‏{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ ‏الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}‏ سورة المطففين الآية 29‏       

قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} من الكفار الذين جسَّدوا جريمةَ ‏الكفر في عقولهم وانتمائهم، ‏وعاشوا مسؤولية الدعوة إليه، ‏والوقوف أمام كل دعوة للإيمان بالله، فكانت الجريمة مزدوجة من ‏‏خلال ما عاشوه في أنفسهم، وما اعتدوا به على غيرهم في إقامة ‏الحواجز بينهم وبين الإيمان، أو ‏في منع المؤمنين من حرية ‏الحركة في الانتماء والدعوة، والعمل على اضطهادهم بمختلف ‏‏الوسائل التي يملكونها في ذلك الاتجاه، ومنها أنهم {كَانُوا مِنَ الَّذِينَ ‏آمَنُوا يَضْحَكُونَ} كأسلوب من ‏أساليب السخرية منهم والاستهزاء ‏بهم، في ما كانوا يلتقون به من مفردات حياتهم [من وحي القرآن ج24 ص 139]
أقول: أخرج الحاكم الحسكاني ـ من أبناء السُّنة ـ في الشواهد، ‏ومحمد بن العباس في تفسيره، ‏بإسنادهما عن عبد الرحمان بن ‏سالم ـ واللفظ للحسكاني ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) في ‏‏قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا... إلى آخر السورة} قال: نزلت في ‏عليٍّ (عليه السلام)، والذين ‏استهزؤوا به من بني أمية، إنَّ علياً ‏‏(عليه السلام) مرَّ على نفر من بني أمية وغيرهم من المنافقين ‏‏فسخروا منه، ولم يكونوا يصنعون شيئاً إلا نزل به كتاب، فلما رأوا ‏ذلك مطوا بحواجبهم فأنزل ‏الله تعالى {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ ‏يَتَغَامَزُونَ}
سورة المطففين الآية 30
وبإسنادهما عن أبي صالح ـ واللفظ للحاكم ـ عن ابن عباس في ‏قوله {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا... إلى ‏آخر السورة} قال: فالذين آمنوا ‏عليُّ بن أبي طالب (عليه السلام) وأصحابه، والذين أجرموا منافقو ‏‏قريش.‏
وأخرج الحاكم الحسكاني أيضاً، بإسناده عن الضحاك عن ابن ‏عباس في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ ‏أَجْرَمُوا} قال: هم بنو عبد شمس، ‏مرَّ بهم عليُّ بن أبي طالب (عليه السلام) ومعه نفر فتغامزوا به ‏‏وقالوا: هؤلاء هم أهل الضلال، فأخبر الله تعالى ما للفريقين عنده ‏جميعاً يوم القيامة وقال: {فَالْيَوْمَ ‏الَّذِينَ آمَنُوا} وهم عليٌّ (عليه ‏السلام) وأصحابه {مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ * ‏‏هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
سورة المطففين الآيات 34 ـ 36 بتغامزهم وضحكهم وتضليلهم ‏علياً (عليه السلام) وأصحابه، ‏فبشَّر النبي (صلى الله عليه وآله) ‏علياً (عليها السلام) وأصحابه الذين كانوا معه.‏
وبإسناده عن مقاتل في قوله تعالى{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ ‏الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ} قال: وذلك ‏أنَّ عليَّ بن أبي طالب (عليه ‏السلام) انطلق في نفر إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فسخر ‏منهم ‏المنافقون وضحكوا وقالوا: {إِنَّ هَؤُلاَءِ لَضَالُّونَ} يعني يأتون ‏محمداً (صلى الله عليه وآله) يرون ‏أنهم على شيء، فنزلت هذه ‏الآية قبل أن يصِلَ عليٌّ (عليه السلام) ومن معه إلى النبي (صلى ‏الله ‏عليه وآله) فقال: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} يعني المنافقين {كَانُوا مِنَ ‏الَّذِينَ آمَنُوا} يعني عليَّاً وأصحابه ‏‏{يَضْحَكُونَ} إلى آخرها، ‏ستنظرون إليهم وهم يُعذَّبون في النار.‏
