في معنى « الحوراء »

الحوراء : من ألقاب الطيبة فاطمة الزكية .

وجمعه « الحور » بالضم ، وحور حوران .

والحور - كما في المجمع - جمع حوراء - بالفتح والمد - وهي الشديدة بياض العين في شدة سوادها ، قال تعالى ( حور مقصورات في الخيام ) وقال تعالى : ( حور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون * جزاء بما كانوا يعملون ) .

والعين : جمع عيناء ، وهي الواسعة الحسنة العين ، وإنهن خلقن من تسبيح الملائكة . والحوراء سوداء العين كلها مثل أعين الظباء .

والحور : أي الرجوع إلى النقصان والبياض ، والمصدر أحور . ويلاحظ في صفة هذه المخدرة غالبا تعبير ب‍ « الحوراء الإنسية » ، يعني أن فاطمة حورية بصورة الإنس ، كما ورد في البحار عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) « فاطمة حوراء إنسية » أو « حوراء آدمية لم تطمث ولم تحض » .

وأيضا في الكتاب المذكور عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حديث طويل : « ففاطمة بضعة مني وهي نور عيني وثمرة فؤادي وروحي التي بين جنبي وهي الحوراء الإنسية » .

وروى المرحوم ثقة المحدثين في كتاب مولد فاطمة عن أسماء بنت عميس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : « إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية » .

وفي الأخبار المعراجية قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد ، وأطيب رائحة من المسك ، وأحلى من العسل ، فأخذت رطبة فأكلتها ، فتحولت الرطبة نطفة في صلبي ، فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، ففاطمة حوراء إنسية ، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة ( عليها السلام ) » .

وفي عيون الأخبار عن عبد السلام بن صالح الهروي قريب منه .

وروي عن أهل البيت ( عليهم السلام ) وتبعهم المفسرون من الشيعة الإمامية في ذيل الآية المباركة ( وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد ) قال : فيها أزواج مطهرة لا يحضن ولا يحدثن .

وقد اتفق الفريقان أن فاطمة ( عليها السلام ) سيدة الأزواج المطهرة من الحور العين ونساء الجنان ، وطهارتهن في الجنة من الأخباث الصورية ناشئ من طهارتهن المعنوية .

وروي في حديث آخر في صفة الحور العين أنهن خلقن من تربة الجنة النورانية ، وأن مخ ساقهن ليرى من وراء سبعين حلة .

وحقا قيل : « أين التراب ورب الأرباب » . ولنعم ما قيل : وما عهدي تحب تراب أرض * ولكن من يكون بها حبيب روي في أحاديث أهل بيت العصمة ( عليهم السلام ) أن الحور العين خلقن من نور الوجود الفاطمي المقدس ، وخلقت هي في صورتها الإنسية من رطب الجنة ، وشتان بين المنشأين ؟ وفي حديث الإحتجاج على الزنديق من كتاب الإحتجاج « أن الحوراء خلقت من الطيب لا تعتريها عاهة ولا يخالط جسمها آفة . . . الخ

وروي : لو أن حوراء بزقت في بحر لعذب ذلك البحر .

ولقد أجاد :

على نفسه فليبك من ضاع عمره * وليس له منها نصيب ولا سهم

وفي الخبر : إذا مشت الحورية سمع من خلخالها التسبيح ، وضحك عقدها وهو من ياقوت ، ومجد شراك نعلها وهو من ذهب ، وعليها سبعون حلة بسبعين لون وسبعين نوع من الطيب ، كل طيب له رائحة غير الأخرى . . . الخ .

وأسكر القوم دور كأس * وكان سكارى من المدير وفي معنى قوله تعالى ( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ) .

قال ابن عباس : « بينا أهل الجنة في الجنة بعد ما سكنوا رأوا نورا أضاء الجنان ، فيقول أهل الجنة : يا رب إنك قد قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل ( لا يرون فيها شمسا ) فينادي رضوان : ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر ، وإن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما » وفيهم نزلت سورة « هل أتى » .

العودة إلى الصفحة الرئيسية