم الالهي المنصوب صاحب علم مصبوب اي نازل باستمرار لمن يطلبه ولا يحده حد سوى سعة واستعداد كل انسان لتلقي هذا العلم الالهي بمعنى ان الفيض الالهي النازل بواسطته () مستمر غير محدود، فكلما ازداد المؤمن توجهاً الى امام زمانه وبالتالي الى ربه الجليل - جل جلاله- حصل على نصيب اوفر من هذا الفيض الالهي النازل.
وهذا الحكم عام يشمل عصر غيبته مثلما يشمل عصر ظهوره (عجل الله فرجه) وسواء شعر المومن بطرق حصوله على هذا العلم الالهي ام لم يشعر.


سلام على آل يس السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب الله وديان دينه السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في أرضه السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه السلام عليك أيها العلم المنصوب والعلم المصبوب والغوث
دلالات لقب "الغوث" من ألقاب امام العصر(عج)
من الالقاب المهدوية المهمة التي وردت في زيارة آل ياسين المباركة لقب «الغوث» وقد ورد مضمون هذا اللقب من القاب امام العصر (عجل الله فرجه) في عدد من النصوص الشريفة وحفلت التجارب العملية للمؤمنين بالكثير من المظاهر العملية لمقتضيات هذا اللقب الشريف.
يعتبر لقب «الغوث» من اهم القاب مولانا المهدي ارواحنا فداه لانه يعبر عن مظهر قيامه () بأحد مهام امامته في غيبته وفي ظهوره.
إذ أن اغاثة الملهوفين والمنقطعين هي من مهام الإمام بحكم كونه خليفة الله في أرضه مثلما ان إرشاد الضال وإيصال المستعد للهداية ‌الى قرب ربه -جل جلاله- وحفظ الشريعة الإلهية هي من مهامة ‌().

وقد اشار آية الله الميرزا النوري (رضوان الله عليه) في مقدمة الفصل الخاص بروايات من فاز بلقاء مولانا المهدي في غيبته (عجل الله فرجه) الى هذه المهمة من مهام الإمامة اي إغاثة الملهوفين والمضطرين واستدل بها للقطع بان من يظهر بصورة غير مألوفة لإغاثة المستغيثين الذين تقطعت بهم الاسباب هو إمام العصر او احد اعوانه () لأن هو المأمور والمكلف من قبل الله تبارك وتعالى بهذه المهمة.
والواقع إن هذا اللقب الشريف من ألقاب مولانا بقية‌ الله المهدي (عجل الله فرجه) يعرفنا باحدى كبريات حقائق التوحيد الخالص لله - جل جلاله-، وهي ان مقتضى التوحيد الصحيح هو الاستغاثة والاستعانة بالله - عزوجل- من خلال التوجه اليه جل جلاله عبر الوسائل التي أمر بالتوسل بها اليه وعلى راسها خليفته في أرضه وحجته الذي لا تخلو منه أرضه وهو الامام المعصوم. وهذا من اوضح مصاديق نظام الاسباب الذي ابى الله جلت حكمته ان يجري تدبير شؤون خلقه الا به.

ونجد في القرآن الكريم كثيراً من التصريحات بأجراء الله - عزوجل- لنظام الاسباب في تدبير شؤون خلقه وربوبيته الكبرى للعالمين نظير الآيات التي تنسب التوفي لذاته المقدسة حيناً وحيناً لرسله وثالثة لملائكته ورابعة لملك الموت، ونظير الآيات التي تنسب التدبير الإلهي للملائكة كآيات المدبرات امرا، والآيات التي تنسب انزال القرآن الكريم الى الله - عزوجل- تارة وتارة‌اخرى للروح الامين والآيات التي تنسب الهداية مرة‌ اليه تبارك و تعالى واخرى الى الائمة الذين يهدون بأمره.

وجميع هذه الاعمال هي من شؤون ربوبية الله - عزوجل- لخلقه وليس ثمة اي مرتبة من مراتب الشرك في نسبتها الى جنده الذين يعملون بأمره ولا يعصونه في شيء، من الملائكة والمخلصين من خلقه الذي جعلهم ائمة للناس يهدونهم اليه بأمره ويعينونهم على عبادته بأمره ويغيثونهم في الشدائد بأمره، فتكون الاستعانة بهم استعانة‌ بالله والاستغاثة بهم استغاثة به جل جلاله وكذلك الحال مع الاستهداء‌ بهم وموالاتهم وحسبهم وطاعتهم والبراءة من اعدائهم.
وعلى ضوء‌ هذا الفهم التوحيدي الخالص نفهم معنى لقب «الغوث» من القاب مولانا الحجة المهدي (ارواحنا فداه)، ورغم ان المستفاد من كثير من الروايات التي تناقلها الثقاة بشأن الفائزون باغاثة امام زماننا المهدي، انه () يغيث حتى الذين لم يستغيثوا به مباشرة، بل وانه يغيث حتى الذين لا يعرفونه، وان اغاثته لهم كانت في كثير من الحالات سبباً لتعرفهم عليه لا حقاً.
نقول رغم ذلك فان التوجه به الى الله - عزوجل- والاستغاثة به بصدق تؤهل المؤمن للفوز بمراتب اسمى واعلى من اغاثته () له واعانتة على عبادة الله - جل جلاله- ونقله الى ما يأمله من مراتب القرب الإلهي.

سلام على آل يس السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب الله وديان دينه السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في أرضه السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه السلام عليك أيها العلم المنصوب والعلم المصبوب والغوث والرحمة الواسعة
معنى كون الامام المهدي(عج) هو الرحمة الواسعة
اللقب السابع عشر من القاب مولانا الحجة (رواحنا فداه) المذكورة في زيارة آل ياسين المباركة هو لقب «الرحمة‌ الواسعة» وهو ذو اصل قرآني، فقد وصف القرآن الكريم جده النبي الاكرم () بأنه المرسل رحمة للعالمين، وقد ثبت بالكثير من الادلة والبراهين ان مقامات النبي الاكرم () تجري بأستثناء النبوة وما اختص به لأوصيائه ومنهم سميه خاتم الاوصياء المهدي (عجل الله فرجه).