وأخرج محمد بن العباس في تفسيره، بإسناده عن عباية بن ربعي ‏عن عليٍّ (عليه السلام) أنه كان ‏يمر بالنفر من قريش فيقولون: ‏أنظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد (صلى الله عليه وآله) واختاره ‏‏من بين أهله، ويتغامزون فنزلت هذه الآيات {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ‏كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * ‏وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ... إلى ‏آخر السورة}‏
وبإسناده عن مجاهد في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ ‏الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ} قال: إنَّ ‏نفراً من قريش كانوا يقعدون بفناء ‏الكعبة فيتغامزون بأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ‏‏ويسخرون منهم، فمرَّ بهم عليٌّ (عليه السلام) في نفر من أصحاب ‏رسول (صلى الله عليه وآله) ‏فضحكوا منهم وتغامزوا عليهم، ‏وقالوا: هذا أخو محمد (صلى الله عليه وآله)! فأنزل الله عزَّ وجل ‏‏‏{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ} فإذا كان يوم ‏القيامة أُدخل عليٌّ (عليه السلام) ‏ومن كان معه الجنة، فأشرفوا ‏على هؤلاء الكفار ونظروا إليهم، فسخروا منهم وضحكوا، وذلك ‏‏قوله تعالى {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}.‏
وفي مناقب ابن شهرآشوب: عن الزجاج ومقاتل والكلبي والضحاك ‏والسدي والقشيري والثعلبي ـ ‏وجميعهم من أئمة أبناء السُّنة ـ ‏أنًّ علياً (عليه السلام) جاء في نفر من المسلمين إلى رسول الله ‏‏‏(صلى الله عليه وآله)، فسخر بهم أبو جهل والمنافقون وضحكوا ‏وتغمزوا، ثم قالوا لأصحابهم: ‏رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه، ‏فأنزل الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ‏يَضْحَكُونَ}.‏
وفي مجمع البيان وتفسير القرطبي عن مقاتل: أنها نزلت في أمير ‏المؤمنين (عليه السلام)، وفي ‏مجمع البيان زاد وعن الكلبي
بحار الأنوار ج8 ص 115 وج18 ص 178 وج24 ص 5 ‏وج 31 ص 655 ـ 657 وج 35 ص 339 ـ 340 وج 36 ‏ص ‏‏66 ـ 69 وج 39 ص 224 ؛ مناقب آل ابي طالب ج 3 ‏ص 30 ـ 31؛ مناقب أهل البيت للشيرواني ص 79 ؛ تفسير ‏فرات الكوفي ‏ص 546 ؛ تفسير مجمع البيان ج 10 ص 298 ؛ ‏التفسير الصافي ج 5 ص 302 ؛ التفسير الأصفى ج 2 ص ‏‏1421 ؛ نور الثقلين ‏ج5 ص535؛ تفسير الميزان ج 20 ص ‏‏240 ؛ شواهد التنزيل ج 2 ص 426 إلى 428 ؛ تفسير القرطبي ‏ج 19 ص 267 ؛ تأويل ‏الآيات ج 2 ص 780 ـ 781.‏


أقول: وهل أنَّ السيد محمد حسين لم يلحظ هذه الأخبار؟!!‏
أو أنه يتهمُ أبناء السُّنة بوضع هذه الأخبار وبافتعالها؟!‏
أو أنَّ هذه الأخبار والتي تُثبت منقبة وفضيلة لمولى المتقين (عليه ‏السلام)،قد صنعها الموساد ‏الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية، ‏والتعامل معهم محرَّمٌ في مثل هذه الأمور فحسب عند السيد محمد حسين فضل الله ؟!!

العودة