{وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ ‏الْوُثْقَى}‏ سورة لقمان الآية 22‏

قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ} بالاستسلام الكلِّي له في كل أموره، والإقبال ‏الكامل عليه بكل أقواله وأفعاله، بحيث تكون ذاته خاضعة له بكلِّ عمقِ الفكر والشعور {وَهُوَ ‏مُحْسِنٌ} في عمله وسلوكه الذي يتحرك معه في اتجاه إسلامه لربه {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ‏التي لا انفصام لها، لأنها تمثل الصلابة القوية التي لا مجال فيها للخلل من كل جهة، لأنها ترتبط ‏بالله، وكل ما يرتبط به فهو ثابت ثبات الكون كله [من وحي القرآن ج18 ص 205]

أقول: هذا كلام السيد محمد حسين فضل الله، ولسنا نطلب منك إلا أن تقارن بين ما ذكره، وبين ما أخرجه أئمة ‏الضلال؟
فقد أخرج الحاكم الحسكاني ـ وهو من أبناء السُّنة ـ بإسناده عن أنس بن مالك في قوله تعالى ‏‏{وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ} قال: نزلت في عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام).‏

وأخرج ابن حبان في الثقات، وابن عساكر في تاريخه، وابن كثير في البداية والنهاية ـ وهؤلاء ‏من أبناء السُّنة ـ بإسنادهم عن حماد بن سلمة قال: سمعت أيوب السختياني يقول: مَن أحبَّ علياً ‏‏(عليه السلام)، فقد استمسك بالعروة الوثقى.‏

أقول: وأخرجه ابن عساكر أيضاً بإسناده عن ابن سليمان عن أيوب السختياني.‏
وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق، بإسناده عن حميد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ‏‏(صلى الله عليه وآله): مَن أحسنَ القول في عليٍّ (عليه السلام)، فقد استمسك بالعروة الوثقى لا ‏انفصام لها.‏

وأخرج الخوارزمي في المناقب ـ من أبناء السُّنة ـ والشيخ الطوسي في الأمالي، بإسنادهما عن ‏عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبيُّ (صلى الله عليه وآله) الرايةَ يوم خيبر إلى عليِّ ‏بن أبي طالب (عليه السلام)..... وقال (صلى الله عليه وآله) له: أنت العروة الوثقى.‏

وأخرج محمد بن سليمان في مناقبه، بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى ‏الله عليه وآله): مَن أحبَّ أهل بيتي، فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.‏

وأخرج الصَّدوق في معاني الأخبار، بإسناده عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال: قال ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَن أحبَّ أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، فليتمسك ‏بولاية أخي ووصيي عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام).‏

وأخرج فرات في تفسيره، عن سفيان قال: قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد (صلى الله عليه ‏وآله):... يا سفيان، إن أردتَ العروة الوثقى، فعليك بعليٍّ (عليه السلام)، فانه واللهِ يُنجيك.‏

وأخرج الخزاز في كفاية الأثر، بإسناده عن أنس بن مالك قال: صلَّى بنا رسول الله (صلى الله ‏عليه وآله) صلاةَ الفجر، ثم أقبل علينا فقال: معاشرَ أصحابي، مَن أحبَّ أهلَ بيتي حُشِر معنا، ‏ومن استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى.‏

وأخرج الصَّدوق في عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ‏قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَن أحبَّ أن يتمسك بالعروة الوثقى، فليتمسك بحبِّ ‏عليٍّ (عليه السلام) وأهل بيتي (عليهم السلام).‏
وأخرج الصَّدوق في الخصال وكمال الدين، بإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمد الصادق ‏‏(عليهما السلام).... قال ـ بعد أن عدَّد الأئمة (عليهم السلام) ـ: وهم العروة الوثقى.‏

أقول: وقد ورد زيادة على ما نقلناه، والمُلفت بالنظر، أنَّ هذا المفسِّر المعاصر، قد سلك طريق ‏الاحتياط في عدم التعرُّض لما ورد في هذه الآية مما يخصُّ آل محمد (صلى الله عليه وآله)، يقيناً ‏منه أنَّ النجاة يوم العرض على الله تعالى يكون بالإعراض عن نقل وذكر ما ورد عنهم صلوات ‏الله ربي وسلامه عليهم‏‏ عيون أخبار الرضا ج 1 ص 63 و129 ـ 130 ؛ الخصال ص 478 ـ 479 ؛ كمال الدين وتمام النعمة ص 336 ـ 337 ؛ ‏الأمالي للشيخ الصَّدوق ص 92 ؛ معاني الأخبار ص 368 ـ 369 ؛ كفاية الأثر ص 73 ـ 74 ؛ مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن ‏سليمان الكوفي ج 2 ص 100 ـ 101 ؛ شرح الأخبار ج 1 ص 239 ‏ ـ240 ؛ مائة منقبة ص 149 ؛ الأمالي للشيخ الطوسي ص ‏‏351 ؛ مناقب آل ابي طالب ج 1 ص 410 وج 2 ص 273 - 274 و296 وج 3 ص 65 و170 و445 ؛ بحار الأنوار ج 10 ص ‏‏352 ـ 353 و360 ـ 361 وج 24 ص 83 ـ 85 وج 26 ص 259 وج 28 ص 45 وج 36 ص 16- 17 و20 و310 ؛ تفسير ‏القمي ج 1 ص 84 - 85 وج 2 ص 166 ؛ تفسير فرات الكوفي ص 115 و370 - 372 ؛ التفسير الصافي ج 1 ص 284-285 ‏وج 2 ص 33 ؛ التفسير الأصفى ج 1 ص 122؛ تفسير نور الثقلين ج 1 ص 261 ‏‎–‎‏ 264 وج 4 ص215 ؛ تفسير كنز الدقائق ج ‏‏1ص 612 ـ 614 ؛ تأويل الآيات ج 1 ص 439.

من مصادر أبناء السُّنة: شواهد التنزيل ج 1ص 570 ـ 571 ؛ الثقات لابن حبان ج 9 ص 87 ؛ تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 157 ‏ـ 158 وج 39 ص501 ـ 502 وج 42 ص530 وج 51 ص 421 وج 54 ص 193وج 86 ص 262 ـ 264 ؛ البداية والنهاية ‏ج 8 ص 12 ؛ المناقب للخوارزمي ص 61 ؛ ينابيع المودة ج 1ص 330 ـ 331 و403 ـ 404 وج 2 ص 318 و 368 ؛ فيض ‏القدير ج 2 ص 658 ـ 659.‏

العودة