اما بالنسبة لدلالات هذا اللقب والمستفاد من إطلاقه على امام زماننا ()، فهي واضحة اجمالاً ونقول في توضيحها، ان «الرحمة» تشمل جميع انواع النعم والبركات العامة والخاصة التي يتفضل بها الله - عزوجل- على خلقه وحجة الله هو واسطة نزول هذه النعم والبركات بمختلف اقسامها، كما هو واضح من كثير من النصوص الشريفة.
فمثلاً نفهم من الاحاديث الشريفة المتواترة والمصرحة بانه لولا الحجة لساخت الارض بأهلها، نفهم ان نعمة اصل استمرار الوجود وما يتفرع عنه حاصلة ببركة وجود الحجة، ومصداقه في عصرنا هو المهدي المنتظر (ارواحنا فداه)، اما ايصال الرحمات الخاصة، كإغاثة المستغيثين وهداية المستعدين الى مراتب القرب الالهي وحفظ الدين من التحريف وحفظ كيان المؤمنين من الابادة ونظائر ذلك، فهي من مهمات واجبات الامامة التي يقوم بها الامام () في ظل مختلف الاوضاع وسواء في عصر غيبته او ظهوره (عجل الله فرجه).

وعلى ضوء هذه الحقيقة وشمولية البركات والنعم المتحصلة من وجود حجة الله
- عزوجل- في ارضه، نفهم سر وصف الامام بانه الرحمة الواسعة، وهذا الامر ينطبق على جميع الائمة (سلام الله عليهم) وقبلهم سيدهم النبي الاكرم ()... ولكن يبقى لمولانا المهدي (ارواحنا فداه) خصوصية في ظهور مظاهر الرحمة الالهية الواسعة سواء في غيبته او في ظهوره.

اما في غيبته فبحكم طول مدة امامته ()، واما في عصر ظهوره فببركة ما يحققه الله - عزوجل- على يديه من اقامة العدل في جميع ارجاء المعمورة وسيادة الامن وحاكمية الهدى والتوحيد الخالص وفتح ابواب الهدايات العامة والخاصة للجميع وازالة العقبات الصادة عن ذلك فيبلغ المؤمنون كل مرادهم من طاعة الله -عزوجل- وتنزل البركات المادية والمعنوية باشمل واوسع صورها.

(الامام المأمون) هو اللقب الثامن عشر من القاب مولانا بقية الله المهدي (سلام الله عليه)، وذلك حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين المباركة التي عدها بعض اهل المعرفة من افضل نصوص الزيارات التي يزار بها لانه هو (عجل الله فرجه) قد صرح في بدايتها بأنها- اي هذه الزيارة- وسيلة عامة لمن اراد التوجه الى الله عزوجل واليه به () اي انها من وسائل تقوية الارتباط بامام العصر والتقرب بذلك الى الله عزوجل وقد صرح اهل المعرفة بأنها من الوسائل المهمة ايضاً للاستشفاع به (ارواحنا فداه) لقضاء الحوائح الدنيوية والأخروية.

وهذا اللقب الشريف يشتمل على مفردتين كلاهما واضحة المعنى العام، الأولى «الامام» ومعناها واضح وما يمكن التنبيه اليه هنا هو انها عندما تطلق على الخلفاء الاثني عشر فلا ينبغي فصلها عن حقيقة التنصيب الالهي او حسب التعبير القرآني الجعل الالهي له كأئمة للناس يهدونهم اليه بأمره تبارك وتعالى، وهذا ما يميزهم عن غيرهم، فهم منصوبون لامامة‌ الناس من قبل الله عزوجل اولاً وهم يقومون بأمره عزوجل الذي عرفنا القرآن الكريم بأن امر الله هو انه اذا قال للشيء كن فيكون.

اما بالنسبة للمفردة الثانية فهي «المأمون» ومعناها واضح ايضاً ولكن السؤال هنا عن دلالاتها عندما تطلق على امام منصوب لهداية الخلق من قبل الله عزوجل فما هو المعنى المراد في هذه الحالة؟

للاجابة عن هذا السؤال نقول اولاً ان استعمال صفة «المأمون» يكون تارةً بمعنى من يؤمن من صدور الشر منه اي من مشتقات الامن كما في حديث الامام علي امير المؤمنين () في وصف المؤمن حيث قال: «المؤمن مأمون شره مأمول خير».
وهذا المعنى يصدق على امامنا ومولانا المهدي )ارواحنا فداه) باسمى مراتبه وبمختلف مصاديقه بدءً من ان يأتي بشيء من عند غير الله عزوجل - لكونه الامام المنصوب للهداية بأمره- عزوجل، وانتهاءً بأن يصدر منه شيء فيه اذىً واقعياً وشراً حقيقياً لأحد من خلق الله سبحانه وتعالى.

اما المعنى الثاني لاستعمال صفة «المأمون» هو من الأمانة‌ بمعنى الأمين او لسان المؤتمن على ‌شيء مع اقرار بأنه لا يخون الامانة، فهي صفة مدح، وهذا المعنى ورد في وصف عموم ائمة اهل البيت - على سيدهم النبي الأكرم وعليهم افضل الصلوات والسلام-. ولكن السؤال هنا هو: على اي اؤتمن الامام (

للاجابة عن هذا السؤال نقول: ان المستفاد من الاحاديث والنصوص الشريفة ان كل امام من ائمة العترة النبوية وخلفاء النبي الأكرم () مؤتمن على شريعة الله وحفظها من التحريف، وهذا المعنى صرحت به جملة من صحاح الأحاديث النبوية المروية من طرق جميع المذاهب الاسلامية وقد جمع ابن حجر طائفة منها وصرح بصحتها في كتاب الصواعق، وفيها يخبر النبي الاكرم () بأن ائمة اهل بيته سيحفظون الشريعةً من تحريفات الغالين وتأويلات المبطلين والمنتحلين الى يوم القيامة‌ وهذا من أهم مهام الامامة.

وقد صرح العلماء استناداً الى‌ صراحة هذه الأحاديث بأن الامام المهدي يقوم بهذه المهمة في عصر غيبته (عجل الله فرجه) بأساليب مختلفة منها منع اجماع العلماء على حكم شرعي خلاف الواقع كأن يبث الحكم الصحيح عن طريق احد العلماء المعروفين بالصلاح والزهد والمجمع على وثاقته وان كان ما يعلنه مخالفاً للحكم المشهور بين الفقهاء وقد فصل العلماء كالسيد محمد الطباطبائي في كتاب المناهل الحديث عن هذا الموضوع في مبحث الاجماع من المباحث الأصولية.
ومثلما ان الامام () مأمون ومؤتمن على شريعة الله عزوجل فهو مؤتمن على عباد الله خلقه وعباده وهذا ما تشير اليه عبارات وصف الائمة () بأنهم «امناء الله على خلقه» ومعنى ذلك ان خلق الله عزوجل هم امانات الله بايد اوليائه عزوجل، يسعون لايصال الفيض الالهي والهداية‌ الربانية اليهم ويعملون لما فيه صالح الخلق وخيرهم، وهذا ما تشير له الاوصاف القرآنية للنبي الاعظم (صلى‌ الله عليه وآله) بأنه حريص على الناس بالمؤمنين رؤوف رحيم، والمعنى نفسه يصدق على خلفاءه (صلى الله عليه وعليهم) ومنهم خاتمهم بقية الله المهدي (عجل الله فرجه).
معنى "المقدم المأمول" من ألقاب المهدي(ع)

المقدم المأمول هو اللقب التاسع عشر من ألقاب مولانا المهدي (ارواحنا فداه)، وذلك حسب الترتيب الوارد في آل ياسين المباركة، وبه تختم الالقاب الواردة في اصل الزيارة، تليها اربعة عشر لقباً اخر واردة في الدعاء المأمور بتلاوته بعد اصل الزيارة والدعاء جزء من الزيارة ومكمل لها.

