في معنى « العذراء »

العذراء : لقب شريف من الألقاب الكريمة لفاطمة ( عليها السلام ) .

في مجمع البحرين : عذراء مثل حمراء : البكر ، لأن عذرتها - وهي جلدة البكارة - باقية ، وجمعها عذارى بفتح الراء وكسرها .

يقال أبو عذرتها أي هو الذي افتضها ، وفي الحديث « دفن في الحجر مما يلي الركن الثالث عذارى بنات إسماعيل ( عليه السلام ) » .

والعذار بالكسر : الختان ، ومنه الخبر المعروف « لا وليمة إلا في عذار » .

وقال في معنى البكر : والبكارة أيضا عذرة المرأة ، وفي تفسير قوله تعالى ( فجعلناهن أبكارا ) قال : وهي العذراء من النساء التي لم تمس .

وفي قوله تعالى ( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) في مدح الحور العين أي لم يمسهن إنس ولا جان ، والطمث المس .

والبكر هي العذراء من النساء ، والبكارة عذرة المرأة .

فإن كان المراد أن فاطمة كانت باكرا في وقت ما ، فليس في ذلك فضيلة وصفة خاصة ; فالأغلب على ذاك بل المراد دوام البكارة مع الزوجية والإيلاد ، فتكون كرامة لفاطمة وفضيلة خاصة من خصائص الزهراء ( عليها السلام ) .

وهو من معاني البتول كما مضى في قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة بتول لأنها ترجع بكرا كل ليلة ، ومريم بتول لأنها ولدت عيسى بكرا .

قال المرحوم الفيض في الصافي ذيل قوله تعالى ( فجعلناهن أبكارا ) يعني دائما.

وفي كتاب الإحتجاج سئل الصادق ( عليه السلام ) : فكيف تكون الحوراء في كل ما آتاها زوجها عذراء ؟ قال : إنها خلقت من الطيب - وفي حديث من تربة الجنة النورانية - لا تعتريها عاهة ، ولا تخالط جسمها آفة .

وهذا من فضل الله تعالى عليها ومن مزاياها الخاصة في الآخرة والأولى .

وقد مر في الكلام عن الألقاب السابقة قوله ( عليه السلام ) : « فما كمل أحد من النساء إلا أربعة ، خيرهن فاطمة ( عليها السلام ) » فلا بد أن تكون فاطمة كاملة في أنوثتها لا يعتريها نقص ، ومن الكمالات الممدوحة في النساء غاية المدح دوام البكارة مع المباشرة وهكذا كانت فاطمة ( عليها السلام ) .

وبعبارة أخرى كانت صفات الحور العين من عدم الحيض ودوام البكارة ظاهرة في تلك المخدرة العظمى .

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أعطاني الله فاطمة العذراء ترجع كل ليلة بكرا ، ولم يعط ذلك أحد من النبيين ، والحسن والحسين ( عليهما السلام ) ولم يعط أحد مثلهما ، وأعطاني صهرا مثلي ، وأعطاني الحوض وقسمة الجنة والنار ولم يعط الملائكة ، وجعل شيعته في الجنة ، وأعطاني أخا مثلي وليس لأحد أخ مثلي » .

هذا ما أخبرنا به السيد المختار والأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ، وقد أخبرونا حقا وقالوا صدقا .

العودة إلى الصفحة الرئيسية