وهذا اللقب الشريف يشتمل على صفتين الأولى هي «المقدم»، ولا يخفى ان هذه الصفة تصدق على ائمة الهدى جميعاً‌ سلام الله عليهم وعلى سيدهم النبي الخاتم المصطفى محمد –-، فالامام في كل عصر هو المقدم على‌ جميع اهل عصره والا لما كان اهلاً للامامة وهذا من اصول عقيدة مدرسة اهل البيت ().

والمهم في هذا التقديم كونه من الله تبارك وتعالى، فالله هو الذي قدم ائمة الهدى على اهل ازمانهم مثلما قدم جدهم النبي الخاتم () ليس على اهل عصره وحسب بل على جميع الانبياء والاوصياء (سلام الله عليهم اجمعين)...
ومادام هذا التقديم والتفضيل من الله جل جلاله، فهو تقديم مصيب للواقع حتماً فلا يقبل الخطأ ولا يقبل التغيير، فلا شك في اهلية من يقدمه الله عزوجل ويفضله لهذا التقديم والتفضيل، خلافاً لتقديم البشر لأحد او تفضيلهم له على غيره، فهو امر يحتمل الخطأ ويحتمل الصحة ولذلك أمر الله عزوجل الناس بتقديم وتفضيل من قدمه الله وتأخير من أخره، فاطاع المؤمنون حقاً هذا الامر الالهي وتخلف غيرهم عن جهل او وعي فوقعوا في مهاوي الضلال او الجحود.
اذن مولانا المهدي (عجل الله فرجه) هو المقدم الهياً لامامة اهل العصور من وفاة ابيه الامام العسكري (سلام الله عليه) والى ظهوره واقامته للدولة الالهية العالمية‌ فهو خاتم الأوصياء او الائمة او خلفاء النبي الاكرم الاثني عشر، ومادام الامر كذلك فهذا يعني انه هو المأمول لتحقيق ما يريده الله عزوجل وما يطمح له المؤمنون سواء في عصر غيبته او في عصر ظهوره (عجل الله فرجه).
وبعبارة اوضح نقول: ان كل ما يأمله ويرجوه المؤمنون من امام زمانهم يمكن تحققه في عصر غيبته مثلما يمكن في عصر ظهوره (سلام الله عليه) وغاية الامر هو وجود اختلاف في اساليب تحقق ما يرجوه ويأمله المؤمن من امام العصر في عصر الغيبة عما هو عليه الحال في عصر الظهور، ومنشأ الاختلاف ناشىء من اختلاف ظروف الغيبة والظهور.
ان المؤمن يأمل من امام زمانه الهداية الى الله عزوجل واعانته على التقرب من الله وعبادته والفوز بشفاعته الى‌ الله جل جلاله والتوسل به لمعالجة ما قد يعترض طريقه الى الله من عقبات روحية ذاتية او خارجية، وانقاذه من الشدائد والصعوبات وكل ذلك من الممكن ان يحصل عليه المؤمن اذا اخلص في التمسك بولاية امامه الغائب وصدق في طلب العون منه. لا فرق في ذلك بين عصري الغيبة والظهور الا في الاساليب كما قلنا.

اما بالنسبة لظهوره (عجل الله فرجه) فما يأمله المؤمنون والبشر عموماً - بأستثناء الطواغيت والظلمة والجاحدين- هو ان يقيم الدولة الالهية العادلة في كل الارض ويحقق اهداف الرسالات الالهية جمعاء في اقامة الامن والرفاه المعنوي والمادي وقيام الناس بالقسط. ومولانا المهدي (ارواحنا فداه) مأمول منه ذلك بحكم الوعود الالهية الصادقة بأن الله عزوجل سيحقق ذلك على يديه طبق ما نصت عليه محكمات الآيات الكريمة وصحاح الأحاديث النبوية.
اذن فالامام المنتظر (ارواحنا فداه) هو من أكمل المصاديق لما ورد في الاحاديث الشريفة من ان المؤمن (مأمول خيره مأمون شره)، لأن الخير الذي يؤمل منه )سلام الله عليه( شامل لجميع نواحي حياة‌ الانسان الفردية والاجتماعية والمعنوية والمادية هذا اولاً وثانياً‌ لأنه هو المقدم من قبل الله عزوجل لذلك وهذا يعني انه اهل لأن يكون منشأً الهياً صافياً لجميع ما يأمله الناس جميعاً من اشكال الخيرات المعنوية والمادية، وثالثاً لأن تحقق الآمال المرجوة منه حتمي لاريب في ذلك لأن الله عزوجل - وهو صادق الوعد- قد وعدنا بذلك.
القائم بقسط الله هو اللقب العشرون من الالقاب المهدوية التي اشتملت عليها زيارة آل ياسين المباركة‌ التي امرنا مولانا امام العصر (عجل الله فرجه) بزيارته بها اذا اردنا التوجه بمحمد وآله (صلوات الله عليهم) الى الله تبارك وتعالى.

وهذا اللقب هو اول الألقاب التي يشتمل عليها الشطر الثاني من نص الزيارة اي الشطر الدعائي الذي طلب من الله عزوجل ان يصلي على محمد خاتم الأنبياء وسيد الآل الأوصياء ثم على سليله المهدي خاتم الأوصياء (). فقد جاء في نص رواية الزيارة بعد انتهاء الشطر الأول منها والذي تضمن السلام على المهدي بذكر جملة من القابه واوصافه وحالاته: الدعاء عقيب هذا القول أي الشطر الاول من الزيارة وجاء في صدر هذا الدعاء:

«اللهم اني اسئلك ان تصلي على محمد نبي رحمتك وكلمة‌ نورك وان تملأ قلبي نور اليقين وصدري نور الايمان وفكري نور النيات وعزمي نور العلم وقوتي نور العمل ولساني نور الصدق وديني نور البصائر من عندك، وبصري نور الضياء وسمعي نور الحكمة، ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله حتى القاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك، فتغشني رحمتك يا ولي يا حميد، اللهم صل على حجتك في ارضك وخليفتك في بلادك والداعي الى سبيلك والقائم بقسطك»...
وكما تلاحظون فان هذا الشطر يذكر اولاً ثلاثة من القاب مولانا الحجة المهدي (عجل الله فرجه) هي حجة الله في ارضه وخليفة الله والداعي الى سبيل الله،
وهي القاب وردت بصيغة الخطاب لله عزوجل لأنها جاءت ضمن فقرة الدعاء اليه جل جلاله، على ان تكرارها هو اشارة الى اهميتها في تعريف الامام (سلام الله عليه) فهي تشكل اركان واعمدة المعرفة المطلوبة لامام الزمان، بمعنى ان امام الزمان الذي تنجي معرفته من ميتة الجاهلية هو الذي يكون خليفة الله وحجته والداعي الى سبيله جل وعلا.

من هنا ينبغي ان ننطلق في معرفة دلالات الألقاب اللاحقة مثل القائم بقسط الله والثائر بأمر الله ومابعدها، بمعنى ان القائم بقسط الله هو خليفته عزوجل وحجته والداعي الى سبيله، فلا يمكن لأحد ان يكون القائم بالقسط الالهي والثائر بأمره مالم يكن حجة الله عزوجل في خلقه وخليفته والداعي اليه، وهنا يثار سؤال مهم هو:

كيف نجمع بين هذا القول وبين المنطق القرآني المصرح بأن الهدف من بعثة الأنبياء هو ان يقوم الناس بالقسط؟

للاجابة عن السؤال المتقدم نقول: ان قيام الناس لا يتحقق الا من خلال وجود الامام الذي هو حجة الله وخليفته والداعي اليه عزوجل، اي أن قيام الناس بالقسط رهين رجوعهم للامام (( وهو وارث الانبياء )سلام الله عليهم)، مثلما ان قيام الناس بالقسط في عهد اي نبي او وصي يكون خليفةً لله وحجة على‌ عباده يكون بالرجوع الى هذا النبي او الوصي.
وهذا ما تشير له بوضوح نسبة القسط الى الله عزوجل اولاً، فمن الذي يعرف الناس بالقسط الالهي غير حجة الله والداعي اليه عزوجل، ومن الذي يعصم الناس من الانحراف عن القسط والعدل الالهي غير المعصوم القائم بكل وجوده بالقسط الالهي والمجسد له في جميع حركاته وسكناته؟
من كل ما تقدم يتضح ان أولى‌ دلالات لقب (القائم بقسط الله) من القاب مولانا المهدي، هي
اولاً:- انه () هو القائم بنفسه بهذا القسط الالهي بالكامل
وثانياً:- انه (عجل الله فرجه) هو الذي يعين الناس على ان يقوموا لله بالقسط الالهي في مختلف شؤونهم الفردية والاجتماعية، الاقتصادية والحقوقية والقضائية وغيرها.
«ولي المؤمنين» هواللقب الثاني والعشرون من القاب مولانا المهدي (ارواحنا فداه)، وهذا اللقب من الألقاب العامة‌ التي تشمل جميع خلفاء النبي الاكرم () الاثني عشر كما هو المستفاد من كثير من الأحاديث النبوية التي صحت من طرق الفريقين ودلت على ذلك صراحةً او ضمناً.
اما بالنسبة لمعنى هذا اللقب الشريف فقد بينه لنا الحبيب المصطفى () في خطبة غدير خم عند ما حدد معنى كونه
() ولياً للمؤمنين بأنه اولى بهم من انفسهم، وهذا هو المقام الذي جعله الله عزوجل له وصرح بذلك في محكم كتابه المجيد حيث قال عز من قائل في الآية السادسة من سورة الأحزاب : ((النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم)).

وقد صرح المفسرون بأن ولايته هذه تختلف عن ولاية الأرحام بعضهم لبعض فهذه محدودة بقضايا التوارث وحقوق الارحام بعضهم على بعضهم، اما ولايته () فهي عامة شاملة لأمور الدنيا والدين، فهي امتداد لولاية الله عزوجل.

النبي الاكرم () صرح في خطبة الغدير بأن هذه الولاية الالهية التي جعلها الله عزوجل له هي لأول خلفائه الاثني عشر من بعده اي امير المؤمنين علي بن ابي طالب ()، مبلغاً بذلك المضمون الكامل للآية الكريمة‌ التي نزلت في قضية تصدق الامام علي () بالخاتم وهو راكع، وهي الآية الخامسة والخمسون من سورة المائدة حيث يقول عز وجل ((انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)).
وقد ثبت بكثير من الأدلة القرآنية ومن الروايات المتفق عليها من احاديث سيد الرسل () ان هذا المقام الالهي ثابت لجميع ائمة العترة النبوية () لا يؤثر عليه استلامهم الظاهري لزمام الحكم او عدم استلامهم له.
وعليه فان الامام المهدي هو ولي للمؤمنين في غيبته مثلما هو ولي لهم في ظهوره (عجل الله فرجه)، والناس جميعاً مأمورون بالتمسك بولايته في غيبته وظهوره، فهو (ارواحنا فداه) اولى منهم بأنفسهم في غيبته مثلما هو كذلك في ظهوره.

من اهم الدلالات المستفادة‌ من لقب (ولي المؤمنين) وهو من القاب مولانا المهدي (ارواحنا فداه) المذكورة في زيارة آل ياسين، هي الدلالة المستفادة من معنى الولاية الالهية [التي صرحت بها الآية الكريمة الخامسة والخمسون من سورة المائدة] حيث يقول عز من قائل (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)).

فقد ذكر المفسرون ان المراد من الولي في هذه الآية التي ثبت جريانها على امام زماننا المهدي كسائر ائمة العترة ()، المراد من الولي فيها هو الأولى بالمؤمنين من انفسهم والمتولي لأمورهم.

وهذه الولاية تكون اصالة لله عزوجل ولرسوله ولخلفائه المعصومين تبعاً، فتكون ولاية امام العصر (عجل الله فرجه) للمؤمنين تعبيراً عن ولاية الله ويكون توليه وتدبيره لأمورهم تعبيراً عن التدبير الرباني لأمورهم، وهذه هي حقيقة التوحيد الخالص من كل شرك او الحاد.

بمعرفة الحقيقة المتقدمة يمتلأ قلب المؤمن بالثقة والطمأنينة وهو يعيش وجدانياً الايمان الصادق بأن امامه المعصوم هو الذي يتولى بأمر الله عزوجل تدبير امر هداية‌ المؤمن ومختلف شؤونه، سواء عرف بكيفية هذا التدبير ام لم يعرف لكنه آمن صدقاً انه حاصل له مادام اصل الايمان بالله ورسوله واوصيائه راسخاً في قلبه.
هذا الايمان يفتح امامه ابواب الثقة والأمل المشرق بمستقبله دائماً وفي كل الاوضاع، سراء كانت او ضراء‌ او شدةً او رخاء، فمهما كانت الصعوبات يكن على ثقة من تغلبه عليها ببركة العون الالهي الذي يأتيه من امام زمانه وولي المؤمنين ارواحنا فداه، اذا ما اتخذه عملياً ولياً له فكان بذلك من المؤمنين.

وهذه الحقيقة تهدينا اليها الآية الكريمة التالية لآية الولاية المتقدمة‌ وهي قوله عز من قائل في الآية 56 من سورة‌ المائدة((ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون)).

دلالات لقب "بوار الكافرين" من القاب الامام المنتظر(عج)

(بوار الكافرين) هو اللقب الثالث والعشرون من القاب مولانا الحجة المنتظر (عجل الله فرجه) حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين، ولمعرفة دلالات هذا اللقب ينبغي ان نعرف معنى (البوار).
البوار في اللغة كما جاء في معجم (لسان العرب) هو الكساد والهلاك والفساد وفيه ايضاً معنى بطلان اعمالهم وزوال آثارها.

وعلى ضوء هذا يكون معنى اللقب المهدوي المتقدم هو ان الامام المهدي (سلام الله عليه) هو مهلك الكافرين، وقبل ذلك مبطل آثار اعمالهم.
بناءً على ما تقدم يتضح ان تلقيب المهدي (عجل الله فرجه) بلقب بوار الكافرين لا يعني فقط هلاكهم على يديه عند ظهوره المبارك كما صرحت بذلك كثير من الاحاديث الشريفة، بل يشمل ابطال آثار اعمالهم من الاضلال وخداع الناس وصدهم عن سبيل الله والحجة البيضاء، فتصير سوقهم بواراً اي كاسدة ليس فيها من يشتري شيئا منهم، بمعنى عدم تأثر الناس بأحابيلهم.

وهذه - بركات اتضاح الحق الصريح بالكامل في عصر ظهور بقية الله امام العصر (عجل الله فرجه) ووصوله الى جميع الناس حيثما كانوا كما يشير لذلك لقب (مجلي الظلمة) وهو اللقب اللاحق من القاب مولانا المهدي في زيارة آل ياسين.
ان اتضاح الحقائق ووصولها بالكامل الى الناس مقروناً بالتطور الثقافي والفكري وفي عقول الناس كما اخبرت الأحاديث بحصول ذلك في عصر الظهور المهدوي المبارك، كل ذلك يؤدي الى كساد سوقه الكافرين لأنه يعتمد على وجود ظلمات الجهل بحقائق الدين الالهي النورانية.
وهنا يبقى سؤال من هم هؤلاء «الكافرون» ‌الذي تكسد سوقهم ويهلكوا بظهور مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه)؟الاجابة عن هذا السؤال نحصل عليها من ملاحظة الاطلاق في هذه اللفظة اي لفظة الكافرين، وكذلك من الأحاديث الشريفة الآخرى المتحدثة عن عصر ظهور خاتم الأوصياء ().

فيكون المراد هم الكافرين بمختلف مراتبهم، اي كل من يواجه الدين الالهي الحق ويكفر بآلاء الله عزوجل بمختلف مراتبها، سواء كان من اصحاب الكفر المبين والجلي او المقنع والخفي، لان حقائق الاسلام تتضح بالكامل وبجميع مراتبها عند ظهور امام العصر (عجل الله تعالى فرجه) وجعلنا من خيار انصاره

دلالات لقب مجلي الظلمة من القاب امام العصر
«مجلي الظلمة» هو اللقب الرابع والعشرون من القاب مولانا وامام زماننا المهدي (ارواحنا فداه) حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين المباركة
هذا اللقب المبارك جاء مباشرة بعد لقب «بوار الكافرين» الذي تعرفنا على دلالاته ، وهذا التعاقب يعرفنا بأحدى الدلالات المستفادة‌ من هذا اللقب وهي ان معنى كونه (عجل الله فرجه) مجلي الظلمة هو انه بازالته لحاكمية الكافرين وضلالاتهم يزيل بالتالي الظلمات المعنوية التي يوجدونها في المجتمع البشري.

والمراد من هذه الظلمات هو بمختلف اقسامها وانواعها الفكرية كظلمات الجهل والتجهيل والتضليل والأفكار والعقائد الفاسدة، وكذلك الظلمات الاخلاقية مثل: ظلمات عبودية النفس والاهواء‌ المتغرقة وعبودية الشهوات والانغماس في حب الدنيا وزخارفها الفانية‌ والغفلة عن معارج الكمال الحقيقي والرقي الشمولي، وكذلك ظلمات الظلم والجور بمختلف مراتبه الفردية والاجتماعية وتضييع الحقوق بمختلف أقسامه.
لا يخفى ان تحقق هذا المعنى الذي يشتمل عليه لقب (مجلي الظلمة) من القاب بقية الله المهدي انما يكون في اشمل واكمل صوره وعلى الصعيدين الفردي والاجتماعي في عصر ظهوره المبارك (عجل الله فرجه) كما هو واضح، ولكن ذلك لا يمنع من تحقق بعض مراتب هذا المعنى في عصر غيبة الامام ايضاً، فيكون () مجلياً للظلمة، بل هذا ما هو حاصل بالفعل فيما لا يحصى من الحالات، بل قد لا تخلو حياة اي مؤمن من مؤمني عصر الغيبة من بعض تجليات هذا اللقب عرف بها المؤمن ام لم يعرف، ولكن كيف؟

الاجابة عن هذا التساؤل يمكن الحصول عليها من خلال مراجعة روايات المتوسلين الى الله عزوجل بمولانا المهدي (عجل الله فرجه) وروايات الفائزين بلقائه، ففيها كثير من مصاديق جلاء مختلف انواع الظلمات الفكرية او الروحية او المادية عن هؤلاء المتوسلين ببركته (سلام الله عليه).
بل وبمقتضى كونه () الهادي الى الله عزوجل، فهو يكشف عن كل مستعد لتلقي هذه الهداية‌ الالهية حتى لو لم يكن هذا المستعد للهداية يعرفه من قبل أو لم يتوسل الى الله عزوجل به، ونجد في روايات الذين اهتدوا الى الدين الحق مصاديقه عدة لهذه الحقيقة.

دلالات لقب "منير الحق«منير الحق» اللقب الرابع والعشرون من القاب مولانا المهدي )سلام الله عليه( حسب ترتيبها في زيارة آل ياسين المباركة، ولهذا اللقب دلالة مهمة للغاية ‌يمكننا ان نتعرف عليها بوضوح من خلال الاستعانة باحد غرر ادعية اهل بيت النبوة )( وهو الدعاء المروي بعد زيارة الامام الجواد () وقد نقله الشيخ القمي )رضوان الله عليه( في ملحقات كتابه القيم مفاتيح الجنان في آخر هذا الكتاب العبادي المهم. نقرأ لكم المقطع المرتبط بهذا اللقب المهدوي المبارك بعد قليل.
اول هذا الدعاء هو قول الداعي: «اللهم انت الرب وانا المربوب وانت الخالق وانا المخلوق...» الى ان يقول في نهايته:
«اللهم صل على محمد وآل محمد وأرني الحق حقاً فأتبعه والباطل باطلاً فأجتنبه ولا تجعله على متشابهاً فاتبع هواي بغير هدىً منك واجعل هواي تبعاً لطاعتك وخذ رضا نفسك من نفسي واهدني لما اختلف فيه من الحق بأذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم». التدبر في هذه الفقرات النورانية من الدعا الشريف يبين لنا ان العبد بحاجة مستمرة‌ الى ان يريد الله تبارك وتعالى الحق على حقيقته او يريه الحق حقاً حسب تعبير الدعاء الشريف فما هو سر ذلك؟
الاجابة نجدها في فقرات الدعاء اللاحقة، فهي تعرفنا بأن ثمة عوامل متعددة تؤدي الى احاطة الحق بضباب وغبار معنوي يؤدي الى اثارة الشبهات وعدم وضوح الرؤية له، فما هي هذه العوامل؟
في الاجابة نقول:
بعض هذه العوامل داخلية منشأؤها هوى النفس والقناعات المسبقة التي تحرف الحق بما ينسجم معها ومن حيث تدري اومن حيث لا تدري.
وبعضها خارجية تتمثل في اختلاف الآراء وتشتتها بشأن الحق ولكل من المختلفين ادلته ومسوغاته للقراءة التي يعرضها عن الحق.
الامر الذي يوقع الانسان في حيرة تجعله في حاجة مستمرة لطلب رؤية الحق الحقيقي بعيداً عن آثار الأهواء المضلة والآراء المختلفة وقد شاءت حكمة الله عزوجل ان يجري الامور باسبابها ومن مصاديقها هو ان جعل معياراً وحجة له على خلقه يكون وسيلة لإرائته تبارك وتعالى الحق حقاً لمن شاء هدايته من عباده، وهذا هو الامام المعصوم من التأثر بالأهواء المضلة والآراء المختلفة.
اي ان عزوجل يستجيب الداعي بأن يريه الحق حقاً بالامام وهو في زماننا مولانا المهدي المنتظر (عجل الله فرجه). ولذلك كان من القابه لقب «منير الحق» اي مظهره خال من كل شبهة واثر للأهواء المضلة والآراء المختلفة.
من اليسير ان نفهم المظهر العملي للقب يمه في عصر ظهور مولانا امام العصر (ارواحنا فداه) وقد اشارت لذلك جملة من الادعية والزيارات التي تشير الى ظهور الحق على يديه () عند ظهوره، اذ انه يظهر الحق نقياً ويجمع الأهواء والآراء‌ المختلفة عليه بمعنى زوال كل شبهة عنه، ولكن ما هو المظهر العملي لهذا اللقب المبارك في عصر غيبته (عجل الله فرجه)؟ وهل ان انارته للحق تختص بعصر ظهوره المبارك؟
لا يخفى ان اراءة الحق حقاً، تتحقق على يديه في عصر ظهوره بأكمل واشمل صورها اجتماعياً وفردياً، ولكن المستفاد من النصوص الشريفة مفتوح للمؤمنين في عصر غيبته ايضاً، ولكن كيف؟
هذا ما يجيبنا عنه دعاء زيارة الامام الجواد () المتقدم، فهو يعلمنا ان نطلب من الله عزوجل ذلك في كل زمان و مكان، والله ذو الرحمة الواسعة مجيب للدعاء قطعاً وتحقق هذا الدعاء ممكن والا لما امرنا به اولياء الله وبعيد زيارة جواد الائمة () بالخصوص.
فاذا اخلص العبد في دعائه استجاب الله له وأراه الحق حقاً على يد وليه وبقيته ارضاً بما يناسبه من طرق الاراءة وزاده عطاءً وفيضاً كلما كان احرص على العمل بأوامره عزوجل بعيداً عن افشاء اسر.
وهذه من الحقائق التي تصدقها كثير من تجارب المؤمنين في عصر غيبته امامهم المنتظر ارواحنا فداه.


دلالات لقب "الناطق بالحكمة والصدق" من القاب امام العصر(عج)

«الناطق بالحكمة‌ والصدق» هو اللقب الخامس والعشرون من القاب مولانا المهدي عجل الله تعالى فرجه حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين المباركة،
من الاحاديث الشريفة المبينة لها:
روي في عدد من المصادر المعتبرة مسنداً عن الامام الصادق () قال: «العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ماجاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فاذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم عليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً».

كما روي عن الامام الباقر () انه قال ضمن حديث عن عصر ظهور المهدي الموعود عجل الله فرجه: وتؤتون الحكمة في زمانه حتى ان المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسوله ().

واضح من هذين الحديثين ونظائرهما المروية في المصادر المعتبرة ان ما يقوم به مولانا المهدي في عصر ظهوره (عجل الله فرجه) هو النطق بالحكمة بمعنى نشر الحكمة الالهية والمعارف الحقة التي لا تسمح اوضاع ما قبل ظهوره ببثها بين الناس لعدم توفر شروطها اما لعدم القدرة على استيعابها او لاحتمالات سوء فهمها نتيجة لما يبثه اعداء الحكمة من ضلالات تضبب عليها.

وبزوال هذه الاوضاع في عصر دولة اهل البيت () تتوفر الاوضاع المناسبة لبث هذه الحكمة فينطق بها () ويوصلها الى العالمين ويصدقها القرآن الكريم ان الناس سيجدون ان المعارف والحكمة الالهية التي ينطق بها () مبثوثة في كتاب الله عزوجل ولذلك نلاحظ في الاحاديث الشريفة انها تخبر عن قيام الامام المهدي بعد ظهوره بترويج ثقافة تعليم القرآن كما انزل وعلى اوسع نطاق.

دلالات لقب "كلمة الله" التامة من القاب المهدي(عج)

دلالات ومعنى لقب (كلمة الله التامة) من القاب مولانا المهدي (ارواحنا فداه) ان لهذا اللقب جذوراً قرآنية، وان المراد منه هو الولاية الالهية العامة‌ التي يجعلها الله فيمن شاء من عباده ليكون ائمةً يهدون اليه بأمره لما صبروا على البلاء بمختلف اقسامه وكانوا بآيات الله جميعاً يوقنون.

ان كلمات الله عزوجل مراتب اعلاها هي ما تجسدت في سيد الخلائق اجمعين محمد () وفي ائمة اهل بيته المعصومين () ومنهم خاتم الاوصياء المهدي الموعود عجل الله فرجه، ولذلك لقبوا بلقب (كلمات الله التامة)، فعندهم اعلى مراتب الولاية الالهية وبهم يبتلى الاخرون، أي ينالون من مراتب العهد الالهي او الولاية‌ الربانية بقدر اقترابهم من مراتب محمد وآله () في الصبر واليقين.

قال مولانا الامام الكاظم () يحيى بن اكثم الذي سأله عن قول الله عزوجل «ما نفدت كلمات الله» (لقمان، 27).

قال: نحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى.
وهذا هو المعنى الاول للقب (كلمة الله التامة) من القاب مولانا المهدي وبه يشترك مع جميع آبائه الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين، وثمة معنىً آخر يختص به، وهو ظهور الارادة الالهية‌ في دولته عجل الله فرجه، اذ ان (الكلمة) في المصطلح القرآني تعني ايضاً الارادة الالهية‌ الكامنة في قوله للشيء اذا اراده «كن فيكون».
وهذا المعنى هو المشار اليه في حديث الامام الباقر () المروي في تفسير علي بن ابراهيم وغيره، في بيان مصداق قوله عزوجل «ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته» (الشورى، 24).
قال (): يعني بالائمة والقائم من آل محمد ().

المرتقب الخائف

وهذا اللقب هو ايضاً من الألقاب ذات الجذور القرآنية، فأصله ورد في موضعين من سورة القصص ضمن حكايتها لما جرى لكليم الله موسى () في مناصرته لأحد شيعته في نزاعين من القبط، الموضع الاول في الآية 18، والثاني في الآية 21 من سورة القصص.

اي قوله تعالى «فأصبح في المدينة خائفاً يترقب» وذلك بعد قتل عدوه الأول، وقوله تعالى «فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين» وذلك بعد ان اخبره مؤمن آل فرعون «يا موسى ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج اني لك من الناصحين».

وقد روى الشيخ المفيد في الارشاد وغيره ان الامام الحسين () عندما خرج من مكة المكرمة بأتجاه كربلاء تلا قوله عزوجل «فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين».
وعندما نلاحظ المنشأ القرآني لهذا اللقب من القاب مولانا المهدي (سلام الله عليه) نعرف بسهولة معنى وصف الامام بالخائف، اذ يتضح انه ليس المراد من الخوف الطبيعي المألوف، بل المقصود الاشارة الى الأخطار التي تتهدده ()، بمعنى ان المراد هو التنبيه الى كونه (ارواحنا فداه) معرض في كل حين لخطر القتل والتصفية والابادة مثلما كان حال موسى كليم الله ومثلما كان حال سيد الشهداء الامام الحسين () عندما خرج من مكة بعدما وصلت اخبار خطة اموية لاغتباله في البلد الحرام.

وعليه يتضح ان من اهم دلالات لقب (الخائف المرتقب) هو ان الامام في حالة مستمرة من الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة لدرء خطر القتل والتصفية الذي يتهدده، وهذا هو من اهم علل غيبته () فهي وسيلة لدرء خطر القتل مثلما كان خروج موسى من مصر وتوجهه الى مدين وغيبته فيها وسيلة لدرء مؤامرة قتله التي حاكها الملأ.

فإن الخوف هنا هو خوف على تعريض المخطط الالهي لحفظ الحجة وهداية‌ العباد للخطر بقتل الامام (ارواحنا فداه) والا فان اولياء الله هم اشد حباً لله واشد شوقاً للقائه عزوجل، وابعد الناس عن الحرص على الحياة الدنيا.

اما ما هو سر اقتران وصف الخائف في هذا اللقب بصفة المرتقب؟ الاجابة تمر عبر معرفة معنى المرتقب، وهو صفة من الترقب الذي يعني مراقبة الاوضاع مقرونة بأنتظار تحقق شيءٍ منتظر، وهو هنا الوعد الالهي او الاذن الالهي بالظهور وازاحة ستار الغيبة الذي وضع لدفع الاخطار المهددة لحياة الامام (ارواحنا فداه).
وعليه يكون معنى هذا اللقب من القاب مولانا المهدي(سلام الله عليه) هو انه يتخذ في غيبته الاجراءات اللازمة لدرء مؤامرات الطواغيت لقتله، وكذلك لدرء اخطارهم على مسيرة التمهيد لتحقق الوعد الاهلي بأظهاره () واظهار الدين الحق على يديه، مترقباً الاذن الالهي بذلك في كل حين.

المهدي والنجاة من امواج الفتن

«سفينة النجاة»، هو اللقب التاسع والعشرون من القاب مولانا الحجة المهدي (ارواحنا فداه) حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين المباركة التي أمرنا بتلاوتها اذا اردنا التوجه الى الله عزوجل بأمام العصر (سلام الله عليه).

وهذا من الألقاب والأوصاف التي تصدق على جميع عترة النبي الاكرم واهل بيته () كما هو صريح الحديث النبوي المشهور المروي بطرق كثيرة عند الفريقين حيث يقول (): «انما مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق».

وحديث سفينة نوح هو من الأحاديث الدالة على عصمة ائمة العترة النبوية () بل والأهم من ذلك هو ان اتباعهم يعصم متبعيهم ومنجيهم كما هو واضح من التمعن في دلالات تشبيههم بسفينة‌ نوح () قال العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين في كتاب المراجعات: «وانت تعلم ان المراد بتشبيههم بسفينة نوح، هو ان من لجأ اليهم في الدين فأخذ فروعه واصوله عن أئمتهم الميامين، نجا من عذاب النار، ومن تخلف عنهم كان كمن آوى يوم الطوفان الى جبل ليعصمه من امر الله، غير ان ذاك غرق في الماء وهذا في الحميم والعياذ بالله...».
وقال ابن حجر من كبار علماء الشافعية في كتابه الصواعق الحرقة: «ووجه تشبيههم بالسفينة ان من احبهم وعظمهم شكراً لنعمة مشرفهم واخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم وهلك في مفاوز الطغيان».

عندما نطبق هذا المعنى على امام العصر المهدي (سلام الله عليه) نعرف ان تلقيبه بلقب (سفينة النجاة) يدل على كونه مظهر حبل الله عزوجل المنجي في عالمنا المعاصر، بمعنى ان التمسك بولايته (سلام الله عليه) هو سبيل النجاة من اشكال الفتن الفكرية والاخلاقية والسلوكية والروحية التي يعج بها عالمنا المعاصر.

اما بالنسبة لمصاديق التمسك بولايته في غيبته (عجل الله فرجه) فهي تتمثل بالعمل بوصاياه والرجوع الى ما ثبت عن آبائه الطاهرين () والتوسل به قلبياً الى الله عزوجل في الشدائد والفتن، والدعاء له وترسيخ مودته في القلب ونظائر ذلك من التكاليف.

ان التوجه الى الله عزوجل بأمام زماننا المهدي (ارواحنا فداه) يعني في الواقع اللجوء الى سفينة النجاة‌ الحقيقة التي لا يوجد غيرها ما يعصم من الضلالات، وهذا هو لب معنى توصيفه () بأنه سفينة النجاة وسفينة نوح، ففي ذلك اشارة مهمة‌ الى انه لا يوجد سبيل للنجاة غير التمسك بولايته (ارواحنا فداه).

دلالات لقب علم الهدى :
التنور بالمهدي عقلاً وقلباً

«نور أبصار الورى» هو اللقب الحادي والثلاثون من القاب مولانا الحجة المهدي (نور الله قلوبنا بنور معرفته) وذلك حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين المباركة.

ولا يخفى أن المراد من التنوير هنا هو تنوير ابصار العقول والقلوب، اي البصائر فيكون المراد أن امام العصر (سلام الله عليه) هو النور الذي ترى به العقول حقائق الامور فتهتدي الى الحق، وتسلك طريقه.

وهو () النور الالهي الذي تتنور به القلوب ايضاً بمشاهدة حقائق التوحيد والايمان وجدانياً خالية ً من كل شك او شبهة، وبذلك تمتلأ القلوب محبة لله عزوجل وايماناً وتصديقاً بما جاء‌ به اولياؤه المقربون ().

ولكن كيف ينور المؤمن عقله وقلبه بنور ابصار الورى امام العصر مولانا المهدي (

في الاجابة عن السؤال المتقدم
نقول: إن نقطة البداية للتنور بنور ابصار الورى () هو ان نتعرف على حقائق الهداية المنثورة فيما روي عنه (سلام الله عليه) في مختلف فروع المعرفة الدينية في رسائله وأدعيته ووصاياه (عجل الله فرجه).

ثم العمل بهذه الوصايا لمهدوية وبما تقتضيه الحقائق التوحيدية والاخلاقية المنثورة في تراثه () فإن من عمل بما علم اورثه الله علم مالم يعلم،كما ورد في الحديث الشريف المأثور عن مولانا ابي عبدالله الصادق ().
وهذه الوراثة العلمية من الله عزوجل هي حقيقة العلم النوراني الذي وردت الاشارة اليها في حديث الامام الصادق () انه قال: العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء.
اي انه بذلك يتحقق التنور القلبي ايضاً اضافة ً الى التنور العقلي، ويضاف الى ذلك ان مما يزيد تنور القلب بحقائق التوحيد والايمان هو ترسيخ محبة مولانا امام العصر (ارواحنا فداه) في القلب ودوام الدعاء له وصدق التمسك بولايته والتوجه به الى الله عزوجل.

خير من تقمص وارتدى

اللقبان الثاني والثلاثون من القاب مولانا امام العصر () حسبما ورد في زيارة آل ياسين المباركة هما: خير من تقمص وارتدى

فهو يشير الى افضلية الامام المهدي (ارواحنا فداه) على جميع اهل عصر امامته، وهذا من اصول عقائد مدرسة اهل البيت () في الامامة فهم يقولون ان الامامة عهد الهي يعطيه تبارك وتعالى لأفضل خلقه في كل عصر.
وهذه الافضلية عامة تشمل جميع شؤونه الامام () فهو الافضل في علمه واخلاقه وعمله وايمانه وفي مختلف المجالات، لكي يكون قدوة‌ ً واسوة‌ ً للجميع مهما بلغت مراتبهم الايمانية والسلوكية.

ولا يخفى ان معرفة افضلية امام زماننا –ارواحنا فداه- في جميع الشؤون والمجالات، وترسيخ هذه المعرفة في القلب من شأنها ان تشكل حافزاً اضافياً للمؤمنين لكي يهتموا بأمر السعي للتأسي به () في مختلف المجالات، وكذلك لتعميق مودته في القلوب والعمل بوصاياه والتوسل الى الله تعالى به وهذه من اوضح مصاديق التمسك بولايته (سلام الله عليه).

(مجلي العمى)

اللقب والثالث والثلاثون من القاب مولانا امام العصر () حسبما ورد في زيارة آل ياسين المباركة (مجلي العمى)

لقب «مجلي العمى» ومعناه واضح وهو انه () يزيل عن ابصار الناس العمى بمعنى انه يجعلهم يرون الأمور على حقائقها.

نعم، فواضح ان المقصود هو العمى القلبي بالدرجة الأولى، بمعنى انه يزيل عن الناس ما يحجبهم عن رؤية حقائق الامور سواء في المعارف العقائدية او الاخلاقية والسلوكية، ولكن متى يكون ذلك؟

في الاجابة عن السؤال المتقدم، نقول: ان ازالة العمى او الموانع التي تصد عن رؤية الحق من قبل الناس، تتحقق على يد بقية الله المهدي المنتظر في عصر ظهوره (عجل الله فرجه)، بأكمل صورها واشملها، وهذا امر واضح دلت عليه كثير من النصوص الشريفة.

ولكن هل ان مولانا الامام المهدي هو «مجلي العمى» في عصر غيبته ايضاً؟!

لعل الاجابة‌ عن هذا السؤال تتضح من خلال ما ورد في الأحاديث الشريفة المتحدثة عما يقول به () من مهام الامامة والهداية ‌في عصر غيبته.

الواضح من هذه الأحاديث، والأصول العقائدية المرتبطة بدور الامام وكذلك من روايات الفائزين بلقائه () في عصر الغيبة، الواضح من كل ذلك ان الامام يقوم بهذا الدور في عصر غيبته ايضاً ويوصل طلاب الهداية الالهية الى رؤية حقائق الامور، ولكن بأساليب تتناسب مع الأوضاع الخاصة بعصر الغيبة وشروطها.

من هنا يتضح ان باب التوسل به () الى الله عزوجل بهدف رؤية الامور على حقيقتها مفتوح للمؤمنين في عصر الغيبة، بل إن هذا الامر قد تحقق لكثير من المؤمنين وعرفوا الحق بمعونة امام زمانهم وزال عنهم العمى ببركة هدايته، منذ عصر الغيبة الصغرى والى يومنا هذا.


نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا



توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



آخر تعديل بواسطة سليلة حيدرة الكرار ، 22-Dec-2010 الساعة 06:03 PM.

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

  الخميس 13 آذار 2025 ميلادى - 13 رمضان 1446 هجرى   


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc